واشنطن"د. ب. ا": يرى الكاتب جاكوب هيلبرون، رئيس تحرير مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، أنه بعد فوز دونالد ترامب امس على كامالا هاريس، يمكن تشبيهه بجروفر كليفلاند، أول ديمقراطي يتم انتخابه بعد الحرب الأهلية والذي فاز بفترتين رئاسيتين غير متتاليتين، عامي"1884 - 1892 "ومع ذلك، يمكن أيضا تشبيه ترامب برئيس آخر، هو رونالد ريجان.

وعندما فاز ريجان عام 1980 على جيمي كارتر، أصيبت النخب الليبرالية بحالة من الذهول، فقد دخل ريجان واشنطن حاملا وعدا بقلب الديمقراطية واستعادة العظمة الأمريكية بعد فترة رئاسة كارتر الكئيبة، في رأيه. وكان ذلك يمثل رعدا بالنسبة لليمين.

ويضيف هيلبرون، وهو باحث بارز غير مقيم في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي في تحليل نشرته المجلة، إن أوجه الشبه بين ترامب وريجان تنتهي عند هذا الحد، فقد أعاد ترامب صياغة صورة الحركة المحافظة وفقا لصورته القوية من خلال الابتعاد عن حقائق حقبة ريجان، وانتهت المؤسسة الجمهورية القديمة، ليحل محلها الشعبويون الشباب.

وفي ظل تواجد جي دي فانس نائبا للرئيس، من المرجح أن يستعين ترامب في إدارته بجيل جديد من المحافظين القادرين على تنفيذ وعوده بالإطاحة بالدولة العميقة في الداخل والتخندق في الخارج.

وشباب هذا الجيل لديهم خطة ورؤية. فعلى سبيل المثال، دعا الباحث الأمريكي سومانترا ميترا في مقال بمجلة فورين أفيرز، إلى"حلف ناتو خامد"، حيث تقوم أمريكا بسحب قواتها البرية من أوروبا من أجل أن يصبح عبء الدفاع عن القارة بعيدا عن واشنطن لكي تتولى حكومات المنطقة مسؤولية الدفاع عن نفسها.

وأكد البريدج كولبي، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع خلال ولاية ترامب الأولى، عقيدة ترامب التي تتمثل في التحول من التركيز على أوروبا إلى مواجهة مساعي الصين لفرض سيادتها على بحر الصين الحنوبي.

وبالنسبة لترامب نفسه، تمثل فترة الرئاسة الثانية فرصة لتحقيق حلمه القديم، الذي يتمثل في إنهاء تحالفات أمريكا. ولن تكون هناك سوى أصوات قليلة في مجلس الشيوخ يمكن أن تعارضه.

ومن الأمور التي تعزز قوة ترامب، حقيقة أنه تخلى عن فكرة آلة الحرب أثناء الحملة الانتخابية، التي لم يهتم خلالها أيضا بمحترفي الحزب المخضرمين الذين طالبوه بكتم تصريحاته الحادة، واعتمد على لجان العمل السياسي الخارجية لحشد مؤيديه. وسوف يكون لإيلون ماسك الذي دعم حملة ترامب بسخاء دور بارز في الإدارة الجديدة.

ويقول هيلبرون إن هناك جدلا حول أسباب خسارة كامالا هاريس. وأحد التفسيرات لذلك هو أن ترامب لم يفز بقدر ما خسرت هاريس. وذكر الكاتب جوناثان تشيت أن "الجمهور الأمريكي لم يحتضن ترامب. فقد أبدت الكتلة الحاسمة من الناخبين شكوكا عميقة حول شخصية ترامب وخطابه". ويؤكد شيت أن "ترامب لم يفز بجعل الناس يحبونه أو حتى يقبلونه، بل فاز لأن الناخبين رفضوا إدارة بايدن-هاريس." ويوضح هيلبرون أن هذا من شأنه أن يقلل من شأن الجاذبية المغناطيسية التي يبدو أن ترامب يمارسها بالنسبة لاتباعه ومؤيديه.

ومن ناحية أخرى، وصف دانيال مكارثي في صحيفة نيويورك تايمز انتخاب ترامب بأنه "تصويت عام على عدم الثقة في القادة والمؤسسات التي شكلت الحياة الأمريكية منذ نهاية الحرب الباردة قبل 35 عاما".

