الوعى حائط الصد الأول فى مواجهة حرب الشائعات
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
لم تعد الحروب العسكرية هى الآلية الوحيدة لتحقيق الانتصارات، فبعض الدول لجأت إلى استخدام الحروب النفسية ضد شعوب دول أخرى، من أجل تحقيق هزائم نفسية تفقدهم الإرادة والأمل والقدرة على الإنجاز وتستبدلها بمشاعر الإحباط واليأس وفقدان الثقة فى كل شىء، وذلك من خلال سلاح الشائعات وتعزيز حالة الاستقطاب المجتمعى ومن ثم تفكيك الشعوب، وإشعال الحروب الأهلية، ببساطة هذا ما يصنعه بنا أعداؤنا الذين يتعمدون نشر الشائعات عن الدولة المصرية على مدار سنوات من أجل النيل من استقرار وسلامة هذا الوطن، مُستغلين أن البعض فى الداخل ما زال يحمل أجندة سياسية تستهدف بشكل أساسى خلق حالة من التشكك وعدم الثقة بين الشعب المصرى والقيادة السياسية من جانب، وقلة الوعى والمعرفة لدى قطاع كبير آخر.
ومن المعلوم للجميع أنه خلال السنوات الماضية اهتمت دول العالم بإنشاء وحدات تابعة للمؤسسات العسكرية تستهدف خلق وتطوير الشائعات وكيفية استخدامها بالشكل الذى يتيح لها التلاعب بمشاعر وعواطف الشعب المستهدف مستغلة فى ذلك التطورات الرهيبة فى مجالات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات التى حولت العالم لقرية صغيرة، يمكن من خلالها نشر الشائعة فى دقائق قليلة، وربما هذا ما تابعناه خلال الأيام الماضية التى شهدت استهداف واضح للدولة من خلال التشكيك فى دورها الداعم للقضية الفلسطينية، من خلال نشر شائعة استقبال ميناء الإسكندرية لسفينة ألمانية تحمل متفجرات ومساعدات عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلى لاستخدامها فى الحرب على قطاع غزة ولبنان، مُستندين إلى تقرير مشبوه من منظمة العفو الدولية تم حذفه من موقعها لاحقا والتراجع عنه، وللأسف الشديد تفاعل قطاع لا بأس به من المصريين مع هذه الشائعة التى تم نفيها بشكل قاطع من جانب القوات المسلحة المصرية ووزارة النقل والمواصلات، لكن من الأمور المثيرة للاستغراب أن نفى الشائعة لم يأخذ نفس المساحة والاهتمام من جانب المستخدمين، وبشكل أو بآخر ساهم البعض بقصد أو بدون قصد فى مساعدة أعداء الوطن فى نشر شائعة شديدة الدنائة لإثناء مصر عن دورها الداعم للقضية الفلسطينية والرافض لتصفيتها، شائعات مغرضة تستهدف تشويه دور الدولة المصرية التى تعد المدافع الأول عن حقوق الشعب الفلسطينى.
الحقيقة التى يجب أن يدركها الجميع أن صنع الشائعات وترويجها سيظل جزء من حرب نفسية طويلة المدى، من أجل تضليل الشعوب وتزييف وعيها، بحملات التضليل والتجهيل، وفقدان القدرة على التمييز بين المعلومات الصحيحة والشائعة، لذلك سيظل حائط الصد الأول ضد هذه الهجمات هو الوعى، فصناعة الوعى لم تعد رفاهية وإنما ضرورة لتسليح المواطن المصرى بما يتيح له مواجهة هذه الادعاءات والأكاذيب التى تستهدف النيل من أمنه واستقراره وإسقاط دولته حتى لا يتبقى فى هذه البقعة المنكوبة من العالم دولة قادرة على مواجهة مخططاتهم الدنيئة للهيمنة والسيطرة، مع التأكيد على أن صناعة الوعى هى عملية متكاملة تتكاتف فيها كافة أدوات ما نسميه بالقوة الناعمة فى الدولة، فجنود الحروب الحديثة هم المثقفون والإعلاميون والنشطاء والفنانون والمؤسسات الدينية والتعليمية والشبابية، فهؤلاء عليهم مهمة تحصين عقول المصريين بما يمكنهم من مواجهة دعوات التخريب والهدم والتفكير، كذلك المؤسسات الثقافية والتعليمية لما لها من دور فى مخاطبة وجدان الشعب المصرى، وإيصال الرسالة المرجوة على النحو الأمثل.
فعلى مدار العشر سنوات الماضية وحتى الآن لم تتوان أبواق ومنابر الشر أعداء الوطن عن بذل كل الجهود الممكنة للنيل من استقرار وأمن الدولة المصرية من خلال نشر الأكاذيب وترويج معلومات مغلوطة وشائعات مغرضة لتشويه صورة الدولة المصرية وتشويه إنجازاتها ومؤسساتها بغرض أن يفقد المواطنون الثقة فى مؤسسات الدولة وباعتبار هذا الباب الشيطانى هو مفتاح هدم الدول وإثارة الفوضى والبلبلة، ولكن هيهات لهم فلن تفلح محاولاتهم وستبوء بالفشل؛ فمصر ستظل صامدة وقوية وصخرة تتحطم عليها آمالهم ومحاولاتهم الخبيثة، وأظن أن الشعب المصرى لديه من الوعى ما يجعله يستطيع أن يفرق بين الحقيقة والكذب والتضليل، كما أنه سيتصدى لأى محاولات للنيل من استقرار الوطن.
وأخيراً.. رغم كل محاولات الأبواق المعادية للدولة المصرية للنيل منها ومن استقرارها فكلى ثقة فى قدرة مصر قيادة وشعبًا فى التعامل مع هذه المخططات الشيطانية وإفشالها من أجل الحفاظ على قوة وتماسك هذا الوطن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حرب الشائعات حائط ا الحروب العسكرية الحروب النفسية الدولة المصریة من خلال من أجل
إقرأ أيضاً:
برلماني: عمال مصر سواعدها وقوتها في الجمهورية الجديدة
قال النائب محمد الرشيدي عضو مجلس الشيوخ عن حزب الشعب الجمهوري، إن الدولة المصرية نجحت في الاهتمام بعمال مصر اهتمامًا يليق بمكانتهم وأهميتهم في المجتمع، كونهم سواعد الوطن وقوتها ودرعها الاقتصادي وقاطرة تنميتها في الجمهورية الجديدة، مهنئا العمال بمناسبة عيدهم .
وأضاف الرشيدي في بيان له اليوم، أن العمال في مصر يحتاجون لأكثر من عيد لنحتفي بهم وبدورهم الوطني الكبير الداعم للاقتصاد الوطني بتعزيز القوة الإنتاجية في جميع المجالات، بما يدعم القوة الوطنية في مواجهة الأزمات الاقتصادية الشديدة التي قد تعصف باستقرار الوطن ومستقبل أبنائه.
وأكد عضو مجلس الشيوخ، أن العمال ليسوا فقط درع الوطن وسيفه في تحقيق التقدم والازدهار، بل هم الركيزة الأساسية لذلك، والسبيل نحو التنمية والتطوير، الأمر الذي يحتاج إلى بيئة سليمة ومحفزة واستراتيجيات متطورة شاملة تتبنى النهوض بأوضاع العمال وحمايتهم والحفاظ على حقوقهم وضمان أداء واجبهم.
وأشار النائب محمد الرشيدي إلى أن الدولة المصرية عكفت خلال الآونة الأخيرة على توفير كافة سبل ومقومات البيئة السليمة للعمال، حيث أصدرت التشريعات التي تضمن حماية حقوقهم وتنظم العلاقة بينهم وبين أصحاب العمل، وتدعم حق ذوي الهمم والشباب والمرأة في العمل، إيمانًا بأهمية دور العمال الوطني، كما عملت الدولة تحت إشراف وتوجيهات القيادة السياسية على توفير حياة كريمة بأجور عادلة وإعانات طوارئ تدعم العمال في مواجهة التداعيات الاقتصادية العالمية ومواكبة الارتفاع في معدلات التضخم وزيادة الأسعار، لتبقى قاطرة التنمية مستمرة في دربها نحو مستقبل أفضل.