الثورة نت:
2025-01-30@19:27:03 GMT

غزة.. منطقة المواصي أكبر مدينة للخيام في العالم

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

غزة.. منطقة المواصي أكبر مدينة للخيام في العالم

الثورة  /وكالات

 

بدلاً أن تكون منطقة زراعية خالية، تكسوها السوافي الرملية، والمناطق الخضراء، باتت منطقة المواصي أكبر مدينة للخيام في العالم، تحوي في جنباتها آلاف المواطنين الذين شردوا قسرًا وإرهابًّا من منازلهم، ومعها تحوي آلامهم وقصص وجعهم، وغربتهم التي طالت، حتى الأرض التي يفترشونها باتت قبورًا لهم ولأحلامهم وآمالهم.

وتمتد المواصي على الشريط الساحلي للبحر المتوسط جنوب قطاع غزة، وتبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلو متراً، ويبلغ طولها 12 كيلو مترًا، بعرض نحو كيلو متر، وتمتد من جنوب دير البلح حتى رفح جنوبًا، مرورًا بخان يونس.

سر التسمية

استمدت المواصي اسمها من استخراج المزارعين للمياه في المنطقة عبر حفر البرك (برك امتصاصية) واستخدامها لري المزروعات، حيث تُعد منطقة غنية بالمياه الجوفية، وهي التي شاركت الغزيين معركتهم الكبيرة منذ السابع من أكتوبر، وقاسمتهم الصمود، وهي التي تعرضت لمرات لا تكاد تحصى من القصف والقتل الصهيوني، وفيها حدثت مجازر مروعة معها ابتلعت الرمال خيامًا وأناسًا في مشاهد مروعة على الإجرام والحقد الصهيوني.

منسيون في المواصي

أجساد متعبة، طعام شحيح، ماء بعيد، علاج مفقود، بكاء متقطع، ترقب مستمر، حشرات وأمراض.

كل يوم نسمع خلق الله من البشر وسط خليط الوجع والدم والقهر واليأس يقولون نحن بخير، وهم في كرب لا يعلمه إلا الله.

وتقدر مساحة المواصي الإجمالية بنحو 12 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وتمثل نحو 3% من مساحة قطاع غزة، وتتكون المنطقة من كثبان رملية، يطلق عليها محلياً “السوافي”، وهي عبارة عن رمال صحراوية بيضاء، تتخللها منخفضات زراعية خصبة غنية بالمياه الجوفية.

وتقسم المواصي إلى منطقتين متصلتين جغرافيا، تتبع إحداهما محافظة خان يونس، وتقع في أقصى الجنوب الغربي من المحافظة، في حين تتبع الثانية محافظة رفح، وتقع في أقصى الشمال الغربي منها.

وتضم المواصي في أغلبها أراضي زراعية أو كثباناً رملية قاحلة، أمّا المناطق السكنية فيها فهي محدودة، إذ لا يوجد فيها أكثر من 100 وحدة السكنية، وهي بالكاد تتسع للقاطنين الأصليين، فضلاً عن افتقار المنطقة للبنى التحتية والشوارع المرصوفة وشبكات الصرف الصحي وخطوط الكهرباء وشبكات الاتصالات والإنترنت.

أوجاع لا تتوقف

أوجاع النازحين في المواصي لا تتوقف، فمنذ أكثر من عام، تحتضن الأرض الرملية خيامًا تحوي نازحين ومهجرين، لا تحميهم من حر الصيف ولا برد الشتاء، إلا أنهم صابرون راضون بقدر الله، آملين أن ينتهي كابوسهم بنصر مؤزر يعوضهم عن ويلات النزوح وترك الديار.

على ناصية شارع روني صالح -أحد أشهر الشوارع في منطقة المواصي- يقف الحاج غانم أبو غانم وعلى محياه كهولة وألم شهور، يقول: منذ عام من الزمن ونحن هنا، نكابد الوجع، ونتعالى على الجراح، ونعيش أوضاعًا قاهرة، بائسة، بالجوع والعطش، والعوز نواجه المحتل.

يتابع أبو غانم ويروي قصة النزوح من منطقة شمال مخيم النصيرات إلى رفح ومن ثم إلى المواصي في خان يونس، يقول: “نحن لا نعرف النوم من البرد، الشوادر مع كل ليلة تزداد بردًا، وكل يوم قصف متواصل في المنطقة التي قالوا إنها آمنة، نحن لا نعيش، والحياة في غلاء دائم، الخيام لا تمنع بردًا ولا حرًا، السقف النايلون كل صباح يغطيه الندى والماء، نسمع صوت البحر الهائج، العريشة تكاد تنخلع من الأرض، وأنا رب أسرة مكونة من 6 أشخاص”.

