قال علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامئني، إن إسرائيل تسعى لنقل التوتر إلى بلاده وارتكاب مغامرات جديدة في المنطقة بعد فشلها في غزة ولبنان. ودعا في لقاء بثه التلفزيون الإيراني إلى عدم الانجرار إلى "فخ إسرائيل"، وأن يكون رد طهران عقلانيا، حسب تعبيره.

وأضاف "ينبغي لنا كدولة تعمل بشكل إستراتيجي أن نضعَ حدا لإسرائيل، وأن نتخذ قرارا سليما للرد على هجومها في الوقت نفسِه، قرار الردِّ لا يجبُ أن يكونَ عاطفيا وغريزيا، ولا يجب أن ننجر إلى الفخ الإسرائيلي، وينبغي أن يكون الرد عليها عقلانيا، تسعى إسرائيل للهروب للأمام وإيجاد مغامرات جديدة في المنطقة وعلينا التعامل مع ذلك بدهاء".

وكان المرشد الإيراني قال في وقت سابق إن حزب الله قوي ويواصل كفاحه، "رغم أن البعض داخل لبنان وخارجه يظنون أنه ضعف، وهؤلاء واهمون ومخطئون"، على حد قوله.

وأضاف خامئني أن "العالم سيرى بوضوح كيف سيُهزم الكيان الصهيوني على يد حزب الله". وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية خاضت، منذ عام 2009، تسع مواجهات انتصرت فيها على إسرائيل، وهي تتفوق اليوم أيضا، حسب قوله.

من جانبه، قال مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية محمد جواد ظريف إنه يأمل أن تفي الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب بوعودها بشأن تجنب الحروب، وأن تتذكر ما وصفه بالدرس المهم الذي لقنه لها الشعب الأميركي حول إنهاء الحروب.

وأضاف ظريف، في تدوينة على منصة إكس، أن الشعب الأميركي أظهر بوضوح معارضته لتواطؤ الولايات المتحدة المشين في جرائم إسرائيل بغزة ولبنان، وأكد أن إيران أظهرت أن لديها العزم والقدرة على التعامل مع أي نوع من العدوان، وأنها لا تتأثر بالتهديدات، بل تهتم باحترام الآخرين لها، حسب قوله.

على صعيد متصل، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن إيران لن تهاجم إسرائيل انطلاقا من العراق، مشيرا إلى أن مسؤولين إيرانيين نفوا نية استخدام الأراضي العراقية.

ولفت المسؤول العراقي إلى أن ما سماه إشعال النار في العراق سيعرضه لنيران الخارج "ونأمل ألا يصبح ساحة صراع أميركي إيراني".

وعيد الحرس الثوري

في غضون ذلك، قال القيادي في الحرس الثوري الإيراني العميد علي فضلي إنه في عملية الوعد الصادق الثالثة سيتم الرد على العدو بقوة وبشكل ساحق وفق تعبيره.

وفي السياق، قال مسؤول التنسيق في فيلق القدس التابع للحرس الثوري إيرج مسجدي إنّ أي هجوم على إيران سيواجه برد ساحق، وإن "على الكيان الصهيوني أن يكون مستعدا لرد إيران الحاسم".

وفي ما يخص احتمال مشاركة الجيش الإيراني في عملية الوعد الصادق الثالثة ضد إسرائيل، أضاف مسجدي أنّ القوات المسلحة تمثل عائلة واحدة، وكل جهة قد تشارك في الدفاع عن إيران حسب مهمتها، سواء في مجالات الدفاع أو الهجوم، بحسب قوله.

من جانبه، قال نائب قائد الجيش الإيراني العميد محمد حسين دادرس إنه في الوقت القريب "سنشهد طي صحفة الكيان الصهيوني بشكل كامل".

وأضاف العميد دادرس أن "جرائم الكيان الصهيوني بقتل الأطفال والأبرياء في غزة أدمت قلوب المسلمين"، وأن بلاده تفتخر بأنها من داعمي المقاومة.

وفي وقت سابق قال المرشد الإيراني علي خامنئي، في منشور بالعبرية على منصة "إكس"، إن "العالم سيرى اليوم الذي سيُهزم فيه الصهاينة على يد المقاومة".

