أديس أبابا – اتخذ اليوم الثاني والأخير من المؤتمر الدولي الذي نظمته مفوضية الاتحاد الأفريقي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالعاصمة الإثيوبية تحت شعار "سلامة الصحفيين خلال الأزمات وحالات الطوارئ"، طابعا بحثيا صرفا من خلال مجموعة من الجلسات المغلقة وورشات العمل تناولت مختلف جوانب عمل الصحفيين والانتهاكات المرتكبة بحقهم عبر العالم.

وحظي العالم العربي بنصيب من هذا المجهود الفكري النظري من خلال جلسة حملت عنوان "تأثير الأزمات والطوارئ على الصحفيين في العالم العربي"، حضرها ثلة من المختصين بالشأن الإعلامي والحقوقي في المنطقة، خاصة في كل من فلسطين والسودان واليمن.

وفي تصريح خاص للجزيرة نت، رأت شروق أسعد، مراسلة إذاعة مونتي كارلو وعضو الأمانة العامة بنقابة الصحفيين الفلسطينيين، أن العام الحالي كان "عاما داميا" بالنسبة للإعلام الفلسطيني.

فقد شهدت فترة ما بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 -وفق تعبيرها- تصعيدا كبيرا بحق الصحفيين الفلسطينيين بعد أن اعتبرت إسرائيل استهداف الرواية الفلسطينية هدفا لها ولم ترغب في سماع أي رواية مخالفة.

أسعد: 2023 كان عاما داميا بالنسبة للإعلام الفلسطيني (الجزيرة) إسكات الصحفيين

وأكدت أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي سعت لإسكات الصحفيين بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك الاستهداف المباشر والقتل، فيما عملت على إرهاب وإرعاب من بقي منهم على الساحة.

وأضافت "فقدنا في قطاع غزة 10% من الزملاء الصحفيين البالغ عددهم نحو 1700، وتم قصف 73 مقرا إعلاميا، ودمرت وتوقفت عن العمل 21 إذاعة، كما نزح نحو 1600 صحفي سبع أو ثماني مرات منذ بدء العدوان".

وأشارت إلى أنه في شمال القطاع الذي يعيش "تجويعا مرعبا" لم يتبق هناك سوى 200 صحفي تقريبا، فيما لا يتجاوز عدد المشتغلين منهم فعليا بالميدان 80 فقط.

وذكرت أنه بعد قصف جيش الاحتلال مكاتبهم، لجأ هؤلاء إلى المنازل والشوارع فقصفت هي أيضا، ثم انتقلوا إلى الخيام حيث يشتغلون في ظروف صعبة بلا إنترنت ولا وسائل للتنقل.

وأضافت "يضطرون أحيانا للمشي مسافات بعيدة والمجازفة بحياتهم من أجل إرسال معلومة أو فيديو"، مشيرة إلى أنه لولا عملهم هذا ما اطلع العالم أجمع على حجم المجازر والإبادة المرتكبة بشمال القطاع.

أبو إدريس: طرفا النزاع في السودان لا يراعيان تنفيذ القانون الدولي الإنساني (الجزيرة) مشهد قاتم

بدوره، تحدث نقيب الصحفيين السودانيين، عبد المنعم أبو إدريس، للجزيرة نت عن مشهد قاتم للإعلام السوداني في زمن الحرب حيث قُتل حتى سبتمبر/أيلول الماضي 13 صحفيا بمختلف ربوع البلد.

كما تسبب النزاع المستمر لأزيد من عامين -يضيف أبو إدريس- في تدمير أو نهب معدات نحو 90% من المؤسسات الصحفية السودانية التي لم تعد تعمل، ففَقد أغلب الصحفيين وظائفهم وعبروا الحدود إلى دول الجوار (نحو 500 صحفي)، غالبيتهم في مصر ودول أخرى مثل ليبيا وأوغندا وكينيا وجنوب السودان وإثيوبيا.

وأشار إلى أن الحرب أجبرت نحو ألف صحفي على النزوح، بل حتى إن بعضهم تحوّل إلى مهن أخرى مما أثّر سلبا على أوضاعهم الاقتصادية وأوضاع أسرهم.

وأضاف "هناك 250 صحفيا مازالوا موجودين داخل مناطق الصراع، ويواجهون مشكلة كبرى وهي أن طرفي النزاع (الجيش السوداني وقوات الدعم السريع) لا يراعون تنفيذ القانون الدولي الإنساني الخاص بحق الصحفيين في الحماية وحريتهم في التحرك ونقل المعلومة".

وذكر أنه في ظروف كهذه أضحى حتى إبراز الهوية الصحفية سببا لجلب الكثير من المتاعب، مما اضطر الكثير من الصحفيين السودانيين إلى إخفاء هوياتهم تفاديا للاعتداءات والاحتجاز وغيرها من الانتهاكات.

حازب: اليمن شهد خلال الفترة الأخيرة استهدافا غير مسبوق للصحفيين (الجزيرة) وضع مأساوي

الوضع في اليمن لا يختلف كثيرا عما هو عليه في فلسطين والسودان، وفق يوسف حازب، رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى)، الذي قال للجزيرة نت إن بلاده تعيش "وضعا مأساويا" فيما يخص الحريات الصحفية.

وأكد أنه تم خلال السنوات العشر الماضية قتل 61 صحفيا وعاملا بوسائل الإعلام اليمنية، وجرى اختطاف أو إخفاء أكثر من 520 صحفيا قسرا من قبل جماعة أنصار ألله (الحوثيين) وفصائل أخرى، بعضها تابع للحكومة الشرعية.

كما تمت مصادرة وإغلاق أكثر من 165 وسيلة إعلامية، فيما يواجه الصحفيون "تحديات جمة" رغم المحاولات المبذولة من قبل المنظمات المحلية والدولية -ومن بينها اليونسكو- لإصلاح الوضع أو على الأقل توفير حماية ووقاية أولية للصحفيين المستهدفين.

وأشار إلى أنه بالرغم من دخول اليمن في هدنة إنسانية غير معلنة وغير رسمية، فإن البلاد شهدت خلال الفترة الأخيرة استهدافا "غير مسبوق" للصحفيين، خاصة من خلال استغلال عصا القضاء الغليظة ضدهم.

وذكر أن أكثر من 25 صحفيا يتم حاليا محاكمتهم بتهم ملفقة في قضايا تشهير ونشر، كما صدرت أحكام إعدام بحق صحفيين من قبل جماعة الحوثي، وأحكام غير عادلة بمحاكم تابعة للحكومة الشرعية.

جلسة "تأثير الأزمات والطوارئ على الصحفيين في العالم العربي" حضرها إعلاميون وحقوقيون (الجزيرة) جلسات

على صعيد آخر، شهد اليوم الختامي من مؤتمر "سلامة الصحفيين خلال الأزمات وحالات الطوارئ" بأديس أبابا تنظيم ورشات عمل ولقاءات تناولت جوانب إضافية من العمل الصحفي في فترات الأزمات.

فقد نظم مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان جلسة حول حماية الصحفيين محاولا الإجابة على سؤال "متى تنتهي دوامة القتل والإفلات من العقاب".

وشملت جلسات أخرى مواضيع ذات صلة بحماية الإعلاميين العاملين في مجال الصحافة الإلكترونية والرقمية، ومعالجة الإشكالات المطروحة أمام العمل الصحفي في أفريقيا، خاصة بشرق القارة ومنطقة الساحل.

كما نظم منتدى الإعلام السوداني لقاء بعنوان "كسر الصمت" لتسليط مزيد من الضوء على الانتهاكات الصحفية في السودان، وأعلن "اتحاد منظمات حقوق الإنسان في إثيوبيا" إطلاق "تحالف محامي الإعلام" لتعزيز مناخ حرية الصحافة وتحجيم دائرة الإفلات من العقاب في هذا البلد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الصحفیین فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

مصر ودورها المحوري في دعم استقرار لبنان | خبير: تحركات سياسية واقتصادية لإنهاء الأزمات

تعد مصر من أبرز الدول الداعمة لاستقرار لبنان، حيث لا تتوانى في تقديم كافة أشكال الدعم السياسي، الاقتصادي والإنساني، تماشيا مع التزامها الثابت بالحفاظ على أمن لبنان واستقراره في ظل التحديات والأزمات التي يمر بها. 

وخلال السنوات الماضية، لعبت مصر دورا محوريا في تعزيز الاستقرار اللبناني من خلال سلسلة من التحركات على مختلف الأصعدة، وهو ما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين والدولتين.

الدور المصري في دعم لبنان

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر قامت بدور واضح وفعال في الملف اللبناني خلال الفترة الماضية، وأكد أن التحركات المصرية لم تقتصر على الدعم السياسي، بل شملت أيضا مبادرات اقتصادية وإنسانية مهمة. 

