حذر منتدى التنسيق العالمي الأساسي للأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن أكثر من 6 ملايين شخص في السودان على بعد خطوة واحدة من المجاعة.

وأشار المنتدى إلى فرار أكثر من 4 ملايين شخص بسبب الاقتتال المتواصل في السودان منذ منتصف أبريل.

وهناك أكثر من 14 مليون طفل في السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وفقا المنتدى.

معارك مستمرة

الإثنين، اندلعت معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اللذين يتواجهان منذ أربعة أشهر، في مناطق مختلفة من الخرطوم وفي إقليم دارفور وفق ما أفاد سكان لوكالة "فرانس برس".

وقال هؤلاء السكان إنه سُمع دوي "ضربات جوية مكثفة وانفجارات قوية" في العاصمة.

وفي جنوب دارفور، استيقظ سكان، الإثنين، مجددا "على أصوات المدفعية وواصلوا الفرار من المدينة" التي تتعرض لهجوم من قوات الدعم السريع، كما أفاد شهود لفرانس برس.

وقال شهود في تصريحات لـ"رويترز "، إن أحدث موجة من الاشتباكات استمرت ثلاثة أيام وأطلق خلالها الجيش وقوات الدعم السريع قذائف مدفعية على أحياء سكنية في نيالا بغرب السودان.

وتسبب الأعمال القتالية في تدمير شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات.

وذكرت هيئة محامي دارفور، التي تراقب حقوق الإنسان، إن ثمانية أشخاص على الأقل قُتلوا يوم السبت وحده.

وقال شهود إن قتالا اندلع خلال الأيام الماضية في منطقة كبم التي تبعد نحو 100 كيلومتر غربي نيالا مما أودى بحياة العشرات من الأشخاص.

وقالت هيئة محامي دارفور إن رجالا من قبيلة عربية هاجموا المنطقة وأحرقوا جزءا من سوق كبم وداهموا مركز الشرطة في هجوم على قبيلة عربية أخرى، حسبما ذكرت "رويترز".

وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن "نحو عشرين ألف شخص نزحوا جراء العنف" الذي تشهده مدينة نيالا منذ بضعة أيام، لافتا إلى "منع" إيصال المساعدات.

وقال مصدر طبي في نيالا، ثاني كبرى المدن السودانية لوكالة "فرانس برس"، إن رغم صعوبات الوصول إلى مستشفى نيالا بسبب القصف، استقبلنا 66 جريحا توفي ستة منهم، الأحد".

وإقليم دارفور سبق أن شهد حربا أهلية في العقد الأول من القرن الحالي، ويعتبر معقل قوات الدعم السريع.

وتركزت المعارك لفترة طويلة في الجنينة، عاصمة غرب دارفور، حيث قد تكون وقعت "جرائم ضد الانسانية"، وفق الأمم المتحدة.

حرب أهلية عرقية؟

تحدثت مصادر عدة عن مجازر بحق المدنيين واغتيالات "ذات طابع إثني"، وفق "فرانس برس".

وعلى الجانب الآخر من الحدود، في بلدة أدري في شرق تشاد "وصل أكثر من 358 ألف لاجئ" منذ بدء النزاع في 15 أبريل، وفق منظمة أطباء بلا حدود.

وأعربت هذه المنظمة غير الحكومية عن قلقها إزاء هذه المخيمات التي "ليست حاضرة لاستقبال جميع الأشخاص الذين ينقلون إلى هناك. 

وبالتالي، يتعرضون للشمس والمطر وليس لديهم ما يكفي من الطعام والماء وحتى معدات الطهو. الحاجات هائلة والموارد محدودة جدا"، كما أوضحت سوزانا بورجيس، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في تشاد.

وأودى الصراع في السودان بـ3900 شخص على الأقل في أربعة أشهر.

والإثنين، ظهر قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، على التلفزيون السوداني الرسمي في فيديو نادر ندد فيه بـ"أكبر مؤامرة في التاريخ الحديث" للسودان.

ووعد بالاحتفال "قريبا جدا بالنصر المؤزر على هذا التمرد الغاشم" بقيادة منافسه الفريق، محمد حمدان دقلو، في حين يتوقع الخبراء أن تستمر الحرب لفترة طويلة، حسب "فرانس برس".

وفي يوليو، حذر فولكر بيرتس، رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، من أنه لم تظهر أي بوادر على إمكانية الوصول لحل سريع للاقتتال وهو ما "يهدد بالتحول إلى حرب أهلية عرقية".

