هدم الدولة.. ميليشيات إلكترونية بالخارج تستهدف نشر الفوضى
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
مُخطط تكتيكى غير قتالى يستهدف عقل وسلوك الخصم، لا يُعد حرباً بالمعنى التقليدى، لكنه يتطور بمرور الزمن مستهدفاً تدمير الشعوب من خلال حروب نفسية تشنّها جماعات الإرهاب لحشد الجماهير عبر ترويج الأكاذيب، فى محاولة طمس الحقائق وتشويه النجاحات التى تتحقّق على أرض الواقع.
«فرغلى»: تنظيم الإخوان الإرهابى يعمل على تضخيم السلبيات والتهوين من الإنجازاتماهر فرغلى، الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، قال لـ«الوطن»، إن لجان الإخوان الإلكترونية دائماً ما تعمل على التشكيك فى إنجازات الدولة المصرية، وهناك صفحات تابعة للتنظيم الإخوانى الإرهابى تعمل على نشر الشائعات وتشويه كل جهود الدولة، فى إطار خطة ممنهجة تعتمد على محاور ومجموعات وغرف مغلقة تستهدف تحويل النجاحات إلى إخفاقات.
وأوضح «فرغلى» أن حجم الهزيمة التى تلقاها التنظيم الإخوانى الإرهابى يجعلهم مستنفرين لفعل أى شىء، لذلك هناك غرف إلكترونية تُدار من خارج مصر من أجل هدم الدولة بواسطة حرب الأكاذيب والترويج لأفكار خبيثة ونشر شائعات وتضخيم سلبيات والتهوين من إيجابيات الدولة، وتستهدف اللجان أعماراً مختلفة.
وأضاف: «يتم استهداف فئات معينة، مثل الأطباء وطلاب المدارس وغيرهم، ومحاولة إشراك أشخاص بعينهم فى مخططاتهم، وخلال السنوات الماضية اعتمدت لجان التنظيم نشر شائعات من صفحات باللغة العربية من دول بالخارج باسم شخصيات وهمية، وخلال الآونة الأخيرة اعتمدت على نشر لقطات مصوّرة قديمة تستهدف مؤسسات الدولة الكبرى، وكذلك ترويج شائعات على مستوى واسع، وهناك إصرار من قِبل التنظيم على هذا النهج رغم تصدى المصريين لهم».
عمرو فاروق، الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، أكّد أنّ الشائعات هى أقوى سلاح تستخدمه جماعة الإخوان الإرهابية حالياً وتوظّفه فى تفكيك الظهير الشعبى الداعم لمؤسسات الدولة وقراراتها ومشروعاتها القائمة والجارى تنفيذها، إلى جانب تشويه مؤسسات الدولة، ضمن حروب الجيل الرابع والخامس، ويطلق عليها «حرب اللاعنف»: «تنظيم الإخوان يختلق الأكاذيب تحت شعار (اكذب حتى يُصدّقك الناس)، وهناك منظمات تتبع التنظيم الدولى الإرهابى، تعمل على نشر هذه الأكاذيب من أجل التأثير على الدولة المصرية ومحاولة إسقاطها».
وأوضح د. إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الحروب النفسية هى أحد أنماط الحروب الحديثة، التى لا تعتمد على المواجهة المسلحة التقليدية بين القوات النظامية، بل على أساليب غير تقليدية أقل تكلفة وقد تكون أكثر تأثيراً، لأنها تعتمد على نشر الشائعات والأخبار المغلوطة، والتشكيك فى المؤسسات، والعمل على إحداث الفرقة بين أفراد الشعب، وبين مختلف فئات المجتمع وقطاعات الدولة، ولهذا يُعد هذا النمط مستحدَثاً، فهو حرب بالمعنى الفعلى، وإن كانت أقل تكلفة، إلا أنها قد تكون أشد حدّة وخطورة.