وقبل أيام، قال خامئني إن الأعداء بمن فيهم الولايات المتحدة وإسرائيل سيتلقون ردا صارما على ما يفعلونه ضد إيران والمقاومة.

وفجر 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي شن هجوم استمر 4 ساعات على إيران، التي أكدت أنها "تصدت بنجاح لمحاولات الكيان الصهيوني مهاجمة بعض النقاط في طهران والبلاد"، في حين أدى الهجوم إلى مقتل 4 جنود إيرانيين، وفق بيان لجيش طهران.

وجاء الهجوم على خلفية إطلاق إيران أكثر من 180 صاروخا على إسرائيل، مطلع أكتوبر/تشرين الأول، في هجوم قالت طهران إنه انتقام لاغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وحسن نصر الله، والقائد بالحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الکیان الصهیونی أن یکون

إقرأ أيضاً:

9 ساعات من المباحثات الجادة بين واشنطن وطهران في الجولة الثالثة بمسقط

مسقط .وكالات": اختتمت الجولة الثالثة من المحادثات رفيعة المستوى بين إيران والولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي في مسقط اليوم"في أجواء جدية"، على أن يعود الوفدان في 3 مايو إلى مسقط لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بينهما.

وأفاد وزير خارجية سلطنة عمان معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي على منصة اكس بأن المحادثات ستستمر الأسبوع المقبل، حيث من المقرر مبدئيا عقد اجتماع آخر رفيع المستوى في الثالث من مايو".

وذكرت خارجية الجمهورية الإسلامية وفق ما نقل عنها الإعلام الرسمي الإيراني أن المناقشات التي استغرقت نحو 9 ساعات جرت في "أجواء جديّة".

وعُقدت هذه المباحثات عقب جولتين في 12 أبريل في مسقط، ثم في 19 نيسان في روما.

ويقود وفدي البلدين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف فيما يتولى البوسعيدي دور الوسيط بينهما.وعقدت مباحثات فنية على مستوى الخبراء بموازاة المحادثات الرفيعة المستوى.

وأفاد مراسل التلفزيون الإيراني "وصلت المحادثات الفنية بين الوفدين إلى مستوى التفاصيل الدقيقة حول المطالب والتوقعات المتبادلة. ولذلك، سيعود الوفدان .. إلى عاصمتيهما للتشاور".

وأكدت الخارجية الإيرانية في بيان أنّ المباحثات تُجرى "في غرف منفصلة كما في الجولتين السابقتين، بتسهيل من المضيف العماني وحضور رئيسي الوفدين الإيراني والأميركي".

ولا يقيم البلدان علاقات دبلوماسية منذ 1980.

ويُعد هذا أعلى مستوى من التواصل بين البلدين منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلده أحاديا في 2018 من الاتفاق النووي المُبرَم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015.

وهذا الأسبوع، أعرب عراقجي عن "تفاؤل حذر" قائلا "إذا كان مطلب الولايات المتحدة الوحيد هو عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، فإن هذا المطلب قابل للتحقيق .. إذا كانت لديهم مطالب أخرى، أو مطالب غير عملية أو غير منطقية، فسنواجه مشاكل بطبيعة الحال".

وأكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أنّ المباحثات لا تتناول برامج إيران الدفاعية والصاروخية.

وصرّح بقائي للتلفزيون الإيراني أنّ "مسألة القدرات الدفاعية والصواريخ الإيرانية غير مطروحة .. ولم تُطرح في المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة".ونقلت وكالة تسنيم عن بقائي قوله إنّ المفاوضات جرت في "أجواء جدية".

وأشارت الى أنّ الطرفين يتبادلان "المواقف ووجهات النظر بشأن مجالي تخفيف العقوبات بشكل فعال وبناء الثقة في ما يتعلق بالطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني وحماية حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية من خلال الجانب العماني".

- ترامب "يفضل اتفاقا" -

و قالت إيران والولايات المتحدة إن جولة المفاوضات التي جرت السبت الماضي في مقر إقامة سفير عُمان في روما أسفرت عن "تقدّم". وقالت طهران إن الاجتماع كان "جيّدا".

وخلال ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015، والذي نصّ على تخفيف العقوبات الدولية على إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.وأعاد ترامب في مقابلة مع مجلة تايم نُشرت الجمعة تهديده صراحة باللجوء للحل العسكري إذا فشلت المفاوضات. لكنّه أضاف أنّه "يفضل اتفاقا على إلقاء القنابل".

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، عاد ترامب إلى سياسة "الضغوط القصوى" المتمثلة في تغليظ العقوبات على إيران، مكررا بذلك استراتيجيته التي اتّبعها خلال ولايته الأولى.

وفي مارس بعث ترامب برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يعرض عليها فيها إجراء مفاوضات، لكنه لوّح بعمل عسكري في حال فشل المسار الدبلوماسي.وأعلنت واشنطن الثلاثاء عقوبات جديدة تستهدف شبكة النفط الإيرانية، في خطوة وصفتها طهران بأنّها دلالة على "نهج عدائي" قبيل محادثات اليوم في عُمان.

والأربعاء، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إيران إلى توضيح أسباب وجود أنفاق حول منشأة نطنز النووية، أظهرتها صور نشرها معهد العلوم والأمن الدولي.

ونشر مركز الأبحاث ومقرّه في واشنطن، صورا التُقطت بالأقمار الصناعية الأربعاء قال إنها تظهر نفقا عميقا جديدا على مقربة من نفق قديم حول نطنز، إضافة إلى إجراءات أمنية جديدة.وقال غروسي للصحافيين "نسألهم: ما الهدف من هذا؟ فيقولون لنا: هذا ليس من شأنكم".

- حق "غير قابل للتفاوض" -

و في مقابلة نُشرت الأربعاء، أكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو موقف واشنطن الحازم ضد تخصيب إيران لليورانيوم.

وقال في بودكاست "أونستلي": "إذا أرادت إيران برنامجا نوويا مدنيا، فيمكنها امتلاكه كما هي حال العديد من الدول الأخرى في العالم، عبر استيراد المواد المُخصَّبة".

من جهته، وصف عراقجي حقّ إيران في تخصيب اليورانيوم بأنه "غير قابل للتفاوض"، بعد أن نشر في وقت سابق من هذا الاسبوع على منصة اكس أنّ بلاده تسعى "لبناء 19 مفاعلا على الأقل"، علما أنّ لدى طهران حاليا مفاعلين هما بوشهر وأراك.

وتُخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهي أعلى بكثير من نسبة 3,67 في المئة المنصوص عليها في الاتفاق، لكنها لا تزال أقل من عتبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.

ووصف عراقجي الخميس العلاقات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأنها "متدهورة"، بعد جولات عدة من المحادثات النووية سبقت الاجتماعات الأميركية، لكنه أبدى استعداده لزيارة تلك الدول ومناقشة برنامج بلاده النووي ومجالات الاهتمام والقلق المشتركين.

وحضّ روبيو الأسبوع الماضي الدول الأوروبية على اتخاذ "قرار مهم" بشأن تفعيل "آلية الزناد" التي نصّ عليها اتفاق 2015، ومن شأنها إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيا على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي. لكنّ خيار تفعيل الآلية ينتهي في أكتوبر.من جهتها، حذّرت إيران من أنها يمكن أن تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي في حال تفعيل تلك الآلية.

مقالات مشابهة

  • هاشم: الكيان الصهيوني لا يزال يضع وطننا في دائرة استهدافاته
  • منتخب سويسرا لا يعترف بـ “الكيان الصهيوني”
  • إدارة السلامة والأمن التابعة للأمم المتحدة: وسط مدينة الخرطوم لن يكون متاحا للأمم المتحدة والوكالات الدولية حتى يناير 2026
  • “نيويورك تايمز”: وقود صاروخي قد يكون وراء انفجار ميناء رجائي الإيراني
  • يافا وحيفا تحت النيران.. اليمن يزلزل الكيان الصهيوني
  • الاعترافات الأمريكية بالفشل في اليمن تعمّق حالةَ اليأس داخل الكيان الصهيوني
  • رئيس الحكومة الكندية يدعو العدو الصهيوني للسماح بدخول الغذاء الى غزة
  • 9 ساعات من المباحثات الجادة بين واشنطن وطهران في الجولة الثالثة بمسقط
  • الاتحاد الأوروبي: الاتفاق مع واشنطن لتجنب الرسوم الجمركية يتطلب جهودًا كبيرة
  • صوفيا تطالب إسرائيل بدفع تعويض لأسرة ضابط بلغاري قتلته في غزة