شبكة انباء العراق:
2025-03-04@20:45:50 GMT

سامراء أولا

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

يؤاخذ بعض المراقبين رئيس تحالف عزم مثنى السامرائي إنه يرفع شعار سامراء أولا . وماالضير في ذلك إذا كان دونالد ترامب يرفع شعار أمريكا أولا، وقرر أن ينعطف إنعطافة حادة بعيدا عن سياسة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن. لكن السامرائي ووفقا للتأني الشديد الذي تحليت به وأنا أتابع مقابلته الأخيرة من فضائية عراقية أظهر شجاعة، ورسم صورة واضحة للمشهد السياسي العام في الدولة، والتوافقات السياسية، والحراك داخل المنظومة السنية التي تقوم على أعمدة ثلاث هم الشيخ خميس الخنجر، ورئيس تقدم محمد الحلبوسي، والدكتور مثنى السامرائي الذي كان له حضور مميز في التأسيس رفقة الخنجر لتحالف سياسي سني جامع يبتعد عن الفردية ورغبة البعض للجنوح نحو دكتاتورية مقيتة في ظروف لاتحتمل الترف الفكري والطموحات الطائشة أمام ملفات عدة لاتتوفر الفرصة كاملة لتحقيق تقدم فيها، وعلى مدى سنوات كاملة، وعلى الأقل منذ نهاية الحرب ضد داعش عام 2017 التي أسست لوضع سياسي جديد تكرست فيها حالة سياسية غاب عنها جيل كامل من السياسيين التقليديين الذين عاصروا فترة معقدة كان للعنف والخلاف وعدم الثقة حضور فيها لامثيل له.


هذه المرحلة يمكن أن تكون مختلفة تماما، فالعراق بالرغم من تداعيات المراحل الصعبة إلا إنه يتحرر رويدا، ويتجه الى الإعمار، وتكريس حالة الاستقرار السياسي والأمني، وهذا يتطلب تواصلا محليا بين الأفرقاء للوصول الى توافق يعزز ثقة المجموعة الدولية بالعراق، ويتأكد الخارج من تماسك الجبهة الداخلية ليكون هناك قرار دولي مستمر بالتواصل مع بغداد في قضايا الأمن والسياسة والإقتصاد والتعاون الثقافي، وفي مجالات مختلفة تعزز عودة العراق الى وضعه الطبيعي كدولة مؤسسات ينبغي أن لاتتأثر بالقضايا الخلافية، والنزعات السلبية نحو التفرد والتغول على الآخرين على مستوى الأفراد، وعلى مستوى المجموعات السياسية والعرقية والطائفية، ولعل مشكلة إختيار رئيس للبرلمان كانت معضلة حقيقية كشفت فيها نوايا زعامات وكتل، وكانت محلا للإستثمار السلبي والتفرقة، وسبيلا الى الأزمة التي إنتهت بتوافق، لكنه توافق محفوف بالتنازلات والقلق، وكان للدكتور مثنى السامرائي مشاركة فاعلة في تخفيف الإحتقان، وتقريب وجهات النظر لصلته الجيدة بالقوى الفاعلة في المكونات العراقية، وهو يتذكر مواطنا من كركوك إنتقده في يوم لقربه من الإطار التنسيقي، ولكنه بعد وقت غير رأيه لأن ذلك التقارب والتفاهم والعلاقة الحسنة والموضوعية، والتي تحتكم الى الواقعية السياسية كانت سببا في الوصول الى تفاهمات وحققت لذلك المواطن ولغيره نتائج مهمة لأن الإنغلاق والعزلة، ورفض الآخر في بلد واحد، وعدم التواصل يقلل فرص النجاح والوصول الى الحل في المشاكل العالقة التي تستهدف الدولة، أو تلك التي على مساس بحياة المواطنين الذين يضعون أعينهم على قادتهم لتحقيق الغايات والمطامح والعيش بكرامة، وحين يكون لكل طيف من يمثله شريطة أن يكون تمثيلا حقيقيا واقعيا بعيدا عن الشعارات الرنانة التي يطلقها بعض أصحاب النزعة الفردية من أجل مجد شخصي منفصل عن مجد الأهل والوطن.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

