بعد فوز ترامب.. هل تتغير سياسة تخفيض الفائدة لدى الفيدرالي الأمريكي؟
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
يستعد مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي اليوم الخميس، لتخفيض أسعار الفائدة الرئيسية للمرة الثانية على التوالي، رداً على التباطؤ المستمر في ضغوط التضخم التي أثارت غضب العديد من الأمريكيين وساهمت في فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
أصبحت التحركات المستقبلية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الآن أكثر غموضا في أعقاب الانتخابات، نظرا لأن المقترحات الاقتصادية التي طرحها ترامب كانت موضع انتقاد واسع النطاق باعتبارها قد تؤدي إلى التضخم.
وأثار انتخاب ترامب احتمالات تدخل البيت الأبيض في قرارات السياسة النقدية التي يتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث أعلن ترامب أنه بصفته رئيسا ينبغي له أن يكون له صوت في قرارات أسعار الفائدة التي يتخذها البنك المركزي، وفقاً لتقرير صادر من وكالة «أسوشيتد برس».
وحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي لفترة طويلة على مكانته كمؤسسة مستقلة قادرة على اتخاذ قرارات صعبة بشأن أسعار الاقتراض، خالية من التدخل السياسي. ومع ذلك، خلال فترة ولايته السابقة في البيت الأبيض، هاجم ترامب علنًا رئيس البنك جيروم باول بعد أن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لمكافحة التضخم، وقد يفعل ذلك مرة أخرى.
يعمل الاقتصاد على إضفاء غموض على الصورة من خلال إرسال إشارات متضاربة، حيث يظل النمو قوياً، ولكن التوظيف يضعف، ورغم ذلك، كان الإنفاق الاستهلاكي صحياً، الأمر الذي أدى إلى تأجيج المخاوف من عدم وجود حاجة إلى قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض تكاليف الاقتراض وأن القيام بذلك قد يؤدي إلى تحفيز الاقتصاد بشكل مفرط وحتى إعادة تسريع التضخم.
وبدأت الأسواق المالية في إلقاء المزيد من الضغوط على بنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث دفع المستثمرون عائدات سندات الخزانة إلى الارتفاع بشكل حاد منذ خفض البنك المركزي أسعار الفائدة في سبتمبر، وكانت النتيجة ارتفاع تكاليف الاقتراض في مختلف أنحاء الاقتصاد، وبالتالي تقليص الفائدة التي قد تعود على المستهلكين من خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة القياسي بمقدار نصف نقطة مئوية، والذي أعلن عنه بعد اجتماعه في سبتمبر.
صفقة ترامبوارتفعت أسعار الفائدة على نطاق أوسع لأن المستثمرين يتوقعون ارتفاع التضخم، وعجزًا أكبر في الميزانية الفيدرالية، ونموًا اقتصاديًا أسرع في ظل الرئيس المنتخب ترامب، وهو ما أطلق عليه في وول ستريت بـ «صفقة ترامب»، حيث ارتفعت أسعار الأسهم يوم الأربعاء وارتفعت قيمة البيتكوين والدولار.
كان ترامب قد تحدث عن العملات المشفرة خلال حملته، ومن المرجح أن يستفيد الدولار من ارتفاع الأسعار ومن الزيادة الشاملة في التعريفات الجمركية التي اقترحها ترامب.
وتتمثل خطة ترامب لفرض تعريفات جمركية بنسبة 10% على الأقل على جميع الواردات، فضلاً عن فرض ضرائب أعلى بكثير على السلع الصينية، وتنفيذ ترحيل جماعي للمهاجرين غير المسجلين، من شأنها أن تعزز التضخم بكل تأكيد، وهذا من شأنه أن يقلل من احتمالات استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض سعر الفائدة الرئيسي. فقد انخفض التضخم السنوي كما يقاس بالمقياس المفضل لدى البنك المركزي إلى 2.1% في سبتمبر/أيلول.
ويقدر خبراء الاقتصاد في جولدمان ساكس أن التعريفات الجمركية التي اقترحها ترامب بنسبة 10%، فضلا عن الضرائب التي اقترحها على الواردات الصينية والسيارات من المكسيك، قد تعيد التضخم إلى مستوى يتراوح بين 2.75% و3% بحلول منتصف عام 2026.
ومن المرجح أن يؤدي هذا الارتفاع إلى قلب خطط خفض أسعار الفائدة في المستقبل التي أشار إليها بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر الماضي، ففي ذلك الاجتماع عندما خفض صناع السياسات أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار نصف نقطة مئوية إلى نحو 4.9%، قال المسؤولون، إنهم يتصورون خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في وقت لاحق من العام ــ واحد يوم الخميس وآخر في ديسمبر 2024، ثم أربعة تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة في العام 2025.
وبعد فوز ترامب أمس، يتوقع المستثمرون حالياً أن يصبح خفض أسعار الفائدة العام المقبل أمراً غير مرجح على نحو متزايد، فقد انخفضت احتمالات خفض أسعار الفائدة في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في يناير من العام المقبل إلى 28% فقط يوم الأربعاء، مقارنة بـ 41% يوم الثلاثاء ونحو 70% قبل شهر.
وأدت القفزة في تكاليف الاقتراض لأشياء مثل الرهن العقاري وقروض السيارات، حتى مع خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة القياسي، إلى خلق تحدٍ محتمل للبنك المركزي، فجهوده لدعم الاقتصاد من خلال خفض تكاليف الاقتراض قد لا تؤتي ثمارها إذا كان المستثمرون يتحركون لتعزيز أسعار الاقتراض الأطول أجلاً.
هذا ونما الاقتصاد بمعدل سنوي أقل بقليل من 3% خلال الأشهر الستة الماضية، في حين ارتفع الإنفاق الاستهلاكي - والذي غذاه المتسوقون من ذوي الدخل المرتفع - بقوة في الربع الثالث من يوليو إلى سبتمبر الماضيين.
وفي الوقت نفسه، قلصت الشركات مدد التوظيف، حيث يكافح العديد من العاطلين عن العمل للعثور على وظائف.
وأشار جيروم باول، محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي، في وقت سابق إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يخفض سعر الفائدة الرئيسي جزئيًا لدعم سوق العمل، ولكن إذا استمر النمو الاقتصادي بوتيرة صحية وارتفع التضخم مرة أخرى، فسوف يتعرض البنك المركزي لضغوط متزايدة لإبطاء أو وقف تخفيضات أسعار الفائدة.
اقرأ أيضاًما هي تداعيات خفض سعر الفائدة من «الفيدرالي الأمريكي»؟.. خبير يجيب
اجتماع الفيدرالي الأمريكي.. خبير يتوقع ارتفاع سعر الذهب لـ 4 آلاف جنيه في هذه الحالة
قبل اجتماع «الفيدرالي الأمريكي».. الدولار يحافظ على مكاسبه عالميا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ترامب أسعار الفائدة البيت الأبيض سعر الفائدة بنك الاحتياطي الفيدرالي الانتخابات الأمريكية جيروم باول قرار الفيدرالي الأمريكي اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الفيدرالي الأميركي بنک الاحتیاطی الفیدرالی الفیدرالی الأمریکی خفض أسعار الفائدة أسعار الفائدة فی تکالیف الاقتراض البنک المرکزی سعر الفائدة فی سبتمبر
إقرأ أيضاً:
ما هي تداعيات خفض سعر الفائدة من «الفيدرالي الأمريكي»؟.. خبير يجيب
يقرر البنك الفيدرالي الأمريكي «المركزي الأمريكي» سعر الفائدة اليوم بعد ساعات قليلة، ويترتب على قرار البنك الفيدرالي تداعيات من جوانب عدة لا تتوقف على حالة الاقتصاد الأمريكي فحسب، بل تؤثر على اقتصاديات دول ناشئة ترتبط ارتباطا كبيرا بحالة السياسة النقدية في الولايات المتحدة «أكبر اقتصاديات العالم».
وانتهجت لجنة السياسة النقدية بـ البنك الفيدرالي سياسة التشديد النقدي على مدار العامين الماضيين نظرا لوصول معدلات التضخم إلى مستويات لافتة من الارتفاع غير المسبوق.
وكان صرح جيروم باول، محافظ البنك الفيدرالي بتحول شكل السياسة النقدية في البنك الفيدرالي في حالة وصول معدلات التضخم إلى مستويات مقبولة بعد إجراءات لمحاولة تحجيم الارتفاع، واعتماد سياسة التيسير النقدي.
البنك الفيدرالي الأمريكي تأثير قرار خفض سعر الفائدة على الاقتصاد عالمياأشار الدكتور، سمير رؤوف، الخبير الاقتصادي، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، إلى أنه «في حالة قرر البنك الفيدرالي الأمريكي خفض سعر الفائدة على أموال الإيداع والاقتراض في اجتماع اليوم، فسوف يؤثر ذلك لا محالة على حركة التداول السلعي في مصر تأثيرا مباشرا».
ويتوقع خبراء الاقتصاد والمال ارتفاع معدلات التضخم مرة أخرى في حالة خفض سعر الفائدة مما قد يؤثر على مستوى سعر السلع المستوردة من الولايات المتحدة في عمليات تبادل تجاري سلعية نتيجة ارتفاع سعر السلع في أمريكا والتي تنعكس على تداول تلك السلع بالنسبة للدول المستوردة.
ولفت الخبير الاقتصادي في تصريحاته لـ «الأسبوع» إلى أن ارتفاع حركة الاستيراد نتيجة مؤثرات اقتصادية خارج نطاق القرار الاقتصادي في مصر قد تؤدي إلى إعادة تسعير الأصول «أسعار السلع» في مصر نتيجة ارتفاع تكلفة الاستيراد.
اقرأ أيضاًتوقعات بتأثير الانتخابات الأمريكية واجتماع البنك الفيدرالي على أسعار الذهب
اجتماع البنك الفيدرالي.. توقعات بتثبيت سعر الفائدة بعد ساعات قليلة
عاجل.. البنك الفيدرالي الأمريكي يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى 5.5%