الحروب النفسية لا تحتاج إلى جيوش أو أسلحة فتاكة لتحقيق أهدافها، فهي قادرة على زعزعة استقرار الشعوب وتدمير معنوياتهم ومعتقداتهم دون إطلاق رصاصة واحدة، معتمدة على بث الشائعات، والتلاعب بالمعلومات، وترويج الأكاذيب، لخلق حالة من الخوف والارتباك داخل المجتمع، وصولاً إلى غايتها بإضعاف الروح المعنوية وزرع الشكوك بين الأفراد ومؤسسات الدولة.
تمتد هذه الحروب إلى جوانب متعددة، بما فى ذلك السياسة، الاقتصاد، وحتى الثقافة، بل فى أغلب مناحي الحياة، مستغلة وسائل الإعلام الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي كأدوات رئيسية لنشر الأفكار الهدامة.
ففي عصر التكنولوجيا وسرعة انتشار المعلومات، يمكن لمجرد خبر غير صحيح أو شائعة مدروسة أن تُحدث تأثيراً كبيراً، وتؤدى إلى تصاعد الأزمات نتيجة حالة من القلق المستمر، ما يؤدى إلى فقدان الثقة، وإحداث الفوضى، وتسرب الهواجس بين الأفراد، ومن ثم إلى المجتمع تدريجياً.
يتخذ أعداء الدولة الحرب النفسية وسيلة للوصول إلى أهدافهم دون تحمل كُلفة الحروب العسكرية، إذ إنها قد تحقق نتائج مدمرة وربما أخطر، لأنها تستهدف قوة الشعوب المعنوية، وتُضعف إرادة الأفراد وقدرتهم على التصدي للتحديات.
فالحروب النفسية تعتمد على التلاعب بالعقول، وتشويه الحقائق، وتحويل النصر إلى هزيمة، والأزمات العابرة إلى تهديدات وجودية، بهدف إضعاف العزيمة الجماعية.
لذلك، أصبح التصدي لهذه الحروب واجباً وطنياً يتطلب الوعى المجتمعي، ويستدعى من الأفراد والمؤسسات توحيد الجهود لمواجهة هذه الهجمات الخفية التي لا تُرى بالعين المجردة، لكنها قادرة على هدم صمود الشعوب وزعزعة أركان الدولة من الداخل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشائعات الإخوان الإرهابية نشر الفوضى
إقرأ أيضاً:
«شبان بنها» تنظم ندوة للتوعية بمخاطر الشائعات وكيفية مواجهتها
نظمت هيئة الشبان العالمية بمدينة بنها، برئاسة المستشار مصطفى عبدالحميد فرج رئيس الهيئة بالقليوبية، ندوة تحت عنوان «الوعي أساس حماية الوطن من الشائعات في عصر الإعلام الرقمي»، ألقاها اللواء عادل العمدة المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية بحضور عدد من الشخصيات العامة وقيادات الهيئة بالمحافظة.
مخاطر الشائعات التي تستهدف الإضرار بالدولةتناولت الندوة، مخاطر الشائعات التي تستهدف الإضرار بالدولة المصرية واستقرارها، وتعمل على المساس بوحدة المصريين وزعزعة ثقتهم في مؤسساتهم الوطنية.
وأوضح المستشار بالأكاديمية العسكرية، أن القيادة السياسية المصرية ومؤسسات الدولة نجحتا في إحباط مخططات الشر لهدم الدولة من خلال الأكاذيب والشائعات، وجرى الانتباه مبكرًا لمخططات هدم الثقة بمؤسسات الدولة الوطنية، مما ساهم في رفع الوعي وهزيمة هذه المخططات، من خلال تعزيز المشروعات القومية والارتقاء بصناعة الوعي، حتى يكون المواطن على دراية بالمستجدات الحقيقية وإنجازات الدولة مما يساعد في الحافظ على تماسكها.
الحفاظ على استقرار الدولة المصريةوأكد أن تكاتف الوطن أولوية للحفاظ على استقرار الدولة المصرية، مستعرضًا أهم المشروعات والإنجازات التي شهدتها الدولة خلال عقد كامل من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الوطن خط أحمر، ويجب أن يساهم الجميع في رفعته والإعلاء من شأنه.
وقال المستشار مصطفى عبدالحميد فرج، رئيس الهيئة بالقليوبية، إنّ الوعي هو السلاح الحقيقي للتمييز بين الحقيقة والكذب، ومواجهة المخططات التي تهدف لإسقاط الدولة، مؤكدًا أن القيادة السياسية والدولة كان لها جهود لافتة لمواجهة التحديات ودعم آليات رصد الشائعات، للوصول إلى الارتقاء بوعي المواطن وإبراز الحقيقة بدقة وموضوعية، من خلال إطلاق البرامج القومية.