لكُل أُمَّـة عَلَمٌ وقائد وأمتنا ابن البدر قائدها

كوثر العزي

أمم سابقة، طوائف متعددة، مناهج متضاربة، وديانات مختلفة، أعلام تُضل وإلهة لا تسمن ولا تغني من جوع، بشرية تعيش بعمق الفساد والضلال، لا أمر بالمعروف ولا نهي عن منكر، لا عطاء لا تعاون، ما قبل دين محمد أديان كثيرة سماوية، لكن لم يكن من تلك الجماعات إلا العصيان والنُكران وقتل الأنبياء وتحريف الكُتب والادِّعاء بأنهم أبناء الله، يعادل ذلك نعتهم بأن يد الله مغلولة، تطاول وتعال، ظلم وتجبر، تساؤلات كثيرة، فما كان من الله إلا أن نكس الكبرة وبدل القوم كرد على تحدياتهم، جعل من العرب آخر الأنبياء وخاتمهم وعززه بالمعجزة الخالدة، فما بعد الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ليس استقامة البشرية ولا استقامة الطريق، ليست العبودية لله وحده دون غيره، بل كان هنالك الكثير من الجموع البشرية ما زالت في كفرها وشقائها وتيهها وضلالها، فبعد؛ ما أَدَّى الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- أمانته وبلغ دين ربه وعلم الكتاب والحكمة، وجاهد في الله حق الجهاد ورفع رايات الإسلام عالية دون انكسار أَو انهزام، كبقية الرسل ممن أدوا أمانتهم وبلغوا دين الله كاملاً دون نقص، كذب بهم البعض وآمن البعض وهكذا هي سنة الله في خلقه، تمحيص لفئة وثبات للفئة الأُخرى، على مر الأزمان وفي مختلف حقب التاريخ ترى جمعان جمع الحق وجمع الباطل.

بعد ما بعث الله محمد بن عبدالله كخاتم للرسل وختام للأنبياء، لم يترك الأُمَّــة بلا أعلام أَو قيادات تهديهم وتعلمهم، ليتركهم حينها يموجون في بعض بالعقائد الباطلة والثقافات المغلوطة من قبل الأعلام المنصبة من قبل الشرك، بل جعل لكُل أُمَّـة علم ولكل أُمَّـة قائد ومعلم، منذر، مرشد، أتاه الله الحكمة وألبسه لباس التقوى، رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- في غدير خم رفع يد الإمام علي مبايعًا إياه قائلًا فيه: “أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أن لا نبي بعدي” وقائلًا في أحد الأحاديث: “إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدًا كتاب الله وعترتي أهل بيتي”، الحديث النبوي يشير ويؤكّـد على ضرورية العلم؛ لأَنَّنا بطبيعتنا البشرية والمجتمع البشري ينسى أَو يتناسى، والله سبحان وتعالى أكّـد ذلك في عدة آيات قرآنية “وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْـمُؤْمِنِينَ” وقال تعالى: “أَو يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى” وقال تعالى: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِـمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَو أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ”

