موقع 24:
2024-12-18@05:33:18 GMT

كيف فاز ترامب.. ولماذا ستكون رئاسته الثانية مختلفة؟

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

كيف فاز ترامب.. ولماذا ستكون رئاسته الثانية مختلفة؟

بشكل عام، يمكن القول إن الانتخابات يحسمها الاقتصاد لا السياسة الخارجية، على الأقل في معظم الأحيان. وهذا بالضبط ما حدث في الانتخابات الأميركية وقلَب الموازين لمصلحة دونالد ترمب، وهذه ليست أول مرة يكون فيها الاقتصاد عاملاً رئيسياً في الهزيمة والفوز.

أما السؤال الرئيسي الذي يدور في أذهان الناس فهو بالطبع: ماذا ستعني رئاسة ترامب الثانية لأميركا وللعالم؟
قبل الدخول في التوقعات بشأن رئاسته، التي أرى أنها ستكون مختلفة، يمكن تلخيص العوامل التي حققت له هذا الفوز المذهل، الذي جعله يعود من ركام رئاسته الأولى ليصبح ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يفلح في الفوز بالرئاسة لفترتين غير متتاليتين، في 4 عناوين هي: بايدن، والاقتصاد، والهجرة، وكمالا هاريس، لكن أهمها دون جدال هو «العامل الاقتصادي».


المفارقة أن أداء الاقتصاد الأميركي من حيث معدلات النمو والتوظيف لم يكن سيئاً، لكن «التضخم وإحباط الناس من الغلاء» كان العامل الحاسم في النتيجة. ترمب بحسّه الشعبوي لعب أوراقه جيداً، فركز على هاجسَيْ التضخم والهجرة، واعداً الناخبين بأنه سيهزم التضخم، وسيواجه مشكلة الهجرة غير الشرعية بحزم، وسينفذ أكبر عملية لترحيل المهاجرين.
هذه الوعود وجدت صداها بين الناخبين الغاضبين على إدارة بايدن، لكن مسؤولية الرئيس المغادر عن فشل الديمقراطيين انتخابياً لا تتوقف عند هذا الحد... فتشبثه بالرئاسة وتأخره في سحب ترشحه، وسط التقارير المتكررة بشأن عجزه عن الاستمرار في الحكم، وهفواته المتكررة، وتلك اللحظات الحاسمة التي تجمد فيها وبدا تائهاً ومنفصلاً عمّا يدور حوله... كل ذلك كان له دور كبير في خسارة حزبه. لقد أخلّ بايدن بوعده أن يكون رئيساً لفترة واحدة، فدفع الديمقراطيون الثمن. لو أنه التزم بوعده، لكان المجال مفتوحاً في وقت مبكر أمام المتنافسين الديمقراطيين، ولربما أتاح لهم ذلك الفرصة لاختيار مرشح أفضل. كمالا هاريس كانت فاقدة الشعبية، ومجردة من ميزة الشخصية الاستقطابية. أضف إلى ذلك أن الناخب كان يراها جزءاً من فشل الإدارة في مجال الاقتصاد. هناك بالطبع من يرى أنها خسرت لأن أميركا ليست مستعدة بعدُ لانتخاب امرأة للرئاسة، لكن الحقيقة أن «النوع» أو «اللون» لم يكونا العاملين الحاسمين، على الرغم من أنه قد يكون هناك قطاع من الناخبين حرّكته مشاعر التحيز هذه.
ترامب بعد فوزه أمامه طريقان: إما يختار أن يكون انتقامياً ويكرس وقته لتصفية الحسابات مع خصومه ويبقى مثيراً للجدل والانقسامات، وإما يكون رئيساً مختلفاً عن نسخته السابقة ويفاجئ الناس. تقديري أنه سيعمل جاهداً لتغيير صورته، ومحاولة ترك إرث يمحو به شيئاً مما علق به من فضائح وأزمات وقضايا، وهو يملك الفرصة لذلك بعد فوزه الكبير، واستعادة الجمهوريين السيطرة على مجلس الشيوخ، واحتمال سيطرتهم على مجلس النواب أيضاً (إذا صدقت التوقعات التي كانت متوفرة لحظة كتابة هذا المقال)، مع وجود أغلبية محافظة أيضاً في المحكمة العليا.
خارجياً، قال ترامب إنه لن يكون مشعل حروب؛ بل سيعمل على إنهائها، وهو ما سيُسعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويقلق أوكرانيا التي خسرت حليفاً قوياً في بايدن، وتعلم أن الرئيس الجديد ونائبه لديهما رؤية وخطة مختلفتان لإيجاد تسوية للحرب هناك.
أوروبا أيضاً تشعر بالقلق؛ بسبب نظرة ترمب السلبية إلى «الاتحاد الأوروبي»، وموقفه السابق من «حلف شمال الأطلسي (الناتو)»، وكلامه عن أن أميركا لن تكون البقرة الحلوب، وأن الذي يريد حمايتها فيجب أن يدفع نصيبه. أبعد من ذلك، يتخوف كثير من الدول الأوروبية من أن فوزه قد يغذي اليمين المتطرف والشعبويين ويعزز فرص مزيد من أحزابهم في الصعود إلى السلطة.
في معسكر القلقين أيضاً الصين، التي تتخوف من تصعيد الحرب الاقتصادية الأميركية عليها مع ازدياد حدة التنافس على موقع الصدارة اقتصادياً، وارتفاع وتيرة السباق العسكري.
إيران كذلك ضمن من يشعرون بالقلق بالنظر إلى سياسات ترمب السابقة تجاهها، وموقفه المتشدد بشأن ملفها النووي، إضافة إلى التزامه القوي بأمن إسرائيل وعلاقته القوية برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.عربياً، سيحافظ الرئيس العائد على علاقاته التي كوّنها سابقاً، وسيدفع بشدة مشروع «الصفقة الكبرى» التي لطالما تحدث عنها. ليس واضحاً ما إذا كانت تحركاته ستحقق سلاماً عادلاً يرضي الفلسطينيين، أم سيمضي في سياسات قد تعطل مشروعه، مثل نقله مقر السفارة الأميركية إلى القدس واعترافه بها عاصمة لإسرائيل التي اعترف لها أيضاً بضم الجولان. أضف إلى ذلك حديثه الخطر خلال الانتخابات عن أن إسرائيل تبدو صغيرة جداً على الخريطة وتحتاج إلى أن تكون أكبر. في كل الأحوال، يبقى المرجح أن يعمل على وقف الحرب في غزة ولبنان؛ لأنه يدرك أنه من دون ذلك، فلن يستطيع أن يخطو أي خطوة في «صفقته الكبرى».
أخيراً بالنسبة إلى حرب السودان، فإنها قد لا تكون في أولويات ترمب، لكنها لن تبقى بعيدة أيضاً عن تفكيره ومشروعه المذكور، مع الأخذ في الحسبان أن الكثير سيعتمد على التطورات من هنا وحتى تاريخ دخوله البيت الأبيض.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