وفشلت جهود الوساطة الدبلوماسية حتى الآن واستغل الطرفان فترات وقف إطلاق النار لإعادة تنظيم الصفوف، وفق وكالة "رويترز".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الدعم السریع فی السودان فرانس برس أکثر من

إقرأ أيضاً:

165 قتيلا في دارفور بآخر 10 أيام وغوتيريش يعرب عن صدمته

قتل 165 مدنيا على الأقل في هجمات شنّتها قوات الدعم السريع في الأيام العشرة الأخيرة على مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور بغرب السودان، وفق ما أفاد نشطاء الأربعاء. وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "الصدمة" حيال الوضع "الكارثي".

وقالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، وهي مجموعة تطوعية تنشط في تنسيق المساعدات في السودان، إن قوات الدعم السريع دكّت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بأكثر من 750 قذيفة "هاون وراجمات ودبابات ومدافع ثقيلة".

وأضافت أن حصيلة القتلى وثّقتها "المرافق الصحية التي استقبلت الجرحى والضحايا" الذين سقطوا في ما وصفته بأنه "مجزرة دموية بحق مدينة الفاشر وسكانها العزّل".

ولفتت التنسيقية إلى أن شهادات ميدانية لديها تشير إلى أن "أعداد الشهداء الفعلية تفوق ذلك بكثير إذ سقط كثيرون على الفور في مواقع القصف ولم يتمكن أحد من نقلهم إلى المستشفيات".

وعلى الصعيد ذاته قال فرحان حق، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن غوتيريش "يشعر بالصدمة حيال الوضع الكارثي أكثر فأكثر في ولاية شمال دارفور السودانية، في ظلّ تواصل الهجمات الدامية على عاصمتها الفاشر".

إعلان

وبعد استعادة الجيش السوداني للعاصمة السودانية الخرطوم في مارس/آذار، كثّفت قوّات الدعم السريع هجماتها على دارفور، في مسعى إلى تعزيز سيطرتها على المنطقة. واستولت خصوصا على مخيّم زمزم للاجئين بالقرب من الفاشر الذي بات شبه خال.

وبعد اضطرار أكثر من 400 ألف شخص إلى الفرار من المخيّم، أعرب غوتيريش عن قلقه أيضا في ضوء معلومات تفيد بحالات "مضايقة وتخويف واحتجاز تعسفي لنازحين في نقاط تفتيش".

كما أشار فرحان حق إلى تقارير عن "مجازر" ارتكبت خلال الأيام الأخيرة في أم درمان في ولاية الخرطوم، مؤكّدا أن "الحاجات هائلة" في وضع كهذا.

وأعلنت الأمم المتحدة أن برنامج الأغذية العالمي وزع مواد غذائية في "وسط مدينة الخرطوم للمرّة الأولى منذ اندلاع النزاع قبل سنتين".

ووفق تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، تضرب المجاعة 5 مناطق في السودان، بما فيها مخيما زمزم وأبو شوك وأنحاء في جنوب البلاد.

وأسفرت الحرب التي اندلعت في 15 أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع عن سقوط عشرات آلاف القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة.

ويسيطر الجيش حاليا على الشمال والشرق والوسط، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على نحو شبه كامل على دارفور وأنحاء من الجنوب.

مقالات مشابهة

  • في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.. مقتل ما لا يقل عن 542 مدنيا في شمال دارفور  
  • الأمم المتحدة: مصرع 542 مدنيا بشمال دارفور خلال 3 أسابيع
  • مقتل أربعة مدنيين وإصابة آخرين بجروح في الفاشر جراء قصف الدعم السريع
  • الأمم المتحدة: مقـ.تل 542 مدنيا بشمال دارفور خلال 3 أسابيع
  • صندوق الأمم المتحدة للسكان يعلن تضامنه مع السودان وتقديم المزيد من الدعم
  • 165 قتيلا في دارفور بآخر 10 أيام وغوتيريش يعرب عن صدمته
  • الأمم المتحدة: موسم الأمطار ونقص التمويل يهددان جهود مكافحة المجاعة في السودان
  • السودان.. اشتباكات دامية في شمال كردفان وتحقيقات دولية حول أسلحة مهربة إلى دارفور
  • اشتباكات عنيفة في شمال كردفان.. ومقتل قائد الدعم السريع في منطقة الحمرة
  • لجنة بالأمم المتحدة تحقق في صلة الإمارات بأسلحة مضبوطة في دارفور