الجزيرة:
2025-01-30@16:46:51 GMT

لماذا عاقب المسلمون في أميركا الحزب الديمقراطي؟

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

لماذا عاقب المسلمون في أميركا الحزب الديمقراطي؟

تحتفظ مدينة هامترامك برمزية خاصة للمجتمع السياسي المسلم في أميركا، بعد أن أصبحت عام 2021 أول مدينة في التاريخ الأميركي يتكون مجلس حكومتها وعمدتها بالكامل من المسلمين.

وتقع هامترامك في ولاية ميشيغان (شمال شرق الولايات المتحدة) ويسكنها نحو 28 ألف نسمة، 25% من سكانها مسلمون من أصول عربية، وأغلبهم من اليمن، و27% من قاطني المدينة هم أيضا مسلمون من أصحاب الأصول الآسيوية، وأغلبهم من بنغلاديش.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما الثمن الذي ستدفعه القدس خلال ولاية ترامب الجديدة؟list 2 of 2هآرتس: هذا ما ينتظر إسرائيل في عهد ترامبend of list

ويعد عامر غالب العمدة المسلم الوحيد في الولايات المتحدة، وهو من أصول يمنية، وهو عضو في الحزب الديمقراطي، ومع ذلك يمثل نموذجا على تغير المزاج السياسي في المجتمع الأميركي خلال السنوات الأربع الماضية، والإزاحة التي شهدتها الجاليات العربية والمسلمة في مواقفها المتأرجحة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

فغالب رغم انتمائه للحزب الديمقراطي، فإنه قرر التمرد ودعم الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في الانتخابات التي عقدت أمس الأول الثلاثاء، وقال في سبتمبر/أيلول الماضي على منصة إكس "أعلن تأييدي للرئيس السابق دونالد ترامب، وآمل أن يكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة".

عامر غالب (يمين) تمرد على الحزب الديمقراطي وأعلن تأييده لترامب (الفرنسية) توجهات التصويت

وفي أغسطس/آب الماضي، أظهر استطلاع أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) أن 18% من الناخبين المسلمين في ميشيغان يؤيدون ترامب، مقابل 12% فقط يؤيدون مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، في حين قرر معظم المسلمين النأي بأنفسهم عن كلا المرشحين ومنح أصواتهم لمرشحين آخرين.

وهذا ما ذهب إليه الإعلامي المختص في الشؤون الأميركية عبد الرحمن يوسف، إذ رأى أن توجهات الجاليات العربية والمسلمة انقسمت في هذه الانتخابات على النحو التالي:

هناك من قرر المقاطعة، وعدم التصويت لهاريس أو ترامب نهائيا دون الاهتمام بالعملية الانتخابية كلية لأن نتائجها لا تمثل نقطة فارقة لكثير منهم، ويجب التركيز على القضايا المحلية مثل الإجهاض والتعليم والنوع الجنسي. الفريق الثاني، قال علينا اختيار جيل ستاين حتى نظهر قوتنا وتأثيرنا خلف مرشح بعينه. الفريق الثالث، قرر معاقبة الحزب الديمقراطي على موقفه من قضايا الشرق الأوسط مثل غزة.

وأضاف يوسف -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن "الكثير من العرب والمسلمين لا يرغبون في التصويت لكلا الفريقين، أو أنهم لا يريدون إعطاء الديمقراطيين هذا النجاح في حده الأدنى"، أي أنهم في غالبيتهم لا يدعمون ترامب، ولكنهم قرروا ببساطة التخلي عن هاريس والحزب الديمقراطي.

تأثير الناخب المسلم

يبلغ عدد المسلمين في الولايات المتحدة 4 ملايين نسمة، من بين 336 مليونا هم سكان البلاد، وتمثل الكتلة التصويتية لهم نحو 2.5 مليون ناخب، وهم موزعون على عدة ولايات كثيرة.

ولذلك يرى أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة روتجرز بولاية نيوجيرسي عبد الحميد صيام أن تصويت الجالية العربية والإسلامية غير فعال كثيرا، ولا يوجد لديهم ثقل انتخابي كبير إلا في بعض الولايات مثل ميشيغان وإلينوي وبنسلفانيا.

وأضاف صيام -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن 16 منظمة عربية وإسلامية اتفقت على الالتزام بعدم التصويت لهاريس لمعاقبتها على دورها وإدارة بايدن في دعم حرب الإبادة على قطاع غزة، لكن الأيام الأخيرة شهدت تحولات في الحملة الانتخابية من قبل المرشح الجمهوري.

