تحليل :بعد فوز دونالد ترمب: هل بإمكانه توفير عصر ذهبي لأمريكا؟
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
واشنطن"د. ب. ا": يرى الكاتب جاكوب هيلبرون، رئيس تحرير مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، أنه بعد فوز دونالد ترامب امس على كامالا هاريس، يمكن تشبيهه بجروفر كليفلاند، أول ديمقراطي يتم انتخابه بعد الحرب الأهلية والذي فاز بفترتين رئاسيتين غير متتاليتين، عامي"1884 - 1892 "ومع ذلك، يمكن أيضا تشبيه ترامب برئيس آخر، هو رونالد ريجان.
وعندما فاز ريجان عام 1980 على جيمي كارتر، أصيبت النخب الليبرالية بحالة من الذهول، فقد دخل ريجان واشنطن حاملا وعدا بقلب الديمقراطية واستعادة العظمة الأمريكية بعد فترة رئاسة كارتر الكئيبة، في رأيه. وكان ذلك يمثل رعدا بالنسبة لليمين.
ويضيف هيلبرون، وهو باحث بارز غير مقيم في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي في تحليل نشرته المجلة، إن أوجه الشبه بين ترامب وريجان تنتهي عند هذا الحد، فقد أعاد ترامب صياغة صورة الحركة المحافظة وفقا لصورته القوية من خلال الابتعاد عن حقائق حقبة ريجان، وانتهت المؤسسة الجمهورية القديمة، ليحل محلها الشعبويون الشباب.
وفي ظل تواجد جي دي فانس نائبا للرئيس، من المرجح أن يستعين ترامب في إدارته بجيل جديد من المحافظين القادرين على تنفيذ وعوده بالإطاحة بالدولة العميقة في الداخل والتخندق في الخارج.
وشباب هذا الجيل لديهم خطة ورؤية. فعلى سبيل المثال، دعا الباحث الأمريكي سومانترا ميترا في مقال بمجلة فورين أفيرز، إلى"حلف ناتو خامد"، حيث تقوم أمريكا بسحب قواتها البرية من أوروبا من أجل أن يصبح عبء الدفاع عن القارة بعيدا عن واشنطن لكي تتولى حكومات المنطقة مسؤولية الدفاع عن نفسها.
وأكد البريدج كولبي، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع خلال ولاية ترامب الأولى، عقيدة ترامب التي تتمثل في التحول من التركيز على أوروبا إلى مواجهة مساعي الصين لفرض سيادتها على بحر الصين الحنوبي.
وبالنسبة لترامب نفسه، تمثل فترة الرئاسة الثانية فرصة لتحقيق حلمه القديم، الذي يتمثل في إنهاء تحالفات أمريكا. ولن تكون هناك سوى أصوات قليلة في مجلس الشيوخ يمكن أن تعارضه.
ومن الأمور التي تعزز قوة ترامب، حقيقة أنه تخلى عن فكرة آلة الحرب أثناء الحملة الانتخابية، التي لم يهتم خلالها أيضا بمحترفي الحزب المخضرمين الذين طالبوه بكتم تصريحاته الحادة، واعتمد على لجان العمل السياسي الخارجية لحشد مؤيديه. وسوف يكون لإيلون ماسك الذي دعم حملة ترامب بسخاء دور بارز في الإدارة الجديدة.
ويقول هيلبرون إن هناك جدلا حول أسباب خسارة كامالا هاريس. وأحد التفسيرات لذلك هو أن ترامب لم يفز بقدر ما خسرت هاريس. وذكر الكاتب جوناثان تشيت أن "الجمهور الأمريكي لم يحتضن ترامب. فقد أبدت الكتلة الحاسمة من الناخبين شكوكا عميقة حول شخصية ترامب وخطابه". ويؤكد شيت أن "ترامب لم يفز بجعل الناس يحبونه أو حتى يقبلونه، بل فاز لأن الناخبين رفضوا إدارة بايدن-هاريس." ويوضح هيلبرون أن هذا من شأنه أن يقلل من شأن الجاذبية المغناطيسية التي يبدو أن ترامب يمارسها بالنسبة لاتباعه ومؤيديه.
