لماذا يتأخر تنصيب الرئيس الأمريكي؟ "البطة العرجاء" تجيب
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
فاز الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، وما زال رغم ذلك ينتظر تسلم مقاليد الحكم، ودخول البيت الأبيض، لكن الدستور يمنعه من المضي قدماً، حتى حلول 20 يناير (كانون الثاني) ويخول سلفه جو بايدن، بإدارة البلاد، بمطلق صلاحياته، رغم نعت تلك الفترة، بمرحلة البطة العرجاء، فمن أين جاءت التسمية، وكيف يتم تسليم السلطة في الولايات المتحدة؟
يعود سبب التأخير في الأصل إلى الدستور الأمريكي الذي أقر فترة من 4 أشهر بين تسليم وتسلم السلطة في البيت الأبيض، بين الرئيس المغادر، والفائز في الانتخابات.
ووفق الخارجية الأمريكية، فإن الدستور نص في القرن الـ18، على تسليم السلطة بين نوفمبر (تشرين الثاني) الذي تعقد الانتخابات الرئاسية في أول ثلاثاء منه، ومارس (آذار)، ويعلل ذلك، بما يتماشى مع ظروف تلك الأيام، ومصاعب نقل المعلومات والناس خلالها مقارنة بعصر السرعة.
وقادت ظروف الكساد الكبير الذي عاشته الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن الماضي إلى اقتناع القادة بضرورة أداء الرئيس المنتخب القسم في أقصر فترة ممكنه بعد فوزه، مما أدى إلى سن عرف جديد، قلص المدة الدستورية الطويلة من 4 أشهر، إلى 11 أسبوعاً، سميت بالبطة العرجاء.
ما هي مرحلة البطة العرجاءتفسر الخارجية الأمريكية مصطلح البطة العرجاء، بأنه مرحلة ضعف سياسي، يكون فيها الرئيس المنتهية ولايته في وضع سياسي مهلهل، واستُخدم المصطلح لأول مرة في عام 1863 في إشارة إلى "الساسة المنهكين"، وكان أول رئيس يطلق عليه هذا الوصف هو كالفين كوليدج.
وبالبحث أكثر، تبين أن هذه العبارة لم تنشأ في عالم السياسة الأمريكي، وجاءت في الأصل من عالم المال، وكانت تشير إلى "التاجر أو المتعامل في البورصة الذي لا يرغب في سداد خسائره أو لا يستطيع ذلك"، والذي يضطر إلى "الخروج من الزقاق مثل البطة العرجاء". كما تنطبق هذه العبارة على المتخلف عن سداد القروض، وتعود إلى لندن في القرن الـ18، حسب تعريف الكاتب الأمريكي إيد كويلين.
ويرى الأمريكيون أنفسهم في تلك الفترة الانتقالية فائدة كبيرة، فضمنها تأتي عطلة عيد الشكر التي تأتي بعد الانتخابات مباشرة، وتتبعها بسرعة أعياد الميلاد، وغيرها من الأعياد الشتوية.
كيفية تسليم السلطةبعد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، وكشف الفائز فيها، يبقى الرئيس السابق في منصبه، حتى ظهر يوم 20 يناير (كانون الثاني)، وحتى ذلك الحين لديه كامل الصلاحيات الرئاسية، ولا يكون للرئيس المنتخب أي صلاحية تنفيذية حتى تسليم السلطة في الموعد المذكور.
وفي حالة ترامب، الذي أعلن عن فوزه أمس الأربعاء، فقد صار منذ تلك اللحظة تحت حماية الأمن الرئاسي، الذي يتولى في تلك الفترة، حماية كلا الرئيسين الراحل منهما والقادم بعده.
تعطي الأسابيع الـ11 التالية ليوم إعلان الفوز، الرئيس القادم إلى البيت الأبيض مهلة جيدة، يبدأ فيها باختيار كبار مستشاريه والمسؤولين في حكومته منذ لحظة إعلان فوزه.
ومنذ اللحظة التي أعلن فيها فوز ترامب، وجب عليه حسب القوانين الأمريكية الامتناع عن أي زيارات خارجية خلال الفترة الانتقالية، مع احتفاظه بحق الاهتمام بالقضايا الداخلية فقط، ولقاء ممثلي الدول الأجنبية لرسم سياسته الخارجية.