فقد زار ترامب ولاية ميشيغان 4 مرات، ووعد بأن يكون "رئيس سلام" في منطقة الشرق الأوسط، مما خلخل هذا التوافق من قبل المجتمع المسلم، وبدأت أصوات تنادي بتأييد جيل ستاين، وهناك من رفض ذلك حتى لا تضيع الأصوات سدى، لذلك شهدنا تحولا لدى الجالية الفلسطينية والعربية في منطقة ميشيغان، حسب صيام.

ويرى مسؤول السياسات في التحالف الأميركي من أجل سوريا محمد علاء غانم أن تأثير الناخب المسلم في هذه الانتخابات مختلف كثيرا عن انتخابات 2020 التي فاز بها بايدن، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان التي خسر فيها ترامب بفارق ضئيل نتيجة ترجيح كفة المسلمين والعرب فيها.

وأشار غانم -في مقابلة مع الجزيرة نت- إلى أن الانتخابات الحالية شهدت انقساما كبيرا بشأن المرشح الذي يختاره المسلمون، والسبب يعود إلى موقف بايدن والحزب الديمقراطي من الحرب على غزة والدعم الأميركي المقدم لإسرائيل، لذلك خسرت هاريس في ولايات كان بايدن فاز بها من قبل على ترامب ولو بفارق ضئيل.

من اليمين: عبد الحميد صيام ومحمد علاء غانم وعبد الرحمن يوسف (الجزيرة) ظاهرة جديدة

ويستدرك مسؤول السياسات في التحالف الأميركي من أجل سوريا بأن هذه الانتخابات كانت مميزة في ظاهرة جديدة لم تكن موجودة في الانتخابات السابقة، وتتمثل في إعلاء شأن الصوت العربي والمسلم.

وشرح غانم فكرته بأنه للمرة الأولى في تاريخ السياسة الأميركية يتم الاهتمام بالصوت العربي والمسلم على هذا النحو، ففي الماضي لم ينل هذا الحجم وهذه الطريقة من الاهتمام، ولم يكن يذكر في الإعلام بالمستوى نفسه الذي شهدناه في هذه الانتخابات.

وفي رأي غانم، يعد هذا تطورا جديدا وممتازا للجالية العربية والمسلمة، التي أصبحت جزءا من الحياة السياسية الأميركية بأعداد أكبر وبفعالية، وبالتالي "هذا يعد درسا للديمقراطيين، ويجب أن يتعلموا منه، وأن ينتبهوا بشكل أفضل للجميع، بما فيهم العرب والمسلمون".

البعدان المحلي والوطني

من النقاط التي أُثيرت أيضا حول الانتخابات الأميركية الأخيرة ما يتعلق بموقف الناخبين من القضايا ذات الشأن الأميركي المحلي أو ما يتصل منها بالسياسة الأميركية الخارجية، وكانت قضايا منطقة الشرق الأوسط محور الاختيار والمفاضلة لدى الجاليات العربية والمسلمة.

فالإعلامي المختص في الشؤون الأميركية يرى أن العديد من الأسر المسلمة منذ عام 2022 توجهت للتصويت لمرشحي الحزب الجمهوري في انتخابات الولايات المحلية، كرد فعل على توسع الحزب الديمقراطي في تدريس المحتوى الجنسي والشذوذ والإجهاض والتعليم.

وضرب يوسف مثلا بولاية فرجينيا التي صوّتت فيها الأسر المسلمة وحتى المسيحية لصالح مرشح الحزب الجمهوري، بعد الذي أقدمت عليه ولاية فيرفاكس من تقديم محتوى دراسي لأطفال المدارس الابتدائية يضم حرية تغيير النوع الجنسي والشذوذ.

وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية، فيقول أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة روتجرز إن الحزب الديمقراطي في الأغلب يكون أقل قسوة وشراسة، "فإدارة ترامب السابقة عودتنا ألا تعطي أي أهمية للدول العربية والإسلامية، وكان من أوائل قراراتها في الفترة الماضية أن منعت مواطنين من 5 دول إسلامية وعربية من دخول الولايات المتحدة".

وعُقدت الانتخابات الأميركية الثلاثاء الماضي، وحسب نتائج أوردتها وسائل إعلام أميركية، فقد حسم ترامب سباق الرئاسة بعد تجاوزه بشكل ملحوظ العدد المطلوب من الأصوات في المجمع الانتخابي البالغة 270 صوتا، متغلبا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

وسيؤدي ترامب اليمين الدستورية في 20 يناير/كانون الثاني المقبل ليبدأ رسميا مهامه الرئاسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحزب الدیمقراطی العربیة والمسلمة هذه الانتخابات الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

أميركا تمنع مؤقتا انهيار وقف النار في لبنان

أعلن البيت الأبيض منتصف ليلة الأحد الماضي أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان تم تمديده حتى 18 فبراير/شباط المقبل.

