تناول تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" اعتزام الصين إصدار أول سندات سيادية بالدولار الأمريكي منذ ثلاث سنوات في الرياض، في خطوة تعكس تعزيز الروابط المالية بين الصين والسعودية. 

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن الصين اختارت السعودية كمكان لأول عملية بيع لسندات سيادية بالدولار الأمريكي منذ ثلاث سنوات، مما يؤكد دعمها لمحاولة المملكة الغنية بالنفط أن تصبح مركزًا للاستثمار.



ونقلت الصحيفة تصريحات وزارة المالية الصينية، التي أدلت بها يوم الثلاثاء؛ حيث قالت إن مجلس الدولة الصيني، أو مجلس الوزراء، وافق على إصدار سندات دولارية تصل قيمتها إلى ملياري دولار أمريكي في الرياض الأسبوع المقبل، على أن يتم الإعلان عن التفاصيل في وقت لاحق.



وقد درجت بكين على إصدار سندات دولارية أمريكية في هونج كونج، ويُعد اختيار السعودية لهذا الإصدار الجديد رمزا لتعميق العلاقات المالية بين البلدين؛ حيث يطمح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى جذب الاستثمارات الصينية لدعم خطة "رؤية 2030" التي تهدف إلى تقليل اعتماد المملكة على النفط وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية.

وأضافت الصحيفة أن المملكة تتجه بشكل متزايد إلى بيع سندات دولارية دولية لتمويل مشاريعها الضخمة المعروفة بـ "مشاريع جيغا"، وقد كانت من أكبر المصدرين في الأسواق الناشئة هذه السنة.

وفي المقابل، سعت الصين إلى تأمين عقود بناء كبيرة في السعودية بعد انهيار سوق العقارات لديها، بينما جذب ازدهار قطاع الطاقة الشمسية في السعودية الشركات الصينية التي تصنع الألواح الشمسية والبطاريات.

وبحسب الصحيفة، قال أحد كبار المصرفيين في بكين والذي يعمل في بنك مملوك للدولة الصينية ومطلع على سجلات القروض في الشرق الأوسط إن بيع الديون في الرياض "جزء من تعميق العلاقات مع السعودية على المستوى الحكومي".

وعلى الرغم من أن روسيا تجاوزت السعودية كمورد رئيسي للنفط إلى بكين السنة الماضية، إلا أن المملكة لا تزال تصدر معظم نفطها الخام إلى الصين، مما يتيح لها جني الدولارات التي يمكنها استثمارها في الأصول المالية.

وأضاف المصرفي: "نظرا لزيادة صادرات النفط من السعودية إلى الصين، يمكن للسعودية استثمار الدولارات التي جنتها في سندات سيادية صينية مقومة بالدولار".

وأفادت الصحيفة أن تريليونات الدولارات من الاحتياطيات الدولية وأسعار الفائدة المنخفضة للغاية حاليًا للاقتراض بالرنمينبي في الداخل تعني أن مبيعات السندات بالعملة الأجنبية تشكل جزءًا صغيرًا من تمويل الحكومة الصينية.

ولكن مثل هذه السندات تعتبر وسيلة أسهل للمستثمرين العالميين لشراء الديون السيادية للحكومة الصينية مقارنةً بالديون الصادرة محليًا، كما أنها توفر مرجعية للمصدرين الآخرين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول تنفيذي في أحد البنوك الأوروبية ومقره في شنغهاي قوله: "إصدار الديون بالدولار نفسه ليس له معنى كبير بالنسبة لوزارة المالية الصينية، ولكن له تأثير على تحديد الأسعار بالنسبة لجميع المصدرين الصينيين الآخرين للسندات الدولارية".



وفي آب/ أغسطس، وقع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يُعد صندوق الثروة السيادي للمملكة ويُعيد توجيه استثماراته في الداخل، صفقات بقيمة 50 مليار دولار مع بنوك صينية لتعزيز "تدفق رأس المال في الاتجاهين من خلال الديون والأسهم".

