خلافا للتقاليد السائدة حول العالم، لن يتوجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد الكشف عن نتائج الانتخابات مباشرة، بل عليه أن ينتظر لمدة 11 أسبوعا قبل تولي مهام منصبه، وهي مدة تعرف اصطلاحا بالولايات المتحدة بمرحلة "البطة العرجاء".

وبالرغم من أن هذه المدة تبدو طويلة جدا بالنسبة لأغلب النظم المتبعة حول العالم، إلا أنها تعتبر الأقصر في تاريخ الولايات المتحدة حيث كان على الرئيس الأمريكي المنتخب أن ينتظر مدة 4 أشهر لتولي مهام منصبه الجديد بعد انتخابه، في عملية انتقال بطيئة جدا.



لكن هذه المدة جرى تقليصها بموجب التشريع الذي تم التصديق عليه عام 1933، حيث أصبح تاريخ تنصيب الرئيس الجديد محددا في عشرين من شهر كانون الثاني /يناير، في حين بقيت الانتخابات تتم في تاريخها نفسه مطلع شهر تشرين الثاني /نوفمبر.

ويقول مدير مركز التاريخ الرئاسي في جامعة ساذرن ميثوديست في ولاية تكساس، جيفري إيه. إنجل، "تستغرق عملية تشكيل الحكومة وأعلى مستوياتها وقتا". 


ويضيف "كل مرة تدخل فيها إدارة جديدة، يجب أن يتم إضافة الكريمة على الكعكة. الكعكة هي البيروقراطية الدائمة، والكريمة هي المعينون الجدد وأعضاء مجلس الوزراء. كما يعرف أي خباز، يمكنك إضافة الكريمة في 30 ثانية، لكنها لن تبدو رائعة".

وتدخل الولايات المتحدة في المدة ما بين الانتخابات الرئاسية وتاريخ تنصيب الرئيس الجديد، بمرحلة تعرف اصطلاحا بـ"البطة العرجاء"، وهو مصطلح سياسي شائع في السياسة الأمريكية تتجاوز دلالته الفترة الزمنية المشار إليها، حيث يطلق كذلك على السياسي المنتخب الذي تنتهي ولايته، وذلك ينطبق على الرئيس الذي يخفق في الفوز بولاية رئاسية جديدة أو يكون في نهاية ولايته الثانية، الأمر الذي يحول دون بقائه في البيض الأبيض.

ويوصف الرؤساء في هذه الحالة بـ"البطة العرجاء"، في إشارة على قرب ولايتهم من الانتهاء وهو ما يلقي بظلاله على نفوذهم السياسي في ظل معرفة جميع الأطراف السياسية الفاعلة سواء في الداخل أو الخارج، بوجود رئيس جديد يتجهز مع فريقه للدخول إلى البيت الأبيض خلال 11 أسبوعا.

وعلى الرغم من شيوعه في الولايات المتحدة، إلا أن مصطلح "البطة العرجاء" يعود في أصوله إلى بريطانيا حيث كان سماسرة البورصة الذين يعجزون عن سداد ديونهم في القرن الثامن عشر يُوصفون بأنهم "بطة عرجاء"، حسب موقع مركز "برينان" (Brennan center).

وبدأ استخدام مصطلح "البطة العرجاء" على السياسيين المنتهية ولايتهم في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وكان أول تطبيق للمصطلح على رئيس للولايات المتحدة في عام 1926، وفقا للموقع ذاته.

وينطبق هذا الوصف على الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يغادر البيت الأبيض في 20 كانون الثاني /يناير 2025، مسلما السلطة إلى خلفه دونالد ترامب الذي حقق فوزا تاريخيا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.


لكن تجدر الإشارة إلى أنه جرى تداول لقب "البطة العرجاء" في الأوساط السياسية أثناء الحديث عن بايدن حتى قبل الانتخابات التي جرت في الخامس من تشرين الثاني /نوفمبر الجاري، وذلك إثر انسحابه من السباق الانتخابي لصالح نائبته هاريس بعد ضغوطات بسبب تقدمه في السن وحالته الصحية.

