تُعد مصر من الدول الرائدة في المنطقة من حيث الاعتماد على الطاقة المتجددة، حيث تمكنت من تأمين إمدادات ثابتة من الكهرباء، وحققت قفزة نوعية في مجال الطاقة، مما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد المصري ويدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

أزمة تخفيف الأحمال 

وخلال الأشهر الماضية، تمكنت الدولة المصرية، ممثلة في وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، من إنهاء أزمة تخفيف الأحمال التي كانت ناتجة عن نقص إمدادات الوقود، حيث نفذت الوزارة خطة شاملة لتأمين الشبكة القومية للكهرباء وتلبية احتياجات المواطنين بالاعتماد على الطاقة المتجددة بدلاً من الوقود التقليدي، باستثمار تجاوز 4 مليارات دولار، بهدف تحقيق استقرار دائم في توفير الكهرباء.

ورصدت الحكومة المصرية ميزانية قدرها 1.2 مليار دولار لضمان استقرار الشبكة الكهربائية وتجنب تخفيف الأحمال مستقبلاً، كما وضعت خطة عاجلة لإضافة 4 آلاف ميجاوات من الطاقة المتجددة بحلول صيف 2025بما يوفر 500 مليون دولار من تكاليف الوقود المستخدم في إنتاج الطاقة، ما يعزز جهود الاعتماد على الطاقة النظيفة ويقلل الاعتماد على الوقود التقليدي.

من جانبه، أعلن الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، عن خطة طموحة لتأمين الطاقة الكهربائية لصيف 2025، تركز على سد الفجوة بإضافة طاقة تصل إلى 4 آلاف ميجاوات باستثمار يبلغ 4 مليارات دولار، وتشمل الخطة الاعتماد على مشروعات الطاقة المتجددة بالشراكة مع القطاع الخاص، مع تنفيذ هذه المشاريع قبل الصيف القادم لتجنب أي نقص في الطاقة وتقليل الحاجة لاستيراد الوقود.

تغيير عدادات الكهرباء القديمة إلى مسبوقة الدفع إجباريا.. من يتحمل التكلفة؟ فصل الكهرباء عن هذه المناطق في كفر الشيخ .. اليوم

وأضافت الوزارة 560 ميجاوات من الطاقة الشمسية إلى الشبكة بالتعاون مع شركة "إيما باور" الإماراتية، كما يعمل تحالف "أوراسكوم" و"هيتاشي" على إنشاء محطات كهرباء من الشمس والرياح بقدرة 650 ميجاوات، حيث سيتم ربط 450 ميجاوات بالشبكة بحلول مايو المقبل، وفي إطار تعزيز القدرات، تستعد شركة "أكوا باور" لإنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 200 ميجاوات لتكون جاهزة قبل صيف 2025.

من جانبه، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن الحكومة الجديدة أطلقت على نفسها اسم حكومة التحديات، ووضعت على رأس أولوياتها القضاء على مشكلة انقطاع الكهرباء خلال ستة أشهر، حيث يُعد هذا مطلباً رئيسياً للمواطن المصري.

وأوضح الإدريسي، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الحكومة سعت سابقاً لمعالجة مشكلة انقطاع الكهرباء، ما دفعها إلى اتخاذ إجراءات صارمة مثل إغلاق المحال التجارية في فصل الصيف عند الساعة العاشرة مساءً، وهو قرار كان من الصعب تنفيذه في تلك الظروف.

وأشار الإدريسي إلى أن قضية الكهرباء لا تقتصر على توفير الطاقة فقط، بل ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتحسين الاقتصاد وجودة الخدمات المقدمة في بيئة الأعمال، ما يبرز أهمية هذه المسألة على عدة مستويات، مؤكدا أن الحكومة ستتغلب على جميع التحديات التي تواجهها، سواء كانت مرتبطة بالكهرباء أو بغيرها من القضايا الحيوية التي تؤثر على حياة المواطنين بشكل مباشر.

جهود الدولة

بدأت مصر جهودها في القضاء على أزمة الكهرباء منذ سنوات، كانت أولى خطوات الحكومة المصرية إطلاق خطة شاملة لتأمين مصادر جديدة للطاقة والاستثمار في البنية التحتية لشبكة الكهرباء. 

وتركزت هذه الجهود على تنويع مصادر الطاقة، بما في ذلك التوسع في الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، وخصصت الدولة مبالغ مالية كبيرة لتطوير البنية التحتية الكهربائية، وتعزيز قدرة الشبكة على تحمل الأحمال العالية دون انقطاع.

محافظ أسوان يتفقد أكبر محطة شمسية لتوليد الكهرباء بطاقة 500 ميجاوات وزير الكهرباء: مصر لديها استراتيجية تقوم على مصادر الطاقة المتجددة النظيفة والآمنة

واستطاعت مصر بفضل هذه الجهود أن تضيف آلاف الميجاوات من الطاقة المتجددة، مما أسهم في تغطية احتياجات المواطنين وضمان استقرار الشبكة الكهربائية، ومن ضمن المشاريع تم التعاون مع عدد من الشركات العالمية في مجال الطاقة المتجددة لإنشاء محطات جديدة تعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ما ساعد في تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي وتوفير تكاليفه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر الكهرباء الطاقة الإقتصاد المصرى وزارة الكهرباء أزمة تخفيف الأحمال الطاقة المتجددة الوقود التقلیدی الاعتماد على

إقرأ أيضاً:

شراكة بين «مصدر» و«صندوق طريق الحرير» في الطاقة المتجددة

 

باكو، أذربيجان (الاتحاد)
أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، و«صندوق طريق الحرير» الصيني، عن توقيع مذكرة تفاهم لاستكشاف فرص الاستثمار المشترك في مشاريع طاقة متجددة في دول تقع ضمن مبادرة «الحزام والطريق»، مع التركيز بشكل رئيسي على الدول النامية ودول الجنوب العالمي.
وقّع الاتفاقية محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»، وزو جون، رئيسة مجلس إدارة صندوق طريق الحرير، وذلك على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف COP29 في باكو.
وبموجب مذكرة التفاهم، سوف تؤسس «مصدر» و«صندوق طريق الحرير» شراكة استراتيجية تركز على استكشاف الفرص المتاحة للاستثمار المشترك في مشاريع طاقة متجددة تشارك فيها «مصدر» كمستثمر أو تتولى مهمة تطويرها وتشغيلها حيث يعتزم «صندوق طريق الحرير» استثمار ما يصل إلى 20 مليار يوان صيني (ما يُعادل 10.28 مليار درهم/ 2.8 مليار دولار) في مشاريع مشتركة مع «مصدر».
ولدى «مصدر» استثمارات كبيرة في دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وأفريقيا، والتي تندرج العديد منها تحت مبادرة الحزام والطريق.
وستواصل الشركة الاستثمار في هذه المناطق في إطار استراتيجيتها لزيادة القدرة الإنتاجية الإجمالية لمحفظة مشاريعها للطاقة المتجددة إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030.
في حين لدى «صندوق طريق الحرير» مشاريع طاقة متجددة بقدرة إجمالية تزيد عن 7 جيجاواط في مناطق مبادرة الحزام والطريق، وتشمل الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية. وفي إطار نهجه للاستدامة، يلتزم الصندوق بالعمل مع نخبة من الشركاء الماليين والاستراتيجيين للإسهام في دعم تحقيق رؤية الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وقال محمد جميل الرمحي: «يجسّد هذا التعاون بين «مصدر» وصندوق طريق الحرير اللذين يستثمران في العديد من مشاريع الطاقة المتجددة في الأسواق الناشئة والجنوب العالمي، خطوة مهمة من شأنها أن تعطي دفعة كبيرة للجهود الرامية إلى تحقيق الانتقال في قطاع الطاقة، ونتطلع إلى شراكة ناجحة ومثمرة مع صندوق طريق الحرير نحقق من خلالها الأهداف والطموحات المشتركة للطرفين».
وقالت زو جون: «تعد دولة الإمارات من المساهمين الرئيسيين في مبادرة «الحزام والطريق» وأحد أبرز الشركاء في قطاعي الاستثمار والتجارة بالنسبة للصين، وتعكس الشراكة بين صندوق طريق الحرير و«مصدر» مدى التزام الطرفين بتطوير حلول الطاقة المستدامة على مستوى العالم، ومن شأنها الإسهام في تعزيز التعاون والاستثمار بين البلدين. وإننا نتطلع إلى العمل مع مصدر والشركاء الآخرين للتعاون في إرساء «طريق الحرير الأخضر» خلال العقود المقبلة.
وتربط مبادرة الحزام والطريق بين آسيا وأوروبا وأفريقيا ومناطق أخرى حول العالم من خلال شبكة من مشاريع البنية الأساسية والشراكات التجارية، وتشكل مبادرة الحزام والطريق حلقة وصل لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الدول والمناطق المشاركة.
و تعد دولة الإمارات شريكاً فاعلاً منذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق، حيث ضخت 10 مليارات دولار في صندوق استثماري مشترك بين الصين ودولة الإمارات لدعم مشاريع المبادرة في شرق أفريقيا.

أخبار ذات صلة «مصدر» تعلن استكمال الإغلاق المالي لمشروعي طاقة شمسية في أذربيجان «مصدر» تطور مشاريع طاقة رياح في أذربيجان

مقالات مشابهة

  • شراكة بين «مصدر» و«صندوق طريق الحرير» في الطاقة المتجددة
  • استطلاع: غالبية الألمان مازالوا يؤيدون التوسع في مصادر الطاقة المتجددة
  • استطلاع يكشف عن تأييد قوي للطاقة المتجددة في ألمانيا
  • مصطفى بكري يكشف عن خطة طموحة لوزارة الكهرباء ويحذر من سرقة التيار
  • عمار بن حميد: تحول «جامعة عجمان» مؤسسة تعليمية غير ربحية خطوة استراتيجية
  • الكهرباء: الحمل المتوقع اليوم يبلغ 28 ألفا و500 ميجاوات
  • وزير الكهرباء يبحث تعزيز التعاون مع وزير الاستثمار الإماراتي
  • عصمت: القطاع الخاص شريك رئيسي في تنفيذ استراتيجية قطاع الكهرباء
  • وزير الكهرباء يستقبل وزير الاستثمار الإماراتي لبحث تعزيز التعاون والاستثمار
  • وزير الكهرباء: دور فعال لشركاء العمل من الشركات الإماراتية فى مجالات الطاقات المتجددة