وفترة تسليم السلطة أيضاً تهدف إلى إعطاء المحاكم فسحة من الوقت للنظر في الطعون والدعاوى القانونية، بعد إعلان نتائج الانتخابات، ويجب البت فيها جميعاً إن وجدت قبل حلول يوم 8 ديسمبر (كانون الأول).
وحينما تفرغ المحاكم من شغلها، يجتمع الكونغرس الأمريكي بشقيه (أي مجلس النواب والشيوخ) في 6 يناير (كانون الثاني) للتصديق على على نتائج الانتخابات الرئاسية بشكل رسمي، وحينها يصبح الرئيس الجديد رئيساً منتخباً رسمياً، ويدلي بالقسم في 20 يناير (كانون الثاني)، وحينها لا يعود للرئيس المنتهية ولايته أي صلاحيات.
بخلاف انتقال السلطة البطيء وتعقيداته الطويلة، إلا أن عملية انتقال الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض، تتم بسرعة أكبر، بفضل وجود فريق كبير من الموظفين الحكوميين.ويؤكد الخبراء، أن مئات الموظفين يبدأون العمل عند شروق شمس يوم الـ20 من يناير (كانون الثاني)، حتى تصبح الغرف الـ132 في المساكن الخاصة والأماكن العامة جاهزة لاستقبال الرئيس الجديد.
وفي الكواليس، يقوم الموظفون بعمل جبار ودقيق، يحتم عليهم الالتزام بالقوانين الصارمة، على ترتيب الأسرة، وإرخاج فُرَش الأسنان، وغيرها من الأمور.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية البيت الأبيض الولايات المتحدة ترامب ترامب البيت الأبيض الولايات المتحدة بايدن البطة العرجاء البیت الأبیض کانون الثانی تسلیم السلطة
إقرأ أيضاً:
بايرن ميونخ يودع فريتز شيرير.. الرئيس الأسبق الذي رسم طريق المجد
أعلن نادي بايرن ميونخ الألماني، اليوم الأحد، وفاة فريتز شيرير، الرئيس الأسبق للنادي، عن عمر يناهز 85 عامًا، ليودع النادي أحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في تشكيل مسيرته الناجحة عبر العقود الماضية.
انضم شيرير إلى صفوف بايرن ميونخ كعضو في عام 1971، وتدرج في المناصب الإدارية داخل النادي، حيث تولى أمانة الصندوق بين عامي 1979 و1985، قبل أن يتولى منصب الرئيس من 1985 حتى 1994، ليستمر بعدها في موقع نائب الرئيس حتى عام 2012، كما كان عضوًا لفترة طويلة في المجلس الإشرافي للنادي البافاري.
وفي بيان رسمي، أشاد هيربرت هاينر، الرئيس الحالي لبايرن، بالدور المحوري الذي لعبه شيرير في تاريخ النادي، قائلاً: "فريتز شيرير كان أحد الأشخاص الذين ساهموا في تشكيل وتطوير بايرن ميونخ. تعازينا لعائلته وأصدقائه. سيظل النادي يكرم ذكراه بأعلى درجات الاحترام، فقد كان مرتبطًا بالنادي بإخلاص لعدة عقود، ولعب دورًا حاسمًا في اتخاذ قرارات مهمة ساهمت في وصول بايرن لما هو عليه اليوم".
من جانبه، قال أولي هونيس، الرئيس السابق للنادي: "بفضل قيادته كرئيس، دخل نادينا في مجالات جديدة، وكان دائمًا رفيقًا مخلصًا لبايرن ميونخ في جميع مراحل حياته".
أما كارل هاينز رومينيجه، الرئيس التنفيذي السابق لبايرن، فقد أكد على أهمية بصمة شيرير في تاريخ النادي، قائلاً: "العديد من المحطات المهمة في تاريخ بايرن ميونخ مرتبطة ارتباطًا وثيقًا باسمه. إنه يستحق أقصى درجات الاحترام والتقدير".
رحيل شيرير يمثل خسارة كبيرة لبايرن ميونخ، لكنه يظل جزءًا لا يتجزأ من إرث النادي العريق، حيث ترك بصمة لا تُنسى في مسيرة الفريق البافاري، الذي بات واحدًا من أعظم الأندية في العالم بفضل إدارته الحكيمة وقراراته الاستراتيجية.