3 أسباب لإقالة زيلينسكي رؤساء مكاتب التجنيد
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه أقال رؤساء جميع المكاتب الإقليمية للتجنيد العسكري في أوكرانيا، وسيستبدلهم بمحاربين قدامى خدموا في الخطوط الأمامية، وقال زيلينسكي في فيديو: "هذا النظام يجب أن يديره أشخاص يعرفون بالضبط ما هي الحرب ولماذا اللامبالاة والرشوة أثناء الحرب هما خيانة".
لا يظهر أن هناك أي شخص أفضل منه للتعامل مع الفساد الأوكراني
تعليقاً على هذا التطور، رأت المراسلة السابقة في موسكو وباريس وواشنطن ماري ديجيفسكي أنه يمكن، في إحدى النواحي، النظر إلى قرار زيلينسكي على أنه أحد أكثر جهوده استهدافاً لاستئصال الفساد وقد كان أحد وعوده الانتخابية سنة 2019، لكن القرار مهم أيضاً، كما كتبت في صحيفة "سبتكتيتور"، لجهة ما قد يقوله عن المزاج العام وعن المدى الذي يحاول فيه الرئيس استباق طبيعة أوكرانيا ما بعد الحرب.
من الصعب تصديق أن زيلينسكي كان سيأمر بإجراء تحقيق حكومي في التجنيد، ناهيكم عن إقالات واسعة النطاق، لو لم يكن هناك قلقاً عاماً كبيراً حول من يستدعى ومن لا يستدعى للقتال، ومنذ إعلان الأحكام العرفية في أوكرانيا بعد الهجوم الروسي، كان هناك حظر على مغادرة معظم الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و60 عاماً للبلاد.. لكن هناك الآن عدد أكبر بشكل ملحوظ من الرجال الذين ينضمون إلى نسائهم وأطفالهم خارج البلاد، ما يشير إلى أن حظر السفر قد يكون أقل فعالية مما كان عليه، ويشير الأمر أيضاً إلى أن كييف قد تواجه بعض الصعوبة في الحفاظ على أرقام القوة.
What’s behind Zelensky’s latest purge? https://t.co/SGzcNBBPfP
— Hard Copy Politics (@politicswatch15) August 15, 2023روح التطوع التي كانت جلية ومثيرة للإعجاب في الأشهر الأولى من الصراع قد لا تكون على ما كانت عليه تماماً، يُظهر عدد من الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي أن بعض المسؤولين عن تنفيذ التجنيد، يلجأون إلى تدابير متطرفة إكراهية.. وربما بدأت قائمة الخسائر البشرية الأوكرانية التي تبقى سراً من أسرار الدولة في تمثيل رادع أمام التطوع.
وجدت دراسة حديثة أجراها معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع أن 80 في المئة من الأوكرانيين، يعرفون شخصاً ما من دائرتهم المباشرة قد قتل أو جرح خلال القتال، ومهما كانت الأسباب، فإن قيام الرئيس بإقالة جميع رؤساء التجنيد العسكري وسط الحرب، هو مسار عمل صارم للغاية وبالتأكيد ليس شيئاً يختاره أي قائد أعلى، إذا كان يعتقد أن إجراء أقل سيكون كافياً.