ومن ناحية أخرى، وصف دانيال مكارثي في صحيفة نيويورك تايمز انتخاب ترامب بأنه "تصويت عام على عدم الثقة في القادة والمؤسسات التي شكلت الحياة الأمريكية منذ نهاية الحرب الباردة قبل 35 عاما".
ويرى هيلبرون أن هذا حكم سلبي بحت، وأن السؤال المطروح بالنسبة لترامب، كما يقر مكارثي، هو ما إذا كان بإمكانه تحقيق ما هو أكثر من الدمار في واشنطن. وأعلن ترامب في خطابه في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا أنه سيدشن "عصرا ذهبيا جديدا لأمريكا." في هذه الاثناء، تعهّدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس امس انتقالا سلميا للسلطة إلى دونالد ترامب بعد الفوز الكبير الذي حقّقه المرشّح الجمهوري في السباق إلى البيت الأبيض والذي أحدث صدمة في الولايات المتحدة وسائر أنحاء العالم.
وقالت المرشحة الديموقراطية في خطاب الإقرار بالهزيمة "يجب علينا أن نتقبّل نتائج هذه الانتخابات. في وقت سابق اليوم، تحدّثت إلى الرئيس المنتخب ترامب وهنّأته بفوزه".
وأضافت في الخطاب الذي ألقته أمام حشد من أنصارها في جامعة هوارد التي تخرجت منها بواشنطن "لقد أبلغته أيضا أنّنا سنساعده وفريقه في المرحلة الانتقالية، وأنّنا سنشارك في انتقال سلمي للسلطة".
وارتدت عودة الملياردير الجمهوري البالغ 78 عاما إلى السلطة طابعا استثنائيا لأنّ حملته الانتخابية الثالثة تخللتها محاولتا اغتيال وأربع لوائح اتهام وإدانة جنائية.
وحقق ترامب انتصارا واضحا وكاسحا، إذ فاز في الولايات المتأرجحة من جورجيا إلى بنسلفانيا مرورا بويسكونسن ليقضي بذلك على آمال هاريس، قبل أن تعطيه ميشيغان، معقل الديموقراطيين السابق، الدفع النهائي.
من جهته، أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن امس بنائبته كامالا هاريس عقب خسارتها في الانتخابات الرئاسية أمام الجمهوري دونالد ترامب.
وقال بايدن في بيان: "ستظل (هاريس) قائدة يتطلع إليها أبنائنا لأجيال قادمة وهي تضع بصمتها على مستقبل أمريكا".
وأضاف بايدن أن هاريس، التي حلت محل بايدن على رأس قائمة الحزب الديمقراطي في يوليو الماضي "كانت شريكا رائعا وموظفة عامة مفعمة بالنزاهة والشجاعة والشخصية".
وتابع: "في ظل ظروف استثنائية، تقدمت وقادت حملة تاريخية جسدت ما هو ممكن عندما تسترشد ببوصلة أخلاقية قوية ورؤية واضحة لأمة أكثر حرية وعدالة ومليئة بالمزيد من الفرص لجميع الأمريكيين".
وأضاف أن اختيار هاريس لمنصب نائب الرئيس كان أفضل قرار اتخذه بايدن.
وفي السياق ايضا، وبعد انتخاب الأمريكيين للرئيس السابق دونالد ترامب لفترة حكم ثانية تفصلها 4 سنوات عن الفترة الأولى، ستتسابق دول العالم على إعادة رسم علاقاتها معه وحساب الآثار المحتملة لوصوله إلى البيت الأبيض على أوضاعها وقضاياها الحيوية.
