عودة ترامب تؤجج القلق في الصين وأوروبا.. ما السبب؟
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
حذرت وكالة بلومبيرغ من أن عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تؤدي إلى تصاعد حاد في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وكل من الصين والاتحاد الأوروبي.
وتعهد ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة قد تصل إلى 60% على الواردات الصينية، وما يصل إلى 20% على الواردات الأوروبية، مما قد يؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي ويزيد من التحديات التجارية.
وأكدت الوكالة أن هذه الإجراءات قد تلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد الصيني، في حين ستجد أوروبا نفسها مضطرة لتعزيز استقلاليتها الاقتصادية لمواجهة التغيرات القادمة في السياسة الأميركية.
ترامب (يسار) خلال لقاء سابق مع الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2019 (رويترز) الصين تستعد للمواجهةوفي الوقت الذي تتزايد فيه التوترات، تراقب الصين عن كثب تطورات الأحداث وتعد نفسها لأي مواجهة تجارية محتملة مع واشنطن.
وذكر تقرير بلومبيرغ أن خطط ترامب لفرض تعريفات جمركية تصل إلى 60% على المنتجات الصينية قد تؤدي لتدمير التجارة بين البلدين.
ونقلت الوكالة عن بنك "يو بي إس" السويسري أن الرسوم بهذا المعدل ستؤدي إلى خفض معدل النمو الاقتصادي السنوي في الصين إلى أكثر من النصف.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن هذا القرار قد يؤثر بشكل كبير على حجم التجارة بين البلدين، ويدفع الصين إلى اتخاذ تدابير قاسية لحماية اقتصادها.
ولفتت إلى أن الصين، التي تتصدر الآن العالم في صناعة السيارات الكهربائية، قد تكون أكثر استعدادا لمواجهة تداعيات حرب تجارية جديدة. فقد تفوقت شركة "بي واي دي" الصينية على شركة "تسلا" من حيث الإيرادات الفصلية، محققة مبيعات بلغت 500 ألف سيارة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتعمل الصين أيضا على تحسين علاقاتها مع دول أخرى مثل الهند، إذ شهدت الحدود الصينية الهندية مؤخرا مشاهد تصالحية غير مسبوقة.
ردود فعل صينية محتملةوأشارت بلومبيرغ إلى أن الصين قد ترد على التعريفات الجمركية الأميركية عن طريق استهداف السلع الزراعية الأميركية أو فرض قيود على تصدير المواد الخام التي تحتاجها الولايات المتحدة لتكنولوجياتها الإستراتيجية.
وأكدت الوكالة أن بكين قد تعتمد على إجراءات رسمية لفرض عقوبات على الشركات الأجنبية ضمن إستراتيجيتها للردع، بينما تبقى الحكومة الصينية حذرة في الإفصاح عن خططها بشكل رسمي، مكتفية بوصف الانتخابات الأميركية بأنها "فوضى تهدر الأموال".
بلومبيرغ وصفت عودة ترامب بأنه "لحظة حساب صعبة" للاتحاد الأوروبي (رويترز) أوروبا تتأهبوفي الوقت ذاته، تشعر أوروبا بقلق متزايد إزاء إمكانية تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، خاصة بعد أن أعلن ترامب عزمه فرض تعريفات جمركية قد تصل إلى 20% على جميع الواردات الأوروبية.
ووصفت بلومبيرغ الوضع بأنه "لحظة حساب صعبة" للاتحاد الأوروبي، إذ تأتي هذه التحديات في وقت حساس تشهده أوروبا بعد سلسلة من التغيرات الجيوسياسية.
من جهته، أشار البروفسور موريتز شولاريك، رئيس معهد كيل للاقتصاد العالمي في حديث للوكالة، إلى أن "فوز ترامب يمثل بداية أصعب لحظة اقتصادية لألمانيا"، حيث يواجه الاقتصاد الألماني تحديات جديدة في مجالات التجارة والأمن، وسط أزمة هيكلية داخلية.
ويرى مراقبون أن التوجهات الجديدة قد تدفع الاتحاد الأوروبي نحو تعزيز استقلاليته الاقتصادية، وتحسين قدراته الدفاعية، وزيادة التعاون بين الدول الأعضاء.
وتوقعت بلومبيرغ أن يؤدي احتمال فرض تعريفات جمركية جديدة من جانب الولايات المتحدة إلى زيادة كبيرة في الطلب على الشحنات، إذ يسعى المستوردون لتسريع استيراد السلع قبل سريان التعريفات.
وأوضح يهودا ليفين، رئيس الأبحاث في "فريتوس" للشحن، أن "التوقعات بفرض التعريفات قد تدفع المستوردين لتسريع الشحنات قبل تنفيذ القرار"، مما قد يرفع تكاليف الشحن بشكل كبير نتيجة زيادة الضغط على شركات النقل البحري.