ويرى هيلبرون أن هذا حكم سلبي بحت، وأن السؤال المطروح بالنسبة لترامب، كما يقر مكارثي، هو ما إذا كان بإمكانه تحقيق ما هو أكثر من الدمار في واشنطن. وأعلن ترامب في خطابه في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا أنه سيدشن "عصرا ذهبيا جديدا لأمريكا." في هذه الاثناء، تعهّدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس امس انتقالا سلميا للسلطة إلى دونالد ترامب بعد الفوز الكبير الذي حقّقه المرشّح الجمهوري في السباق إلى البيت الأبيض والذي أحدث صدمة في الولايات المتحدة وسائر أنحاء العالم.

وقالت المرشحة الديموقراطية في خطاب الإقرار بالهزيمة "يجب علينا أن نتقبّل نتائج هذه الانتخابات. في وقت سابق اليوم، تحدّثت إلى الرئيس المنتخب ترامب وهنّأته بفوزه".

وأضافت في الخطاب الذي ألقته أمام حشد من أنصارها في جامعة هوارد التي تخرجت منها بواشنطن "لقد أبلغته أيضا أنّنا سنساعده وفريقه في المرحلة الانتقالية، وأنّنا سنشارك في انتقال سلمي للسلطة".

وارتدت عودة الملياردير الجمهوري البالغ 78 عاما إلى السلطة طابعا استثنائيا لأنّ حملته الانتخابية الثالثة تخللتها محاولتا اغتيال وأربع لوائح اتهام وإدانة جنائية.

وحقق ترامب انتصارا واضحا وكاسحا، إذ فاز في الولايات المتأرجحة من جورجيا إلى بنسلفانيا مرورا بويسكونسن ليقضي بذلك على آمال هاريس، قبل أن تعطيه ميشيغان، معقل الديموقراطيين السابق، الدفع النهائي.

من جهته، أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن امس بنائبته كامالا هاريس عقب خسارتها في الانتخابات الرئاسية أمام الجمهوري دونالد ترامب.

وقال بايدن في بيان: "ستظل (هاريس) قائدة يتطلع إليها أبنائنا لأجيال قادمة وهي تضع بصمتها على مستقبل أمريكا".

وأضاف بايدن أن هاريس، التي حلت محل بايدن على رأس قائمة الحزب الديمقراطي في يوليو الماضي "كانت شريكا رائعا وموظفة عامة مفعمة بالنزاهة والشجاعة والشخصية".

وتابع: "في ظل ظروف استثنائية، تقدمت وقادت حملة تاريخية جسدت ما هو ممكن عندما تسترشد ببوصلة أخلاقية قوية ورؤية واضحة لأمة أكثر حرية وعدالة ومليئة بالمزيد من الفرص لجميع الأمريكيين".

وأضاف أن اختيار هاريس لمنصب نائب الرئيس كان أفضل قرار اتخذه بايدن.

وفي السياق ايضا، وبعد انتخاب الأمريكيين للرئيس السابق دونالد ترامب لفترة حكم ثانية تفصلها 4 سنوات عن الفترة الأولى، ستتسابق دول العالم على إعادة رسم علاقاتها معه وحساب الآثار المحتملة لوصوله إلى البيت الأبيض على أوضاعها وقضاياها الحيوية.

وفي تحليل نشره المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) نقلت برونوين مادوكس الرئيس التنفيذي للمعهد عن مسؤول ياباني القول "إننا في العالم تعلمنا التعامل مع الرؤساء الأمريكيين الجدد كما نتعامل مع هدية عيد الميلاد، نفتحها ونقول هذه بالضبط هي ما كنا نريدها أيا كانت الهدية".

لكن الأمر قد يكون أكثر تعقيدا مع الرئيس المنتخب ترامب. ففي حين تبتهج روسيا وإسرائيل بفوزه، فإن الدول الأوروبية وبخاصة بريطانيا وحلفاء واشنطن في المحيطين الهادئ والهندي يواجهون موقفا أشد تعقيدا. وهذه الدول تحاول بلورة ردها في ضوء تصريحات ترامب، مع العلم بأن صعوبة التنبؤ بقراراته وتناقض مواقفه كانا من أهم سمات فترة رئاسته السابقة وربما تكون أيضا في فترة رئاسته الثانية.