وبالرغم من تمحور مصطلح "البطة العرجاء" حول الإشارة إلى "مسؤول منتخب أو مجموعة تستمر في شغل منصب سياسي خلال الفترة بين الانتخاب وتنصيب خليفة له"، إلا أنه يشير أيضا إلى أي جلسة يعقدها مجلس الشيوخ أو النواب الأمريكيين بعد انتخابات تشرين الثاني /نوفمبر وقبل اليوم الأول من فترة الكونغرس الجديد.

وفي الغالب، تبدأ فترة "البطة العرجاء" بالنسبة للكونغرس الأمريكي بعد وقت قصير من الانتخابات في تشرين الثاني /نوفمبر، وتستمر لفترات متفاوتة زمنيا قد تنتهي في أواخر كانون الأول /ديسمبر أو مطلع كانون الثاني /يناير.

وتجدر الإشارة إلى أن انتخابات الكونغرس الأمريكي تجري كل عامين بخلاف الانتخابات الرئاسية التي تجري كل 4 أعوام. ويتم في انتخابات الكونغرس انتخاب ثلث أعضاء مجلس الشيوخ (100 مقعد) وكل مقاعد مجلس النواب (435 مقعدا).

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب البطة العرجاء بايدن بايدن الإنتخابات الأمريكية ترامب البطة العرجاء المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة البطة العرجاء تشرین الثانی

إقرأ أيضاً:

بيان مشترك: الولايات المتحدة ستتصدر مورّدي النفط للهند

الهند – صدر بيان هندي أمريكي أعقب زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للولايات المتحدة ولقاءه الرئيس دونالد ترامب، أكد فيه الجانبان أن واشنطن ستصبح مورّد النفط الرئيسي إلى الهند.

وجاء في البيان: “أكد الزعيمان التزامهما بتوسيع تجارة الطاقة في إطار الجهود الرامية إلى ضمان أمن الطاقة، وجعل الولايات المتحدة المورد الرئيسي للنفط الخام ومنتجات البترول، فضلا عن الغاز الطبيعي المسال، إلى الهند بما يتماشى مع الاحتياجات والأولويات المتزايدة لاقتصاداتنا التي تنمو بشكل ديناميكي”.

كما تعهد الزعيمان بزيادة الاستثمار، وخاصة في البنية التحتية للنفط والغاز، وتعزيز التعاون بين شركات الطاقة في البلدين.

وأكد مودي وترامب “على أهمية زيادة إنتاج المحروقات لتأمين أسعار عالمية أفضل للطاقة وضمان الوصول إلى الطاقة بأسعار معقولة وموثوق بها لمواطنيهما”.

وشدد الزعيمان، في البيان المشارك، على أهمية احتياطيات النفط الاستراتيجية في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي أثناء الأزمات، واتفقا على العمل مع الشركاء الرئيسيين لتوسيع وتعزيز الاتفاقات الاستراتيجية حول الاحتياطي من النفط.

وفي هذا السياق، أكد الجانب الأمريكي دعمه القوي لانضمام الهند إلى وكالة الطاقة الدولية كعضو تام العضوية.

المصدر: نوفوستي

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتسلم شحنة القنابل التي أرسلها ترامب بعد تعليقها من بايدن
  • أردوغان: نتوقع أن يفي ترامب بالوعد الذي قطعه قبل الانتخابات
  • زيلينسكي: فرص الصمود في ساحة المعركة دون دعم الولايات المتحدة ضئيلة
  • بيان مشترك: الولايات المتحدة ستتصدر مورّدي النفط للهند
  • نائب الرئيس الأمريكي يشبه أوروبا الحالية بالأنظمة الاستبدادية.. ماذا قال؟
  • خلاف علني .. مسؤولة أوروبية تهاجم خطاب نائب الرئيس الأمريكي
  • خلاف علني.. مسؤولة أوروبية تهاجم خطاب نائب الرئيس الأمريكي
  • نائب الرئيس الأمريكي: يجب أن تلعب أوروبا "دورًا كبيرًا" في الأمن
  • كيف رد ترودو على ترامب الذي يرى في ضم كندا فرصة؟
  • القضاء في مواجهة ترامب .. هل تفلح الجهود الشعبية في كبح جماح الرئيس الأمريكي؟