محاولات لتجنب التصعيدوفي مواجهة هذه التحديات المتوقعة، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد وسائل للتعاون مع إدارة ترامب، ومحاولة التوصل إلى اتفاقيات تجارية تحد من التصعيد.
وصرح ماروش شيفتشوفيتش، المسؤول الأوروبي البارز، قائلا: "سأقدم عرضا للشراكة والتعاون" مع الولايات المتحدة، في محاولة لبناء علاقة متينة مع إدارة ترامب، وحماية المصالح الاقتصادية الأوروبية في ظل التحولات العالمية الجديدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
إيران تواجه مأزقاً بعد عودة ترامب
رأي الكاتب الإسرائيلي، زلمان شوفال، أن القيادة الإيرانية تواجه الآن معضلة، بين تخفيف التوترات مع الغرب، أو الاستمرار في خطها المتشدد الذي ينتهجه الحرس الثوري، وآنذاك سيكون على الولايات المتحدة أن ترد، وفقاً لهذا النهج.
وأضاف في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية تحت عنوان "اختبار إيران.. بعد تغير الحكم في الولايات المتحدة الحرس الثوري مُجبر على الاختبار"، أنه خلال الأسابيع الأخيرة، تنافس الخبراء والمعلقون في وضع افتراضات وفرضيات حول هذا الموضوع، وكان من بين التفسيرات أن إيران تدير حرباً نفسية ضد الجمهور الإسرائيلي، ولكن بنظرة فاحصة، فإنها ليست حرباً نفسية، بل تشخيص مختلف من قبل القيادة الإيرانية لنظريتها الأمنية التي يتم تحديها.
تحديات داخلية متزايدة تلاحق النظام الإيرانيhttps://t.co/lRIwD9K1IF pic.twitter.com/9OGxhIkf5a
— 24.ae (@20fourMedia) November 19, 2024
النظرية الأمنية الإيرانية
وأشار شوفال إلى أن الهجوم الإسرائيلي في 26 أكتوبر (تشرين الأول) على المنشآت الأمنية في الأراضي الإيرانية، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة ضد جماعتي حماس وحزب الله المدعومتين من إيران، أثارا تساؤلات حول النظرية الأمنية الإيرانية التي تقوم على تجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، من خلال الاعتماد على حلفائها كخط أول، موضحاً أن الهجمات الإسرائيلية أعطت لإيران إشارات بأن استراتيجيتها النووية قد تواجه تهديداً، أو على الأقل تأخيراً.
تدهور اقتصادي
وقال الكاتب إن التدهور الاقتصادي الذي تشهده إيران نتيجة العقوبات قد يضر باستقرار الحكومة، بالإضافة إلى المبالغ التي يتم دفعها للوكلاء، والتي أصبحت شوكة في خاصرة الجمهور الإيراني الذي يعاني من صعوبات اقتصادية حادة، مستطرداً: "كل هذا وضع القيادة الإيرانية أمام معضلة، ما إذا كان عليها أن تحاول تخفيف التوترات مع الغرب، ومع الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، كما تريد القيادة المدنية، أو مواصلة الخط المتشدد للحرس الثوري، الذي يسعى جاهداً لتدمير إسرائيل، ويرى أن الولايات المتحدة هي "الشيطان الأكبر".
عقوبات أوروبية على #إيران لتزويدها #روسيا بالصواريخ الباليستيةhttps://t.co/2gTTjI6FAf
— 24.ae (@20fourMedia) November 18, 2024
كيف سيتعامل ترامب؟
وأضاف أن التعامل مع هذه المعضلة الإيرانية بشكل صحيح، واستخلاص النتائج العملية سيكونان بمثابة اختبار لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، متسائلاً، إلى أين ستتجه الولايات المتحدة؟، فالرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن تعهد بألا تمتلك إيران في عهده أسلحة نووية، وكان يهدف بشكل كبير إلى تجديد الاتفاق النووي، ولكنه لم يجب على السؤال المتعلق بما سيحدث في الفترة التالية لانتهاء فترته الرئاسية.
وأشار الكاتب إلى تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، الذي قال مؤخراً: "من الواضح أن سياسة أمريكا في الشرق الأوسط في ظل ترامب ستتغير، لكن السؤال هو، هل ستتغير بما فيه الكفاية؟"، مشيراً إلى قلق من أن يعود ترامب بسياسة "الضغط الأقصى" من خلال تشديد العقوبات والقيود الاقتصادية الأخرى على إيران، وعدم اتخاذها إجراءات إضافية.
تشديد علاقات "محور المقاومة"
كما أوضح الكاتب أن هناك من ذكر أن ترامب خلال ولايته السابقة، تحدث في مرحلة ما عن تحسين الاتفاق النووي وليس عن إلغائه، في وقت تحدث فيه آخرون عن أن سياسة "الضغط الأقصى" ستؤدي إلى تشديد علاقات إيران الاقتصادية والجيوسياسية مع محور المقاومة الذي يضم الصين وروسيا وكوريا الشمالية.