وأضاف «بدر الدين»: «يُمكن مواجهة هذا النمط من الحروب من خلال مجموعة من الوسائل، إذ يُعَدُّ مستوى الوعى لدى المواطنين خط الدفاع الأول، بحيث تكون لديهم القدرة على تمييز الأخبار الصحيحة من الأخبار المغلوطة، ويمكن رفع هذا الوعى من خلال أساليب المكاشفة والمصارحة، فعند ظهور أى شائعة يجب توضيح حقيقتها وأبعادها أمام المواطنين لتوعيتهم بالحقيقة ومواجهة تلك الأكاذيب والشائعات».
وأشار إلى أن مواجهة الحروب النفسية تتطلب دوراً فاعلاً من الأحزاب السياسية، والجامعات، ومؤسسات المجتمع المدنى، إلى جانب وسائل الإعلام المختلفة، التى تُعدّ عنصراً مهماً، لكن لا ينبغى أن تكون هذه الجهود فردية، بل من الضرورى أن تعمل كل هذه الأدوات بتنسيق وتكامل، مقترحاً ضرورة وجود هيئة تنسيقية، مثل «مجلس أعلى للوعى» أو «مجلس أعلى للتثقيف السياسى»، تكون مهمتها تنسيق العمل بين الجهات والمؤسّسات المختلفة لمواجهة تلك الحروب، التى تسعى دائماً لخلق الفرقة والانقسامات وتشكيك متبادل بين مختلف فئات المجتمع وقطاعاته، وبين المواطنين ومؤسسات الدولة.
أذرع التنظيم تستخدم آليات متطورة من بينها تخصيص الرسائل للأفراد المستهدَفين بدلاً من العمومالكثير من الدراسات تناولت الحروب النفسية وتأثيرها، وحسب دراسة منشورة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، وصف الباحثون «الحرب النفسية» بأنها أداة منظمة للتأثير على الخصم بوسائل غير عسكرية، مثل الدعاية والتهديدات النفسية، حيث تستهدف التأثير فى عقول وسلوكيات العدو دون اللجوء إلى القوة العسكرية المباشرة.
وحسب الدراسة، فإن حملات التأثير الاجتماعى التى تستغل الفضاء الإلكترونى تسعى لنشر الانقسام الداخلى وإثارة الفتنة بين أفراد المجتمع، ويعتمد ذلك على التأثير فى مواقف الأفراد ومعتقداتهم بوسائل تتراوح بين الإقناع والامتثال لضغوط خارجية، ويزداد التأثير كلما كانت لدى الأفراد معرفة أوسع بالموضوع أو صلة أقوى به، وتشير الدراسة إلى أن أبرز التطورات فى الحرب النفسية المعاصرة هو تخصيص الرسائل للفرد المستهدف، بدلاً من الاعتماد على رسائل شاملة للجماهير، مما يزيد فاعلية التأثير، فعلى عكس الإعلام التقليدى الذى كانت تتحكم فيه الدول، أصبحت منصات التواصل الاجتماعى تُدار من قِبل شركات خاصة عابرة للحدود ويصعب السيطرة عليها.
وفى دراسة بحثية أعدّها الدكتور معتز عبدالله، عميد كلية الآداب الأسبق وأستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، أكدت أن التضليل الإعلامى لأعداء الوطن عبر معلومات مختلطة ومتداخلة ومغلوطة يستهدف بث المشاعر السلبية نحو الوطن وترسيخ الاتجاهات السلبية لزيادة حالة الشك لدى المواطن، وتزييف الوعى تحت ستار الموضوعية، لترسيخ فكرة أن الانقسام ما زال موجوداً بين أبناء الشعب المصرى.
وأوضحت أن الشائعات تنتشر وتزدهر فى ظل غياب المعايير المؤكدة للصدق، مع إمكانية ترويجها من خلال عدة وسائل، مشيرة إلى وجود فروق فردية فى نشر الشائعات بين الشائعات المقصودة والعفوية، التى تُعد الأخطر، لأنها تنطوى على حُسن النية وينتج عنها التجاوب معها دون وعى أو دراية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشائعات الإخوان الإرهابية نشر الفوضى من خلال على نشر التى ت
إقرأ أيضاً:
هيئة تحكيم القطن تناقش كيفية التصدى للتضليل الاعلامى فى الحملات الموجهة ضد الدولة
نظم مركز إعلام شرق الاسكندرية بالهيئة العامة للإستعلامات ندوة بالتعاون مع الهيئة العامة للتحكيم واختبارات القطن بعنوان " كيفية التصدى للتضليل الاعلامى فى الحملات الموجهة ضد الدولة المصرية " ، في إطار حملة "اتحقق .. قبل ما تصدق " والتي اطلقها قطاع الإعلام الداخلي بهيئة الاستعلامات.