برلماني: رسائل طمأنة من الرئيس السيسى للمواطنين عن الاقتصاد وسيادة الدولة

قال النائب إبراهيم الديب، عضو مجلس النواب، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، عددًا من رجال الصحافة والإعلام ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات، تضمن العديد من الرسائل المباشرة أبرزها، حديث القيادة السياسية عن الأوضاع المحيطة، والأحداث التى تشهدها المنطقة، والتأكيد على جاهزية القوات المسلحة والشرطة على مواجهة أي تحديات داخلية أو خارجية.

وأكد الديب، أن اللقاء تطرق صراحة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، بداية من الحرب فى قطاع غزة، والأوضاع فى سوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال واليمن، والأمن المائي باعتباره أولوية قصوى لمصر ومسألة وجود، وفى نفس الوقت الجهود المصرية لتسوية تلك الأزمات، وجهود مصر التى لم ولن تتوقف لدعم القضية الفلسطينية على وجه التحديد، وسرعة الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون أية عراقيل.

وأشار النائب إبراهيم الديب، إلى أن لقاء الرئيس السيسي أجاب عن العديد من التساؤلات التي تشغل المواطن البسيط فى الشارع، وهو ما يؤكد للجميع أن القيادة السياسية تتابع عن قرب كل ما يجري على الأرض ولغة التواصل مع المواطنين التى لم تنقطع، ولعل من أبرز ما تطرق إليه اللقاء أيضا أن الدولة المصرية قد قطعت شوطاً كبيراً على طريق الإصلاح في مختلف المجالات، وما زالت هناك بعض السلبيات نعمل بكل إخلاص على إصلاحها لبناء دولة قوية تكون عصية أمام أي معتدي، وهي رسالة مباشرة وقوية من الرئيس السيسي بأن مصر عازمة على استكمال مراحل البناء والتنمية وفى نفس الوقت عدم المساس بالسيادة المصرية.

وأكد الديب، على أن الرئيس السيسي حريص على دعم القطاعين الصناعى والزراعى، لأنهما يمثلان محورى الأمن الغذائي وتحقيق التنمية الشاملة، ولهذا أكد الرئيس السيسي خلال اللقاء حرص الدولة على توطين الصناعة لتقليل الاعتماد على الاستيراد قدر الإمكان، وبالتالي تخفيض الطلب على العملة الصعبة.

من جانبها، قالت النائبة مايسة عطوة عضو مجلس النواب إن اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدد من قيادات القوات المسلحة والشرطة والصحفيين والإعلاميين يأتي في إطار تعزيز التواصل والتعاون بين المؤسسات المختلفة في الدولة.

وأكدت أن مثل هذه اللقاءات تساهم في تبادل الآراء وتوضيح الرؤى الوطنية، كما تعكس اهتمام القيادة السياسية بمسائل الأمن والاستقرار في البلاد.

مقالات مشابهة

  • الجارديان تستعرض الأزمات التي تعصف بألمانيا وفرنسا قبل عودة ترامب
  • ترمب: تركيا نفذت عملية “استيلاء غير ودية” عبر سيطرة الفصائل المسلحة على سوريا واسقاط الاسد
  • برلماني: رسائل طمأنة من الرئيس السيسى للمواطنين عن الاقتصاد وسيادة الدولة
  • الرئيس السيسي يصدر قرارين جمهوريين جديدين
  • سورية أم ”سوريا“ ولماذا نصر على ”سورية“؟
  • ترمب في رسالة لنتنياهو :وضعكم الدولي (إسرائيل) صعب .. تقرير عبري يكشف تفاصيل الرسالة
  • لغز المسيّرات الغامضة في أميركا مستمر.. ترمب يدعو إلى إسقاطها
  • مع إجراءات عزل الرئيس.. بنك كوريا الجنوبية يتعهد باستقرار الأسواق
  • ريتشارد غرينيل في إدارة ترامب الثانية.. مهام دبلوماسية معقدة في أصعب الأزمات الدولية
  • ما قصة الطائرات المسيرة الغامضة التي ظهرت في أجواء ولايات أمريكية مختلفة؟