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذه المبادرات تمثل التزام القاهرة القوي بمساعدة لبنان في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، والعمل على توفير استقرار الأوضاع في ظل الأزمات التي يشهدها لبنان من توترات أمنية واقتصادية.

في خطوة جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية، التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، مع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في بيروت.

وأكد الوزير عبد العاطي- خلال هذا اللقاء أن مصر تقف إلى جانب لبنان بكل قوة، داعمة سيادته وأمنه واستقراره، كما شدد على استعداد مصر لتقديم كافة أشكال الدعم للبنان لمساعدته في مواجهة التحديات الراهنة.

 وأعرب الوزير عن تقدير مصر العميق للدور الروحي الذي يؤديه البطريرك للحفاظ على نموذج التعايش المشترك والوحدة الوطنية في لبنان، وهو ما يساهم في تعزيز السلم الأهلي والوفاق الوطني.

دور مصر في المرحلة السياسية الجديدة

من جانب آخر، أكد وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي أن بداية عهد الرئيس اللبناني جوزيف عون تشكل فرصة كبيرة لتعزيز دور المؤسسات الوطنية اللبنانية بما يسهم في إيجاد توافق وطني شامل.

وأكد أهمية عدم إقصاء أي مكون لبناني من المشاركة في العملية السياسية لتحقيق الاستقرار المنشود، كما شدد على أن مصر ستواصل دعمها الكامل للبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه السياسي، مؤكدا أن مصر تولي أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات بين المؤسسات الوطنية الدينية في كل من مصر ولبنان.

فيما يتعلق بالأحداث الأمنية في لبنان، أعلنت وسائل الإعلام عن تعرض لبنان لعدة غارات من قبل الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة مثل البقاع وعكار.

وهذه الهجمات أسفرت عن استشهاد لبنانيين وإصابة آخرين، وقد أكدت مصر على موقفها الثابت في دعم لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، مشددة على ضرورة الحفاظ على سيادة لبنان وأمنه.

مواصلة تعزيز العلاقات المصرية-اللبنانية

وفي إطار حرص مصر على دعم لبنان في مختلف المجالات، أجرى الدكتور بدر عبد العاطي مكالمة هاتفية مع الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية. 

وهنأ الوزير المفتي بانتخاب الرئيس جوزيف عون وتكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. 

وأعرب عن تطلع مصر إلى دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وتنشيط التعاون الاقتصادي والثقافي بينهما بعد تشكيل الحكومة.

وزير الخارجية: نثق في أن لبنان سيتعافى من أزمتهعبد العاطي: مصر حريصة على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان

تستمر مصر في تقديم الدعم الشامل للبنان لمساعدته في اجتياز التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهه، ويعد هذا الدعم استمرارا لعلاقات تاريخية قوية بين البلدين، حيث تسعى مصر من خلاله إلى الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره وتحقيق التقدم والازدهار لشعبه.

إسرائيل تزعم مواصلة تمويل إيران لفصائل لبنان بحقائب مليئة بالنقدعون: لبنان متمسك بانسحاب إسرائيل في 18 فبراير ويرفض أي مماطلة

مقالات مشابهة

  • تحرك برلماني لمواجهة حملات الإعلام الإسرائيلى ضد مصر
  • جامعة الملك عبدالعزيز تستشرف مستقبل الإعلام بـ"مؤتمر الاتصال الرقمي"
  • النصر يعقد مؤتمرًا صحفيًا غدًا.. ويفتح تدريباته للإعلام
  • الشرع يهدي أمير قطر بشتا عربيا خلال زيارته إلى دمشق (شاهد)
  • مصر ودورها المحوري في دعم استقرار لبنان | خبير: تحركات سياسية واقتصادية لإنهاء الأزمات
  • نقابة الصحفيين تُنظم ورشة عمل لتعزيز السلامة النفسية للصحفيات
  • الغرفة التجارية بالقليوبية تدعو منتسبيها لحضور مؤتمر رئيس جهاز حماية المستهلك
  • حزب الاتحاد: تداول الإعلام الإسرائيلي صورة السيسي وإبراهيم رئيسي استفزاز مرفوض
  • كيف علَّقت مواقع التواصل على تولي الشرع رئاسة سوريا؟
  • معهد صهيوني: صورة قاتمة لـ”وضع إسرائيل” في الحرب منذ 7 أكتوبر