أديبك 2024 يختتم أعماله.. والصفقات تزيد على 10 مليارات دولار
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
اختتمت اليوم الخميس النسخة الأربعون من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2024"، الذي رسخ مكانته كأحد أكثر الفعاليات المتخصصة في قطاع الطاقة تأثيراً ونجاحاً تجارياً على مستوى العالم، مسجلاً عدداً قياسياً من المشاركين والمتحدثين في فعالياته بمن فيهم الوزراء والرؤساء التنفيذيون من قطاع الطاقة، والذين أجمعوا على أهمية دفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي المستدام في العالم.
عقد "أديبك 2024" تحت شعار "تواصل العقول لتحقيق انتقال واقعي ومنظم في قطاع الطاقة"، ترسيخاً لأربعة عقود من الريادة في قطاع الطاقة، بحضور عدد قياسي بلغ 205,139 شخصا من 172 دولة، مرسخاً مكانة الإمارات ودورها الرائد مركزاً عالمياً في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والابتكار.
وتشير الأرقام إلى زيادة أكبر وأكثر تنوعا في المشاركة العالمية، حيث زاد عدد المشاركين بأكثر من 20 ألفًا مقارنة بدورة العام الماضي من الحدث. وتضمن برنامج مؤتمر أديبك 4 مؤتمرات جديدة رحبت بأصوات جديدة من عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتمويل والشباب ودول الجنوب العالمي، حيث استمع الحاضرون إلى أكثر من 1800 متحدث دولي من خلال 370 جلسة بما في ذلك 40 وزيراً من حول العالم، حول الفرص الاقتصادية التي يحققها التعاون عبر القطاعات.
وكان أديبك 2024 هو النسخة الأكثر نجاحاً في تاريخ الحدث العريق الممتد على مدى 40 عاماً، حيث أثمر عن تحقيق صفقات بقيمة أكثر من 10 مليارات دولار أميركي عبر مختلف القطاعات.
واستجابةً للدعوة التي أطلقها الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، خلال كلمته الافتتاحية لـ أديبك 2024، دعا المشاركون في الحدث القطاعات المعنية لتوفير الإمكانات النوعية اللازمة للاستفادة من الفرص التي تتيحها التوجهات العالمية الرئيسية الثلاثة المتمثلة في: نهوض دول الجنوب العالمي والأسواق الناشئة، ونمو الذكاء الاصطناعي، والمتغيرات والنقلة النوعية في قطاع الطاقة.
وقالت طيبة الهاشمي، رئيسة "أديبك 2024"، والرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك البحرية": "وفرت الدورة الـ 40 من "أديبك 2024" منصة متخصصة استضافت أبرز الخبراء وقادة الفكر من العديد من القطاعات والمناطق الجغرافية لمناقشة سبل خلق وتعزيز القيمة، وإيجاد حلول مبتكرة تساهم في صياغة مستقبل أكثر استدامة لقطاع الطاقة.
وأضافت أنه "من خلال التركيز على مناقشة القدرات النوعية والترابط الوثيق بين الذكاء الاصطناعي وقطاع الطاقة، وفر "أديبك" منصة لإجراء حوارات بناءة حول تعزيز التعاون عبر القطاعات، ونحن مستمرون في البناء على هذه النجاحات لتعزيز مساهمة "أديبك" وتأثيره الإيجابي في قطاع الطاقة العالمي خلال دورة 2025".
وكان مجلس ENACT (تفعيل العمل) الذي تم تنظيمه قبل انطلاق أديبك 2024 قد ركز على هذا الموضوع والفرص الاقتصادية التي يحققها التعاون بين القطاعات، خاصةً الترابط الوثيق بين قطاعي الطاقة والذكاء الاصطناعي، حيث جمع المجلس الذي استضافه الدكتور سلطان أحمد الجابر، 80 من القيادات العالمية والخبراء والمفكرين من قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والمناخ والاستثمار لاستكشاف الفرص التي يوفرها التكامل بين قطاعي الذكاء الاصطناعي والطاقة والمناخ.
وللمرة الأولى شهد أديبك تخصيص منطقة للذكاء الاصطناعي نظمتها أدنوك، للتركيز على الترابط الوثيق بين قطاعي الطاقة والذكاء الاصطناعي وأهمية تعاون القطاعات المعنية لتلبية نمو الطلب السريع على الطاقة من قبل الذكاء الاصطناعي، بالتزامن مع استخدام أدواته وحلوله لرفع كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات.
وشكل التعاون بين البلدان والقطاعات العامل المشترك عبر قاعات العرض ، حيث اجتمع أكثر من 2200 عارض و30 جناحاً وطنياً لتطوير شراكات واستراتيجيات جديدة لدفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي المستدام، وقد برز الابتكار كموضوع أساسي للحدث بمشاركة 133 عارضًا ركزوا على حلول الذكاء الاصطناعي والرقمنة والأتمتة لدعم تحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة.
من جهته، قال شري هارديب إس بوري، وزير البترول والغاز الطبيعي في الهند: "الطاقة هي العمود الفقري للاقتصاد. وعندما نتحدث عن الجنوب العالمي، فإننا ننسى أحياناً أين يقع الجنوب العالمي وما هي القضايا التي يتعين عليه مواجهتها، ولكي نتمكن من معالجة التحديات في هذه المرحلة، فإنه يتعين علينا الاستفادة من الأدوات المتاحة حالياً والاستثمار في المستقبل، لذا، علينا التأكد من أن هذه الأدوات تتماشى مع الطاقة المستدامة، لأن شعوبنا تحتاج إلى المزيد من الطاقة بأسعار معقولة".
كما سلط أديبك 2024 الضوء على أهمية تطوير أطر تمويل جديدة لمواكبة التطورات في قطاع الطاقة، وهو ما ركزت عليه النسخة الافتتاحية لمؤتمر التمويل والاستثمار، الذي وفر منصة مثالية للمسؤولين الحكوميين وممثلي مؤسسات التمويل وقطاع الطاقة لمناقشة التفاوت الكبير في أحجام التمويل بين الدول المتقدمة والنامية، والاستثمارات اللازمة لإنشاء منظومة طاقة عادلة وشاملة.
وشملت قائمة أبرز الصفقات التي تم إبرامها خلال أديبك 2024 كلاً من: استحواذ شركة "أدنوك للحفر" على حصة 95 بالمئة في شركة خدمات الآبار العميقة مقابل 223 مليون دولار، وترسية "تعزيز" عقود تزيد قيمتها على 2 مليار دولار للبنية التحتية الأساسية في مدينة الرويس الصناعية، وترسية أدنوك عقد بقيمة 490 مليون دولار على شركة "بي جي بي" لتوسيع نطاق أكبر مشروع مسح جيوفيزيائي ثلاثي الأبعاد في العالم في أبوظبي.
كما كشفت شركة بلاك آند فيتش وبيكر هيوز عن خطط لإيجاد حل للغاز الطبيعي المسال متوسط الحجم قادر على إنتاج ما يصل إلى 2 مليون طن سنوياً، في حين وقعت شركة اليابان للنفط والغاز والمعادن والمنتدى الدولي للطاقة مذكرة تفاهم لتعزيز البحث في مجال احتجاز الكربون والهيدروجين النظيف.
من جانبه، أشاد كريستوفر هدسون، رئيس شركة دي إم جي إيفنتس، الجهة المنظمة لأديبك، بقدرة الحدث على جمع هذا العدد الكبير من الدول والشركات والأفراد تحت سقف واحد لتحديد أولويات قطاع الطاقة في هذه المرحلة وإيجاد حلول لها، وقال: "تدرك الشركات في جميع أنحاء القطاع، من الشركات الناشئة المبتكرة إلى شركات الطاقة الوطنية، أن معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) هو المكان الأمثل لإقامة شراكات مهمة والمشاركة في الحوارات التي تؤدي إلى تحقيق نتائج مؤثرة وملموسة".
وأضاف: "في دورة هذا العام من أديبك، ساهم التركيز الكبير على الذكاء الاصطناعي في تمكين المزيد من المحادثات والنقاشات الحاسمة حول إمكاناته في تطوير منظومة الطاقة وتسريع التحول نحو الممارسات المستدامة، ومع تطور مشهد الطاقة بوتيرة سريعة، سيبقى أديبك منصة متميزة تجمع المعنيين سعياً لإيجاد حلول للتحديات التي يشهدها العالم".
كما تم خلال فعاليات أديبك 2024 الإعلان رسمياً عن موعد انعقاد الدورة الحادية والأربعين من أديبك في الفترة الممتدة من 3 إلى 6 نوفمبر 2025، حيث سيستند إلى إرثه العريق في توحيد مجتمع الطاقة العالمي في مهمته الرئيسية لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة بالتزامن مع خفض انبعاثاتها، وتحفيز الحوار وبناء شراكات نوعية تساهم في صياغة مستقبل مستدام لقطاع الطاقة في السنوات القادمة.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أديبك 2024 أديبك 2024 طاقة الإمارات أبوظبي أديبك 2024 أديبك 2024 الذکاء الاصطناعی الجنوب العالمی فی قطاع الطاقة أدیبک 2024 أکثر من
إقرأ أيضاً:
كيف هز ديب سيك الصيني عروش الذكاء الاصطناعي بـ5.6 ملايين دولار فقط؟
وتناولت حلقة (2025/2/5) من برنامج "حياة ذكية"، الذي يبث على منصة "الجزيرة 360″، التطور المفاجئ الذي هز أوساط التكنولوجيا العالمية بنجاح شركة صينية ناشئة في إحداث تحول جذري في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي باستثمار متواضع لم يتجاوز 5.6 ملايين دولار.
