بعد محاولات اغتياله.. بوتين يصف ترامب بـ"الرجل الشجاع"
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
وصف فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بـ"الرجل الشجاع"، وذلك في تعليق له على محاولة الاغتيال التي تعرض لها في 13 يوليو الماضي.
وبحسب روسيا اليوم، قال بوتين، في كلمة له خلال الجلسة العامة لمنتدى فالداي إن "سلوك الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في وقت محاولة اغتياله يعطي انطباعا.
وأوضح بوتين أن ترامب تعرض للمطاردة والمضايقة خلال فترته الرئاسية الأولى، "ما جعله خائفا من اتخاذ أي خطوة".
وأشار "هنا أتحدث بصدق.. لدي انطباع بأنه كان مطاردا من جميع الجهات، ولم يسمح له بالتحرك.. كان خائفا من اتخاذ خطوة إلى اليسار أو إلى اليمين، ليقول كلمة إضافية".
ويوم الأربعاء، تم الإعلان عن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، ليصبح الرئيس 47 للولايات المتحدة. بعد أن حسم السباق في الولايات الرئيسية كافة.
وقال الرئيس الروسي إنه يهنيء ترامب إثر انتخابه رئيسا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية.
ونادي فالداي الدولي للمناقشة هو جمعية تضم كبار الخبراء الأجانب والروس في مجال العلوم السياسية والاقتصاد والتاريخ والعلاقات الدولية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فلاديمير بوتين الرئيس الروسي بوتين دونالد ترامب ترامب الرجل الشجاع
إقرأ أيضاً:
هل تحالف ترامب مع بوتين ضد أوروبا؟
هناك قول معروف ومُكرر كثيرا وهو، لا توجد في السياسة عداوات دائمة ولا صداقات دائمة، بل مصالح دائمة. وقد بات على الأوروبيين أن يفهموا هذا القول جيدا وأن يتصرفوا على أساسه، لا أن يكرروه فقط ثم يتوسلّون بالقول إنهم أهم شريك تجاري للولايات المتحدة الأمريكية، بحجم تبادل يصل إلى نحو 1500 مليار دولار سنويا، وأنها لن تتخلى عنهم لهذا السبب.
هذا محضُ هراء لا يستقيم مع السياسة الترامبية الجديدة. نعم كانت هنالك توقعات ذات مصداقية عالية، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف ينسحب من الجهود الغربية لدعم أوكرانيا، وأخرى بأنه سيذهب للتحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن العجز الذي تمر به أوروبا جعلها تستبعد هذه الخيارات الأمريكية. كما قاد هذا الوهم الأوروبيين إلى عدم الفهم طوال العشر سنوات الماضية، بأن الولايات المتحدة تضع مصلحتها في المقدمة على حساب أقرب حلفائها.
ففي الولاية الأولى للرئيس ترامب خدعوا أنفسهم بالقول، إن الرجل حديث عهد بالسياسة وهو رئيس غير تقليدي، وأن ما يصنعه من سياسات رثة هي ليست سياسات أمريكية بحتة، فالمؤسسات الأمريكية الحاكمة قادرة على إصلاحها وإعادة العربة إلى السكة الصحيحة، لكن الحقيقة كانت غير ذلك. فعندما وصل الديمقراطيون إلى سدة الحكم وتولى الرئيس السابق جو بايدن مقاليد السلطة في البيت الأبيض، تسبب هو الآخر بالضرر للأوروبيين ربما أكثر بكثير مما سببه ترامب في ولايته الأولى. فقد ذهب بايدن إلى إنشاء تحالف (فوكس) بين الولايات المتحدة، وكل من بريطانيا وأستراليا، وفي ضوء ذلك تم إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية إلى أستراليا، فكانت ضربة اقتصادية وسياسية موجعة لفرنسا. وفي عهده أيضا كان قد وقع ضرر بالغ على أوروبا، بسبب صفقة التحوّل الأخضر لدعم الشركات الأمريكية على حساب الشركات الأوروبية، بل حتى في الحرب الروسية على أوكرانيا، وضع الأمريكيون الأوروبيين في الصف الأول من المواجهة مع موسكو، بينما تمترسوا هم خلفهم. وعليه فإن الضرر الأمريكي على أوروبا لا يأتي من سياسة طرف أمريكي واحد، بل من الحزبين معا الجمهوري والديمقراطي. لذا بات على أوروبا أن تعي أن الولايات المتحدة لن تكتفي بوضع مصالحها مع روسيا قبل مصالحها مع أوروبا، بل ربما ستضع مصالحها مع الصين مستقبلا، على حساب الأوروبيين. فهي تبدو مطمئنة أن الأوروبيين لن تكون لديهم ردة فعل، مهما كان الضرر الذي تتسبب به الولايات المتحدة لهم. وما يؤكد هذا التحليل، هو كلمة نائب الرئيس ترامب في مؤتمر الأمن في ميونخ مؤخرا، التي اتهم فيها الأوروبيين بالتخلي عن القيم المشتركة مع الأمريكيين، لذلك لم يعد مُبررا بقاء التحالف بين ضفتي الأطلسي، على القواعد السابقة نفسها قائما.
فهذا أوان فتح آفاق جديدة من قبل الأوروبيين، وأن يجدوا لهم مكانا وعنوانا بمعزل عن الولايات المتحدة
إن من الغريب حقا أن تكون الذاكرة الأوروبية ضعيفة إلى هذا الحد، فهذه ليست المرة الأولى التي يتعرضون فيها إلى الإذلال من جانب الولايات المتحدة، ففي عام 2009 حصل اجتماع بين وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في سويسرا، وقد سعيا إلى إعادة إنعاش وإحياء العلاقات الأمريكية الروسية على حساب الاتحاد الأوروبي وأمنه، حيث تم التخلي عما يُعرف بـ(القبة الصاروخية) التي كانت تحمي الجانب الشرقي من أوروبا، في عهد الرئيس الأسبق أوباما. آنذاك علت أصوات في أوروبا تقول إن هذه خطوة أولى في طريق تقديم المصلحة الأمريكية على أوروبا، مثلما يفعل ترامب حاليا. وحتى في عام 2010 ذهب الأمريكيون في قمة الناتو في لشبونة إلى وضع أيديهم في يد الكرملين، فكانت خطوة في طريق ما يُعرف بالشراكة الاستراتيجية الأمريكية الروسية. لكن يبدو الآن أن بعض الوعي قد عاد إلى العقل الأوروبي، وبدأوا يصفون الولايات المتحدة بالمنافس الشرس والخطير على مصالحهم، من منطلق أن هذا التقارب الروسي الأمريكي الحالي هو تقارب مصالح اقتصادية بامتياز، حيث يسمح لبوتين بوضع يده على بعض الأراضي الأوكرانية، ما يعني وضع استراتيجية الاقتصاد الأخضر الأوروبي في خطر. فالاتحاد الأوروبي بنى كل استراتيجيته لتنويع وتأمين الطاقة، على مناجم المعادن والأتربة النادرة والثمينة الموجودة في الأراضي الأوكرانية.
بالتالي ومن هذا المنطلق هناك اختلاف في المصالح من جهة بين ترامب والاتحاد الأوروبي، وهناك تلاق بين موسكو وواشنطن حول مصالح اقتصادية. وهذه نقطة خطيرة جدا إذا ما تمت مقارنتها بعام 2009، على اعتبار التقارب الأمريكي الروسي آنذاك كان على أساس جيوسياسي، حيث كان هناك إرهاب وأعمال تخريبية. أما اليوم فلا حديث عن مصالح وتقاطع مصالح جيوسياسية، إنما مصالح اقتصادية وهو ضربة في الصميم توجه إلى الأوروبيين.
ورغم كل هذا الجو المُعتم الذي يُخيّم على أوروبا هذه الأيام، والذي دفع البعض للاعتقاد بأنها قد باتت قاب قوسين أو أدنى من خسارة مكانتها الجيوسياسية، لكن كل ذلك مرهون بإرادة أوروبا نفسها، وبرد الفعل المقبل منها. فقد تكون السياسات الترامبية دافعا للشركاء الأوروبيين لرص صفوفهم أمام مرحلة مهمة جديدة لا تتعلق بترامب فقط، بل بكل السياسات الأمريكية بشكل عام.
فهذا أوان فتح آفاق جديدة من قبل الأوروبيين، وأن يجدوا لهم مكانا وعنوانا بمعزل عن الولايات المتحدة. وأن يحرصوا على أن يكون لهم تأثير في الأزمات الدولية، كي لا تفقد أوروبا سمتها الجيوسياسية. وقبل هذا وذاك عليهم أن ينزعوا ثقل التاريخ في الوجدان السياسي الأوروبي. فلحد اليوم لا يوجد أي بلد أوروبي يقبل بأن تكون هناك قيادة أركان أوروبية موحدة يقودها بلد أوروبي، بسبب الخوف الراكد في النفوس من أحداث الماضي. فكل بلد يريد السيطرة على هذه القيادة. لذلك نرى الفرنسيين يستعينون بالبريطانيين في مسألة الأمن، في حين بالمقابل نجد بولندا تسعى مع دول ما يُعرف بحلف الأخوة في الشمال إلى السيطرة على هندسة الأمن القومي الأوروبي.
يقينا أن سياسات ترامب تجاه أوروبا باتت بشكل واضح عمليات استهداف حقيقية لها، فنرى الحزب الجمهوري في عهده قد أصبح عرّاب الأحزاب اليمينية الأوروبية، ومنها من يوصف بالفاشية. وللتذكير فإن ترامب منذ ولايته الأولى حاول توحيد الأحزاب اليمينية في أوروبا، وكان قد أرسل مساعده ستيف بانون إلى أوروبا، ونجح في القيام بهذا الفعل. فترامب يمارس السياسات اليمينية نفسها، اقتصاديا وسياسيا وحتى في مسألة الهجرة. فهل سيبقى الاتحاد الأوروبي يتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى من الجمهوريين ومن الديمقراطيين، أم أن كل ما يحدث للأوروبيين اليوم سيكون دافعا لهم لبناء استقلاليتهم الدفاعية والعسكرية والاقتصادية؟
المصدر: القدس العربي