منطقة «المواصي» التي صُنّفت أنها مناطق آمنة؛ هي شريط ساحلي على شاطئ البحر ضيق لا يصلح للحياة لانعدام مقوماتها.!!

وأكثر النازحين خرجوا لها مضطرين بملابس صيفية خفيفة!!

الآن يواجهون موجات بردٍ قارس مع دخول الشتاء.

أما محمود الحداد فقد نزح ثلاث مرات قبل الوصول إلى المواصي، وفي كل نزوح قصص ألم، ووجع لا تكاد للكلمات أن تصفه، أو حتى الصورة، فالقلوب موجوعة، والانتظار قاتل، لكنه على يقين أن الفرج قادم، وأن الله سيعوضهم بكل جميل.

يعاني الحداد وفق حديثه لمراسلنا من صعوبة بالغة للحياة: “لا طعام ولا طحين، وأنا رجل مريض أحتاج لعلاج، وليس لدي ما أقدمه لنفسي ولا لأولادي، وحينما أمطرت السماء قبل أيام غرقت الخيمة، ولا أدري ما الذي تخبئه الأيام المقبلة لنا؟!”

الحاجة جملات أم لشهيدتين، استشهدتا في شمال قطاع غزة، دون أن يعطيها الاحتلال أي حق في وداع قبل الرحيل تقول: “يقولون المواصي هي الآمنة، أو هي منطقة المساعدات، ومنذ أن أتينا لم نر نومًا أو طعامًا، لا طحين يوزع، ولا أمان فالقصف اشتد كثيرًا في كل ناحية، وقبل أيام قصفوا المنطقة واستيقظ الأولاد من نومهم مفزوعين، يركضون في كل مكان دون هدف!”.

لا تنسى الحاجة جملات ما حرمت منه قبل أشهر: “استشهدت بناتي وأنا بعيدة عنهن، لقد دفنوهم في الشمال، ولم أرَ أيًا منهن، لكني دائمًا أقول، الحمد لله، لقد كرّمنا الله بهن”.

ثبات وصبر

وتعرف منطقة المواصي إلى جانب قصص النازحين حكايتها الخاصة، حكاية ثبات وانتظار وصبر، وهي المنطقة التي تحملت رجس الاستيطان في سنوات طويلة مضت، حيث بنت إسرائيل مستوطنات قطاع غزة على أراضيها بعد الاحتلال في عام 1967م، وأقامت مجمع مستوطنات غوش قطيف، وصار الفلسطينيون في غزة محاطون بحوالي 14 مستوطنة.

لكنها أيضًا تحفظ جميل مقاوميها، وتذكر جيدًا عام 2005 ذلك اليوم الذي غادر فيه آخر مستوطن من الأرض البراح الواسعة، لتصبح ملكًا لأصحابها، ثم ها هي تدخل تحديًا جديدًا، بعدما رفع الغزي شعار (أكون أو لا أكون) في وجه المحتل الذي يريد إعادة السنوات إلى الوراء، ولكن أهل قطاع غزة يحفظون الدرس جيدًا.

في منطقة المواصي، أناس مظلومون، مقهورون، لكنهم صامدون صابرون، راضون، وهم على يقين أن تعبهم وصبرهم لن يضيع هباءً، وهم المتيقنون بعودة إلى ديارهم ومنازلهم وثم إلى الأرض المحتلة عام 48م.

وبقيت المواصي منطقة هادئة خالية من السكان، حتى فتحت ذراعيها لشعبها الذي نزح قسرًا وفرارًا من نار الحرب الهمجية، وهي التي كانت سلة الغذاء لقطاع غزة، وبعدها أصبحت مدينة للنزوح ونسج قصص الألم والبطولة، وحتى أصبحت منطقة روت بالدماء.

يقول النازح محمود صافي إنه يتذكر الغارة التي ضربت المواصي في يوليو وراح ضحيتها قرابة 100 شهيد.

في واحدة فقط من الخيام الـ 20 التي استطاع الدفاع المدني انتشال أصحابها في مجزرة المواصي، وجدوا مشهدًا مأساويًا.

في خيمة بعرض 2 متر وطول 2 متر مدفونة تحت التراب، وجد الدفاع المدني ستة فرشات، واحدة بجانب الأخرى. كان الأب، أحمد فوجو، ينام بجوار زوجته، وعلى الفرشات الأربعة المتبقية أولاده.

وأضاف لمراسلنا أن هذه المجزرة ليست الوحيدة، بل إن الطائرات الحربية والمدافع الصهيونية تقصف مناطق المواصي بين الفينة والأخرى، ملاحقة النازحين في مناطق ادعت إسرائيل زورًا وبهتانًا أنها آمنة.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: منطقة المواصی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

كارثة محتملة.. تحرك أكبر جبل جليدي في العالم نحو هذه الجزيرة| ما القصة؟

فى كارثة جديدة تواجه العالم، جبل جليدي وزنه تريليون طن ويعد أكبر جبل جليدي في العالم، المعروف باسم A23a، قد يتجه نحو الإقليم البريطاني فيما وراء البحار، إلى جزيرة جورجيا الجنوبية.

تحرك أكبر جبل جليدي في العالم

قال عالم المحيطات الفيزيائي أندرو ميجيرز، من المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية، إن الجبل الجليدي A23a، الذي كان سابقًا محبوسًا يدور حول جبل تحت سطح البحر لعدة أشهر،  يبدو الآن أنه يتحرك مع التيار السائد نحو جزيرة جورجيا الجنوبية، وهي إقليم بريطاني فيما وراء البحار في جنوب المحيط الأطلسي.

ومن المحتمل أن يتحرك الجبل الجليدي نحو الجزيرة، قريبا، حيث أكد الكابتن البحري سيمون والاس، فى حديثه إلى هيئة الإذاعة البريطانية إن "الجبال الجليدية خطرة بطبيعتها. سأكون سعيدا جدا إذا تجاوزناها تماما. نبقي المصابيح الكاشفة مضاءة طوال الليل لمحاولة رؤية الجليد – فقد يظهر فجأة".

جبل جليدي أكبر من مدينة لندن

يعد الجبل الجليدي الأكبر في العالم، وفقا للقياسات التي أُجريت من قبل المركز الوطني للجليد في الولايات المتحدة، حيث يمتد على مساحة 3,672 كيلومترا مربعا عند قياسه في أغسطس وهو بحجم أصغر قليلا من ولاية رود آيلاند وأكبر بمرتين من مدينة لندن.

انفصل الجبل الجليدي فى ديسمبر الماضي، حيث توقع العلماء أن يواصل الانجراف مع تيارات المحيط نحو المياه الأكثر دفئا، فيما قالت هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية في ذلك الوقت إن الجبل الجليدي سيبدأ على الأرجح في الانقسام ويذوب في النهاية عندما يصل إلى جزيرة جورجيا الجنوبية النائية.

لا تزال التوقعات مستمرة بشأن مصير هذا الجبل الجليدي، فقد توقعت الخبيرة بولينا سولوشوك المتخصصة في المعلومات الجليدية والهيدرولوجية في المعهد القطبي للبحوث العلمية، إن الجبل الجليدي "A23a" أن يغير اتجاهه وقد لا يصطدم بجزيرة جورجيا.

"في أول أسبوعين من العام 2025، كان جبل الجليد يتحرك بالفعل في اتجاه جزيرة جورجيا الجنوبية، ومع ذلك في الأسبوع الماضي وتحديدا في الفترة الممتدة من 15 إلى 23 يناير 2025، غير "A23a" اتجاهه وبدأ في الانحراف غربا، وهو ما يظهر بوضوح في الصور الفضائية، وستعتمد مساراته المستقبلية على الرياح والتيارات في هذه المنطقة من المحيط، ولكن من المحتمل أن يمر بجوار الجزيرة" وفقا لتوقعات الخبيرة بولينا.

جبل الجليد A23a الأكبر على كوكب الأرض

ووفقًا لصور الأقمار الصناعية، يبدو الجبل الجليدي حتى الآن محافظًا على هيكله ولم ينقسم إلى قطع أصغر كما حدث مع "الجبال الجليدية العملاقة" السابقة، وفقًا لما قاله الفيزيائي أندرو ميجيرز.

يذكر أن جبل الجليد "A23a"، الأكبر على كوكب الأرض، والذي تبلغ مساحته ضعف مساحة مدينة سان بطرسبورغ تقريبا، انفصل عن الحافة الخارجية للجرف الجليدي "فيلشنر" في سبتمبر 1986، وبقي لأكثر من 30 عاما عالقا في الجزء المركزي من بحر ويديل.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء لـ«الوطن»: مصر لديها أكبر شركات تطوير عقاري على مستوى المنطقة
  • كارثة محتملة.. هل يصطدم أكبر جبل جليدي في العالم بجزيرة جورجيا
  • أمير المدينة المنورة يُدشن الواجهة البحرية في مدينة ينبع الصناعية
  • جوهرة سانت بطرسبورغ.. متحف الأرميتاج أحد أكبر متاحف العالم
  • الفلسطينيون يستأنفون عودتهم إلى مدينة غزة .. والوسطاء يمهدون للمرحلة التالية
  • الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا
  • «النمروش» يجري جولة تفقدية في مدينة العجيلات
  • كارثة محتملة.. تحرك أكبر جبل جليدي في العالم نحو هذه الجزيرة| ما القصة؟
  • النازحون في المواصي يفكون خيامهم استعدادا للعودة لشمال القطاع
  • بدقة 3200 ميغا بيكسل.. أكبر كاميرا رقمية في العالم تغير علم الفلك