التذكير مسألة مهمة جِـدًّا في الواقع البشري، شريحة يجب أن تتفعل بشكل مُستمرّ، يجب أن نستمد من آل بيت الرسول ونسعى بها في مناكب الأرض، فمن عدل الله ورحمته بالبشرية جعل لكُل أُمَّـة قائد، لكُل عصر علم من آل بيت النبوة يرشدهم يعلمهم الكتاب والحكمة يزكيهم ويعلمهم، ها نحن أبناء اليوم نعيش في واقع مأساوي، واقع كما قال فيه الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- “أشد من الجاهلية الأولى” علماء سوء تحكم الأُمَّــة وقيادات دنيوية، بشر أشبه بالأنعام بل أضل، نرى الباطل يتوسع بشكل مخيف والحق يكمم، شعوب دول حكام عظموا وألّهوا دولًا عظمى، ذُات نفوذ كبير وقوات عسكرية ضخمة، خوف منهم ورهبة، إلا أن مشيئة الله اختصت لهذه المرحلة الحساسة قائد من آل محمد، قائد، فذ، صلب، قوي بقوة الدين، رحيم على المؤمنين، شديد على الكافرين، لا يخاف في الله لومة لائم، يهيئ الله له الساحة، بعراقيلها وتهيئاتها ليزعزع الذي في قلوبهم مرض، ويثبت الله الذين قالوا الله ربنا ثم استقاموا، ليمحص الله ما بين المتبعين حق الاتباع وما بين نفاق القلب.

عندما تحَرّك الشهيد القائد ويليه السيد القائد لم يكتفيا بحدود محافظة صعدة وضواحيها، تحَرّكوا بمنظور عالمي شامل، تحرير شبه الجزيرة العربية من الهيمنة والاستعمار، لم ينصاعوا كبقية الأُمَّــة، تحَرّكوا من واقع المسؤولية التي ألقيت على عاتقهما رغم الحروب التي شنت والعداء الذي فرض عليهم من بقية الشعوب، تسابقت الأيّام والليالي واتسعت دائرة المسيرة القرآنية وأطلقت كشرارة تحرق الأعادي ولا تذر، بقيادة القائد الرباني والسيد الأغر، وحينما استقرت المسيرة القرآنية على مؤسّسات ووزارات الدولة، أخذ السيد القائد بتغييرها جذريًّا بما في ذلك مصالح الشعب وتقليص حجم الوزارات، تحدى الدول ووقف بصف غزة وناصر لبنان، جعل من الجيش اليمني جيشاً قويًّا، بنى بالثقافة القرآنية، أعد منهم جندًا ذوي خبرات في التصنيع الحربي والتطوير.

لم يكن للسيد القائد جانب واحد فقط “العسكري” بل احتضن جميع الجوانب؛ فترى تنوع الخطابات، تهذيب النفس وتعليمها، التناصح فيما بيننا، أهميّة تقوى الله، للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كان زاداً ودواء للروح، خطورة الحرب الناعمة، وتجنب الكذب والغيبة، آداب الأكل، آداب الكلام، تطرق للأشياء الصغيرة التي قد تنساها الأم في تعليم صغيرها، أغلب محاضراته كانت تعيد ترميم الروح، تماسك المجتمع والرأفة والرحمة ببعضنا البعض، تحدث عن التكافل الاجتماعي وعن الوعي، تطرق لكُل ما قد يجعله يقف أمام الله قائلًا اللهم إني أديت الأمانة كما ينبغي، فلكل أُمَّـة علم وقائد وأمتنا ابن البدر قائدها..

اللهم ثبّتنا على دين نبيك تحت راية وليك ابن وليك، وتقبلنا يا رب معه، وثبتنا وأطل في عمره وابقه للعالم أجمع، أنت تعلم ما لا يعلمون يا الله.

مقالات مشابهة

  • لكُل أُمَّـة عَلَمٌ وقائد وأمتنا ابن البدر قائدها
  • ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
  • السامرائي يبحث مع سفير الكويت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها
  • ناشطون للمرتزق بن مبارك: حرر العملة أولاً ولا تتهرب من الفشل
  • ناشطون يسخرون من المرتزق بن مبارك: حرر العملة أولاً ولا تتهرب من الفشل
  • ذكريات الحارة
  • بحضور مريم بنت محمد بن زايد.. ملتقى «التعليم أولاً» 2025 يناقش تعزيز مخرجات المنظومة التربوية
  • السامرائي يؤكد أهمية عودة التيار الصدري للعملية السياسية ويشيد بعمل السوداني
  • قرار أمريكي جديد حول اليمن
  • إصابة فلسطيني برصاص جيش العدو قرب بلدة بيت أولا في الخليل