وفي تحليل نشره المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) نقلت برونوين مادوكس الرئيس التنفيذي للمعهد عن مسؤول ياباني القول "إننا في العالم تعلمنا التعامل مع الرؤساء الأمريكيين الجدد كما نتعامل مع هدية عيد الميلاد، نفتحها ونقول هذه بالضبط هي ما كنا نريدها أيا كانت الهدية".
لكن الأمر قد يكون أكثر تعقيدا مع الرئيس المنتخب ترامب. ففي حين تبتهج روسيا وإسرائيل بفوزه، فإن الدول الأوروبية وبخاصة بريطانيا وحلفاء واشنطن في المحيطين الهادئ والهندي يواجهون موقفا أشد تعقيدا. وهذه الدول تحاول بلورة ردها في ضوء تصريحات ترامب، مع العلم بأن صعوبة التنبؤ بقراراته وتناقض مواقفه كانا من أهم سمات فترة رئاسته السابقة وربما تكون أيضا في فترة رئاسته الثانية.
والحقيقة أن أغلب دول العالم تترقب سياسات ترامب تجاه مجموعة كبيرة من الملفات الحيوية من التجارة إلى الصراعات الجيوسياسية ومن قضايا المناخ إلى العلاقات الأمريكية الأوروبية.
في خطاب النصر الذي ألقاه، كرر ترامب مقولة إنه في عهده لم تكن هناك "حروب جديدة". وإنه في حين يريد قوات مسلحة أمريكية قوية، فإنه يفضل عدم استخدامها، معربا عن رغبته في إنهاء الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط وتباهى بقدرته على عقد "صفقات" لتحقيق هذه الغاية.
من ناحية أخرى، يبدو أن ترامب يعني ما يقوله بشأن إنهاء الصراعات، حتى لو كان ذلك فقط من باب الاهتمام بالمصالح الأمريكية.
أخيرا فإن ترامب يتبنى رؤية مختلفة تماما لدور الولايات المتحدة. فهو يؤكد أن استمرار حماية الولايات المتحدة لأوروبا يتوقف على زيادة الإنفاق الأوروبي على الدفاع بما يجعل موقف الولايات المتحدة داخل حلف شمال الأطلسي"ناتو" مؤقتا. في الوقت نفسه سيكون لدى كوريا الجنوبية واليابان سببا وجيها للشك في إمكانية الاعتماد على مظلة الحماية الأمريكية في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية والصين، وهو ما يمكن أن يدفعهما إلى زيادة الإنفاق العسكري.
معنى هذا أن السياسة الخارجية الأمريكية ستصبح أصعب في التنبؤ بها. وقد كان تطبيق ترامب لخططه في ولايته الأولى غير منظم ولا فعال بدرجة كبيرة. في الوقت نفسه فإن ترامب حريص على التحدث إلى القادة الذين يقفون حاليا ضد المصالح "الغربية"، بما في ذلك روسيا. لذلك يخشى حلفاء الولايات المتحدة التقليديون من أنه قد يضحي بالقيم الغربية ويدفع نحو نظام عالمي قائم على الصفقات وليس المبادئ.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة دونالد ترامب کامالا هاریس
إقرأ أيضاً:
ترامب الرئيس الـ47 لأمريكا.. فمن هو وكم عدد زوجاته؟
ألقى دونالد ترامب الفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية كلمة أمام مجموعة من أنصاره في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، حياهم فيها وشكر الشعب الأمريكي على تصويته له، وفق ما ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية.
أكد ترامب أنه سيعمل من أجل الناس: "سأوفر فرص العمل و سأصلح اقتصاد البلاد الذي تضرر و انتصاري يعد توافق سياسي تاريخي".
ووعد ترامب بقوله :" سنقوم بخفض الضرائب ويعد هذا النصر غير مسبوق وسنغير أوضاع البلاد".
لكن من هو ترامب؟دونالد جون ترامب من مواليد 14 يونيو 1946 يعد رئيس أمريكا السابق والفائز الحالي بالانتخابات كما إنه قبل ذلك كان شخصية إعلامية ورجل أعمال وقطب عقارات.
عائلة ترامب وزوجاته
في عام 1977، تزوج ترامب من عارضة الأزياء التشيكية إيفانا زيلنيتشكوفا وأنجبا ثلاثة أطفال دونالد جونيور (مواليد 1977)، وإيفانكا (1981)، وإريك (1984).
انفصل الزوجان في عام 1990، بعد علاقة ترامب بالممثلة مارلا مابلز .
وتزوج ترامب ومابلز في عام 1993 وانفصلا في عام 1999 لكن لديهما ابنة واحدة تدعى تيفاني من مواليد 1993 والتي ربتها مابلز في كاليفورنيا.
في عام 2005، تزوج ترامب من عارضة الأزياء السلوفينية ميلانيا كنوس و لديهما ابن واحد يدعى بارون من مواليد 2006.
الرئيس الخامس والأربعينشغل سابقًا منصب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة من عام 2017 إلى عام 2021.
حصل ترامب على درجة البكالوريوس في العلوم الاقتصادية من جامعة بنسلفانيا عام 1968.
عينه والده رئيسًا لشركة العقارات العائلية عام 1971 التي أعاد تسميتها بمنظمة ترامب وأعاد توجيه الشركة نحو بناء وتجديد ناطحات السحاب والفنادق والكازينوهات وملاعب الجولف.
بعد سلسلة من حالات الفشل التجاري في أواخر التسعينيات، أطلق مشاريع جانبية، معظمها ترخيص اسم ترامب.
من عام 2004 إلى عام 2015، شارك في إنتاج واستضافة مسلسل تلفزيون الواقع The Apprentice بينما كان هو وشركاته مدعين أو مدعى عليهم في أكثر من 4000 دعوى قانونية، بما في ذلك ستة حالات إفلاس تجاري.
فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية لعام 2016 كمرشح للحزب الجمهوري ضد مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون بينما خسر التصويت الشعبي.
التحقيق معه
حدد تحقيق مولر أن روسيا تدخلت في انتخابات عام 2016 لصالح ترامب.
خلال الحملة، وُصفت مواقفه السياسية بأنها شعبوية وحمائية وقومية بينما أثار انتخابه وسياساته العديد من الاحتجاجات.
كان الرئيس الأمريكي الوحيد الذي ليس لديه خبرة عسكرية أو حكومية سابقة.
بصفته رئيسًا، أمر ترامب بحظر سفر المواطنين من العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وحول التمويل العسكري نحو بناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
ووقع على قانون التخفيضات الضريبية والوظائف لعام 2017، الذي خفض الضرائب وألغى عقوبة تفويض التأمين الصحي الفردي لقانون الرعاية الميسرة .
ترامب هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي تم عزله مرتين، في عام 2019 بتهمة إساءة استخدام السلطة وعرقلة الكونجرس بعد أن ضغط على أوكرانيا للتحقيق مع جو بايدن ، وفي عام 2021 بتهمة التحريض على التمرد.
برأه مجلس الشيوخ في كلتا الحالتين لكن خسر ترامب الانتخابات الرئاسية لعام 2020 أمام بايدن لكنه رفض الاعتراف بالهزيمة.
وادعى زوراً حدوث تزوير انتخابي واسع النطاق وحاول قلب النتائج في 6 يناير 2021، بحث أنصاره على السير إلى مبنى الكابيتول الأمريكي ، الذي هاجمه العديد منهم بعد ذلك .
أسوأ الرؤساءوقد وصف المؤرخون والعلماء احتضانه للتطرف اليميني والخطاب العنيف ضد أعدائه السياسيين بأنه استبدادي وفاشي .
ويصنف العلماء والمؤرخون ترامب كواحد من أسوأ الرؤساء في تاريخ أمريكا إلا أن شعبيته لازالت جارفة وفاز مرة أخرى على منافسة قوية هي كامالا هاريس.