أكد عدد من الخبراء أن حرب الأكاذيب أصبحت تُشكل خطراً حقيقياً على النسيج الاجتماعي ويُهدّد المناعة النفسية للمجتمع، مشيرين إلى أن كتائب الإخوان الرقمية تعمل على الترويج لأكاذيب وادعاءات تخصّ وتهم المواطن، لأجل التأثير على المواطنين ومحاولة أن يتم إفقاد ثقتهم فى الحكومة والمسؤولين. 

وقال اللواء محمد صلاح أبوهميلة، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن الشائعات وسرعة انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتسبّب فى حرب نفسية للفرد والمجتمع، تهدم القيم والثوابت وتُؤثر بالسلب على المجتمع ككل، موضحاً أن الكتائب الإخوانية الإرهابية تستخدم الشائعات فى زعزعة استقرار الدولة، وهو ما يُعرف باسم الحروب الصفراء: «مصر مستهدفة بشكل كبير، لإضعاف وحدة الصف، مما يُؤثر سلباً على التنمية المستدامة، خاصة فى الجوانب الاقتصادية، حيث تعمل على زيادة مستوى الإحباط والانكسار».

وأوضح «أبوهميلة» أن الشائعات ينساق وراءها قليلو الوعى والتعليم، إذ يحاول مروجوها إقناع ضحاياهم بطرق ملتوية، فيُصدقها من لديه الاستعداد لاستقبالها ممن ليس لديهم وعى أو تعليم كافٍ، ويقومون بترويجها عن جهل عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعى. 

كما يقوم بعض أصحاب الضغائن، الذين يحملون الكراهية والحقد تجاه بلادهم، بنشر هذه الشائعات وترويجها رغم علمهم بأنها كاذبة لتحقيق أهداف خبيثة، موضحاً: «من هنا، يتلقى الإنسان البسيط بحُسن نية هذه الشائعات ويصدّقها، ليتكون فى نهاية الأمر رأى عام سلبى تجاه قضية معينة».

وتابع «أبوهميلة» أن الشائعات تتسبّب فى التفرقة وإثارة الفتنة وعدم استقرار المجتمعات. 

وأصبحت تُشكّل خطراً فعلياً وتهديداً مباشراً للنسيج الاجتماعى، خاصة فى ظل سرعة نقل المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل من الصعب على الأفراد التحقّق من صحة الأخبار المتداولة، مطالباً بالتمييز بين الأخبار الكاذبة والصادقة والتصدي للأخبار الكاذبة والتحقّق منها من المصادر الموثوقة إعلامياً. 

وتابع: «كما يجب وضع طرق للحد من انتشار الشائعات ورفع مستوى الوعى لدى المجتمع، وهذا يأتى بمساعدة المؤسسات والإعلام والأحزاب السياسية، من أجل رفع المستوى الثقافى والفكرى والتوعوى لدى المواطنين، سواء داخل المؤسسات أو خارجها، ومن المهم عقد ندوات تثقيفية للجمهور عند انتشار الشائعات المغرضة لرفع الوعى السليم»، وشدّد على ضرورة معاقبة مروجى الشائعات، التى تستهدف الرأى العام وزعزعة استقرار المجتمع.

«صابر»: التنظيم الإرهابى يسعى لنشر الفتنة وتفكيك تماسك الشعب

قال العقيد حاتم صابر، خبير مقاومة الإرهاب وحرب المعلومات، إن العمليات النفسية ليست جديدة كما يظن البعض، بل تمتد جذورها إلى عصور قديمة، مشيراً إلى أن العمليات النفسية فى مفهومها الحديث تشمل استخدام جميع القوى المتاحة لخلق موقف يُفتّت معنويات العدو ويُجبره على قبول الشروط. 

وأوضح أن هناك أهدافاً اجتماعية وسياسية لهذه العمليات، مثل التشكيك فى كفاءة الدولة والقوات المسلحة، وتزييف الوعى السياسى للمواطنين. 

ولفت إلى أن العمليات النفسية تعتمد على أربعة مبادئ رئيسية: دقة المعلومة، استغلال الحاجات، التوقيت المناسب، والاستمرارية. 

وفى ما يتعلق بالحرب النفسية، أوضح أن هذه الحرب تُركز على إحباط الروح المعنوية للمقاتلين، مثل أفراد القوات المسلحة، عبر وسائل الدعاية، مشيراً إلى أهمية مواقع التواصل الاجتماعى كوسيلة رئيسية لنشر هذه العمليات فى العصر الحديث، مشدّداً على ضرورة الحذر من تداول الأخبار المضلّلة والاعتماد على المصادر الرسمية لضمان الأمن القومى.

