قال الشيخ شهاب الأزهري، من علماء وزارة الأوقاف، إن الولي الصالح «السري السقطي»، يعد من أبرز العلماء والعارفين في القرنين الثاني والثالث الهجريين، مؤكدا أن السري السقطي، الذي وُلد عام 160 هـ وتوفي عام 253 هـ، كان من أعظم الشخصيات التي ظهرت في تاريخ التصوف السني النقي، ويمثل نموذجًا حيًا للورع والتقوى.

السري السقطي كان مؤثرا في عصره

وقال الشيخ شهاب الأزهري، خلال حلقة برنامج «حياة الصالحين»، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس: «السري السقطي كان واحدًا من أكثر العلماء تأثيرًا في عصره، وتعلم على يد سيدنا معروف الكرخي، وذاع صيته بفضل تقواه العميقة وورعه الشديد، وقد خدم علم التوحيد وأحوال السنة والإيمان بالله عز وجل، واهتم بشكل كبير بتربية النفس على طاعة الله والتزام السنة النبوية».

وأضاف الأزهري: «السري السقطي كان نموذجًا فريدًا في حياته، فهو لم يكن مجرد عالم في الفقه والتوحيد، بل كان أيضًا معلمًا وصاحب رؤية صوفية عميقة ساعدت في نشر قيم التقوى والزهد، كان له تأثير كبير على تلاميذه».

وأشار إلى أن السري السقطي، الذي كان تلميذًا معروفًا للشيخ الجليل معروف الكرخي، كان دائمًا يحرص على تصحيح سلوك الناس وتوجيههم إلى الطريق المستقيم، وقد جرى الحديث عن أحد مواقف السري السقطي مع تلميذه في السوق، حيث كان يوصي به بضرورة العطف على اليتيم وعدم التهاون في فعل الخير، ما يعكس سلوكه الرائع في الاهتمام بالفقراء والمحتاجين.

الإنسان يجب أن يسعى لتحقيق الكمال الروحي

وتابع: «إن دعاء الصالحين مثل السري السقطي يعتبر من أسباب البركة والرحمة، فقد كان له دور كبير في نشر الأخلاق الحسنة، وهذا ما نحتاج إليه اليوم في مجتمعاتنا، السري السقطي علمنا أن الإنسان يجب أن يسعى لتحقيق الكمال الروحي عبر الإخلاص لله تعالى، وأن يكون دائم الشكر على النعم التي لا تعد ولا تحصى».

وفي حديثه عن الصوفية، قال الشيخ شهاب الأزهري: «الصوفية ليست حركة جديدة أو محدثة كما يظن البعض، بل هي جزء أصيل من التراث الإسلامي الذي يعزز التقوى والإيمان والتوكل على الله، من خلال التصوف، يمكن للإنسان أن يحقق سكون القلب وطمأنينة النفس ويزداد قربًا من الله عز وجل».

وأوضح الأزهري أن السري السقطي، كان دائمًا يحرص على تصحيح مفهوم الشكر، حيث قال: «الشكر له ثلاثة أوجه: اللسان، والبدن، والقلب، الإنسان الذي يشكر الله سبحانه وتعالى، ينبغي أن يعبر عن شكره بلسانه بذكر الله، وبجوارحه بطاعة الله، وبقلبه بالشكر الداخلي لله على نعمه».

واختتم الشيخ شهاب الأزهري حديثه قائلاً: «إننا بحاجة إلى الاقتداء بالصالحين مثل السري السقطي في حياتنا اليومية، وتطبيق تعاليمهم في أفعالنا وأقوالنا، فالتصوف الحقيقي ليس مجرد عبادات أو تعبيرات دينية بل هو سلوك مفعم بالإيمان، يعكس صدق النية وطهارة القلب».

وكانت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، قد أطلقت قناة الناس في شكلها الجديد، باستعراض مجموعة برامجها وخريطة الجديدة التي تبث على شاشتها خلال 2023. 

وتبث قناة الناس عبر تردد 12054رأسي، عدة برامج للمرأة والطفل وبرامج دينية وشبابية وثقافية وتغطي كل مجالات الحياة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشيخ شهاب الأزهري وزارة الأوقاف الأزهر الشريف الشركة المتحدة قناة الناس شهاب الأزهري

إقرأ أيضاً:

وثيقة وَقف الخَلّ ببلدة الحمراء

من يتتبع تاريخ الأوقاف في عُمان يجد في بعض البلدان أصنافًا مخصوصة متفرّدة من الوقف، أو أنها مما لم يتكرر إلا قليلًا. ولعله بات معلومًا لدى دارسي تاريخ الوقف أن أشكاله وصُوَره إنما خرجت من رَحِم المجتمع وحاجاته في الزمان والمكان. وقد تأخذنا الدهشة اليوم من بعض الأوقاف التي ما عاد الناس ينصرفون إليها أو ينتفعون بها كما كانت في سالف الدهر حين وقفها الواقفون، ونمثِّل لذلك بوقف مخصوص لصُنع الخَلِّ في بلدة الحمراء التي هي اليوم مركز ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية.

ووقف الخَلِّ هذا كما نقل العلّامة إبراهيم بن سعيد العبري (ت:1395هـ) في كتابه (تبصرة المعتبرين) قد وقفته عائشة كريمة الفقيه محمد بن يوسف بن طالب العبري (ت:1121هـ) والي الأئمة اليعاربة، وعنها يقول: «ووقفت بستانًا كثير النخل مع ما يحتاج له من الماء لعمل خَلٍّ يكفي لعامة أهل البلد أي الحمراء، وما يفضل عن تمره من الخَلِّ فهو لمسجد الصَّلَف من بلد الحمراء لفطرة الصائمين وإصلاح هذا المسجد، طلبًا لما عند الله من عظيم الأجر والثواب». ومن طريف الاتفاق أنها زوجة الفقيه سالم بن خميس بن عمر العبري (ت:1131هـ)، الذي وقف هو الآخر مالًا للخَلّ كما جاء في وثيقة نقلها المؤرخ البطاشي من مجموع مخطوط، وهي منقولة فيه بخط ذي الغبراء خميس بن راشد العبري، ونصها:

«بسم الله الرحمن الرحيم. ليعلم من يقف على كِتابي هذا من المسلمين، وأنا الفقير لله تعالى سالم بن خميس بن عمر العبري، أني قد أوقفتُ جميع خروسي الصيني ليُعمل فيها خَلٌّ لينتفع به من شاء الله من الناس، وقفًا مُؤبدًا إلى يوم القيامة. وأوصيتُ وأنا سالم بن خميس بن عمر العبري بمالي المُسمى الولجة مع أثر ماء محمولًا من مائي ودوره على دور ثمانية أيام، وعلى أن يُعمَل مع غلة هذا المال والماء خَلٌّ في هذه الخروس الصيني، لينتفع به من شاء الله من الناس، وقفًا مُؤبدًا إلى يوم القيامة.

فإن انكسر شيءٌ من هذه الخروس الصيني يُشترى مكانه خروس صيني من غلة هذا المال والماء، وليُعمَلَ فيه خَلٌّ لينتفع به من شاء الله من الناس، وقفًا مؤبدًا إلى يوم القيامة. وأن يُعمَلَ أيضًا من غلة هذا المال والماء خَلٌّ في هذه الخروس الصيني لينتفع به من شاء الله من الناس مدة الزمان وقفًا مؤبدًا إلى يوم القيامة. وإن بقي شيء من غلة هذا المال والماء عن ما ذكرنا في صدر هذه القرطاسة لينفذ في مسجد الرجال الذي هو بِحارة الصَّلَف من قرية الحمرا، مثلما تنفذ غلة ماله الذي هو له من قبل من فطرة وحج وغير ذلك، وقفًا مؤبدًا إلى يوم القيامة. هذا ما وجدته مكتوبًا بخط يده، وكتبه الفقير لله خميس بن راشد بن سعيد بن مسعود بن راشد بن خميس بن عمر العبري».

ولعل المراد بخروس الصيني الخروس المصنوعة من الفخار المزجَّج، أما الخَلّ عند أهل عُمان فهو ما يُصنَع من التمر ويوضع في خروس مدة معلومة ثم يُستَعمل لأغراض شتى لا سيما في أيام العيد، فيُطبَخ به اللحم ويُرَشّ به تارة، وتُصنع منها خلطات لتحلية بعض الطعام. ونرى أن الفقيه صاحب الوقف لم يكتفِ بوقف ما عنده من خروس، وإنما أتبعها بما يكفل استدامة الوقف بأن وقف ماله المسمى «الولجة» مع أثر ماء له من الفلج، ليعود ريع هذا المال إلى ما أراده الواقف لمنفعة الناس من صنع الخَلّ وشراء الخروس إذا انكسر منها شيء، ثم انتهى إلى أن يكون ما يفضل عن تلك الحوائج يُنفَق لمسجد يُعرَف في الحمراء حتى اليوم بمسجد الصَّلَف، وهذا التعيين الأخير في وثيقة الوقف مطابق لما وَقَفته زوجته عائشة بنت محمد العبرية، إذ جعلت هي أيضًا ما يفضل عن التمر من الخَلِّ لمسجد الصَّلَف لفطرة الصائمين وإصلاح المسجد.

مقالات مشابهة

  • مظاهرات الوجع في غزة بين البراءة والتخوين!
  • وزير الأوقاف ينعى الدكتور محمد المحرصاوي: نموذج للعالم الأزهري الوسطي
  • الشيخ سالم جابر: خطبة الجمعة منبر التغيير والإصلاح المجتمعي
  • وثيقة وَقف الخَلّ ببلدة الحمراء
  • جامعة كفر الشيخ تنظم ندوات دينية بعنوان "فضل العشر الأواخر وليلة القدر"
  • رئيسة قومي المرأة: العمل التنموي الحقيقي يقاس بتأثيره العميق والمستدام في حياة الناس
  • وكيل محافظة مارب الشيخ حسين القاضي: عاصفة الحزم لم تكن مجرد تحرك عسكري بل نقطة تحول إقليمي أفضت إلى تغييرات استراتيجية
  • أبو هاشم: يكشف أسرار عائلته التى حملت راية التصوف فى مصر لأكثر من 250 عاما
  • ندوة دينية لـ«مستقبل وطن» بطنطا عن فضل أواخر شهر رمضان
  • ما سبب ترتيب آيات القرآن الكريم؟ ومن الذي رتبها؟