وجاء هذا الإعلان على خلفية إعلان الحكومة الإسرائيلية قرارها بعدم انسحاب جيشها من جنوب لبنان بادعاء عدم وفاء الجيش اللبناني بالتزاماته.

كما جاء الإعلان الأميركي بعد أن شرعت جموع النازحين اللبنانيين في العودة إلى قراها في اليوم المقرر في الاتفاق لانسحاب القوات الإسرائيلية.

وقد حاولت القوات الإسرائيلية منع هذه العودة بالقوة، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء من المدنيين اللبنانيين، الأمر الذي أظهر هشاشة اتفاق النار بين إسرائيل ولبنان واحتمالات انهياره.

وقد انتهى وقف إطلاق النار في جنوب لبنان رسميا في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد، دون أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من كافة المناطق، فبدأ سكان الجنوب في تحرك جماعي ركوبا وسيرا على الأقدام نحو القرى الحدودية، وحتى تلك التي لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلي بالكامل بعد، بالضبط في التاريخ الذي تم تحديده كموعد نهائي، وبدأت الاشتباكات أيضا.

رفعوا السياج

رغم نداءات وتحذيرات الجيش اللبناني -الذي أوكلت له مهمة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب وتثبيت سيطرته على المنطقة- فإن أهالي جنوب لبنان تجاوزوا ذلك اليوم حواجز الجيش دون عراقيل تقريبا.

إعلان

وكان الجيش اللبناني أقام سياجا متعرجا على مداخل بلدات حدودية عدة لمنع المرور، لكن الأهالي رفعوا السياج ومروا.

وكانت المشكلة الكبرى التي واجهها السكان هي السواتر الترابية التي أقامها الجيش الإسرائيلي والتي أغلقت طرقا عدة، لكن السكان كانوا يقفزون عنها أيضا.

صورة لسيدة لبنانية من ميس الجبل ترفع علم بلدها قبالة مجموعة من الجنود اللبنانيين (الجزيرة)

وبعدها غيّر الجيش اللبناني موقفه ورافق دخول الأهالي إلى البلدات الحدودية، وبعد ذلك أعلنت قيادة الجيش أن تحرك الأهالي جاء في ظل إصرار إسرائيل على انتهاك السيادة اللبنانية واعتداءاته على المدنيين، والتي أدت إلى سقوط شهداء وإصابات، ورفضها الالتزام بوقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلتها.

كما جددت قيادة الجيش دعوتها للمواطنين إلى ضبط النفس والعمل وفقا لتعليمات الوحدات العسكرية.

وبحسب إعلان البيت الأبيض كان واضحا أن أميركا تقف إلى جانب إسرائيل في بعض مطالبها، لكنها تعارضها في جوانب أخرى.

وأهم ما تعارضه أميركا هو إفشال الاتفاق والعودة إلى الحرب مهما كان السبب، لكن الجيش الإسرائيلي الذي فشل حتى الآن في إعادة نازحيه الى مستوطنات الشمال جراء إخفاقه في تحقيق أهدافه المعلنة رغم التدمير الهائل للقرى الحدودية اللبنانية يصر على مواقفه لإرضاء جمهوره، وأيضا ليرد بها على مؤيديه ومعارضيه ممن رأوا أن الانسحاب يعيد الوضع تقريبا إلى ما كان عليه.

وكان زعيم المعسكر الرسمي بيني غانتس قد حرض على إبقاء احتلال إسرائيل كل المناطق اللبنانية الجنوبية المطلة على المستوطنات الإسرائيلية.

الإرادة الشعبية

واسرائيل خلافا لأميركا لا تثق بالجيش اللبناني، ولا ترى أنه قادر على لجم حزب الله، وبالتالي تنفيذ بنود الاتفاق.

وربما أن نتنياهو الباحث عن صورة النصر المطلق في لبنان اعتقد أن الخلافات الداخلية اللبنانية كفيلة بتسهيل مهمته، لكن الإرادة الشعبية لأهالي جنوب لبنان خلقت وضعا جديدا ألزم أميركا بالتدخل وعرض تسوية.

إعلان

وكان جوهر هذه التسوية تأجيل انسحاب الجيش الإسرائيلي 3 أسابيع من جهة، وبدء مفاوضات الإفراج عن المعتقلين اللبنانيين أثناء الحرب من جهة أخرى.