نص فرعيثانياً، تابعت ديجيفسكي.. قد يكون ثمة أيضاً اعتبار طويل المدى وراء تصرف زيلينسكي.. فعندما يشارك هو أو أي مسؤول أوكراني كبير آخر في تجمع دولي، مثل قمة الناتو الشهر الماضي، ثمة دوماً نص فرعي لما يقال في الجانب الغربي، أولئك الذين لديهم خبرة في التعامل مع أوكرانيا يشعرون بالقلق من الفساد بعدما شاهدوا ببساطة اختفاء مبالغ كبيرة من الأموال.. ويحذر المستثمرون المحتملون من القطاع الخاص كما الحكومات من أن أوكرانيا قد تضطر إلى تنظيف سجلها، إذا كانت تريد تلقي المساعدة الهائلة في إعادة الإعمار التي ستحتاج إليها، ناهيكم عن التأهل للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
الآن، قد يعتبر كثر في أوكرانيا هذا النقد غير عادل، بين تنصيبه وغزو روسيا، ربما فعل زيلينسكي أكثر من أي رئيس سابق لمعالجة الفساد.. صدر تشريع جديد وتم إنشاء محكمة خاصة لمكافحة الفساد، فُصل المسؤولون الحكوميون المراوغون كما يمكن القول إن الحرب قد عملت على الحد من قوة وتأثير العديد ممن يسمون بالأوليغارشيين، الأمر الذي قد يُنظر إليه على أنه يمهد الطريق لأوكرانيا أقل فساداً.
What’s behind Zelensky’s latest purge? https://t.co/rJO3TBM9zl. Win, lose or draw, Ukraine will never change. This is all about optics ahead of peace talks and the future. Not an easy country for which to feel sympathy @DanMcL99 @IrlEmbUkraine @marydejevsky @IrelandEmbGB
— Michael Clarke (@Michael08483429) August 14, 2023لذلك، هذا سبب آخر وراء رغبة زيلينسكي في التحدث بعبارات قاسية عن الفساد وهو إظهار إدراكه للبلاء وتصميمه على معالجته، وعند إعلانه عن إقالة المسؤولين عن التجنيد، قال إن هناك حالياً 112 قضية جنائية ضد هؤلاء، وإن بعضهم أخذ نقوداً وعملات مشفرة وإن المكاسب غير المشروعة يتم غسلها.. بعبارة أخرى، أراد أن يُظهر أنه يعرف ما يجري.
سيكون من الصعب دوماً التمييز بين مقدار ما يتم الإعلان عنه بدافع الضرورة أو حرية الخيار، وجاء أمر زيلينسكي بالفصل الجماعي بعد تقارير تفيد بأن رئيس مكتب التجنيد في أوديسا جمع الملايين من العملات الأجنبية وامتلك محفظة عقارية في إسبانيا، وثمة تقارير متداولة حول فضيحة تتعلق بشراء وتسعير الزي العسكري.. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، تم اعتقال نائب وزير البنية التحتية فاسيل لوزينسكي، للاشتباه في قيامه بالاختلاس مع تورط أعضاء آخرين في الوزارة، وقد خسروا وظائفهم أيضاً.
السبب الثالثيتمحور هذا السبب وفق الكاتبة حول سؤال ما إذا كان زيلينسكي يتمتع بالسلطة الفعلية لجعل هذه القرارات ثابتة.. كقائد حرب، لدى زيلينسكي سلطة أوتوقراطية تتجاوز أي شيء يمكن أن يتمتع به كقائد منتخب في وقت السلم، وقد أظهر نفسه على استعداد لاستخدامها.. ومن الأمثلة الصغيرة على ذلك عزله الأخير لسفير أوكرانيا في لندن بسبب تصريحات يبدو أنه اعتبرها غير مخلصة.
في الوقت الحالي، يبدو موقف زيلينسكي غير مواجه لأي تحدٍ، كما أنه لا يَظهر أن هناك أي شخص أفضل منه للتعامل مع الفساد الأوكراني، وحتى مع سلطاته الحربية، لا تزال ممارسات الفساد مكشوفة.. في الأشهر الأولى بعد الغزو الروسي، كان بإمكان مسؤولي التجنيد العسكري في أوكرانيا، الاعتماد على الحماسة الوطنية لتوفير الأعداد.. وفي وقت لاحق، أصبح ذلك أكثر صعوبة فعادوا إلى عادات ما قبل الحرب كالرشوة والفساد.
تأثير النجاح أو الفشلكان زيلينسكي حريصاً على تفويض المسؤولية لاستبدال رؤساء التجنيد الإقليمي، وأمر قائد الجيش الجنرال فاليري زالوجني بالبحث عن الدفعة الجديدة من المجندين والأجهزة الأمنية لفحصهم.. ولكن ما مدى فاعلية ذلك وما مدى سرعة حدوثه؟ بإعلانه عن مثل هذا التطهير الشامل، يتخذ زيلينسكي مخاطرة كبيرة.
هذه قضية ذات اهتمام عام واسع في أوكرانيا وسوف يراقب المانحون الأجانب –الحاضرون والمحتملون– بعناية، ويمكن أن يكون لنجاح زيلينسكي أو غير ذلك تأثير في النهاية على مستقبله ومستقبل أوكرانيا حسب ديجيفسكي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
هل يمكن وقف الحرب في أوكرانيا؟
جاء قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأمريكية لضرب الأراضي الروسية بعد أن نقلت روسيا بالفعل العديد من الأهداف الرئيسية خارج النطاق؛ بعد أن أنفقت أوكرانيا إمداداتها القليلة من الصواريخ الأمريكية على استهداف مواقع أقل أهمية سُمح بها سابقاً.
وذكر تحليل لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن بريطانيا سمحت، بناءً على السياسة الأمريكية الجديدة، بنشر صواريخها "ستورم شادو" ضد مخبأ قيادة في مدينة مارينو الروسية، الأربعاء، مما أدى إلى إصابة وربما مقتل جنرال كوري شمالي.
Russia has long benefited from the stability provided by NATO. Any deal struck among Trump, Zelensky and Putin had better keep this in mind, writes Holman Jenkins https://t.co/o3f7gPfHhh
— Wall Street Journal Opinion (@WSJopinion) November 23, 2024 حرب أوسع!اليوم يتعين على الولايات المتحدة أن تكون متيقظة لهجوم كوري شمالي على المصالح الأمريكية أو البريطانية، وهو أحد المسارات العديدة المؤدية إلى حرب أوسع نطاقاُ، بحسب الصحيفة.
وذكر عضو هيئة تحرير الصحيفة، هولمان دبليو جنكينز، بالنسبة للبعض في عالم ترامب، فإن انتقاد قرار بايدن هو "هدية مجانية" لا تزيد إلا من الفوضى التي تتركها الإدارة. لكن الولايات المتحدة كانت بحاجة إلى إجابة على نشر روسيا لقوات كورية شمالية، وتم الإشارة إلى سلطة الضرب الموسعة باعتبارها الخطوة التالية على سلم التصعيد الذي لا يمكن التخطيط له في واشنطن.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الافتقار إلى التخطيط هو النهج الذي تبناه بايدن منذ البداية، وإن كان تم وصفه خطأً في كثير من الأحيان على أنه قياس دقيق لـ"خطوط بوتين الحمراء".
وفي دفاعه، كان أي شيء آخر على الأرجح خارج نطاق الرئيس الأمريكي بايدن، وحالياً أو مستقبلاً لا يستطيع الديمقراطيون حتى إلقاء اللوم على الرئيس المنتخب العائد إلى البيت الأبيض (ترامب).
وبحسب الصحيفة، أصبح حلفاء أوكرانيا مرهقين وجيشها يخسر على الأرض، وأن شعارات بايدن مثل "طالما استغرق الأمر" و "لا شيء عن أوكرانيا بدون أوكرانيا" لم تخف سوى عدم التقاء العقول الخطير بين الولايات المتحدة وكييف بشأن شبه جزيرة القرم وأهداف الحرب الأخرى. حتى الهجوم الأوكراني الفاشل في عام 2023 وأصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى، أنه كان نتيجة ثانوية تعيسة لمحاولة كييف تخمين وإدارة السياسة الداخلية لحليفها الأمريكي الذي لا غنى عنه ولكنه أسلوب عدواني سلبي.
Representative Marjorie Taylor Greene wrote that President Joe Biden "is dangerously trying to start WWIII."
Read More ⬇️
????- https://t.co/bL06JqJnKy pic.twitter.com/3vBF7nYzbx
ونقلت الصحيفة، عن المحلل السياسي والقاضي الأكثر صداقة للرئيس جو بايدن، مايكل أوهانلون من مؤسسة بروكينغز، قوله إن "هناك حاجة إلى "استراتيجية جديدة بغض النظر عمن فاز في الانتخابات الأمريكية هذا الشهر".
وبحسب جنكينز، كان ينبغي أن يكون السؤال طوال الوقت هو ما إذا كانت مثل هذه الضربات تخدم المصالح الأمريكية. والجواب هو نعم، لأنها توفر أفضل الوسائل المتاحة على الفور لرفع تكلفة الحرب التي يجب على بوتين أن ينهيها طواعية وكذلك النقاش الباهت حول ما إذا كان القانون ونظرية العلاقات الدولية تبتسم أو تجهم على الاستيلاء على الأصول المالية الروسية في الخارج.
ويرى الكاتب أنه يجب أن نكون قد تجاوزنا المجاملات وموكب التزامات الميزانية والأسلحة لمرة واحدة في واشنطن وأوروبا بالإشارة إلى من أعلنوا عن خطط مدتها 5 و 10 سنوات لتدريب وتجهيز أوكرانيا وفقاً لمعايير حلف شمال الأطلسي.
ويخمّن الكاتب، أنه من المؤسف أن فضائل (مميزات) ترامب المعروفة تجعل من غير المرجح، حتى لو تمكن الآن من التوصل إلى مفاوضات لوقف إطلاق النار، أن ينتج أي شيء يشبه الاستقرار في المنطقة.
وهذا يقود لسؤالين على درجة كبيرة من الأهمية الأول هل من الممكن وقف الحرب في هذه المرحلة؟ والثاني هل تصبح أوكرانيا أفغانستان جديدة وسط أوروبا؟.
US incrementalism has helped the Kremlin offset and mask its weaknesses. The Kremlin remains vulnerable to an adversary who can generate momentum against Russia and deny the Kremlin opportunities to regroup and adapt. A serious US strategy on Ukraine would prioritize achieving… pic.twitter.com/OK0USYf1fh
— Nataliya Bugayova (@nataliabugayova) November 17, 2024 المكاسب الإقليميةويشير الكاتب إلى أن الأوكرانيون أظهروا أنهم غير قابلين للسيطرة من موسكو أو واشنطن وسوف يجدون صعوبة في التسامح مع خسائرهم. ومن جانبه، لابد أن يدرك الرئيس الروسي بوتين أن "المكاسب الإقليمية" التي يواصل السعي وراءها، بتكلفة باهظة لجنوده، سوف تكون مصدر إزعاج له في المستقبل، والأرجح أنها سوف تكون مصدراً من شأنه أن يضعف الدولة الروسية وينتشر في جميع أنحاء المنطقة لعقود قادمة.
وترى الصحيفة، أن الحرب كانت وما تزال كارثة بالنسبة لموسكو وكييف، رغم أن بوتين يصف نفسه بالفائز في أي نتيجة كانت وربما يكون طلبه الرئيسي هو "ملحق سري" في أي اتفاق قادم يحظر عبارة "الهزيمة الاستراتيجية لروسيا" التي أصبحت مزعجة له بوضوح.
لكن بوتين يعرف سراً أن روسيا استفادت منذ فترة طويلة من الاستقرار الذي يوفره حلف شمال الأطلسي، والذي لولاه لكان تفكك الاتحاد السوفييتي قبل 35 عاماً أكثر خطورة، بالإشارة إلى أن أي صفقة يتم التوصل إليها الآن بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبوتين لابد وأن تضع هذا في الاعتبار. وستكون هناك حاجة إلى استثمار مالي وعسكري كبير ودائم من أوروبا والولايات المتحدة لتجنب سيناريو أفغانستان جديدة في أوكرانيا.