سواليف:
2025-04-30@00:32:20 GMT

في رثاء المطر..نعي للذكريات والحنين: صرخة لأرواح غزة

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

في #رثاء_المطر..نعي للذكريات والحنين: #صرخة_لأرواح_غزة

#احمد_ايهاب_سلامة

اقترب الشتاء، ورائحته تتسلل إلى الأبواب، وكأنها أنفاس الزمن البعيد. كل شيء من حولي يذكّرني بشتاء مضى، بأشياء كثيرة: بحبيبة سَرَقَها الزمان مني، بوطن لم أعرفه إلا في أحلامي.. أحن إلى بلدي، إلى والديّ، إلى كل تفاصيل تلك الأيام التي لم تُمحَ من الذاكرة…

هذا الشتاء علينا أن ننعيه، فقد انتقل إلى مثواه الأخير، وها هي غزة تُذبح أمام أعيننا، والأطفال بلا مأوى، بلا دفء يقيهم قسوة البرد.

مقالات ذات صلة دور الشباب الأردني في مكافحة الفساد 2024/11/07

لقد كنت أترقب كل عام قدوم الشتاء بشغفٍ لا يُضاهى، حاملاً في قلبي أمل استعادة ذكرياتي الجميلة.. واقول في نفسي قد اتى الوقت الي سأستعيد تلك الذكريات مع عصفورتي ومعشوقتي الأجمل، حين كان يطل شمس الصباح، أكتب فيها، وبعينَيها اللتين دوختا كرتي الأرضية، أجمل قصائد من الحب والشوق.. لكن كيف لي أن أكتب الآن، وقد عجزت الكلمات، وماتت الأحرف في صدري ودّعنا الشتاء آخر مرة في 7 أكتوبر، وقال حينها: “أنا ذاهب إلى السماء”.

كيف لي أن أدفي نفسي، وأشعل موقدتي، وأعود بذاكرتي إلى أيامك العذبة، وأحنّ إلى تلك الفاتنة التي ما زال طيفها يراودني وارى خيالها في الليل حتى اليوم… بينما في غزة، أهلنا، يواجهون قسوة البرد، والشتاء عنيف بلا رحمة.. والليل، وزخات المطر تنهال عليهم مع وابل الصواريخ.

أخبريني، بربك، يا رفيقة الشتاء، كيف لي هذه المرة أن أتغزل بشعرك الإمبراطوري، ووجهك الملائكي، ورمش عينيك الطويلين الجميلين… بينما أمتنا تُغتال وتُقتل؟ كيف لي أن أسمع أغنية للشتاء وأكتب قصيدة، وأشرب كوب قهوة، وأراقب قطرات المطر تتساقط، وأنتِ في بالي أتذكركِ كما كنت دوماً، وأمتنا تُذبح أمام أعيننا، والأمهات يودّعن أطفالهن ببكاء وحزن مؤلم؟ كيف لي أن أتغزّل بك، وأتغزّل بالشتاء، والمساجد تُقصف، والمدارس والمستشفيات تتعرض للهدم، ونشرات الأخبار تُسجل كل ساعة وداع مقاوم، وعشرات الشهداء والجرحى؟

كيف لي أن أدفي نفسي أمام موقدتي أو مدفأتي، وأطفال أمتي في الخيام لا يجدون مأوى، ولا شيئًا يدفئهم ويغطيهم هربًا من البرد؟ كيف لي؟ والمطر ينزل عليهم، وأنا في بيتي آمن، وهم تحت الخيام، تتساقط عليهم قطرات من قنابل وطلقات.

كيف لي أن أحن إلى الشتاء، بل وأحن إليكِ، بينما اهلي في غزة تحت القصف والجوع والبرد والحصار، وأمهات يودعن أولادهن، وأطفال يبكون على آبائهم، هنا جريح، وهنا شهيد، وهنا بيت قصف بمن فيه، وهنا ذكريات حزينة ورسائل شوق وفراق كتبها الشهداء
قبل استشهادهم.

أنا أنعي الشتاء، بل أرثيه، وأهجوه.. لقد ودّعت طقوسك الجميلة آخر مرة قبل عام، وأتى دورك لترينا إن كنت رحيمًا.. اذهب إلى جميع العالم، واترك غزة وحدها، اقترب منها برحمة، لا تضرها، لا تنهال على خيمهم، وكن عونًا لهم.

أيها الشتاء، استحلفك بالله أن تخفف عن أهل غزة.. لا تقسُ عليهم، وقل للبرد، أخاك أيضًا، أن يبتعد عنهم.. اذهب إلى مناطق أخرى، دعهم هذه المرة في شأنهم، أو ارحمهم، واجعل قطرات المطر تتحول إلى مدفأة وموقدة لهم. لا تكن قاسيًا، أيها الشتاء، وإلا فإن السماء لن ترحمك.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

100 طفل يُقتلون يوميًا وآلاف تحت الأنقاض ومجازر وتجويع.. صرخة غزة تدوي في محكمة العدل الدولية

البلاد – لاهاي
افتتحت محكمة العدل الدولية في لاهاي أمس الاثنين جلسات استماع مخصصة للنظر في التزامات إسرائيل تجاه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في مشهد تتعالى فيه الأصوات للمطالبة بإنقاذ الفلسطينيين من المأساة المتواصلة، حيث أُبرزت أرقام مروعة تشمل استشهاد أكثر من 15 ألف طفل فلسطيني، ومقتل مئة طفل يوميًا في غزة، ووفاة 59 طفلًا جوعًا، في ظل الحصار الإسرائيلي الذي يضيق الخناق على القطاع المنكوب منذ نحو شهرين.
وأكدت إيلانور هوميشول، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، أن على إسرائيل كسلطة احتلال التزامات قانونية دولية، تشمل حماية الطواقم الطبية والإنسانية وتأمين احتياجات المدنيين. وأوضحت أن منع إسرائيل لعمليات وكالة الأونروا يمثل توسعًا لسيادتها غير الشرعية على الأرض الفلسطينية، ويخالف التزاماتها الدولية الأساسية، مشددة على أن احترام القانون الدولي ضروري لحماية الأرواح وإنقاذ المدنيين.
وفي كلمة دولة فلسطين، شدد السفير عمار حجازي على أن الشعب الفلسطيني يتعرض للتجويع والقصف والتهجير القسري، مشيرًا إلى أن إسرائيل تمنع دخول الغذاء والدواء والماء والوقود إلى قطاع غزة منذ قرابة شهرين، وهو مسار أيدته المحاكم الإسرائيلية بقرارات ترفض التماسات إدخال المساعدات. وأضاف حجازي أن هذه الكارثة المصنوعة بفعل الإنسان تهدد الحياة الفلسطينية برمتها، مبرزًا وفاة 59 طفلًا بسبب الجوع، واستشهاد أكثر من 15 ألف طفل خلال العدوان المستمر.
وأبرز حجازي أن الجمعية العامة للأمم المتحدة طلبت من المحكمة تحديد الالتزامات القانونية لإسرائيل بشأن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ووقف استهداف الوكالات الأممية كالأونروا، التي تتعرض لتضييق تشريعي وعسكري إسرائيلي ممنهج يهدف إلى إحباط حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
كما قدمت دولة فلسطين أدلة توضح العواقب المدمرة للسياسات الإسرائيلية على المدى القريب والبعيد، بما في ذلك السعي لضم الضفة الغربية والقدس الشرقية، وارتكاب عمليات تطهير عرقي ممنهجة بحق الفلسطينيين، في مشهد اعتبره حجازي استمرارًا للنّكبة التي بدأت عام 1948.
وأشار حجازي إلى أن محكمة العدل الدولية أصدرت خلال العام الماضي ثلاث قرارات احترازية أمرت فيها إسرائيل بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لكن الاحتلال تجاهلها. وفي 19 يوليو 2024، أكدت المحكمة أن وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني ويجب أن ينتهي. رغم ذلك، استمرت إسرائيل بتكريس الاحتلال، واستخدام الغذاء والماء كسلاح حرب.
وأضاف أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في نوفمبر الماضي مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه السابق يوآف غالانت، بتهمة حرمان المدنيين الفلسطينيين من مقومات الحياة الأساسية، ما يشكل جريمة حرب.
وأوضح حجازي أن الأطفال الفلسطينيين ليسوا مجرد ضحايا بل أهداف مباشرة لسياسة الإبادة، حيث يشكل الأطفال أكثر من نصف سكان غزة، مما يفسر استهدافهم المكثف عبر القصف والتجويع.
وختم بالتأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني، وأن مسؤولية المجتمع الدولي والأمم المتحدة واضحة: عدم دعم الاحتلال أو الاعتراف به، والعمل على إنهائه فورًا، ومواصلة تقديم المساعدات رغم العراقيل الإسرائيلية.
وتستمر جلسات المحكمة حتى الثاني من مايو، بمشاركة 44 دولة وأربع منظمات دولية، في خطوة تعكس الغضب العالمي المتنامي من السياسات الإسرائيلية، وسعيًا لإعادة الاعتبار للحق الفلسطيني تحت مظلة أكبر محكمة عدل في العالم.

مقالات مشابهة

  • الجردانية لـ"الرؤية": 1257 مستفيدًا من بدلات الأمومة والأبوة بنهاية مارس.. وجهة العمل ملزمة بسداد الاشتراكات الشهرية للمؤمن عليهم
  • حجة.. مليشيا الحوثي تشن حملة اختطافات طالت محتجين تظاهروا ضد جبايات فرضتها عليهم
  • "أين بتول؟" صرخة زوج تختصر مأساة اليمن وتوحد المشاعر الإنسانية
  • 100 طفل يُقتلون يوميًا وآلاف تحت الأنقاض ومجازر وتجويع.. صرخة غزة تدوي في محكمة العدل الدولية
  • أين بتول؟ صرخة زوج تختصر مأساة اليمن وتوحد المشاعر الإنسانية
  • «مصر» تطلق صرخة الحق أمام العدل الدولية: لماذا الصمت عن حقوق الشعب الفلسطيني؟
  • الجوية الجزائرية تُطلق خطوط مباشرة جديدة خلال الشتاء المقبل
  • زوج يستخدم قطرات العين لقتل زوجته ببطء
  • قبل غزة… صرخة الأنصار فضحت الجميع
  • ذا سينرز.. درس في تحويل فيلم رعب إلى صرخة سياسية