وقالت شركة *"إي وبارتنرز"، وهي شركة استثمار خاص سعودية صينية مدعومة من عملاق التجارة الإلكترونية "علي بابا" وصندوق الاستثمارات العامة، في تشرين الأول/ أكتوبر إنها ترغب في إنشاء منطقة اقتصادية خاصة في الرياض لجذب الاستثمارات الصينية في مجال التصنيع.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الصين أنهت انقطاعًا دام ثلاث سنوات عن أسواق السندات الدولية في أيلول/ سبتمبر ببيع سندات مقومة باليورو بقيمة 2 مليار يورو في باريس، وذلك قبل أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في ذلك الشهر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصين السعودية اقتصادية اقتصاد السعودية الولايات المتحدة الصين صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سندات دولاریة ثلاث سنوات فی الریاض

إقرأ أيضاً:

لتعزيز حضور المنتجات السعودية في الأسواق الدولية.. “الصادرات السعودية” تشارك في معرض الصين الدولي للاستيراد

تشارك هيئة تنمية الصادرات السعودية تحت هوية “صناعة سعودية” بجناح يضم 15 شركة وطنية في معرض الصين الدولي للاستيراد، الذي يُعد من أبرز المعارض العالمية المتخصصة ويُقام في مدينة شنغهاي الصينية, حيث يشكّل هذا المعرض منصة دولية تجمع بين كبرى الشركات والمهتمين بالاستيراد والتصدير من مختلف أنحاء العالم.

وتأتي هذه المشاركة ضمن إستراتيجية “الصادرات السعودية” الهادفة إلى تسليط الضوء على الفرص السوقية العالمية وتعزيز حضور المنتجات والخدمات السعودية في الأسواق الدولية من خلال الترويج لجودتها وقدرتها التنافسية.

وتسعى الهيئة إلى توسيع نطاق تصدير المنتجات الوطنية وتطوير الشراكات الإستراتيجية التي تسهم في دعم الاقتصاد الوطني.

اقرأ أيضاًالمملكةرئيس “الغذاء والدواء” يزور معهد شنجن للمراقبة على الأدوية

ويُعد معرض الصين الدولي للاستيراد فعالية بارزة تستقطب اهتمام المستثمرين والزوار من مختلف دول العالم، حيث يوفر فرصة فريدة لتبادل الخبرات وعقد الصفقات التجارية.

ويضم المعرض عددًا كبيرًا من المشاركين الدوليين ويشكّل بيئة مناسبة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين المملكة والصين، مما يعزز العلاقات التجارية الثنائية، ويؤكد مكانة الصين كأحد أبرز الشركاء التجاريين للمملكة، حيث تجاوزت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إليها خلال الأعوام الخمسة الماضية “2019 – 2023” حاجز 176 مليار ريال سعودي، مما يعكس أهمية الصين بصفتها سوقًا رئيسية للصادرات السعودية ومكانة مميزة تحظى بها المنتجات والخدمات السعودية في السوق الصيني.

وتحرص “الصادرات السعودية” على المشاركة في الفعاليات الدولية الكبرى لدعم المصدرين السعوديين وربطهم بالمشترين المحتملين من مختلف الدول، مما يعزز مكانة المملكة بصفتها مصدرًا رئيسيًا للمنتجات ذات الجودة العالية ويسهم في تنمية الصادرات غير النفطية واستدامة الاقتصاد الوطني.

مقالات مشابهة

  • سفير الصين بالقاهرة يكرم "العسومي" لدوره في تعزيز العلاقات العربية الصينية
  • محمد عبده يفي بوعده للجمهور بإصدار ألبوم جديد بعد 5 سنوات على آخر ألبوماته
  • الحوثيون يهاجمون السعودية بحدية لأول مرة في ظل تطورات عديدة .. ما الرسائل؟ (تحليل)
  • بعد غياب ثلاث سنوات كندة علوش تعود إلى الدراما التلفزيونية في رمضان بمسلسل "ناقص ضلع"
  • عاجل - رئيس الوزراء: فيتش ترفع تصنيف مصر الائتمانى إلى "B" لأول مرة منذ 4 سنوات
  • رئيس الوزراء: فيتش ترفع تصنيف مصر الائتمانى إلى «B» لأول مرة منذ 4 سنوات
  • السجن 10 سنوات بحق مدان عن جريمة إصدار هويات لعوائل داعش
  • وكيل "خطة النواب" لوزير المالية: من السهل إصدار القوانين لكن الصعب هو تطبيقها
  • لتعزيز حضور المنتجات السعودية في الأسواق الدولية.. “الصادرات السعودية” تشارك في معرض الصين الدولي للاستيراد