الشبه بين زي الجيش المصري وزي قوات الدعم السريع – القصة الكاملة
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
يبدو الشبه واضحاً بين زي الجيش المصري وزي قوات الدعم السريع المتمردة على القوات المسلحة السودانية، ولكن هل هذا الأمر مصادفة ولماذا هذا التشابه؟
كل جيوش العالم لديها معايير محددة في اختيار لون وشكل وتصميم الزي الرسمي لقواتها، والذي عادة لا يكون “طقم واحد” فقط، وإنما طقم رئيس وعدة أطقم أخرى تناسب الأجواء أو المناسبات أو المهام القتالية القصيرة والطويلة، ويكاد ذلك يشبه حال فرق كرة القدم التي لديها لون رئيس في زيها الرسمي ومن ثم لون أو لونين للاحتياط في حال مقابلة فريق لديه نفس اللون أو هنالك تشابه كبير، وبالتالي يضطر أحد الفريقين لاستخدام الزي الاحتياطي.
بالتأكيد الجيش المصري يستخدم هذا الزي بلونه الصحراوي المميز منذ زمن طويل وبأقدمية من زي قوات الدعم السريع، وعندما تم اختياره نلاحظ بأن طبيعة معارك الجيش المصري القديمة معظمها كانت في الصحراء، وكذلك توزيعات وانتشار الجيش المصري تغلب مناطقها في الصحراء والرمال، لذا نجد هذا اللون يناسب طبيعة ومهام القوات المسلحة المصرية، مع العلم بأن هنالك ألوان يستخدمها الجيش المصري لجنوده وقواته وتظهر في المناسبات ولمهام محددة بحسب الرصد الإعلامي.
وعندما نأتي لقوات الدعم السريع “المتمردة” في السودان وتاريخ تكوينها ومهامها واختيارها لهذا الزي واللون بالتحديد الذي يشابه زي “الجيش المصري”، نجد أن المهمة الأولى كانت لهذه القوات هي قتال الحركات المتمردة في دارفور، ومناطق دارفور معروفة بأنها صحراوية قاحلة في معظمها حيث تمتد لتجاور الولاية الشمالية وجنوب ليبيا حيث الصحراء الأكثر رمالاً وقسوة، وبالتالي فإن هذا اللون كان تم اختياره بواسط الجهات المكونة لهذه القوات في مهدها، وهي التكامل المعلن بين القوات المسلحة السودانية وجهاز الأمن والمخابرات السوداني وقوات حرس الحدود والتي كان يمثلها في حينها المتمرد الحالي وقائد الدعم السريع “حميدتي”، مع العلم بأنه لم يكن أول قائد لهذه القوات، حيث كان قائدها الأول يتبع لجهاز الأمن السوداني، ولم يطول صبر “حميدتي” كثيراً فقد كان يضغط على رئيس السودان آنذاك “عمر البشير” ليكون هو قائد القوات، وقد تم له ذلك.
ومثلما يتبع الجيش المصري في عملياته النوعية اختيار نوع زي محدد شكلاً ولوناً، تقوم قوات الدعم السريع “المتمردة” بهذا الفعل أيضاً، وقد قامت بتغيير اللون الذي يرتديه جنودها في معارك ذات طبيعة غير صحراوية مثل جبال النوبة، وكذلك في الحرب الحالية التي غدرت فيها بالقوات المسلحة السودانية، حيث نلاحظ وجود جنود وقادة يلبسون أزياء بغير اللون الرسمي للقوات، وبما يشابه زي الجيش السوداني نفسه الذي يتميز باللون الأخضر، لطبيعة معظم معاركه السابقة في أحراش وغابات جنوب السودان.
