الوطن:
2025-05-02@17:02:35 GMT

الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: في حديث جبريل (2)  

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: في حديث جبريل (2)  

حقاً إنه حدَثٌ غريبٌ رُوِى لنا فى حديث شريف مشهور، إنه ذلك الحديث الذى ذكر لنا فيه سيدنا عمر بن الخطاب حضورَ سيدنا جبريل عليه مجلسَ النبىِّ صلى الله عليه وسلم فى صورة رجل شهده الحاضرون وسمعوا حديثه ووَعَوه.

لقد حضر سيدنا جبريل فى صورة رجل غريب لا يعرفه أحد من الحاضرين، فلا بد إذن من أن يكون آتياً من سفر، ولكنه لم يُر عليه شىءٌ من آثارِ السفر من الغبار والعرق، فثيابه بيضاء شديدة البياض، وشعره أسود شديد السواد، ومظهره نظيف.

ثم سلم واستأذن فى الاقتراب من سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجلس فى صورة تزيد من لفت انتباه الجالسين، فقد جاء فى رواية أخرى للحديث: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بينَ ظَهْرانَى أصحابه [أى: بينَهم]، فيجىءُ الغريب فلا يَدرى أيُّهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم [أى: استأذناه] أن نجعلَ له مجلساً يعرفُهُ الغريب إذا أتاه، فبَنيْنَا له دُكَّاناً مِن طين [أى: دَكَّةً يقعد عليها] كان يجلس عليه، وإنا لجلوس ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم فى مجلسِه إذ أقبل رجلٌ أحسنُ الناس وجهاً، وأطيب الناس ريحاً، كأنَّ ثيابه لم يمسّها دنَس، حتى سلَّمَ فى طرَفِ البساطِ فقال: السلام عليك يا محمدُ، فردَّ عليه السلام، قال: أَدنُو يا محمد؟ قال: «ادنُ». فما زال يقول: أدنو؟ مِراراً، ويقول له: «ادنُ»، حتى وضع يده على ركبتى رسول الله صلى الله عليه وسلم» [النَّسائى].

ثم دار الحوار فى صورة سؤال وجواب؛ سؤال من الرجل الغريب، وجواب من سيدِ الخلق صلى الله عليه وسلم، وهذه الصورة من الحوار كافيةٌ لجذب انتباه الجالسين، وكيف إذا عرفنا أن هذا الأمر جاء وفْقَ ما يُحبُّه الصحابة الكرام رضى الله عنه، فقد كانوا يتحرجون من الإثقال على سيدِنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بكثرة السؤال، ويُعجبُهم أن يأتى الرجل العاقل من أهل البادية يسأل وهم يسمعون، فكان مجىء سيدنا جبريل بهذه الصفة أيضاً يُلبى هذه الحاجة فى نفوسهم.

أمورٌ ملفتة جاذبة؛ رجلٌ غريب، حسَنُ الوجه، طيّبُ الريح، نظيفُ الثياب، لا تبدو عليه آثار السفر، يسلّم على سيدنا رسول الله، ويستئذنُه فى الاقتراب منه مِراراً، وهيئة جلوسه، ووضعه يديه، طريقة الحوار، رده على أجوبةِ سيدِنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتصديق؛ إنها أمور يؤازر بعضُها بعضاً على جذب انتباه كل واحد من الجالسين، وهذا يدل على أن ما سيقال من الأهمية بمكانٍ عظيم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأحاديث الصحيحة الله صلى الله علیه وسلم رسول الله فى صورة

إقرأ أيضاً:

السيد القائد يؤكد الوقوف إلى جانب حزب الله في أي تصعيد عدواني شامل يقدم عليه العدو الإسرائيلي

يمانيون../
حذر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- من شبح المجاعة الذي بات يهدد أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، والذين يواجهون خطر الموت جوعاً على مرأى ومسمع من المجتمع البشري بأسره، في مشهد فاضح للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية.

وتحدث السيد القائد في خطاب له بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 1446هـ، عن آخر المستجدات المتعلقة بالعدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية، مسلطاً الضوء على حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكياً.

واستهل السيد القائد كلمته بالتأكيد على أن ما يحدث في قطاع غزة يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مشيراً إلى الأرقام المفزعة لضحايا العدوان خلال الأسبوع الماضي فقط، حيثُ استشهد وجرح ما يقارب الـ 1300 فلسطيني، غالبيتهم الساحقة من النساء والأطفال، في تأكيد على استهداف العدوّ المباشر للمدنيين العزل.

وذكر السيد القائد أن وحشية العدوان تجاوزت ذلك لتصل إلى إبادة أكثر من 7 آلاف عائلة فلسطينية بالكامل، وهو رقم مهول يعكس حجم الدمار والتدمير الذي لحق بالنسيج الاجتماعي الفلسطيني.

وأشار السيد القائد إلى أن العدوّ الإسرائيلي ارتكب جريمة القتل الجماعي بحق أكثر من 18 ألف طفل فلسطيني، وهي جريمة رهيبة جداً بالنظر إلى النطاق الجغرافي المحدود لقطاع غزة، كما تجاوز عدد النساء الشهيدات 12400 امرأة، وتقدر نسبة الشهداء في قطاع غزة من مجموع الشهداء الأطفال والنساء وكبار السن بثلثي النسبة الإجمالية، مما يؤكد أن العدوان يستهدف الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع.