هذا الإنجاز الذي حققته شركة "ديب سيك" لم يؤثر فقط على القيمة السوقية لعملاق الرقائق "نفياديا" (Nvidia)، بل أثار مخاوف جدية في الغرب حول مستقبل الهيمنة التكنولوجية.
وأوضحت الحلقة كيف نجحت الشركة في تحقيق الابتكار في ظل الموارد المحدودة، حيث قاد المهندس ليان غوينغ فريقا من الباحثين في مدينة هانغتشو الصينية لإنجاز مشروع بدا مستحيلاً في البداية.
واستطاع الفريق جمع 10 آلاف رقاقة من نوع "إيه 100" التابعة لشركة نفياديا قبل فرض القيود الأميركية على تصدير الرقائق المتطورة إلى الصين. وبهذه الموارد المحدودة، نجح الفريق في تطوير نموذج ينافس عمالقة مثل شات "جي بي تي" (ChatGPT) و"جيميني" الخاص بغوغل (Google Gemini).
ابتكارات رئيسية
وتمكن الفريق من تحقيق ثلاثة ابتكارات رئيسية تمثلت في نظام "نيروبايب" (NeuroPipe) الذكي، الذي يعمل كقائد أوركسترا يدير العمليات بكفاءة عالية. ومن بين 132 وحدة معالجة، خصص الفريق 20 وحدة فقط لتنظيم الاتصالات بين الوحدات الأخرى، محققا انسيابية أكبر في التشغيل، وهذا النهج يشبه تخصيص فريق صغير لتنسيق العمل بين المهندسين بدلاً من التواصل العشوائي.
إعلانوالابتكار الثاني تمثل في تقنية الضغط الذكي، وهي طريقة فعالة لتقليل حجم البيانات دون المساس بالجودة، فبدلاً من استخدام 32 بتا لتمثيل كل رقم يستخدم النظام 8 بتات فقط مع الحفاظ على الدقة، مما يؤدي إلى توفير كبير في استهلاك الطاقة والموارد.
ويتمثل الابتكار الثالث في نظام مزيج الخبراء "إم أو إي" (MoE)، الذي يعتبر قفزة نوعية في كفاءة استخدام الموارد، فمن أصل 67.1 مليار معامل، يستخدم النموذج 3.7 مليارات فقط في كل عملية، بحيي يختار المعاملات المناسبة لكل مهمة بدقة متناهية.
ولمقارنة الأداء مع المنافسين، أوضح مقدم البرنامج أن نقاط القوة لدى "ديب سيك" تتمثل في التفوق في مجال البرمجة على "جي بي تي-4" (GPT-4)، وسرعة الاستجابة العالية في إنتاج المحتوى، والقدرة المتميزة على تلخيص المعلومات المعقدة، إضافة إلى تكلفة التشغيل المنخفضة جدا (2 دولار مقابل 60 دولارا لمعالجة مليون رمز).
وأشار المقدم إلى نقاط الضعف أيضا التي تتمثل في الدقة المنخفضة في المعلومات الإخبارية (17% مقارنة بـ 74% لنماذج "أوبن إيه آي" OpenAI)، والعمق التحليلي الأقل مقارنة بالنماذج الغربية.
ولفتت الحلقة إلى أن نجاح "ديب سيك" تحدي إستراتيجي للهيمنة الغربية في مجال الذكاء الاصطناعي لعدة أسباب تتمثل في: إثبات إمكانية تطوير نماذج متقدمة بموارد محدودة، وتقديم بديل منخفض التكلفة يمكن أن يغير ديناميكيات السوق، إضافة إلى تحدي الاعتقاد السائد بأن تطوير الذكاء الاصطناعي يتطلب موارد ضخمة.
ورغم ما يثار الآن حول نجاح ديب سيك الأولي، فإن البرنامج أشار إلى تحديات مستقبلية قد تواجهه تتمثل في الحاجة إلى تحسين دقة المعلومات، والتعامل مع القيود الأميركية على التكنولوجيا، والمنافسة المتزايدة من الشركات الغربية.
5/2/2025