وقال «صابر» إن تنظيم الإخوان الإرهابى يسعى للتصعيد من فتنة نشر الشائعات فى المجتمع من أجل تفكيك تماسك الشعب، ومحاولة الضغط على الدولة من خلال تشكيك المواطنين فى ما يحدث من إنجازات داخل الدولة، موضحاً: «هناك كتائب منظمة تقودها مجموعات فى الخارج للترويج للشائعات من خلال الاعتماد على المواقع وصفحات «فيس بوك» الممولة بشكل كبير، وإعادة الترويج لفيديوهات مفبركة لترويجها ضد الدولة المصرية». 

وأكد «صابر» أن هذه الكتائب تعمل على الترويج لأكاذيب وادعاءات تخص وتهم المواطن المصري، من أجل التأثير على المواطنين، ومحاولة أن يتم إفقاد ثقتهم فى الحكومة.

«سليمان»: أساليبها ملتوية تهدف إلى إحداث تشوّهات معرفية ونفسية بالمجتمع 

وفى السياق ذاته، قال الدكتور عمرو سليمان، استشارى علم النفس، المتحدث باسم حزب حماة الوطن، إن الجماعة الإرهابية تحاول التقليل من إنجازات الدولة بكل ما أوتيت من قوة، لافتاً إلى أن الحروب النفسية تعتمد على دراسة المناعة النفسية للشعوب، والتى تُبنى على الوعى الجمعى وآليات الدفاع النفسى. 

وأكد أن هذه المناعة تتمثّل فى ردود فعل الأفراد والمجتمع تجاه الأزمات، منوهاً بأن حروب الدعاية الصفراء تعتمد على خُطط ودراسات تستغل نقاط الضعف، لمحاولة زعزعة استقرار الأفراد وثقتهم فى مؤسساتهم.

وأوضح «سليمان» أن الحرب النفسية تتّخذ أساليب عدّة، منها التشكيك فى الإنجازات الوطنية ونشر الشائعات التى تثير حالة من عدم اليقين بين الدولة والمجتمع وبين أفراده، مشيراً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى أصبحت ساحة لتلك الهجمات المنهجية التى تحاول تقليل منجزات الدولة وتحطيم روح الإنجاز. 

كما شدّد على ضرورة التحقّق مما يُنشر، وعدم الانجراف وراء التضخيم والسخرية التى تستهدف زعزعة تماسك المجتمع. 

وتابع: «هناك ما يُعرف بتأثيرات الحرب النفسية على الصحة العقلية للمجتمع، وأهمية وعى الأفراد بما يُعرف بالانحيازات المعرفية، وهى تشوّهات معرفية تستغلها الجهات المعادية لتوجيه مشاعر المجتمع بشكل غير واعٍ».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشائعات الإخوان الإرهابية نشر الفوضى وسائل التواصل إلى أن

إقرأ أيضاً:

مسلسل مراهق العائلة.. كابوس التواصل الاجتماعي يتجاوز الحدود

في عالم مليء بالمسلسلات التي تعتمد على تقنيات سردية مبتكرة ومتغيرة، يبرز مسلسل "مراهق العائلة" (Adolescence) على منصة نتفليكس بوصفه عملا فنيا يختلف عن المعتاد.

يتكون المسلسل من أربع حلقات قصيرة، تتميز بتصوير كل منها بلقطة واحدة طويلة دون اللجوء إلى أي تقنيات مونتاج. هذه الجرأة في الابتكار لم تكن مقتصرة على الشكل فقط، بل امتدت إلى محتوى العمل الذي يقدم تحذيرًا قويا بشأن تأثير الإنترنت على الأطفال في غياب الرقابة، وكيف يمكن لهذه الفوضى الرقمية أن تقود طفلا في 13 من عمره إلى جريمة مروعة.

تدور قصة المسلسل البريطاني حول عائلة ميلر التي تتحطم حياتها عندما يتم القبض على ابنها جيمي ميلر (أوين كوبر) البالغ من العمر 13 عاما بتهمة قتل زميلته كيتي ليونارد. يستعرض المسلسل التداعيات العاطفية والاجتماعية لهذه المأساة، ويتعمق في التصورات المشوهة عن الذكورة والرجولة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سلوكيات الأطفال والمراهقين.

خلال أربع حلقات فقط، تمكّن المبدعان ستيفن غراهام وجاك ثورن من تقديم عمل يستحق الاهتمام من قبل الأبناء والآباء والمسؤولين، وذلك من خلال دراما تعكس الفجوة الاجتماعية التي يسببها الاستخدام المفرط وغير المسؤول للإنترنت، خصوصًا عندما يقع في يد المراهقين الذين تدفعهم رغبتهم في إثبات الذات إلى تبني تصرفات قد تكون منحرفة أحيانًا.

الملصق الدعائي لمسلسل "مراهق العائلة" (الجزيرة) الحلقة الأولى

يبدأ المسلسل بمشهد مفعم بالتوتر لقوات الشرطة وهي تقتحم منزلاً في بلدة يوركشاير، حيث تتعرض الأسرة الصغيرة المكونة من الأب إيدي ميلر (الممثل والمخرج ستيفن غراهام) والأم ماندا (الممثلة كريستين تريماركو) والابنة الكبرى ليزا (الممثلة أميلي بيز) لصدمة. يتم القبض على الابن المراهق جيمي (الممثل أوين كوبر) الذي يبدو شخصًا عاديا، من غرفة نومه للاشتباه في قتله زميلته "كيتي" في الليلة السابقة.

إعلان

تتابع الكاميرا المحققين أثناء سفرهم إلى منزل الأسرة في سيارتهم، بينما تصل قوات الشرطة إلى المكان لتنفيذ الاقتحام بشكل مفزع وقاس، حيث يتم تفتيش غرف المنزل. وفي غرفة الطفل، يظهر حاسوب كبير نسبيا وزخرفة خيالية تشبه معدات الفضاء. تتابع الكاميرا مشهد التحقيق حتى وصول الجميع إلى مركز الشرطة في تصوير مستمر يعطي إحساسًا بالطابع الوثائقي.

تبدو الكاميرا وكأنها تطارد الشخصيات في المشاهد، مما يضيف طابعًا واقعيا يعكس محاولة رصد واقع اجتماعي مرعب، حيث تثير قوات الشرطة الخوف في نفوس الأسرة الصغيرة والهادئة، وتتعامل مع أفرادها بقسوة، مما ينتهك خصوصية الأم والأب وابنتيهما المراهقة.

وعندما تشكو الأم من الأسلوب العنيف الذي استخدمه أفراد الشرطة مع ابنتها، يكون الرد هادئا بأنها تستطيع تقديم شكوى، لكن المفاجأة تأتي بعد مرور نحو ثلث الحلقة، حيث يتضح أن الطفل البالغ من العمر 13 عامًا متهم بارتكاب جريمة قتل.

تكشف اللقطات الأولى عن شخصية مفتش الشرطة ديلوك بيسكومب (الممثل أشلي والترز)، الذي يعاني من رفض ابنه المراهق الذهاب إلى المدرسة، وهي المدرسة نفسها التي ارتكبت فيها جريمة القتل. في مركز الشرطة، يؤكد جيمي براءته، ويبدو الأب إيدي مصدومًا لكنه يبدي دعمه له. تنتهي الحلقة بكشف صادم، حيث تُظهر لقطات كاميرات المراقبة جيمي وهو يطعن كيتي في موقف السيارات، مما ينسف ادعاءاته بالبراءة، ويترك والده في حالة بكاء.

يبرز أداء ستيفن غراهام في دور الأب السلبي (المشبع بمشاعر الأمومة إلى حد كبير) مقارنة ببقية الممثلين في الحلقة، كما يظهر دور المخرج الذي اختار استخدام تقنيات درامية ذكية للانتقال بين المشاهد بسلاسة ودون قطع.

خلال أحداث المسلسل، يتم القبض على جيمي ميلر  (13 عاما) بتهمة قتل زميلته كيتي ليونارد (مواقع التواصل) الحلقة الثانية

تدور أحداث الحلقة الثانية في مدرسة جيمي وكيتي، حيث تواصل الشرطة بحثها عن سلاح الجريمة، ويلتقي المحقق بزملاء جيمي. يتم تصوير المدرسة كمكان يعج بالفوضى، ومليء بأجهزة الهواتف المحمولة، حيث يزداد الاحتكاك والتوتر بين المراهقين.

إعلان

يكشف المحقق تفاصيل مهمة تسهم في بناء القصة، مثل انتشار صورة غير لائقة للفتاة القتيلة عبر تطبيق سناب شات بين الطلاب، مما دفع جيمي لمحاولة التخفيف عنها بالخروج معها، لكن تلك المحاولة قوبلت بالرفض، ووصفته بأنه "عدو للمجتمع".

يكشف آدم (أماري جادين باكوس)، ابن المحقق، لوالده عن قاموس خاص يستخدمه الطلاب في المدرسة للتنمر والإشارة إلى بعضهم بعضا، مما يبرز الفجوة بين الجيل الأكبر والجيل الأصغر في فهم ما يحدث داخل المدرسة.

تتجلى تأثيرات الإنترنت السامة في الحلقة، حيث تمنح التكنولوجيا للمراهقين إمكانيات غير محدودة للتنمر والإساءة، مما يكشف عن جانب مظلم لتأثير الإنترنت على المراهقة.

الحلقة الثالثة

تدور أحداث الحلقة الثالثة بعد سبعة أشهر من اعتقال جيمي بتهمة قتل زميلته، وتتم تقريبا في غرفة واحدة بمصحة نفسية حيث يُحتجز. تتقابل الطبيبة بريوني أريستون (إيرين دوهرتي) مع جيمي لتقييم حالته النفسية في إطار تقرير للمحكمة.

يبدأ الحوار هادئًا، وتكشف الكاميرا عن تردد جيمي والذي يخف تدريجيا خلال الجلسة التي تستمر ساعة. ورغم الطابع الوثائقي، تلتقط الكاميرا التغيرات في انفعالات جيمي، حيث يتحول الحوار إلى تصاعد درامي حتى يصل إلى ذروته عندما يفقد جيمي أعصابه، مما يستدعي تدخل الحارس لحماية الطبيبة الثابتة في تصرفاتها.

تكشف الجلسة عن مفهوم مشوه للرجولة لدى جيمي، الذي يعتبر الرفض من فتاة إهانة لرجولته، ويطالب الطبيبة -في مفارقة- أن تعترف بخوفها منه.

تُظهر الحلقة تأثير الكراهية الموجهة ضد المرأة عبر الإنترنت وكيف تركت آثارًا عميقة في نفسية المراهق، مما دفعه لارتكاب جريمة قتل. ورغم التصوير المحدود في غرفة مغلقة، فإن هذه الحلقة من أكثر الحلقات كثافة دراميا.

الحلقة الرابعة والأخيرة

تدور أحداث الحلقة الرابعة والأخيرة بعد 13 شهرًا، حيث تكشف صراع عائلة ميلر في التعامل مع آثار الحادث. الأسرة تحمل وصمة اجتماعية يستغلها المراهقون والجيران، بينما يحاول الأب الحفاظ على تماسك الحياة الاجتماعية، لكن دون جدوى. تتكشف أزمات لم يتم التطرق إليها في التحقيق، ولها تأثير عميق على المراهق الذي كان يعتبر والده قدوة.

إعلان

يستمر الطفل في قضاء عقوبته في المصحة، في وقت تسعى فيه الأسرة للتكيف مع الوضع الجديد بين فكرة الانتقال إلى مجتمع آخر، وفكرة الصمود أمام التحديات. الابنة الكبرى تبدو الأكثر وعيا بالواقع وتقرر البقاء ومواجهة التغيرات.

بعد أربع حلقات مؤثرة، يظل المسلسل شاهدا قويا على قضايا الأجيال الجديدة، ويتميز باستخدام تقنية اللقطة الواحدة التي تضيف عمقًا دراميا للمشاعر، مما يجعل العمل أكثر كثافة وتأثيرًا.

مقالات مشابهة

  • عميد تجارة كفر الشيخ يستعرض أهداف وآليات عمل مركز محاكاة البورصة الرقمية
  • الحرب السودانية ودور الاعلام السوداني ووسائل التواصل الاجتماعي
  • مكتوم بن محمد يبحث تعزيز التعاون في الأصول الرقمية مع رئيس العمليات بـ«كريبتو دوت كوم»
  • مسلسل مراهق العائلة.. كابوس التواصل الاجتماعي يتجاوز الحدود
  • استشاري: التنمر في مواقع التواصل الاجتماعي ثمنه غالٍ جدًا.. فيديو
  • (ذكرى ثالثة على أكذوبة سنقضي على الدعم السريع) المذيعة تسابيح خاطر تواصل استفزاز جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بتدوينة مثيرة في ذكرى حرب السودان
  • العلامة شمس الدين يؤكد عدم وجود أي صفحة له على مواقع التواصل الاجتماعي
  • مفتي الديار اليمنية يؤكد عدم وجود أي صفحة له على مواقع التواصل الاجتماعي
  • مفتي الديار يؤكد عدم وجود أي صفحة له على مواقع التواصل الاجتماعي
  • "المواطنة وترسيخ قيم الولاء والانتماء".. لقاء حواري لـ"النيل" للإعلام بالفيوم