بغداد اليوم- بغداد 

كشف الباحث الاجتماعي أنس العزاوي، الثلاثاء (15 آب 2023)، عن أهم أسباب الفشل في تنمية ثقافة ترشيد استهلاك المياه في العراق. 

وقال العزاوي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "جميع المؤسسات الحكومية لم ترتقِ الى مستوى تصبح قادرة على زرع التوعية البيئية ابتداءً من المدارس وصولا الى المجتمع بثقافة ترشيد استهلاك المياه"، لافتا الى أن "المؤسسات الإعلامية دائما ما يكون تركيزها على ملف مرتبط باحداث معينة ومؤثرة".

وأضاف، أنه "ليس هناك إعلام مستدام يركز على ملف البيئة بشكل عام ومنها ترشيد الاستهلاك"، مشيرا إلى أن "وزارة البيئة برغم صلاحياتها الحصرية وانتشار مديرياتها في المحافظات لكنها لم ترتقِ الى إدامة الثقافة البيئية لتكون مساندة لترشيد الاستهلاك ومكافحة التلوث والانبعاتات اوالمخلفات ولا زلنا متأخرين في هذا الجانب فعليا".

وأشار الى أن "المدارس والجامعات هي الاساس في وضع التوعية البيئية، ليس في ملف ترشيد الاستهلاك فحسب، بل بقية الملفات الاخرى من أجل حصانة فكرية تضبط سلوكيات المجتمع وتدفع الى مسارات الثقافة البيئية".

وأمس الأثنين، اطلقت الحكومة حملة لترشيد استهلاك المياه في العراق.

هذه الخطوة تأتي على وقع أزمة شح مياه كبيرة دفعت وزارة البيئة الى التحذير من أنها تسببت في كارثة للتنوع الإحيائي في البلاد، لا سيما في الأنهار ومنطقة الأهوار الشهيرة بطبيعتها الخلابة.

وفي العراق يتكالب تغير المناخ الذي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة، وقلة سقوط الأمطار، مع النشاط البشري الجائر في استخدام المياه، والتلويث بمخلفات الصناعة والصرف الصحي،  إلى جانب تعثر المفاوضات السياسية مع دول المنبع، لتستفحل أزمة شح مياه غير مسبوقة.

عاملان يتكالبان على العراق 

وفي العراق يتكالب تغير المناخ الذي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة، وقلة سقوط الأمطار، مع النشاط البشري الجائر في استخدام المياه، والتلويث بمخلفات الصناعة والصرف الصحي،  إلى جانب تعثر المفاوضات السياسية مع دول المنبع، لتستفحل أزمة شح مياه غير مسبوقة.

ودائمًا ما تتفق الجهات المسؤولة في العراق مع بيانات الخبراء بوجود نسبة هدر كبيرة للمياه في البلاد، ولعلّ الهدر يأخذ من المياه أكبر بكثير مما يأخذه الاستخدام الفعلي ويعدّ أحد أكبر أسباب الجفاف جنبًا إلى جنب مع التغير المناخي وتقليل الحصص المائية من قبل دول الجوار وتحديدًا تركيا وإيران.

العراق يهدر 145% من المياه 

دراسات متعددة تتطرق إلى أن أبواب الهدر في المياه، الجزء الأكبر منه تتحمله الجهات الحكومية المسؤولة في العراق، وتتنوع بين الطرق "المتخلفة" للسقي، فضلًا عن الكميات التي تتبخر من المسطحات المائية والخزنية في العراق، حيث أظهرت الحسابات أن العراق يهدر ماءً يعادل 145% من الكمية المقطوعة عبر جيرانه.

دراسة أخرى توصلت إلى أن العراق يرمي 15% من إيراداته المائية السنوية إلى البحر، في محاولة "بدائية" لإيقاف زحف وتمدد اللسان المحلي من الخليج العربي إلى داخل شط العرب في محافظة البصرة، وهو باب آخر من أبواب الهدر المائي، والذي يعد من أهم مؤاخذات الجانب التركي على العراق بدعوى ترك مياهه تذهب إلى البحر سدى.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: ترشید استهلاک فی العراق

إقرأ أيضاً:

في مواجهتها ضد الفصائل.. ما حقيقة تحرك واشنطن نحو كردستان؟ - عاجل

بغداد اليوم -  أربيل

علق عضو برلمان إقليم كردستان الأسبق والمحل السياسي عدنان عثمان، اليوم السبت (8 اذار 2025)، على إمكانية استخدام الولايات المتحدة لاقليم كردستان في مواجهتها ضد الفصائل العراقية، فيما رأى عدم وجود ملامح لحرب بين الطرفين في الوقت الحالي.

وقال عثمان في حديث لـ "بغداد اليوم" إنه "لا يوجد حتى الآن معالم حرب أمريكية ضد الفصائل المسلحة في العراق، لكن من المتوقع ازدياد الضغط الأمريكي باتجاه إبعاد العراق عن المحور الذي تقوده ايران".

ورجح ان "تكون العقوبات أو المقاطعات الاقتصادية نقطة البداية لهذه الضغوطات، من هذه الناحية، و باعتبار الاقليم جزء من منظومة الحكم في العراق فانه سيتأثر بهذه الخطوات سلبا او إيجابا".

ورأى عثمان ان "من مصلحة الإقليم عدم الانجرار وراء الاصطفافات، وخاصة عليها الابتعاد عن مواجهة الفصائل الشيعية، فهذا شأن داخلي للسلطات العراقية، وأيضا عليها عدم مواجهة أمريكا".

وبين أن "الحالة الطبيعية ومن منطلق المصلحة العامة للإقليم و العراق ككل، هو عدم الانجرار وراء المواجهات والضغط باتجاه إيجاد حلول منطقية و معقولة لكل المشاكل"، مرجحا أن "الإقليم بعلاقاته الواسعة تستطيع المساعدة في خفض التوترات بما يخدم استقرار و ازدهار العراق و ابعاده عن الصراعات الإقليمية".

هذا وأكد مصدر مقرب من الفصائل العراقية، أمس الجمعة، أنه تم تجاوز النقطة الثالثة في الحوار مع الحكومة، والتي تتعلق بسلاح الفصائل.

وقال المصدر، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "قيادات الفصائل العراقية بمختلف عناوينها منفتحة على الحوار مع الحكومة، حيث عقدت سلسلة لقاءات خلال الأشهر الأخيرة، أسفرت عن تفاهمات مهمة في إطار رؤية استراتيجية للفصائل، تقوم على ضرورة تعزيز أمن واستقرار البلاد، والتعاون مع الحكومة المركزية، مع ضمان استقلالية الفصائل وعدم خضوعها لأي جهة خارجية".

وأضاف أن "الحوار أحرز تقدماً، حيث يمكن القول إنه تم تجاوز النقطة الثالثة، التي تتعلق بسلاح الفصائل"، مؤكداً أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال إعلان حل الفصائل وانخراط مقاتليها في صفوف القوى الأمنية، طالما هناك قوات أجنبية في العراق، تمثل مصدر تهديد للمشهد العراقي بشكل عام".

وأشار المصدر إلى أن "الفصائل ترى في سلاحها عنصراً مهماً في تعزيز قدرة المواجهة مع أي طارئ خارجي، وبالتالي، ما دامت هناك قوات أجنبية في العراق، سيبقى سلاح المقاومة حاضراً"، مبيناً أن "هذه النقطة تم الاتفاق عليها".

وتابع أن "في حال خروج القوات الأميركية من جميع القواعد العسكرية، سواء في الحرير أو عين الأسد، ستكون الفصائل منفتحة على ملف تسليم الأسلحة، بل وقد تتجه بعض الفصائل نحو التحول إلى تيارات وقوى سياسية تساهم في إعادة إعمار البلاد".

وختم المصدر بالقول، إن "الفصائل هي جزء من الشعب العراقي، وتمثل مبادئه، وهي ليست سبباً في أي حالات توتر، لكنها تؤمن بأن العراق يجب أن يكون موحداً ومستقلاً، بعيداً عن أي ضغوط خارجية".

مقالات مشابهة

  • العراق يخشى أزمة كهرباء خانقة إذا مُنع استيراد الطاقة الإيرانية
  • العقوبات الأمريكية على الفصائل العراقية .. المواطن في مأمن- عاجل
  • ارتفاع الحرارة في العراق الى 30 درجة الأسبوع المقبل - عاجل
  • لعام آخر.. العراق يحتاج الغاز الإيراني ولا بدائل قريبة - عاجل
  • المصالح الانتخابية تدخل خط أزمة رواتب كردستان - عاجل
  • الفصائل العراقية.. أسباب المتحولات والأولويات الجديدة - عاجل
  • ما حقيقة الحديث عن وجود ماهر الأسد في العراق؟ - عاجل
  • في مواجهتها ضد الفصائل.. ما حقيقة تحرك واشنطن نحو كردستان؟ - عاجل
  • وزير الداخلية يدخل على خط الأزمة.. توجيه عاجل لمجابهة الأمطار في العراق
  • ترشيد استهلاك المياه والحفاظ على البيئة.. ندوة توعوية بمدينة بلبيس