ولفت إلى أن الكادر الطبي لم يسلم من هذا العدوان الوحشي، حيثُ استشهد أكثر من 1400 طبيب وكادر صحي، في سعي واضح من العدوّ لإنهاء الخدمة الطبية والصحية في القطاع وتفاقم الأزمة الإنسانية.

وفيما يتعلق بالحصار والتجويع، أكّد السيد القائد أن العدوّ الإسرائيلي مستمر في سياسته الإجرامية لشهرين متتالين، حيثُ يمنع دخول أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، في انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.

وأشار إلى أن العدوّ الإسرائيلي يستخدم التجويع كسلاح قاتل، وأن المشاهد المفجعة والمؤلمة والمحزنة لأطفال الشعب الفلسطيني وهم يتجمعون على القليل من بقايا الطعام هي مشاهد يجب أن تهز ضمير العالم.

وفي سياق متصل، أشاد السيد القائد بالصمود العظيم الذي يبديه الإخوة المجاهدون في قطاع غزة، مشيراً إلى أن كتائب القسام استطاعت خلال هذا الأسبوع الأخير تنفيذ مجموعة من العمليات العسكرية النوعية التي شكلت مفاجأة عملياتية كبيرة لعصابات العدوّ وضربة لاستراتيجية رئيس أركانه.

وأوضح أن عمليات المجاهدين في غزة جاءت على خطوط المواجهة الأولى، مما يعني أن كلفة الخسائر ستكون مضاعفة بشكل كبير على العدوّ في حال تقدم إلى عمق المدن والتجمعات السكانية.

وأكّد أن تردد العدوّ في غزة هو ثمرة لهذا الصمود العظيم لإخوتنا المجاهدين في قطاع غزة من كتائب القسام والسرايا ومن معهم من بقية الفصائل المقاومة.

وفيما يتعلق بالضفة الغربية والقدس، أكّد السيد القائد أن العدوّ الإسرائيلي مستمر في الضفة بكل أنواع الانتهاكات والاعتداءات من اختطاف وتدمير وتجريف وقتل وغير ذلك، في محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني في الضفة، وفي القدس، يستمر العدوّ الإسرائيلي في انتهاك حرمة المسجد الأقصى، حيثُ تحدث اقتحامات مستمرة مع ما يمارسه اليهود الصهاينة عندما يدخلون إلى باحات المسجد الأقصى من تدنيس لها ومن رقصات وأغانٍ وأهازيج وعبارات عدائية استفزازية.

وحذر السيد القائد من خطورة مشروع مصعد حائط البراق الذي أعلن عنه العدوّ الإسرائيلي، معتبراً إياه خطوة خطيرة في مسار تصاعدي ضمن مساعي العدوّ إلى تهويد مدينة القدس والسيطرة التامة على المسجد الأقصى المبارك.

وتطرق السيد القائد إلى التطورات في لبنان، مؤكداً أن العدوّ الإسرائيلي يستمر في اعتداءاته بكل أنواعها من قتل وتدمير وتجريف.

وأشار إلى استحداث العدوّ مواقع جديدة هذا الأسبوع في لبنان، معتبراً ذلك انتهاكاً كبيراً وجسيماً للاتفاقيات واحتلالاً بكل ما تعنيه الكلمة.

وأشار إلى أن ضعف الموقف الرسمي اللبناني هو من الشواهد الواضحة والجلية على أن ضمانة لبنان وقوة لبنان هي بالالتفاف حول مقاومته الثابتة والصامدة، مؤكداً أن المقاومة في لبنان لا تزال تمثل الردع الحقيقي للعدو الإسرائيلي، ولولاها لتجرأ العدو على اجتياح لبنان والسيطرة التامة عليه.

وحيا السيد القائد الإخوة الأعزاء في حزب الله والمقاومة في لبنان، والأمين العام لحزب الله، مؤكداً أن اليمن يقف جنباً إلى جنب مع حزب الله في مساندتهم تجاه أي تصعيد عدواني شامل يقدم عليه العدوّ الإسرائيلي.

وفي سوريا، قال السيد القائد: إن العدوّ الإسرائيلي يواصل كُلّ أشكال الانتهاكات من توغل واعتقالات مذلة والاستحداث للمواقع والحواجز في الطرقات، ويستمر في الاستيلاء حتى على أراضٍ زراعية لتحويلها إلى مهبط للمروحيات، ويطارد حتى رعاة الماشية، في استهداف واضح للأمن والاستقرار في سوريا.

وفيما يتعلق بمصر، أشار السيد القائد إلى خطوة أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبراً إياها استهدافاً لمصر بإعلانه أن الأمريكيين سيستبيحون قناة السويس، محذراً من أن الأطماع الأمريكية والإسرائيلية لا تستثني أحداً في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. بين طواف الحجاج حول الكعبة وطواف الجياع بين ركام غـزة
  • السيد القائد يؤكد الوقوف إلى جانب حزب الله في أي تصعيد عدواني شامل يقدم عليه العدو الإسرائيلي
  • سنن ليلة الجمعة الثابتة .. 8 أمور أوصى بها النبي
  • علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم رسول الله
  • في عيد العمال.. كيف حث سيدنا النبي على إعطاء حقوقهم؟
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • دعاء لمن تعسر عليه الرزق .. احرص عليه يرزقك الله من حيث لا تحتسب
  • لماذا نذكر سيدنا إبراهيم بالتشهد الأخير دون غيره من الأنبياء؟.. الإفتاء توضح
  • دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجة.. احرص عليه في جوف الليل