بوابة الوفد:
2025-03-19@20:32:37 GMT

«الجونكور»  لداود

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

لن يكون الكاتب الجزائرى المولد الفرنسى الإقامة «كمال داود» الأخير فى مرمى الاتهامات بالعمالة والدعم للكيان الصهيونى ، وإصدار العديد من الفتاوى بإهدار دمه وغيرها من الهرج النقدى داخل المشهد الثقافى العربي، طالما الرجل فاز بجائزة «جونكور» للعام الجارى 2024، التى تعد من أبرز الجوائز الأدبية الفرنكفونية، عن روايته الصادرة عن دار جاليمار باللغة الفرنسية تحت عنوان «الحوريات» والتى ترصد ما مرت به الجزائر من حرب أهلية خلال عقدين من الزمن، تحديدا تسعينيات القرن الماضى، أو ما اصطلح على تسميتها بـ»العشرية السوداء».

الرواية كتبت باللغة الفرنسية ولم تترجم بعد إلى اللغة العربية ولكن هناك الكثير من الدراسات النقدية التى قدمتها للقارئ العربى ، حيث تدور حول قصة أوب، وهى فتاة جزائرية تم ذبحها على يد المتطرفين فى تسعينيات القرن الماضى عندما كانت فى الخامسة من عمرها، وهى الآن تعيش بقناة تنفس بدلاً من حنجرتها، مما جعلها صامتة، تبدأ أوب رحلة داخلية طويلة، تشكل محور الرواية، حيث تتحدث إلى جنينها الذى لم يولد بعد وتفكر فى إمكانية إجهاضه لحمايته من المعاناة التى عاشتها، تعود أوب إلى مكان الجريمة، حيث قتلت أختها، وتقوم بجولة عبر الجزائر من وهران إلى حد الشكالة تتناول تاريخ الجزائر منذ الاستقلال وحرب التسعينيات الأهلية التى كانت قد طمست، بما فى ذلك التهديدات والمآسى التى تعرضت لها النساء فى ظل التطرف الدينى.

وقد تم منع الرواية من التناول فى المكتبات الجزائرية، وبعد أسابيع من صدور قرار منع مشاركتها فى صالون الجزائر للكتاب.

وكانت السلطات الجزائرية قد منعت دار النشر الفرنسية «غاليمار» من المشاركة فى الدورة السابعة والعشرين للصالون الدولى للكتاب بالجزائر المقرر انعقاده بين 6 و16 نوفمبر 2024 بسبب رواية كمال داود، وفى تصريح خلال مهرجان كوريسبوندانس الأدبى فى مانوسك الفرنسية فى نهاية سبتمبر ، أعرب صاحب الرواية عن أسفه لحظر مؤلفه فى بلاده قائلا إنّ «كتابى يُقرأ فى الجزائر لأنه مُقرصن. لكن لم يُنشر فيها للأسف، ويتعرض للنقد وتبرز تعليقات بشأنه».

ويحظر القانون الجزائرى التطرّق فى الكتب إلى الأحداث الدموية التى شهدتها تلك العشرية السوداء من تاريخ الجزائر، ما يمنع من نشر أو تصدير «الحوريات» فى الجزائر.

فى تصورى تحليق المبدع العربى خارج السرب هو ما يخلق هذا الجدل حوله، ولتوضيح ما أرمى اليه علينا ان نتذكر كواليس فوز الكاتب المصرى الكبير «نجيب محفوظ» بجائزة نوبل عام 1988 عن روايته «أولاد حارتنا» والثلاثية:  بين القصرين» و«قصر الشوق» و«السكرية»، حينها أعلن الأديب يوسف إدريس  صراحة انه كان الأحق بالجائزة وأنه كان بالفعل مرشحا لها.

وانقسمت الحياة الثقافية فى مصر بل والعالم العربى إلى فريقين أحدهما يرى أن نجيب محفوظ هو الأحق بحكم تاريخه ورصيده الإبداعى الكبير، بينما يرى فريق آخر أن الكاتب  يوسف إدريس هو الأحق  لما له من تنوع فى إبداعه الثقافى والأدبى.

وفى أحد حوارات الكاتب الكبير يحيى حقي، سأله الصحفى الأستاذ عبد المنعم عوض عن رأيه فيما كتب عنه من أنه من الشامتين فى الأديب يوسف إدريس  فقال: أنا لست شامتا ابدًا فى يوسف إدريس.. أنا قلت لإحدى الصحف التى أجرت معى حوارا حول ما قاله يوسف ادريس بخصوص فوز نجيب محفوظ  بجائزه نوبل، إن (هذه نكبة لا علاج لها إلا بالصمت وإسدال  الستار)، لكنهم حذفوا كلمات «إلا بالصمت وإسدال  الستار» فاصبحت كلمة نكبة فقط هى البارزة.. وهذا شيء محزن جدًا، فيجب ان ترجع للكاتب اذا ما أردت ان تحذف من أقواله شيئا.. فاذا لم تفعل هذا فليس لك حق ان تحذف حرفا واحدا.. هذا اعتداء مهين على الحريه الشخصية.

وفى أكتوبر 1995 طُعن نجيب محفوظ فى عنقه على يد شابين قررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل «أولاد حارتنا»، ونظرا لطبيعة نجيب محفوظ علق قائلا على هؤلاء الشباب «أنه غير حاقدٍ على من حاول قتله، وأنه يتمنى لو أنهما لم يُعدما»، ولكن فيما بعد أُعدم الشابان المشتركان فى محاولة الاغتيال.

لم يمت نجيب محفوظ كنتيجة للمحاولة، وخلال إقامته الطويلة فى المستشفى زاره محمد الغزالى الذى كان ممن طالبوا بمنع نشر أولاد حارتنا وعبد المنعم أبو الفتوح القيادى السابق فى حركة الإخوان وهى زيارة تسببت فى هجوم شديد من جانب بعض المتشددين على أبو الفتوح.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كمال داود نجیب محفوظ یوسف إدریس

إقرأ أيضاً:

الشرطة الفرنسية تخلي طلابا مؤيدين لفلسطين من معهد العلوم

تدخلت الشرطة الفرنسية، مساء الثلاثاء، في معهد العلوم السياسية في باريس لوضع حد لاحتلال طلاب مؤيدين للقضية الفلسطينية هذه الجامعة المرموقة منذ بعد الظهر، بحسب طلاب والإدارة.

وأفادت إدارة معهد العلوم السياسية لوكالة فرانس برس بأن عملية إخلاء الحرم الجامعي من الناشطين (عددهم قرابة 30) تمت دون حوادث، بعد تجمع الطلبة للنقاش وإلقاء كلمات قبل ذلك.

وبعد رفضهم المغادرة "عند الساعة 11 مساء، عندما حان موعد الإغلاق"، "طلب مدير معهد العلوم السياسية تدخل الشرطة حتى يتسنى إغلاق الحرم الجامعي ضمن ظروف طبيعية".

وفي مقاطع فيديو نشرتها "لجنة فلسطين" التابعة لمعهد العلوم السياسية، هتف الطلاب بشعارات مثل "فلسطين حرة" و"المقاومة، المقاومة من باريس إلى غزة" في الشارع قرب عناصر الشرطة.

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني، بررت منظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين في معهد العلوم السياسية هذا التحرك باعتباره يعكس "شعورا عميقا بالتضامن مع الشعب الفلسطيني" ورفض الطلاب "الصمت" في مواجهة "فظاعة" الوضع في غزة.

وطالبوا على وجه الخصوص "بإنهاء شراكة معهد العلوم السياسية مع الجامعات الإسرائيلية".

وخلفت الضربات الإسرائيلية الجديدة، وهي الأعنف منذ بدء الهدنة في يناير، أكثر من 970 قتيلا في غزة، بحسب وزارة الصحة بغزة.

مقالات مشابهة

  • خاص| محفوظ رمزي يجيب عن أزمة نقص الأدوية في السوق
  • رمضان زمان| حديث الصباح والمساء.. ملحمة درامية مستوحاة من إبداع نجيب محفوظ
  • الشرطة الفرنسية تخلي طلابا مؤيدين لفلسطين من معهد العلوم
  • حوارات ثقافية| الكاتب أحمد عبدالعليم يكشف لـ «البوابة نيوز» استعدادات «القومي لثقافة الطفل» لشهر رمضان وعيد الفطر المبارك
  • إدريس يطلع على نشاط المشتل الزراعي المركزي بمدينة البيضاء
  • ياسر إدريس: من حق اللجنة الأولمبية مناقشة أي شكوى يتم تقديمها من الأندية
  • ذمار : الإفراج عن الكاتب والأديب الحراسي بعد أسبوعين من اعتقاله 
  • يحتاج نقل دم.. تعرض الكاتب صنع الله إبراهيم لوعكة صحية طارئة
  • الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة يزور مؤسسة البوابة نيوز الإعلامية
  • رحيل الكاتب والمفكر الكوردي عبدالله حمه باقي في السليمانية