إذن فإن زي الجيش المصري نبع اختياره من طبيعة مهامه وتكوينه كجيش دولة كبرى في القارة الإفريقية، وخضع لمعايير الاختيار التي ذكرناها سابقاً، وزي القوات المتمردة “الدعم السريع” كان قد قم اختياره لطبيعة مهامها في ذلك التوقيت، قبل أن تحاول تأسيس نفسها كقوة موازية للجيش السوداني وتقوم بمحاولة الانقلاب لاستلام السلطة بالكامل لحساب آل “دقلو”، الذين يستأثرون بكل المناصب القيادية في هيكل قوات الدعم السريع.
نقول إذن هنالك تشابه في زي الجيش المصري وزي قوات الدعم السريع “المتمردة”، ولكنه لم يكن مقصوداً بأي حال.
بقلم – أحمد إبراهيم “ود سنجة”
نقلاً عن “كوش نيوز“
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
حميدتي يعلن انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم ويؤكد "سنعود إن شاء الله"
أفاد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، يوم الأحد، بأن قواته قد انسحبت من العاصمة السودانية، الخرطوم، وذلك بعد أن أعلن الجيش يوم الخميس استعادة السيطرة الكاملة على المدينة.
وفي كلمة موجهة إلى قواته التي تخوض حربا مع القوات السودانية منذ عام 2023، ذكر حميدتي: "خلال الأيام الأخيرة، تم الانسحاب لإعادة تموضع القوات في أم درمان، وذلك بناء على قرار اتفقت عليه القيادة وإدارة العمليات".
وقال في رسالة صوتية نشرت على تليغرام: "أود أن أؤكد لكم أننا غادرنا الخرطوم، ولكن إن شاء الله سنعود إليها"، وتعهد بأن تعود قواته إلى العاصمة أقوى من ذي قبل.
وأكد حميدتي أن "أي شخص، في إشارة إلى الجيش السوداني، يظن أن هناك مفاوضات أو اتفاقات مع هذه الحركة الشيطانية فهو مخطئ، وليس لدينا أي اتفاق أو حوار معهم.. الأمر يقتصر فقط على لغة البندقية".
وفي نوفمبر من العام الماضي، قام الجيش بشن هجوم مضاد قوي تمكن من خلاله من التقدم نحو العاصمة عبر وسط السودان، حتى تمكن من السيطرة عليها.
ومساء الخميس، أعلن الجيش السوداني سيطرته الكاملة على العاصمة الخرطوم بعد أسبوع من استعادته القصر الرئاسي والمطار ومواقع استراتيجية أخرى. من قوات الدعم السريع.
وجاء هذا الإعلان في بيان صدر عن المتحدث باسم الجيش نبيل عبدالله، الذي أكد أن قوات الجيش تمكنت من "تطهير آخر جيوب شراذم ميليشيا آل دقلو الإرهابية" في الخرطوم، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
Relatedانعطافة ميدانية في الصراع السوداني: الجيش يقترب من الحسم في العاصمةالأمم المتحدة تحذر: قيود الدعم السريع على تسليم المساعدات قد تؤدي إلى أسوأ أزمة إنسانية في السودانوفي تصريح له الأربعاء 26 مارس/ آذار، قال البرهان إن "الخرطوم حرة وانتهى الأمر"، وذلك أثناء إطلالته الأولى من القصر الرئاسي منذ عامين.
وكان مصطفى محمد إبراهيم مستشار قائد الدعم السريع، قد أعلن أن الانسحاب من الخرطوم كان "تكتيكيا" وليس اعترافا بالهزيمة.
يأتي هذا التطور وسط واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم. منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، قتل عشرات الآلاف من السودانيين، فيما نزح أكثر من 12 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، ما أدى إلى أكبر أزمة نزوح وجوع في العصر الحديث.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الجيش السوداني يعلن السيطرة على العاصمة الخرطوم اعتقال رياك مشار يهدد السلام في جنوب السودان وتحذيرات دولية من تجدد الصراع هزائم متلاحقة لعناصر الدعم السريع في السودان.. أي مصير ينتظر قوات حميدتي؟ عبد الفتاح البرهان ضحاياقوات الدعم السريع - السودانمحمد حمدان دقلو (حميدتي)