7 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: تتواصل جهود الحكومة العراقية الحثيثة لإنجاز التعداد السكاني العام المقرر في العشرين من نوفمبر الحالي، وهي خطوة تُعد ذات دلالات كبيرة في معالجة ملف التوازن السكاني وإعادة الحق لأصحابه في المناطق المتنازع عليها، ولا سيما في محافظة كركوك.

وفي ظل هذا التحرك، تتعدد الآراء وتتضارب الرؤى بين المكونات المختلفة حول كيفية تنفيذ التعداد وسط بيئة سياسية حساسة ومتوترة.

وأفادت تحليلات بأن تجاوز العراقيل المرتبطة بالتعداد، خصوصًا في كركوك، يشكّل تحديًا معقدًا. فالبرلمان العراقي، من جانبه، شكل لجنة خاصة لبحث ملف إعادة الأراضي الزراعية المصادرة من الكرد والتركمان إبان حكم حزب البعث، وهو ما يعتبره البعض خطوة نحو الإنصاف بعد عقود من الظلم.

وذكرت آراء مختلفة في هذا السياق، مشيرة إلى أن التعداد سيساعد في وضع معطيات دقيقة لاحتساب نسب السكان، الأمر الذي قد يؤثر لاحقًا في تشكيل التوزيعات الإدارية وتخصيصات الموارد.

وفق معلومات من مصادر مطلعة، فإن القرار الذي أصدرته المحكمة الاتحادية (73/ اتحادية/ 2010) قد أزال العوائق القانونية أمام إجراء التعداد في كركوك والمناطق المتنازع عليها، وذلك من خلال تأكيده على عدم التعارض بين التعداد وتطبيق المادة 140 من الدستور. ومع ذلك، تطالب القيادات الكردية والتركمانية بتطبيق المادة قبل بدء التعداد، خوفًا من أن تتسبب نتائجه في تقليص حقوقهم الإدارية أو التمثيلية في هذه المناطق.

التعداد، الذي سينفذه فريق مشترك من القوميات الثلاث (العربية، الكردية، التركمانية) بمشاركة أفراد من الطائفة المسيحية في مناطقهم، يأتي في ظل توافق سياسي لافت بين أربيل وبغداد على تنسيق الجهود بشكل دقيق.

وبحسب تدوينة لأحد المتابعين، فإن التعداد هو “بداية لوضع حقائق جديدة أمام الجميع”، لكنه في الوقت ذاته “اختبار للحكومة في قدرتها على التعامل مع الخلافات التاريخية والسياسية بروح المسؤولية”.

ويتضمن التعداد مقارنة جداول البيانات الوزارية من خلال هيئة الإحصاء الوطنية بالتعاون مع هيئة إحصاء إقليم كردستان العراق، وبإشراف من وزارة الداخلية الاتحادية.

وقال تحليل إن الاعتماد على سجلات وزارة الداخلية لعام 1957 وتحديثاتها، إلى جانب بيانات وزارة التجارة ووزارة الهجرة والمهجرين، سيضيف مزيدًا من الدقة إلى التعداد، ويعزز الثقة في نتائجه بين المواطنين. ووفق تغريدة متخيلة لأحد المواطنين، فإن “التعداد يجب أن يكون منصفًا وشفافًا، دون محاباة لأحد على حساب الآخر”.

وبينما يشهد البرلمان نقاشات ساخنة حول قضية إعادة الأراضي الزراعية للكرد والتركمان، أفادت مصادر بأن الكتل السياسية تتجه نحو التوافق، رغم بروز خلافات حول بعض البنود التفصيلية في القانون.

واعتبر مواطن كردي، وفق تصريحات على الفضائيات، أن “إعادة الحقوق لن تتم إلا بتصويت صادق وشجاع داخل قبة البرلمان، فلا يحق لأحد أن يحتفظ بما ليس له”.

مع تصاعد الآراء حول عدم إدراج القومية أو الطائفة في استمارة التعداد، يُتوقع أن يكون لهذا القرار تأثير إيجابي على توحيد الرؤية الوطنية للتعداد وطمأنة مختلف المكونات. ورغم الاعتراضات المحدودة، تحدثت مصادر عن تفاؤل شعبي بأن التعداد سيضع حدًا لنزاعات طويلة على الأحقية السكانية، لكن هذا يعتمد على شفافية التنفيذ وضمان حياديته.

وفي ظل هذا المشهد، يبدو أن التعداد السكاني ليس مجرد إجراء روتيني بل خطوة ذات أبعاد سياسية واجتماعية قد تغيّر ملامح التوازن في كركوك والمناطق المتنازع عليها.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

العراق يوافق على تسليم 130 سجيناً إيرانياً الى طهران

31 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: كشفت السلطة القضائية الإيرانية، الثلاثاء، بالحصول على موافقة الحكومة العراقية على نقل 130 سجينا إيرانيا من العراق الى إيران من اصل 160 سجينا إيرانيا في السجون العراقية، مع العمل على نقل السجين محمد رضا نوري والمحكوم بالسجن مدى الحياة في العراق.

وقال وكيل الشؤون الدولية في السلطة القضائية الإيرانية قريب ابادي، إن وزارة العدل العراقية وافقت خلال الأيام الماضية على نقل 130 سجيناً إيرانياً إلى بلادنا (من أصل نحو 160 سجيناً إيرانياً في سجون بغداد).

وأضاف انه وفقا اللقاءات والمشاورات التي عقدت مع كبار المسؤولين فضلا عن متابعات وزارة العدل ووزارة الخارجية ووكيل الشؤون الدولية للقضاء، خلال الأيام الماضية، فان وزارة العدل العراقية وافقت على نقل 130 سجيناً إيرانياً إلى بلادنا (من أصل نحو 160 سجيناً إيرانياً متواجدين في سجون بغداد).

وبينت السلطة القضائية انه “فيما يتعلق بالإفراج عن محمد رضا نوري في اللقاءات التي عقدت مع الوفد العراقي وفي مختلف المفاوضات التي جرت بين الوفدين الدبلوماسي والقضائي لإيران والعراق، فقد تمت متابعة هذا الأمر والتأكيد عليه، ومؤخرا ظهرت دعوات في الحكومة لذلك”.

وأشارت الى انه “في إطار الاتفاقيات التي بيننا ومجموعة الاتفاقيات الخاصة بنقل المحكومين ومواطني البلدين، سنتمكن من إطلاق سراح السيد نوري، المعتقل بتهم باطلة ولا أساس لها من الحكومة الأمريكية، في أسرع وقت ممكن وإعادته إلى الوطن”.

وتم اعتقال نوري في اذار 2023، وتم الحكم عليه في اب 2023 بالسجن مدى الحياة في العراق بتهمة قتل المدرس الأمريكي ستيفن ادوارد الذي يقيم وعائلته في العراق.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ما الذي يعطل تمرير قانون النفط والغاز الى الان ؟
  • الغارديان: بلير قدم النصح لبوش الذي آمن بأنه يقوم بمهمة من الله في العراق
  • هل يتحمل العراق ثمن الصراعات الإقليمية؟ أسعار النفط تهدد اقتصاده
  • العراق يوافق على تسليم 130 سجيناً إيرانياً الى طهران
  • هزة أرضية بقوة ثلاث درجات على مقياس ريختر تضرب محافظة كركوك بشمال العراق
  • الإطاحة بإيطالي يروج لداعش في العراق
  • انقرة تسعى لربط نفط سوريا مع خط انابيب كركوك ليصل ميناء جيهان التركي
  • الاحتكار الحزبي في كركوك: الانتخابات القادمة رهينة التوازنات
  • العراق يعلن توقف المساعدات الى غزة ولبنان
  • لماذا قطعت ايران الغاز عن العراق؟