الوطن:
2025-02-11@08:10:45 GMT

الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: في حديث جبريل (2)  

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: في حديث جبريل (2)  

حقاً إنه حدَثٌ غريبٌ رُوِى لنا فى حديث شريف مشهور، إنه ذلك الحديث الذى ذكر لنا فيه سيدنا عمر بن الخطاب حضورَ سيدنا جبريل عليه مجلسَ النبىِّ صلى الله عليه وسلم فى صورة رجل شهده الحاضرون وسمعوا حديثه ووَعَوه.

لقد حضر سيدنا جبريل فى صورة رجل غريب لا يعرفه أحد من الحاضرين، فلا بد إذن من أن يكون آتياً من سفر، ولكنه لم يُر عليه شىءٌ من آثارِ السفر من الغبار والعرق، فثيابه بيضاء شديدة البياض، وشعره أسود شديد السواد، ومظهره نظيف.

ثم سلم واستأذن فى الاقتراب من سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجلس فى صورة تزيد من لفت انتباه الجالسين، فقد جاء فى رواية أخرى للحديث: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بينَ ظَهْرانَى أصحابه [أى: بينَهم]، فيجىءُ الغريب فلا يَدرى أيُّهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم [أى: استأذناه] أن نجعلَ له مجلساً يعرفُهُ الغريب إذا أتاه، فبَنيْنَا له دُكَّاناً مِن طين [أى: دَكَّةً يقعد عليها] كان يجلس عليه، وإنا لجلوس ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم فى مجلسِه إذ أقبل رجلٌ أحسنُ الناس وجهاً، وأطيب الناس ريحاً، كأنَّ ثيابه لم يمسّها دنَس، حتى سلَّمَ فى طرَفِ البساطِ فقال: السلام عليك يا محمدُ، فردَّ عليه السلام، قال: أَدنُو يا محمد؟ قال: «ادنُ». فما زال يقول: أدنو؟ مِراراً، ويقول له: «ادنُ»، حتى وضع يده على ركبتى رسول الله صلى الله عليه وسلم» [النَّسائى].

ثم دار الحوار فى صورة سؤال وجواب؛ سؤال من الرجل الغريب، وجواب من سيدِ الخلق صلى الله عليه وسلم، وهذه الصورة من الحوار كافيةٌ لجذب انتباه الجالسين، وكيف إذا عرفنا أن هذا الأمر جاء وفْقَ ما يُحبُّه الصحابة الكرام رضى الله عنه، فقد كانوا يتحرجون من الإثقال على سيدِنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بكثرة السؤال، ويُعجبُهم أن يأتى الرجل العاقل من أهل البادية يسأل وهم يسمعون، فكان مجىء سيدنا جبريل بهذه الصفة أيضاً يُلبى هذه الحاجة فى نفوسهم.

أمورٌ ملفتة جاذبة؛ رجلٌ غريب، حسَنُ الوجه، طيّبُ الريح، نظيفُ الثياب، لا تبدو عليه آثار السفر، يسلّم على سيدنا رسول الله، ويستئذنُه فى الاقتراب منه مِراراً، وهيئة جلوسه، ووضعه يديه، طريقة الحوار، رده على أجوبةِ سيدِنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتصديق؛ إنها أمور يؤازر بعضُها بعضاً على جذب انتباه كل واحد من الجالسين، وهذا يدل على أن ما سيقال من الأهمية بمكانٍ عظيم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأحاديث الصحيحة الله صلى الله علیه وسلم رسول الله فى صورة

إقرأ أيضاً:

دار الإفتاء توضح صحة حديث «لا يدخل الجنة الجوّاظ ولا الجَعظريُّ»

في ظل انتشار عدد من الأحاديث التي يتداولها قطاع كبير من المسلمين، يبحث كثيرون عن صحة حديث «لا يدخل الجنة الجواظ»، بالإضافة إلى البحث عن معنى الكلمة التي لا تعد متعارفة بين الناس، وهو ما أوضحته دار الإفتاء المصرية.

ما صحة حديث «لا يدخل الجنة الجواظ»

وحول صحة حديث «لا يدخل الجنة الجواظ»، فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية، أنّ الحديث الذي رواه الصحابي الجليل حارثة بن وهب الخزاعي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَدخلُ الجنةَ الجوّاظُ، ولا الجَعظَرِيُّ»، هو حديث صحيح، من صحيح أبي داود.

ولفتت الدار إلى أنّ النبي عليه الصلاة والسلام حذر في هذا الحديث من  الغلظة وسوء الخلق والتكبر على الخلق، حيث لفتت إلى أنّ الجواظ، هو الشخص سيئ الخلق، أما الجعظري يعني غليظ القلب، الذي يبطن السوء.

فضل التواضع

وأوضحت دار الإفتاء فضل التواضع، واستدلت على ذلك أنَّه كان توجيها نبويا أيضًا، إذ حثُّ الرسول الكريم على التواضع، ويبيِّن فضلَه؛ وذلك في الحديث الشريف، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ، إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ» رواه مسلم.

وتابعت دار الإفتاء أنَّ التواضع خلق رفيع، يحتاج إلى تعاهدٍ من النفس، وصبرٍ على التحلِّي به حتى يصير عادةً في النفس الإنسانية التي تحب أن تفتخر بأعمالها، وبذاتها، وأن يشير إليها الناس ممتدحين إياها، ومتمنين تمثُّلها.

مقالات مشابهة

  • لماذا حث النبي بناته على قراءة سورة الواقعة قبل الفجر؟.. لـ10 أسباب
  • كيف عظم الله ورسوله ليلة النصف من شعبان؟.. نفحات وبركات ربانية
  • البحوث الإسلامية ينعي الشيخ سلامة كامل جمعه عضو لجنة مراجعة طباعة المصحف
  • مفتي الجمهورية لطلاب أسيوط: الدين واحد منذ سيدنا آدم إلى سيدنا محمد
  • دار الإفتاء توضح صحة حديث «لا يدخل الجنة الجوّاظ ولا الجَعظريُّ»
  • أنوار الصلاة على النبي صلى الله عليه عليه وسلم
  • شوقي علام: الإسلام أنصف المرأة في الميراث
  • دكتور ابراهيم الصديق يكتب: حديث البرهان: تعقلوا يرحمكم الله
  • حكم العلاج بالعطور والبخور في الشرع
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم