عدنان ناصر الشامي

عزيزي القارئ، هل رأيت من قبل رجلًا يعيش كالميت؟ ليس رجلًا بلا روح، بل رجل بلا إرادَة، بلا قرار، يفقد حرية القرار والكرامة معًا، كأنه روبوت يتحَرّك وفق “الريموت” الذي يحمله سيده ويتحكم فيه عن بُعد.

إنهم أُولئك الذين نطلق عليهم “المرتزِقة”. من باعوا كرامتهم في سوق النفاق، وابتلعوا عنفوانهم مقابل أوامر تأتي من الخارج، إنهم “مرتزِقة الريال السعوديّ والدينار الإماراتي، والآن الشيكل الإسرائيلي”، جثث متحَرّكة استبدلت العزة بعلبة أوامر مبرمجة، ووجوههم باتت كالأقنعة الخاوية على مصيرها التعيس.

عقول معطَّلة بانتظار “الأمر اليومي”.. المرتزِق لا يحتاج إلى عقل ولا إرادَة ولا تفكير؛ فهو مبرمج ليُنفّذ لا ليُفكر، وكأن سيده قد نزع زر “العقل” ووضع مكانه “أزرار الأوامر”. ليس مُجَـرّد شخص يقبل تنفيذ المهام؛ بل عقله مسلوب، ودوره في الحياة محصور بأن يكون صدى لصوت من يديره عن بُعد. قراراته ليست قراراته، ونظراته ليست نظراته، وحديثه ليس حديثه؛ بل هو صدى لأوامر تُعطى له، ويكرّرها مثل الببغاء المتعب.

حياة المرتزِق تمر بثلاث مراحل: في البداية، يمتلك شيئًا من الذكاء، ثم يتخلى عنه تدريجيًّا لينعمَ بحياة “الأوامر الجاهزة”. ما الداعي للتفكير طالما لديه سيدٌ يأمره؟ يتحول إلى قطعة أثاث بشرية، يجلس ويقف، يتحَرّك ويصمُتُ وفق برمجة قديمة. بل ويصبح هذا الجمود فضيلته؛ فهو ينفّذ دون أن يسأل، يعمل دون أن يفكر، مثل حاسوب تعطلت فيه كُـلّ التطبيقات عدا “تطبيق الأوامر”.

كرامة للبيع بسعر الجملة، هكذا يرى المرتزِق أن الكرامة رفاهية لا يتحملها وأنها غير مربحة. فالشخص الذي ينفذ ما يُطلب منه دون اعتراض، يجد الحياة أكثر سهولة وربحية؛ فيصفق تصفيقًا لاذعًا، ويهز رأسه برضا كلما ألقى سيده كلمة مدح أَو أعطاه مكافأة هزيلة.

صوته خافت، يتحدث بلهجة سيده؛ حرصًا على “الوَحدة الفكرية” التي تخدمه في جني الأرباح دون تعكير صفو مصالحه.

المرتزِق هو روبوت هو آلة في هيئة بشرية، تتحَرّك وتتحدث، لكنها لا تعرف طعمَ الحرية.

تراه يجري نحو سيده، يلهث وراء الأوامر، وينتظر أية تعليمات، وإن لم تأتِه، يصاب بحالة من الجمود كأن برامجه توقفت، ويقف محبطًا بانتظار “إعادة تشغيل” جديدة.

المرتزِق رجل بلا قرار ولا كرامة ولا حرية، رجلٌ برمجته الأوامر، وسلبت منه الرجولة بمعناها الحقيقي.

لو تجرّأ يومًا وفكَّر، أَو رفع صوتَه عن صوت الأوامر، لعرف قيمة الحياة وكرامة الإرادَة.

هنا يبرز السؤال: أهذه الأوامر آخرُ وسيلة في يد العدوّ الصهيوني وأعوانه؟ وهل سيتمكّن المرتزِق من الصمود في وجه من يقاتلون لأجل كرامتهم ووطنهم وإرادَة شعوبهم ونصرة قضايا أمتهم ومقدَّساتهم؟

يقينًا، نهايتهم تقترب، وسيُدفَنون تحت الرمال، ويُرمَون إلى مزبلة التاريخ.

ألا تستحون من كشف وجوهكم المكشوفة؟

سيبقى التاريخ يلعنُكم عبر الأجيال، ويكتب لكم صفحات سوداء مليئة بالعار والخيانة والذل والانبطاح.

اعلموا أنكم لستم إلا مُجَـرّد دمى بيد العدوّ، يستخدمكم كقمامة عفنة لتلويث الأرض والبيئة اليمنية!!

لكن لا داعي للقلق هناك أحرار اليمن مع قائدهم أبي جبريل الشجاع؛ فهم عمال نظافة ليس لليمن فحسب بل للأرض كلها، سيقفون لكم في كُـلّ زاوية بالمرصاد، وسيطهِّرون اليمن وشعوب أمتنا من كُـلّ قذاراتكم، وسيكنسونكم إلى برميل القمامة؛ فهو المكان الأنسب لكم!!

وكلما غرست أمريكا خونةً وعملاءَ في اليمن، سنقتلعهم من جذورهم، ونزيل أوساخهم التي تلوِّثُ أرضنا وبيئتنا اليمنية والعربية، ونطهِّرُ تربتها، ونجعلها مثمرةً بالنصر، والعزة، والحرية، والكرامة، والاستقلال، ونستعيد إليها نقاءَها وكرامتها.

يقينٌ جازمٌ لا شك فيه.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المرتز ق

إقرأ أيضاً:

تفقد مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.. الاعيسر : البلاد تخوض معارك كبيرة في مجال الإعلام ضمن حرب الكرامة

أكد الأستاذ خالد الاعيسر وزير الثقافة والإعلام أن البلاد تخوض معارك كبيرة ضمن حرب الكرامة في ميادين كثيرة بالتوازي مع العمليات العسكرية على الأرض مشيرا إلى أن الإعلام هو اخطر هذه المعارك لأنه يؤثر على العمليات العسكرية. وقال خالد الاعيسر خلال تفقده مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ببورتسودان الاربعاء، إن مليشيا الدعم السريع الإرهابية خصصت إمكانيات مهولة لهزيمة البلاد إعلاميا وانها افردت للمعركة الإعلامية مساحة كبيرة من إمكانياتها المادية والبشرية واللوجستية ، مبينا أن السيطرة على الإعلام الحر والوطني وشل قدرته كان من أولويات المليشيا منذ بداية الحرب، مستدلا بما اثبتته كاميرات المراقبة بتواجد مستشار قائد المليشيا يوسف عزت داخل مقر الإذاعة والتلفزيون أول ايام الحرب . وقال الاعيسر إن الدولة صمدت واجهضت خطة الميشيا للسيطرة على الإعلام، مؤكدا قدرة البلاد على هزيمة المليشيا في مضمار الإعلام من خلال تعاون الجميع مشيدا بمجهودات القائمين على أمر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، معتبرا أن ما انجزوه طوال فترة الحرب معجزة في ظل الظروف التي واجهتهم. وتفقد وزير الثقافة والإعلام أقسام الهيئة ووقف على الاحتياجات العاجلة للنهوض بالعمل وتعظيم دور الهيئة في حرب الكرامة ضد مخططات المليشيا الإرهابية. ووجه الاعيسر رسالة لكل الإعلاميين في العالم والمهتمين بالعمل الإعلامي بضرورة التضامن مع الإعلاميين والإعلام في السودان جراء ما لحق بهم من أضرار بسبب إنتهاكات مليشيا الدعم السريع، داعيا العالم إلى مساندة الإعلاميين السودانين لاسيما وأن السودان صاحب موقع رائد في المجال الإعلامي. سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تفقد مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.. الاعيسر : البلاد تخوض معارك كبيرة في مجال الإعلام ضمن حرب الكرامة
  • إسرائيل تصدر آلاف الأوامر لاعتقال الحريديم بعد رفض التجنيد
  • “الإصلاح” و “الانتقالي”.. خصمان يجمعُهما تدميرُ “الاقتصاد” ونهبُ “المال العام”
  • سيده تضع خمسة توأم بمستشفى القضارف للنساء والتوليد – صورة
  • خالد الجندي: فوائد البنوك حلال.. والاقتراض منها يحفظ الكرامة ويصون النفس