أصبحت مهنة الإعلام فى الآونة الأخيرة عُرضةً لدخول بعض من يفتقرون إلى أدنى مستويات الاحترافية والمصداقية، وقد يكون لدخول هذه الفئة من «الدخلاء» تأثير سلبى، لا يُستهان به على مهنة تُعد من أهم مهن المجتمع، إذ ترتكز على نشر الحقائق وبث الوعى وتحقيق الشفافية.
ففى عصر المعلومات والتكنولوجيا، أصبح الإعلام عنصراً حيوياً فى تشكيل الوعى المجتمعى وصناعة الرأى العام، ولكن بالرغم من الأهمية الكبيرة التى تحظى بها هذه المهنة، إلا أنها تواجه تحديات جسيمة بسبب تزايد الدخلاء الذين يهددون جوهرها وصدقيتها، حيث أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعى، وانفتاح المجال أمام الجميع ليصبحوا «إعلاميين»، قد أفضى إلى تداعيات خطيرة على مهنة تحتاج إلى معايير صارمة وحرفية مهنية.
تاريخيًا.. كانت مهنة الإعلام مرتبطة بأخلاقيات ومبادئ صارمة، حيث كان الصحفيون المحترفون يخضعون لتدريب يمتد لسنوات ويتعلمون من خلاله منابع الأخبار ومبادئ التحقق من المعلومات، ولكن مع ظهور التكنولوجيا ووسائل التواصل، أصبح بإمكان أى شخص نشر خبر أو معلومة بنقرة زر، وهذا الانفتاح على الرغم من إيجابياته فى تحقيق الديمقراطية فى المعلومات، إلا أنه خلق أرضًا خصبة للدخلاء الذين لا يتحلون بأى من معايير المهنة.
يجب أن ندرك أن الدخلاء على مهنة الإعلام لا يقتصرون على الأفراد فقط، بل قد تشمل أيضًا كيانات تجارية تسعى لتحقيق مكاسب اقتصادية على حساب المصداقية، وهناك العديد من المواقع الإلكترونية التى تدعى تقديم الأخبار، لكنها فى الواقع تروّج لأجندات معينة أو تستند إلى منابع غير موثوقة، لذلك يجب على الجمهور أن يكون واعيًا لخطورة هذه الظاهرة وأن يتحقق من مصادر المعلومات قبل تبنيها.
إن تبنى سياسات تنظيمية صارمة والإصرار على تعاليم تُكسب الأفراد المهارات اللازمة للعمل فى مجال الإعلام هى خطوات ضرورية لحماية المهنة، ويجب أن يتم تعزيز مراكز التدريب الإعلامى وتوفير برامج تعليمية متطورة تهدف إلى تطوير مهارات الصحفيين وتعليمهم كيفية التحقق من الأخبار ومكافحة المعلومات المضللة.
أؤكد أن التحذير من خطورة الدخلاء على مهنة الإعلام ليس مجرد تحذير تقنى، بل هو نداء لإنقاذ القيم الأساسية للإعلام، وحماية حق المجتمع فى الحصول على معلومات موثوقة وصحيحة، خاصة وأن الوعى الجماهيرى والتربية الإعلامية ضروريان لإعادة الثقة فى الإعلام، وهذا يتطلب جهودًا جماعية من جميع الأطراف المعنية.
وأخر كلماتى هى أن مستقبل الإعلام يتوقف على قدرتنا فى التعامل مع هذه التحديات، ودعم الممارسات الصحيحة لضمان بقاء هذه المهنة رائدة وموثوقة فى عالم متغير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مهنة الإعلام على مهنة
إقرأ أيضاً:
ترامب يدعو بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا ويهدد بعقوبات صارمة
حثّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، نظيره الروسي فلاديمير بوتين على التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة في أوكرانيا "على الفور"، محذرًا من أن موسكو ستواجه رسومًا جمركية وعقوبات صارمة إذا لم يتم ذلك.
وقال ترامب: "لا أسعى لإيذاء روسيا. فأنا أحب الشعب الروسي، وكانت علاقتي بالرئيس بوتين دائمًا جيدة جدًا، رغم الأكاذيب التي يروج لها اليسار الراديكالي بشأن روسيا. ولا يمكننا أن ننسى أن روسيا ساعدتنا في الانتصار في الحرب العالمية الثانية، حيث خسرت البشرية نحو 60 مليون إنسان خلال تلك الفترة".
وأضاف الرئيس الأمريكي: "رغم ذلك، سأقدم لروسيا، التي يعاني اقتصادها من الانهيار، وللرئيس بوتين خدمة كبيرة جدًا. عليكم الاستسلام الآن وإيقاف هذه الحرب العبثية! استمرارها لن يؤدي إلا إلى المزيد من التدهور. إذا لم نصل إلى اتفاق، فلن يكون أمامي خيار سوى فرض ضرائب وتعريفات جمركية مرتفعة، بالإضافة إلى عقوبات شديدة، على أي شيء تصدره روسيا إلى الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى".
وأشار ترامب إلى أن الوقت قد حان لإيجاد حل سلمي ينهي النزاع قائلاً: "يمكننا تحقيق ذلك بالطريقة السهلة أو الصعبة، لكن الطريقة السهلة دائمًا أفضل. لقد حان وقت إبرام صفقة لإنقاذ الأرواح، فلا يمكن أن نستمر بخسارة المزيد".
تأتي تصريحات ترامب وسط تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب التي ألحقت أضرارًا جسيمة بأوكرانيا وزادت من عزلة روسيا على الساحة الدولية، فيما يظل الوضع الإنساني والأمني يتفاقم يومًا بعد يوم.