رتل عسكري لبناني أثناء توجهه إلى الناقورة في 7 يناير/كانون الثاني الجاري (الفرنسية)

وفي الحالة اللبنانية، لعب ستيف ويتكوف مبعوث ترامب دورا مهما في صفقة التمديد.

وقال ويتكوف "لقد أعلنا تمديد وقف إطلاق النار، كانت الحكومة الإسرائيلية رائعة، إنها شريك رائع، لقد قامت بعمل جيد جدا" في لبنان، لكن الرؤية الأميركية الإسرائيلية تصطدم طوال الوقت بموقف أهل الجنوب اللبناني المتماثلين مع موقف حزب الله وحركة أمل.

وهذا الموقف يرى أنه لا ينبغي منع أهالي الجنوب من العودة إلى قراهم وبدء عملية إعادة الإعمار.

وقد أوضحت جهات جنوبية لبنانية عدة موقفها على النحو التالي: الشعب لن ينتظر إذنا بالعودة إلى دياره، ومن الجائز أن هذا الموقف قد يمثل نقطة تحول جوهرية في الصراع، خصوصا أن أهالي الجنوب لا يريدون إطالة نزوحهم.

من جهتها، كانت إسرائيل تأمل بإطالة أمد وجودها واحتلالها لقرى الجنوب، وأن تماطل في الانسحاب باختلاق ذرائع وإدارة مفاوضات تطول.

وكان موقف الحكومة اللبنانية حادا في رفض المماطلة الإسرائيلية، كذلك كان حال الموقف الفرنسي الذي أعلن رفضه مماطلة إسرائيل في الانسحاب، لكن الموقف الأميركي كما سلف آثر لعب دور الوسيط بتأييد الموقف الإسرائيلي وتحديد موعد نهائي للانسحاب.

تراجع

ومن المؤكد أن الكثيرين في إسرائيل يرون في الموقف الحكومي نوعا من التراجع عما اعتبروها إنجازات لا ينبغي التراجع عنها.

ويرون أن المفاوضات التي تُجرى عبر الأميركيين -سواء فيما يتصل بلبنان أو غزة- في غير محلها.

وهكذا كتب القائد العسكري السابق جوناثان أديري "في عالم المفاوضات من المعتاد أن نقول: إذا لم تتمكن من النهوض من على طاولة المفاوضات فأنت لا تفاوض، أنت ضحية للابتزاز، وهكذا، وعلى الرغم من الإنجازات العسكرية الهائلة التي حققتها خلال 15 شهرا من القتال على جبهات عدة فإن إسرائيل تجد نفسها في وضع غير مؤاتٍ في الصفقات الحالية في لبنان وغزة، وهو ما ينبع من افتقارها إلى أي قدرة حقيقية على النهوض من على الطاولة".

إعلان

وفي نظره "إن تطبيق الاتفاقات التي وقعتها إسرائيل أدخلها في ممر ضيق من القرارات الصعبة، دون أي بدائل حقيقية للخطوط العريضة المتفق عليها، ودون القدرة على "كسر القواعد" في مواجهة الانتهاكات الأساسية من جانب الخصم، وبذلك تعرّض إسرائيل نفسها للابتزاز من قبل العناصر المتطرفة التي تسعى إلى سفك دمائها، وفي هذا الوضع تحتاج إسرائيل إلى تحرك استباقي عسكري في إيران، أو دبلوماسي مع المملكة العربية السعودية، أو بنّاء مع الولايات المتحدة في سياق غزة من أجل إيجاد حل منهجي".

جانب من الدمار الذي خلّفه القصف الإسرائيلي بمحاذاة الجدار الحدودي الفاصل مع لبنان (رويترز)

 

ونظرا لأن حكومة نتنياهو لم ترَ طوال الحرب أبعد من رغبتها في الانتقام ورفضت تقبّل أي فكرة معقولة حول اليوم التالي صارت عرضة لمواقف دولية لم تنقذها منها سوى أميركا.

لكن الإنقاذ الأميركي -خصوصا من الرئيس ترامب- كانت بداياته ليس ما تريد إسرائيل، وهذا ما بدا جليا في غزة وبأقل منه في لبنان.

وإدارة ترامب بعكس إدارة بايدن تحاول تنفيذ أجندتها وأحيانا بضغوط مباشرة، وما تعيين ويتكوف عديم الدبلوماسية ومقاول تنفيذ أوامر ترامب إلا أحد تجليات ذلك.

وتقريبا منذ دخول ترامب في الصورة توقفت إسرائيل عن قول كلمة "لا" لأميركا، وفيما يتصل بلبنان قال مصدر سياسي إسرائيلي "نحن في حوار دائم مع الأميركيين، ونشرح لهم الأهمية الأمنية التي يكتسبها تطبيق لبنان الاتفاق بشكل كامل بالنسبة لإسرائيل".

وحسب معلقين إسرائيليين، فإنه في الوضع الحالي ليس أمام إسرائيل أي بديل مناسب لتنفيذ الخطوط العريضة التي وقّعت عليها.

وبسبب ضغوط الرئيس ترامب لتطبيق الخطة كاملة في غزة، والضغوط من المجتمع الإسرائيلي لتطبيق كافة عناصر الصفقة، وتمديد وقف إطلاق النار في لبنان بعد الإطار الزمني الممتد لـ60 يوما لتجسيد مسؤولية الجيش اللبناني باتت إسرائيل غير قادرة على الانسحاب من تنفيذ المخططات في المجالين.

إعلان تصريح كاتس

ولم يبقَ أمام حكومة نتنياهو سوى مواصلة إطلاق التصريحات والتهديدات والإعلان أنها حذرت في الأسابيع الأخيرة من أن الجيش اللبناني لا يقوم بالوفاء بوتيرة الانتشار المطلوبة في المنطقة، وأن حزب الله يخرق الاتفاق بصورة -حسب قولها- تلزمها بالبقاء في هذه المرحلة في بعض القرى في جنوب لبنان.

وهكذا أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس "سنواصل فرض وقف إطلاق النار بشكل حازم في الشمال والجنوب، كل من يخرق القواعد أو يهدد قوات الجيش الإسرائيلي سيدفع الثمن كاملا، ولن نسمح بالعودة إلى واقع 7 أكتوبر".

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه يواصل عمله في جنوب لبنان وفقا لتوجيهات المستوى السياسي وفي إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.

وقال إن قواته منتشرة في مناطق عدة للحفاظ على خط الدفاع الأمامي، ومنع عودة عناصر العدو أو المدنيين إلى ما وراء الخط المتفق عليه.

حكومة نتنياهو حذرت الجيش اللبناني من عدم الالتزام بوتيرة الانتشار (الفرنسية)

 

وفي كل حال، يرى آفي أشكنازي المراسل العسكري في "معاريف" أن إسرائيل تعمل في هذه الأوقات على إعادة تصميم قواعد اللعب في الشرق الأوسط، ما جرى أمس في الساحات المختلفة هو ترسيخ إنجازات القتال في لبنان وفي غزة.

وعلى أساس اختبار الأيام المقبلة سيتقرر على ما يبدو مستوى الرد الإسرائيلي في كل واحدة من الساحات على كل محاولة لتحدي الجيش الإسرائيلي أو السيادة الإسرائيلية لكل واحد من الحدود.

وعلى خلفية تمديد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وصفقة الأسرى فإن من المتوقع أن يزور نتنياهو الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض مطلع فبراير/شباط المقبل.

وإذا تم اتخاذ قرار وسافر نتنياهو فسوف يعتبر أول زعيم أجنبي يزور البيت الأبيض في عام 2025 منذ تولي ترامب منصبه، لكن هناك من يقولون إن ترامب يبحث لنفسه عن أصدقاء آخرين، ليس نتنياهو أبرزهم، خصوصا أنه سبق أن عبر مرارا عن نوع من الاحتقار له.

إعلان

مقالات مشابهة

  • هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة
  • الجيل بالدقهلية يعقد اجتماعًا موسعًا مع القيادات النسائية تأكيدًا على دور المرأة في الانتخابات البرلمانية
  • تفاصيل لقاء ممثلي الأحزاب والنقابات والسياسيين بمقر الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي
  • الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي يلتقي الملحق السياسي الياباني
  • مفتي الجمهورية: المسلمون كانوا يضعون قدما في إسبانيا وأخرى بالصين
  • أميركا تمنع مؤقتا انهيار وقف النار في لبنان
  • ترامب: المصالح الأمريكية تدهورت خلال الفترة الماضية.. ولكن هذا الأمر انتهى
  • لماذا يعد فوز لوكاشينكو برئاسة بيلاروسيا انتصارا لموسكو وخسارة للغرب؟
  • اوحيدة: الأطراف المستفيدة في العاصمة طرابلس هي التي تعطل الانتخابات
  • شباب المصري الديمقراطي يعلن رفضه القاطع لتصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين