عربي21:
2025-01-05@05:31:52 GMT

كيف فاز ترامب... ولماذا ستكون رئاسته الثانية مختلفة؟

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

بشكل عام، يمكن القول إن الانتخابات يحسمها الاقتصاد لا السياسة الخارجية، على الأقل في معظم الأحيان. وهذا بالضبط ما حدث في الانتخابات الأميركية وقلَب الموازين لمصلحة دونالد ترامب، وهذه ليست أول مرة يكون فيها الاقتصاد عاملاً رئيسياً في الهزيمة والفوز.

أما السؤال الرئيسي الذي يدور في أذهان الناس فهو بالطبع: ماذا ستعني رئاسة ترامب الثانية لأميركا وللعالم؟

قبل الدخول في التوقعات بشأن رئاسته، التي أرى أنها ستكون مختلفة، يمكن تلخيص العوامل التي حققت له هذا الفوز المذهل، الذي جعله يعود من ركام رئاسته الأولى ليصبح ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يفلح في الفوز بالرئاسة لفترتين غير متتاليتين، في 4 عناوين هي: بايدن، والاقتصاد، والهجرة، وكمالا هاريس، لكن أهمها دون جدال هو «العامل الاقتصادي».



المفارقة أن أداء الاقتصاد الأميركي من حيث معدلات النمو والتوظيف لم يكن سيئاً، لكن «التضخم وإحباط الناس من الغلاء» كان العامل الحاسم في النتيجة. ترامب بحسّه الشعبوي لعب أوراقه جيداً، فركز على هاجسَيْ التضخم والهجرة، واعداً الناخبين بأنه سيهزم التضخم، وسيواجه مشكلة الهجرة غير الشرعية بحزم، وسينفذ أكبر عملية لترحيل المهاجرين.

هذه الوعود وجدت صداها بين الناخبين الغاضبين على إدارة بايدن، لكن مسؤولية الرئيس المغادر عن فشل الديمقراطيين انتخابياً لا تتوقف عند هذا الحد... فتشبثه بالرئاسة وتأخره في سحب ترشحه، وسط التقارير المتكررة بشأن عجزه عن الاستمرار في الحكم، وهفواته المتكررة، وتلك اللحظات الحاسمة التي تجمد فيها وبدا تائهاً ومنفصلاً عمّا يدور حوله.

كل ذلك كان له دور كبير في خسارة حزبه. لقد أخلّ بايدن بوعده أن يكون رئيساً لفترة واحدة، فدفع الديمقراطيون الثمن. لو أنه التزم بوعده، لكان المجال مفتوحاً في وقت مبكر أمام المتنافسين الديمقراطيين، ولربما أتاح لهم ذلك الفرصة لاختيار مرشح أفضل. كمالا هاريس كانت فاقدة الشعبية، ومجردة من ميزة الشخصية الاستقطابية.

أضف إلى ذلك أن الناخب كان يراها جزءاً من فشل الإدارة في مجال الاقتصاد. هناك بالطبع من يرى أنها خسرت لأن أميركا ليست مستعدة بعدُ لانتخاب امرأة للرئاسة، لكن الحقيقة أن «النوع» أو «اللون» لم يكونا العاملين الحاسمين، على الرغم من أنه قد يكون هناك قطاع من الناخبين حرّكته مشاعر التحيز هذه.

ترامب بعد فوزه أمامه طريقان: إما يختار أن يكون انتقامياً ويكرس وقته لتصفية الحسابات مع خصومه ويبقى مثيراً للجدل والانقسامات، وإما يكون رئيساً مختلفاً عن نسخته السابقة ويفاجئ الناس. تقديري أنه سيعمل جاهداً لتغيير صورته، ومحاولة ترك إرث يمحو به شيئاً مما علق به من فضائح وأزمات وقضايا، وهو يملك الفرصة لذلك بعد فوزه الكبير، واستعادة الجمهوريين السيطرة على مجلس الشيوخ، واحتمال سيطرتهم على مجلس النواب أيضاً (إذا صدقت التوقعات التي كانت متوفرة لحظة كتابة هذا المقال)، مع وجود أغلبية محافظة أيضاً في المحكمة العليا.

خارجياً، قال ترامب إنه لن يكون مشعل حروب؛ بل سيعمل على إنهائها، وهو ما سيُسعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويقلق أوكرانيا التي خسرت حليفاً قوياً في بايدن، وتعلم أن الرئيس الجديد ونائبه لديهما رؤية وخطة مختلفتان لإيجاد تسوية للحرب هناك.
فوزه قد يغذي اليمين المتطرف والشعبويين ويعزز فرص مزيد من أحزابهم في الصعود إلى السلطة
أوروبا أيضاً تشعر بالقلق؛ بسبب نظرة ترامب السلبية إلى «الاتحاد الأوروبي»، وموقفه السابق من «حلف شمال الأطلسي (الناتو)»، وكلامه عن أن أميركا لن تكون البقرة الحلوب، وأن الذي يريد حمايتها فيجب أن يدفع نصيبه. أبعد من ذلك، يتخوف كثير من الدول الأوروبية من أن فوزه قد يغذي اليمين المتطرف والشعبويين ويعزز فرص مزيد من أحزابهم في الصعود إلى السلطة.

في معسكر القلقين أيضاً الصين، التي تتخوف من تصعيد الحرب الاقتصادية الأميركية عليها مع ازدياد حدة التنافس على موقع الصدارة اقتصادياً، وارتفاع وتيرة السباق العسكري.

إيران كذلك ضمن من يشعرون بالقلق بالنظر إلى سياسات ترمب السابقة تجاهها، وموقفه المتشدد بشأن ملفها النووي، إضافة إلى التزامه القوي بأمن إسرائيل وعلاقته القوية برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.عربياً، سيحافظ الرئيس العائد على علاقاته التي كوّنها سابقاً، وسيدفع بشدة مشروع «الصفقة الكبرى» التي لطالما تحدث عنها.

ليس واضحاً ما إذا كانت تحركاته ستحقق سلاماً عادلاً يرضي الفلسطينيين، أم سيمضي في سياسات قد تعطل مشروعه، مثل نقله مقر السفارة الأميركية إلى القدس واعترافه بها عاصمة لإسرائيل التي اعترف لها أيضاً بضم الجولان. أضف إلى ذلك حديثه الخطر خلال الانتخابات عن أن إسرائيل تبدو صغيرة جداً على الخريطة وتحتاج إلى أن تكون أكبر. في كل الأحوال، يبقى المرجح أن يعمل على وقف الحرب في غزة ولبنان؛ لأنه يدرك أنه من دون ذلك، فلن يستطيع أن يخطو أي خطوة في «صفقته الكبرى».

أخيراً بالنسبة إلى حرب السودان، فإنها قد لا تكون في أولويات ترمب، لكنها لن تبقى بعيدة أيضاً عن تفكيره ومشروعه المذكور، مع الأخذ في الحسبان أن الكثير سيعتمد على التطورات من هنا وحتى تاريخ دخوله البيت الأبيض.

الشرق الأوسط

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الولايات المتحدة إيران غزة إيران الولايات المتحدة غزة روسيا اوكرانيا مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة رياضة رياضة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تايوان تفتح أبوابها للعاملين عن بُعد: هل ستكون وجهتك التالية للعمل من الخارج؟

بات بإمكان البدو الرقميين قضاء وقت أطول في آسيا، بعد إطلاق تايوان لتأشيرة جديدة تسمح بالإقامة لمدة تصل إلى عام. هذه الخطوة، التي بدأت في 1 كانون الثاني/يناير 2025، تأتي ضمن جهود البلاد لتعزيز الابتكار وجذب المواهب المهنية من مختلف أنحاء العالم.

اعلان

وقد صرّح بول ليو، وزير المجلس الوطني للتنمية، أن مناطق مثل هوالين، تايتونغ، تاينان، وبينغتونغ مستعدة لاستقبال العاملين عن بُعد. وأكد أن الحكومة التايوانية ستوفر الدعم اللازم للمقيمين الأجانب لتعزيز الابتكار والإبداع في البلاد. 

لماذا أطلقت تايوان تأشيرة الرحل الرقميين؟

البدو الرقميون هم الأشخاص الذين لا يرتبط عملهم بمكان أو زمان محدد، بل يمكنهم العمل عن بعد من أي مكان في العالم مع الحفاظ على إنتاجيتهم. وتأتي هذه التأشيرة كجزء من استراتيجية تايوان لتسهيل الإقامة للعمال المهرة وذوي الدخل المرتفع، خاصة في ظل التحديات التي تواجه القوى العاملة المحلية.

وعلى عكس تأشيرات السياحة التقليدية التي تسمح بإقامة تصل إلى ثلاثة أشهر دون السماح بالعمل، تمنح تأشيرة الرحل الرقمية فرصة للإقامة والعمل لمدة ستة أشهر، مع إمكانية التمديد لفترة مماثلة. 

معبد "مينججيا لونغشان" في مدينة تايبيه، تايوان.Leonid Andronov/Canva

وتسعى تايوان من خلال هذا البرنامج إلى جذب 400,000 عامل عن بُعد بحلول عام 2032، مع منح 10,000 من بينهم "بطاقة التوظيف الذهبية" بعد انتهاء صلاحية التأشيرة السنوية. 

تكامل إقليمي لتسهيل العمل عن بُعد

تعمل تايوان بتنسيق وثيق مع اليابان وكوريا الجنوبية لتعزيز التكامل بين تأشيرات الرحل الرقمية في شرق آسيا. يسمح هذا التعاون للعمال عن بُعد بالانتقال بسهولة بين الدول الثلاث. 

وقد أطلقت اليابان تأشيرتها للرحل الرقميين في آذار/مارس 2024، وهي متاحة لـ 49 دولة وتسمح بالإقامة لمدة ستة أشهر غير قابلة للتمديد. أما كوريا الجنوبية، فقد طرحت تأشيرتها الخاصة في كانون الثاني/يناير 2024، وتتيح الإقامة لمدة عام مع خيار التمديد. 

جبل فوق السحاب في تايوانY_C_LO/Canva

وتشكل تايوان وجهة متميزة بفضل موقعها الاستراتيجي وقربها من طوكيو وسيول وبانكوك، مما يجعلها خيارًا جذابًا للبدو الرقميين الراغبين في التنقل والعمل في المنطقة. 

ما الذي يميز تايوان كوجهة للعمل عن بُعد؟

توفر تايوان مزيجًا فريدًا من الطبيعة الساحرة والثقافة الغنية، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للإقامة والعمل. بشواطئها الجميلة، حدائقها الوطنية الخضراء، وآلاف المعابد المنتشرة في أرجائها، توفر البلاد تجربة غنية تجمع بين العمل والترفيه. 

Relatedتايوان بين السماء والمضيق.. استعراض القوة أمام التهديد الصينيتدافع ومواجهات بالأيدي.. قوانين مثيرة للجدل تشعل البرلمان التايواني حريق هائل يلتهم مستودعًا في تايوان ويودي بحياة تسعة أشخاص

سهولة التنقل داخل تايوان بفضل شبكتها المتطورة من القطارات فائقة السرعة تجعلها وجهة عملية. ويمكن للعاملين عن بُعد قضاء يوم في مراكز العمل المشتركة في تايبيه، ثم التنقل بسهولة إلى الحدائق الطبيعية أو الشواطئ القريبة للاستمتاع بالمناظر الخلابة. 

وتايوان تُعتبر أيضًا واحدة من أكثر الدول أمانًا للمسافرين من مجتمع المثليين والمتحولين جنسيًا، وتتميز بقوانين متقدمة لمكافحة التمييز. وكانت أول دولة في المنطقة تقنن زواج المثليين في عام 2019، مما يعزز مكانتها كوجهة شاملة للجميع. 

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تايوان تحت رحمة إعصار "كونغ-راي".. مقتل شخص وإصابة 73 آخرين الولايات المتحدة توافق على بيع أسلحة لتايوان بقيمة 2 مليار دولار الاستعدادات الصينية تجاه تايوان: حرب أم استعراض للقوة؟ حياة مهنيةتأشيرة سفرتوظيفاليابانتايوانآسيااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تقصف بلا هوادة في غزة وتوقع قتلى وجرحى ونواب إسرائيليون يدعون إلى ترحيل سكان شمال القطاع يعرض الآن Next بدعم من ترامب..مايك جونسون يفوز بإعادة انتخابه رئيساً لمجلس النواب الأميركي يعرض الآن Next بقيمة 8 مليارات دولار..بايدن يُخطر الكونغرس بصفقته الأخيرة لإسرائيل يعرض الآن Next "لن يُسجن"..تأجيل الحكم على ترامب في قضية الأموال السرية إلى 10 يناير يعرض الآن Next ماكرون يدعو إلى الجرأة والاستقرار في أول اجتماع لحكومة بايرو الجديدة اعلانالاكثر قراءة لحماية الأطفال من إدمان الإنترنت.. اليونان تعزز الرقابة الأبوية والحكومية بتطبيق جديد مصر تكشف عن أول حالة نادرة مصابة بمتلازمة فيكساس.. كل ما يجب أن تعرفه عن هذا المرض! سقوط جسم فضائي غامض في كينيا ووكالة الفضاء تبحث عن إجابات.. ما القصة؟ لحظات مريرة في غزة: تدافع الجائعون على كشك طعام في خان يونس وسط أزمة حادة بين التأييد والانتقاد.. الشرع يثير الجدل بعد امتناعه عن مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومألمانيادونالد ترامبضحايافرنساسورياقصفقطاع غزةإسرائيلروسياأبو محمد الجولاني نظام حماية من الصواريخحكم السجنالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن وادي رم؟ ولماذا يعشقه نجوم هوليوود ومخرجوها؟
  • تايوان تفتح أبوابها للعاملين عن بُعد: هل ستكون وجهتك التالية للعمل من الخارج؟
  • قبل نهاية رئاسته..بايدن يوزع أرفع الأوسمة على مؤيديه
  • الرئيس الأوكراني يربط نهاية سريعة للحرب بموقف «قوي» من ترامب
  • خبير: لا أعتقد أن إدارة ترامب ستكون قادرة على حل كل مشاكل أمريكا الداخلية
  • الرئيس الأوكراني: دونالد ترامب “قوي ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته”
  • زيلينسكي: الرئيس الأمريكي المنتخب قادر على وقف بوتين
  • “فايننشال تايمز”: ولاية ترامب الثانية قد تمثل عصرًا ذهبيًا للعملات المشفرة
  • دونالد ترامب إلى البيت الأبيض للمرة الثانية
  • بعد انفجارها خارج فندق ترامب.. فيديو يوثق الأضرار التي أصابت سيارة «تسلا» الكهربائية