كتاب وروائيون: الكتابة أداة أزلية للحرية والتعبير
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
كيف يمكن للكاتب أن يخلق لنفسه مساحات حرة للتعبير عن أفكاره؟ وكيف يمكنه أن يبتكر الحلول التي يقوى بها على كسر الحصار الفكري إذا ما وجد وفرض عليه؟ «هذه التساؤلات الثقافية تناولها عدد من الأدباء في جلسة حوارية شهدتها فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، واستضافت الروائيين إبراهيم عبد المجيد، وعلي بدر، وخافيير سيركاس، وعبد الإله بنعرفة، وإيمان اليوسف، وأدارتها الدكتورة مانيا سويد.
أكد المتحدثون دور الكتابة كأداة أزلية للحرية والتعبير، وتحدثوا عن تأثير الرمزية في الكتابة، وظهور الرقابة المجتمعية كقيود على الإبداع، كما أشاروا إلى وسائل التواصل الاجتماعي كمساحات للحرية الكتابية، وكذلك القضايا الاقتصادية التي قد تفرض نفسها على حرية الكاتب منذ عصر الشعراء الذين تكسّبوا من آدابهم، مشددين على أن الإبداع يتطلب شجاعة ومرونة في مواجهة مختلف أنواع القيود والتحديات.
في حديثه حول موضوع الجلسة، أكد الكاتب عبد الإله بنعرفة أن تجربته في الكتابة تأثرت بشخصيات تراثية مثل الغزالي ولسان الدين بن الخطيب، حيث تجلت معاني حرية التعبير في مسارات مختلفة من حياتهما. وأشار بنعرفة إلى أن مفهوم «الأدب الملتزم» برز في بداية القرن العشرين، وظهور المثقف كنموذج للالتزام تجاه القضايا المجتمعية.
وسائل التواصل
في إطار نقاشه حول تحديات الإبداع في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، أوضح الكاتب إبراهيم عبد المجيد أن هذه المنصات تفرض نفسها بشكل لا يخضع لقوانين واضحة، مشيراً إلى أن البعض يجد فيها وسيلة للتعبير نظراً للقيود التي تمنعهم من النشر عبر القنوات التقليدية.
وأكد عبد المجيد أن وسائل التواصل الاجتماعي تسهم في إلهام الكاتب من خلال أفكار عفوية وحكم تخرج من الناس دون قصد، مستشهداً بعبارة من فتاة صغيرة «هناك أشخاص نفسي أرميهم في السنة التي مضت»، والتي ألهمته رواية كاملة.
وأوضح أن كتابة الرواية قائمة على متعة الكتابة والصدق الفني، وليست بهدف الربح، كما شدد على أهمية استخدام الترميز عوضاً عن التصريح بأسماء شخصيات حقيقية، مما يعزز ذكاء الراوي ويحمي خصوصية الآخرين.
الكتابة حرية
من جهتها، أكدت الكاتبة إيمان اليوسف أن الكتابة كانت دوماً وسيلة للتعبير عن الرغبة في التحرر، سواء كان تحرراً ذاتياً داخلياً أو خارجياً مما يمر به الكاتب. وأشارت اليوسف إلى أن الكتابة بدأت منذ عصور قديمة، عندما أراد الإنسان أن يترك أثراً على جدران الكهوف ليعبر عن رغباته وأفكاره بحرية، لافتة إلى أن العديد من النساء في التاريخ اخترن الكتابة بأسماء مستعارة، في دلالة على سعي الإنسان المستمر نحو الحرية، حتى إن اضطر إلى إخفاء هويته.
بدوره، تحدث الكاتب خافيير سيركاس عن التحديات الاقتصادية التي يواجهها الكاتب في الحفاظ على استقلالية الكتابة، مشدداً على أهمية الوقت والالتزام المطلوبين لكتابة الرواية التي قد تستغرق سنوات من العمل الجاد. وأوضح أنه يعمل أكاديمياً في الجامعة ويعتبر نفسه محظوظاً لأنه يستطيع كسب العيش من كتبه، وهو أمر نادر في بلده، حيث قليل من الكتاب الإسبان يحققون دخلاً كافياً من الكتابة. وأكد سيركاس أهمية أن يكتب الكاتب ما يشعر بضرورة كتابته، وأن يكون مستعداً للكفاح من أجل ذلك.