بحضور خالد الامير وكيل نقابة الصحفيين بالاسكندرية وعدد من قيادات الهيئة العامة للتحكيم وأختبارات القطن .
وافتتحت الإعلامية هند محمود مسئول الاعلام السكانى بالمركز بالترحيب بالحضور ، موضحةً ان حملة "اتحقق .. قبل ما تصدق " حملة إعلامية مجتمعية للتوعية بمخاطر الشائعات تستهدف كافة فئات المجتمع علي اختلاف فئاته وطوائفه وانتماءاته بهدف رفع الوعي بجهود الدولة في مواجهة المخاطر والتحديات التي تستهدف الإضرار بالدولة وإستقرارها ومنجزاتها، والمساس بوحدة الشعب وتماسكه وثقته في مؤسساته الوطنية.
في بداية اللقاء قدم خالد الأمير،وكيل نقابة الصحفيين بالإسكندرية، الشكر لهيئة الاستعلامات علي تبنيها حملة تحقق قبل ما تصدق للتصدي للشائعات ، وكذلك علي استضافة مركز تحكيم واختبارات القطن للحملة في وجود رئيس الهيئة و مديرى القطاعات المختلفة مما يعكس اهتمامهم الشديد بالعمل علي التصدي لهذه الظاهرة.
واستعرض وكيل نقابة الصحفيين الفرق بين الشائعة والأشعة قائلا: ان الاشعه هي تضخيم للأخبار الصغيرة، وإظهارها بصورة تختلف عن صورتها الحقيقية، فهي إذن أخبار موجودة، ولكن إظهارها بصورة مختلفة عن حقيقتها بالتهويل والتعظيم أصبحت إشاعة، أمّا الشائعة؛ فهي أقوال أو أخبار أو أحاديث يختلقها البعض لأغراض خبيثة، ويتناقلها الناس بحسن نية، دون التثبت في صحتها، ودون التحقق من صدقه.
وأضاف أن الغرض من ترديد الشائعه أو الاشعه هو إثارة البلبله و القلق بين جموع المواطنين بهدف اشغال الدولة واجهزتها عن خطط التنمية وتأليب المواطن، لافتا ان وعي المواطن المصري اعلي بكثير مما يتصور مرددي الإشاعات وهو ما يحبط مخططاتهم
وأوضح الامير، أن الأزمة في تنامي الشائعات والاشاعات هو عدم التحرك السريع للرد عليها مما يجعلها حقيقة حتي لو جري الرد عليها بعد ذلك، ويجب أن يكون هناك تحرك سريع لدحض الشائعات، مؤكدا أن الحكومه المصرية انتبهت لهذا الأمر و بات هناك المركز الاعلامي لمجلس الوزراء الذي يرد علي ما يتم ترويجه من أكاذيب بقدر المستطاع من شأنها الإضرار بالأمن القومي والاقتصاد المصري، والذي كشف حجم الشائعات والتي وصلت الي ٥٣ الف شائعه وإشاعة عام ٢٠١٩ مع بداية المركز وزادت هذه النسبة الي ١٨% في عام ٢٠٢٣
وهناك حملات تقوم بها المؤسسات المختلفة للتصدي للشائعات والإشعه مثل الهيئة العامة للاستعلامات التي أطلقت حملة اتحقق قبل ما تصدق ووزارة الشباب والرياضة ونقابة الصحفيين و نقابة الاعلاميين.
مشددا علي أن دور الإعلام بشقيه الصحافة والإعلام يلعب دورا كبير في التصدي لمثل تلك الأمور وذلك بشروط منها توافر المعلومه بشكل صحيح وسريع من مصادرها واتاحه المعلومات للصحفيين و الشفافية وغيرها من الامور التي يستطيع بها الصحفي التصدي للشائعات والأشعة.