والحقيقة أن أغلب دول العالم تترقب سياسات ترامب تجاه مجموعة كبيرة من الملفات الحيوية من التجارة إلى الصراعات الجيوسياسية ومن قضايا المناخ إلى العلاقات الأمريكية الأوروبية.

في خطاب النصر الذي ألقاه، كرر ترامب مقولة إنه في عهده لم تكن هناك "حروب جديدة". وإنه في حين يريد قوات مسلحة أمريكية قوية، فإنه يفضل عدم استخدامها، معربا عن رغبته في إنهاء الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط وتباهى بقدرته على عقد "صفقات" لتحقيق هذه الغاية.

من ناحية أخرى، يبدو أن ترامب يعني ما يقوله بشأن إنهاء الصراعات، حتى لو كان ذلك فقط من باب الاهتمام بالمصالح الأمريكية.

أخيرا فإن ترامب يتبنى رؤية مختلفة تماما لدور الولايات المتحدة. فهو يؤكد أن استمرار حماية الولايات المتحدة لأوروبا يتوقف على زيادة الإنفاق الأوروبي على الدفاع بما يجعل موقف الولايات المتحدة داخل حلف شمال الأطلسي"ناتو" مؤقتا. في الوقت نفسه سيكون لدى كوريا الجنوبية واليابان سببا وجيها للشك في إمكانية الاعتماد على مظلة الحماية الأمريكية في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية والصين، وهو ما يمكن أن يدفعهما إلى زيادة الإنفاق العسكري.

معنى هذا أن السياسة الخارجية الأمريكية ستصبح أصعب في التنبؤ بها. وقد كان تطبيق ترامب لخططه في ولايته الأولى غير منظم ولا فعال بدرجة كبيرة. في الوقت نفسه فإن ترامب حريص على التحدث إلى القادة الذين يقفون حاليا ضد المصالح "الغربية"، بما في ذلك روسيا. لذلك يخشى حلفاء الولايات المتحدة التقليديون من أنه قد يضحي بالقيم الغربية ويدفع نحو نظام عالمي قائم على الصفقات وليس المبادئ.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة دونالد ترامب کامالا هاریس

إقرأ أيضاً:

تحليل لـCNN: إيران تغازل ترامب بفرصة الـتريليون دولار.. لكن هل يُثري الاتفاق النووي أمريكا؟

تحليل بقلم عباس اللواتي من شبكة CNN

(CNN) -- تعد إيران اتفاقا نوويا محتملا مع الولايات المتحدة، بلغة مصممة لإرضاء الشخصية المفضلة لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: صانع الصفقات.

واستغل المسؤولون في طهران صورة ترامب المناهضة للحرب والمؤيدة للأعمال التجارية لترويج اتفاق نووي إيراني أمريكي كوسيلة لمساعدة ترامب على الوفاء بوعده "بجعل أمريكا غنية مجددا".

وتجادل طهران بأن الحرب معها ستستنزف الخزائن الأمريكية، بينما يمكن للجهود الدبلوماسية أن تفتح الباب أمام الازدهار الاقتصادي.

وفي هذا السياق، قدّم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بلاده على أنها منفتحة على الأعمال التجارية الأمريكية في مقال رأي نُشر في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الشهر الماضي.

وكتب: "يصور الكثيرون في واشنطن إيران على أنها دولة مغلقة اقتصاديا، والحقيقة هي أننا منفتحون على الترحيب بالأعمال التجارية من جميع أنحاء العالم".

 وأضاف: "الإدارات الأمريكية والعوائق التي وضعها الكونغرس، وليس إيران، هي التي حالت دون استفادة الشركات الأمريكية من فرصة تريليون دولار التي يمثلها الوصول إلى اقتصادنا".

ووفقا لإسفنديار باتمانغيليج، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بورس آند بازار للأبحاث الاقتصادية، يصور المسؤولون الإيرانيون الصفقة المحتملة كفرصة عمل مصممة خصيصا لأولويات ترامب، بما في ذلك تركيزه على التعريفات الجمركية ومطالبه بالمعاملة الاقتصادية بالمثل.