وأشار الكاتب علي بدر إلى أن دور المثقفين وعلماء الاجتماع يكمن في البحث عن آليات لتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي لضمان حرية التعبير دون أن يقع المثقف أسيراً لآراء الجمهور.
وأضاف أن بعض الكتاب دفعوا حياتهم ثمناً لحريتهم الأدبية، بينما استفاد آخرون منها. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الكتاب الكتابة الكتابة الإبداعية الحرية وسائل التواصل الاجتماعی إلى أن
إقرأ أيضاً:
وفاة الروائي و الكاتب السوداني محمد خير عبدالله متأثرا بداء الكوليرا
فجع الوسط الأدبي بوفاة القاص والكاتب والروائي السوداني محمد خير عبدالله عن عمر يناهز 79 عاماً بمدينة كوستي بعد إصابته بوباء «الكوليرا».
التغيير ر ـــ كوستي
وفقد المثقفون بوفاته رمزا متفردا، فهو رئيس نادي القصة القصيرة وكاتب صحفي مبدع شامل متعدد المواهب.
وبالإضافة لمجموعاته القصصية ومقالاته الصحفية تفرد محمد خير بتأليف كتاب عن سيرة الشاعر المفقود أبو ذر الغفاري، كاتب اغنية في عيونك للفنان الراحل مصطفى سيد أحمد.
صرخة ميلاد محمد خير عبدالله كانت في ولاية النيل الأبيض بمدينة «الفشاشوية» في 1946.
يقول عنه الشاعر الصادق الرضي:
لم أكتب رثاء في عزيزنا الشاعر الكبير والصديق الجميل أبوذر الغفاري، ذلك أنه لم تقيد له شهادة وفاة، حتى لحظتنا الحاضرة، وكتبنا عنه كثيرا، بوصفه “مفقودا” لا يزال، وهو صاحب “في عيونك ضجة الشوق والهواجس” التي أودعها لعناية حنجرة الصيدح، الراحل العزيز “مصطفى سيد أحمد” وصاحب مخطوطات “رسائل وجد إلى أبوذر الغفاري” و “نجي القلب”، .
ويضيف الرضي: كان محمد خير عبدالله هو سادن أسرار أبو ذر الغفاري، صديقه الشخصي والمبشر به وحامل ألواحه بين الناس وهو الوحيد من أصدر كتابا نادرا عن أبو ذر الغفاري، عن سيرته ومسيرته.
وتابع الصادق: محمد خير عبدالله، معروف بوصفه كاتب قصة قصيرة وروائي ومؤسس لنادي” القصة القصيرة” وأحفظ له فضل أنه أول من دربني على العمل الصحافي والإعلامي سنة 1988م.
وختم بالقول: لا أعرف كيف غافلني ورحل دون أن يلوح بضحكته الساخرة.
بروفايلشق الراحل مسيرته الإبداعية بعد الاستغناء عنه من قبل وزارة الزراعة والثروة الحيوانية في أواخر الثمانينيات بعد سيطرة نظام الإخوان المسلمين على السلطة فيما عرف سابقا بالإحالة ل ( الصالح العام ) .
بدأ حياته المهنية بالصحف اليومية كاتباً صحفياً بـ «الخبر، والصحافة، ودنيا، وصحيفة الرأي العام، والقرار».
اشتهر محمد خير بعد صدور مجموعتين قصصيتين «حنيميات» و «هذا هذا» اللتين جذبتا اهتماما بالغاً من القراء والنقاد.
آخر أعمال الراحل الروائية هي«عرس عبد» والتي صدرت عن دار رفيقي للطباعة والنشر في 2020م.
ومن أشهر رواياته المعروفة «لعنة الحنيماب» 2005 و«هذيان كهل» 2001 و«ليلة قتلني الرئيس» 2011 وامتدت يد الرقابة لتطال روايته «سيرة قذرة» إبان حكم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير.