أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على أهمية التشاور والتفاهم داخل الأسرة، خاصة بين الأبوين والأبناء، مشيرًا إلى أن ذلك يسهم في تقوية الروابط الأسرية ويمنع التفكك الذي قد يحدث نتيجة لضعف التواصل.

وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس: "التفاهم والاحترام المتبادل بين الأب والأم والأبناء هو أساس لأي علاقة أسرية ناجحة، لكن للأسف، هناك بعض المفاهيم الخاطئة التي تنتشر حول التفكك الأسري، حيث يعتقد البعض أنه فقط مرتبط بالمشاكل بين الزوجين، والحقيقة أن المشاكل مع الأبناء أيضًا يمكن أن تؤدي إلى نفس النتيجة، خاصة عندما تنقطع لغة التواصل بين الأهل وأبنائهم".

خالد الجندي: الحرية تكمن في الانقياد لله والتحلي بالقيم الأخلاقية التي تحمي المجتمع خالد الجندي ينتقد الجيل الحالي: يصرون على الانفراد بالرأي ويرفضون الانقياد للآخرين

وأوضح أن الجيل الجديد يعاني من عدم فهمه لحقوقه وواجباته داخل المنزل، وهو ما يؤدي إلى فجوة كبيرة بين الأبناء وآبائهم، وبالتالي أصبح من الطبيعي أن ترى الأبناء ينادون والديهم بأسمائهم، مثل: 'يا ليلى' أو 'يا نادية' أو 'يا سناء'، وهذه ظاهرة يجب أن ننتبه لها، فالعلاقة بين الأبناء والآباء يجب أن تتسم بالاحترام المتبادل.


وتحدث الشيخ الجندي، عن فكرة "العقد الأسري"، حيث اقترح أن يقوم كل والد ووالدة بكتابة عقد اتفاق مع أبنائهم يشمل مجموعة من البنود التي تضمن الاحترام والتفاهم، موضحا: "الفكرة بسيطة جدًا، كل ما عليك هو كتابة عقد يتضمن بنودًا مثل الاحترام المتبادل، تبادل الثناء، والبعد عن الصراخ، وتشاور الآراء في القرارات، ثم اقرأ العقد مع أبنائك في اجتماع عائلي على مائدة الطعام أو في أي مكان يجمعكم، واجعل هذا العقد ملزمًا لجميع الأطراف: الأب، الأم، والأبناء".

وأكد أن مثل هذا الاتفاق بين الأفراد في الأسرة سيعزز من تواصلهم ويشعر الأبناء بأن لهم دورًا في اتخاذ القرارات داخل البيت، موضحا: "التشاور ليس ضعفًا، بل هو احترام لآراء الآخرين، والأبناء يجب أن يشعروا بأنهم جزء من هذا القرار".

وأشار إلى أن التشاور مع الأبناء في القرارات ليس علامة على ضعف، بل هو تعزيز لثقافة الاحترام والتقدير داخل الأسرة، وذكر مثالًا من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان يشاور أصحابه في الكثير من الأمور.

وتابع: "حتى عندما كان صلى الله عليه وسلم يواجه قرارات صعبة، كان يشاور أصحابه، وهذا أمر يجب أن نتعلمه، سواء في تربية أولادنا أو في حياتنا اليومية.. التشاور مع الأبناء يبعث فيهم الثقة ويشعرهم بقيمتهم في العائلة".

وأضاف: "إذا أردنا بناء جيل قوي ومتوازن نفسيًا، يجب أن نكون نحن الأهل قدوة في كيفية التعامل مع بعضنا البعض باحترام وتقدير، ومن ثم نعلم أبناءنا ذلك".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ خالد الجندي خالد الجندي المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية المفاهيم الخاطئة التفكك الأسري خالد الجندی مع الأبناء یجب أن

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: الصحابة تميزوا بوعي ديني عميق وجرأة أدبية في سؤال النبي عن الوحي والاجتهاد

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الصحابة رضوان الله عليهم امتلكوا وعيًا دينيًا راسخًا وجرأة أدبية محمودة في سعيهم للمعرفة، مشيرًا إلى أنهم لم يترددوا في سؤال النبي محمد ﷺ عما إذا كان كلامه وحيًا من الله أم اجتهادًا شخصيًا منه.

وأوضح الشيخ الجندي خلال حلقة برنامجه «لعلهم يفقهون» على قناة DMC، والتي حملت عنوان «حوار الأجيال»، أن الإسلام لم يمنع طرح الأسئلة بل شجع عليه، طالما كان ذلك في إطار الأدب وحسن النية بهدف الفهم والتعلم الصحيح للدين.

نماذج من وعي الصحابة في التمييز بين الوحي والرأي

استعرض الشيخ الجندي أمثلة من حياة الصحابة التي تجسد هذا الوعي، منها موقف الصحابي الحباب بن المنذر في غزوة بدر، حين سأل النبي ﷺ عن موقع الجيش: "أهذا منزل أنزلكه الله، لا رأي لنا فيه، أم هو الرأي والمكيدة؟"، وبعد أن أجابه النبي ﷺ بأنه الرأي والمكيدة، اقترح الحباب تغيير الموقع بناءً على اعتبارات استراتيجية.

وأكد الجندي أن هذا الموقف يدل على فهم الصحابة العميق لضرورة التمييز بين ما هو وحي واجب التسليم به، وما هو اجتهاد قابل للمناقشة.

كما استشهد بموقف الصحابي كعب بن مالك عندما بشره النبي ﷺ بقبول توبته، فسأله كعب: "أمنك أم من الله؟"، ليجيبه النبي ﷺ: "بل من الله"، فسجد كعب شكرًا لله. وأشار الجندي إلى أن هذا السؤال يعكس حرص الصحابة على التثبت من مصدر المعلومة وإيمانهم الراسخ.

التسليم الواعي أساس الفهم الصحيح للدين

شدد الشيخ خالد الجندي على أهمية التمييز بين الوحي والاجتهاد النبوي، موضحًا أن النبي ﷺ لا ينطق عن الهوى، ولكنه في بعض الأحيان كان يجتهد.

وأكد أن الخضوع لما جاء من الله ورسوله كتشريع هو واجب، مستشهدًا بالآية الكريمة: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم".

كما أكد الشيخ الجندي أن الصحابة لم يسلموا تسليمًا أعمى، بل كانوا يتحققون ويفهمون، مما يدل على وعيهم ونضجهم في التعامل مع النصوص الشرعية.

طباعة شارك خالد الجندي حوار الاجيال الاسلام

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي في يوم العمال: العمل مقدس.. وأكل حقوق العامل من الكبائر
  • خالد الجندي يوضح شروط جواز رواية الحديث النبوي بالمعنى
  • خالد الجندي: الصحابة تميزوا بوعي ديني عميق وجرأة أدبية في سؤال النبي عن الوحي والاجتهاد
  • هل مصدر كلام النبي وحي أم اجتهاد؟.. خالد الجندي يوضح
  • لازم نتعلم.. خالد الجندي: الصحابة كانوا بيسألوا النبي عن كل معلومة بياخدوها
  • خالد الجندي يوضح الفرق بين الولاء والانتماء
  • الشيخ خالد الجندي يوضح الفرق بين الانتماء والولاء
  • خالد الغندور يكشف تفاصيل أزمة الأهلي وكولر: جلسة مرتقبة مع دينو لامبرتي
  • خالد الغندور يكشف تفاصيل أزمة الأهلي وكولر ويؤكد: جلسة مرتقبة مع دينو لامبرتي
  • تفاصيل أزمة الأهلي وكولر وجلسة مرتقبة مع وكيله