وأضاف: " الإيرانيون يرون أن ترامب يريد أن يكون صانع صفقات نوعًا ما، وهم يدركون بوضوح أن ترامب يريد صفقات يُمكنه اعتبارها مكسبًا للاقتصاد الأمريكي."

وعقدت إيران والولايات المتحدة 3 جولات من المفاوضات غير المباشرة إلى حد كبير بوساطة سلطنة عُمان، آخرها، السبت، تضمنت مناقشات فنية حول التفاصيل الدقيقة للصفقة المحتملة، و أعرب الجانبان عن تفاؤلهما.

تغيير حسابات ترامب

انتقد ترامب مرارًا وتكرارًا الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية، ووصفه بأنه "لا يخدم المصالح الأمريكية".

 وبعد انسحابه منها عام 2018، وصفه ترامب بأنه "واحد من أسوأ  الصفقات التي أبرمتها الولايات المتحدة على الإطلاق".

وأدى هذا الاتفاق، الذي أُبرم خلال ولاية باراك أوباما الثانية، إلى رفع العقوبات الثانوية بشكل أساسي: وهي عقوبات أمريكية تستهدف الشركات غير الأمريكية التي تتعامل تجاريًا مع إيران، أما العقوبات الأساسية، التي تمنع الشركات الأمريكية بشكل مباشر من التعامل تجاريًا مع إيران، فقد ظلت سارية في معظمها.

 ونتيجةً لذلك، سُمح للشركات الأجنبية بالعودة إلى السوق الإيرانية، بينما ظلت الشركات الأمريكية محظورة إلى حد كبير.

ولم تُجرِ سوى شركات أمريكية وأجنبية قليلة أعمالا تجارية في إيران منذ الثورة الإسلامية 1979، وترددت العديد من الشركات الغربية في دخول البلاد حتى بعد توقيع اتفاق 2015.

 ويمكن لوزارة الخزانة الأمريكية إصدار تراخيص خاصة - عادةً للتجارة الإنسانية - لكن جميع الأنشطة التجارية الأخرى تقريبًا لا تزال محظورة.

ويبدو أن طهران تحاول تغيير حسابات ترامب من خلال صياغة اتفاق على أنه صفقة مربحة للجانبين، حتى أن وزير خارجية إيران لوّح بالوصول إلى برنامجها النووي الثمين - رمز السيادة الوطنية والهيبة الذي سعى بعض المسؤولين الأمريكيين إلى تفكيكه.

وذكر عراقجي عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا) هذا الأسبوع: "خطتنا طويلة الأمد هي بناء ما لا يقل عن 19 مفاعلا نوويا إضافيا، مما يعني أن عشرات المليارات من الدولارات من العقود المحتملة متاحة".

 وأضاف أن "السوق الإيرانية كبيرة بما يكفي للمساعدة في إنعاش الصناعة النووية المتعثرة في الولايات المتحدة".

وبالنسبة للشركات الغربية، تُمثل إيران سوقًا غير مستغلة وتضم 90.6 مليون شخص، أكثر من 60% منهم دون سن 35 عامًا، ، وفقًا لشركة أبحاث السوق "موردور إنتليجنس".

وبعد توقيع الاتفاق النووي 2015، قدرت شركة ماكينزي غلوبال ريسيرش أن إيران يمكن أن تضيف تريليون دولار إلى ناتجها المحلي الإجمالي وتخلق 9 ملايين وظيفة في غضون 20 عامًا من دخول الاتفاق حيز التنفيذ إذا سعت إلى إصلاحات هيكلية وجذبت الاستثمارات.

وأنتج الاقتصاد الإيراني سلعًا وخدمات بقيمة 434 مليار دولار أمريكي في 2024، ولكن عند تعديله وفقًا للأسعار المحلية وتكاليف المعيشة - وهو مقياس يُعرف باسم تعادل القوة الشرائية - يقفز الناتج المحلي الإجمالي لإيران إلى 1.7 تريليون دولار أمريكي.

 وتعكس الفجوة الكبيرة بين الرقمين مدى صغر حجم الاقتصاد الإيراني من الخارج بسبب ضعف عملته والعقوبات الدولية.

وتكمن هذه الفجوة في الفرص غير المستغلة، وفقًا لبيجان خاجهبور، الشريك الإداري لشركة أوراسيان نيكسوس بارتنرز الاستشارية ومقرها فيينا.

 وأضاف أن الشركات الدولية يمكن أن تساعد في سد هذه الفجوة والاستفادة منها.

وقد يكون هذا الاحتمال مغريًا للشركات الأمريكية، لكن التجارب السابقة والواقع الحالي يشيران إلى أن ممارسة الأعمال التجارية في إيران لن تكون سهلة، فحتى لو تم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، فلن يفتح الباب تلقائيًا أمام الشركات الأمريكية.

التأثير الاقتصادي المتنامي لـ"الحرس الثوري" الإيراني

تطبق الولايات المتحدة بشكل كبير نوعين من العقوبات على إيران: تلك المرتبطة بأنشطتها النووية، وتلك المرتبطة بـ"الإرهاب".

وتم تصنيف إيران من قبل الولايات المتحدة كـ"دولة راعية للإرهاب" و”الحرس الثوري” التابع لها

ويُعتبر “الحرس الثوري” الإيراني، وهو قوة شبه عسكرية نخبوية متأصلة بعمق في اقتصاد البلاد وسياساتها، منظمة "إرهابية أجنبية"، وفقا لواشنطن.

حتى لو نجحت المفاوضات الحالية بشأن البرنامج النووي الإيراني، فمن المرجح أن تظل العقوبات المتعلقة بالإرهاب سارية - مما يعني أن الشركات الأمريكية ستظل بحاجة إلى موافقة كل حالة على حدة، عبر تراخيص من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكيةلممارسة الأعمال التجارية في بعض القطاعات هناك.

وعلى مر السنين، توسع “الحرس الثوري” الإيراني ليصبح مؤسسة حكومية تعمل بالتوازي مع الحكومة، ولها بصمة اقتصادية متنامية باستمرار.

ويقول الخبراء إن دور “الحرس الثوري” الإيراني في الاقتصاد الإيراني قد ازداد منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الأخير، مما قد يزيد من صعوبة دخول الشركات الأمريكية.

ومع تردد الشركات الأجنبية في ممارسة الأعمال التجارية هناك، دافع المرشد الإيراني علي خامنئي عن "اقتصاد المقاومة"، الذي يقوم على استراتيجية تركز على الاعتماد على الذات وتقليل الواردات والاستثمارات الأجنبية.

 وتدخل “الحرس الثوري” الإيراني لملء هذا الفراغ، ووسع دوره في قطاعات مثل البناء والبنوك والاتصالات والنفط.

وقال بيجان خاجهبور، الذي قدّم استشارات لشركات دولية بشأن إيران: "لقد انتقلت ملكية الجهات الاقتصادية الفاعلة بعيدًا عن الحكومة، متجهةً نحو ما نسميه كيانات شبه حكومية".

 وأضاف: "بعض هذه الكيانات شبه الحكومية خاضعة للعقوبات، ويتعين على الشركات الأجنبية تقدير المخاطر المختلفة لاستراتيجيات شراكتها".

وتابع أن "عقودا من الحرب والعقوبات والركود الاقتصادي، بالإضافة إلى الفساد وغموض ثقافة الأعمال الإيرانية، جعلت ممارسة الأعمال التجارية في البلاد معقدة".

تجاوز عقبات ممارسة الأعمال التجارية

بعد توقيع اتفاق 2015، أصبحت شركات غربية مثل بوينغ وتوتال وبيجو ونستله من أوائل الشركات التي دخلت إلى إيران.

 فعلى سبيل المثال، أتمت بوينغ عقدًا بقيمة 16 مليار دولار لبيع 80 طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الإيرانية بعد حصولها على ترخيص من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية لكن الحكومة الأمريكية ألغت الترخيص خلال ولاية ترامب الأولى، مما أدى إلى إبطال العقود. 

وقال بيجان خاجهبور إنه إذا أمكن التغلب على هذه العقبات، فقد تُستأنف التجارة، لا سيما مع احتمال إحياء صفقة بوينغ، لكن هناك فرصًا أخرى واعدة أيضًا. 

وأضاف أنه بالإضافة إلى النفط والغاز، تُقدم إيران لشركائها المحتملين آفاقًا في مجال التعدين بما في ذلك المعادن النادرة، واقتصادًا رقميًا متناميًا، وقوة عاملة متعلمة.

وأوضح باتمانغيليج أن إحدى طرق تمكين الشركات الأمريكية من دخول إيران تتمثل في تكرار الحل البديل الذي أُدرج في الاتفاق النووي 2015: وهو استثناء يسمح للشركات غير الأمريكية التابعة للشركات الأمريكية بالعمل في إيران بشروط صارمة.

وأشار إلى أن الفارق الرئيسي هذه المرة هو أن دول الخليج المتحالفة مع الولايات المتحدة تدعم الآن الاتفاق النووي الإيراني، وقد أبدت استعدادها للتعاون الاقتصادي مع إيران، وهذا يتناقض تمامًا مع الجولة الأخيرة، عندما قطعت علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية بعد وقت قصير من تنفيذ الاتفاق. 

وحرص عراقجي، كبير المفاوضين الإيرانيين، على إبقاء الدول العربية المجاورة على اطلاع دائم بتقدم المفاوضات.

وأضاف باتمانغيليج أن الولايات المتحدة يمكن أن تكتسب انكشافًا غير مباشر على السوق الإيرانية من خلال العمل عبر دول الخليج، حيث يوجد العديد من الشركات الأمريكية التي لديها مقرات إقليمية.

ومع ذلك، حذّر من أن أيًا من هذا غير ممكن إذا ظلت الشركات مترددة في المشاركة، نظرًا للشكوك المستمرة حول متانة أي صفقة جديدة - خاصة بعد انسحاب ترامب من اتفاق 2015.

وقال باتمانغيليج: "على الرغم من كل ما نحمله من أعباء جراء انهيار الاتفاق النووي 2015، إلا أن هناك الكثير من الأدوات التي يمكن استخدامها لإيجاد سبل لبناء صفقة مربحة للجميع".

وأضاف: "إذا كان الجانبان جادين في هيكلة جوانب هذه الصفقة لضمان وجود منفعة اقتصادية للولايات المتحدة، فهناك أمور يمكن القيام بها". 

وتابع: "في النهاية، لا تزال هناك طبقة متوسطة في إيران ترغب في الوصول إلى السلع المستوردة وترغب في أن تتمكن من شراء المزيد من العلامات التجارية الأمريكية".

أمريكاإيرانالإدارة الأمريكيةالاتفاق النووي الإيرانيالبرنامج النووي الإيرانيباراك أوبامادونالد ترامبعلي خامنئينشر الخميس، 01 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • كامالا هاريس تهاجم دونالد ترامب في أكبر خطاب منذ خسارة الانتخابات الأمريكية
  • ترامب: ندرس وضع قانون ضرائب الأفضل في تاريخ الولايات المتحدة
  • تحليل لـCNN: إيران تغازل ترامب بفرصة الـتريليون دولار.. لكن هل يُثري الاتفاق النووي أمريكا؟
  • ترامب: بايدن المتسبب بانكماش الاقتصاد الأميركي
  • ترامب: نتحمل نتائج ما حدث خلال 4 سنوات من حكم بايدن
  • نشرة أخبار العالم | ترامب يتهم الصين بسرقة الولايات المتحدة.. الرئيس الأمريكي يكشف إنجازات 100 يوم.. وباكستان تتوقع غزوًا هنديًا خلال 24 ساعة.. و1000 غارة أمريكية على الحوثيين
  • ترامب في خطاب الـ100 يوم: العصر الذهبي لأمريكا بدأ.. سنقضي على الدولة العميقة
  • ترامب: العالم يتهافت على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إبرام اتفاقات اقتصادية
  • ترامب: كنا نخسر 5 مليارات دولار يوميًا في عهد بايدن
  • البيت الأبيض: ترامب يركز على تراجع معدلات التضخم التي خلفتها إدارة بايدن