يستعد لبنان لجلسة مجلس الأمن الدولي في 31 آب الجاري بشأن التمديد لقوات اليونيفل ، وسط محاولات فرنسية وبريطانية وأميركية لإدخال تعديلات جديدة على صلاحيات قوات الطوارئ الدولية وتوسيع نطاق عملها، علما أن محاولات جرت من قبل الجيش لتثبيت حق لبنان عند ما يسمى الخط الأزرق، من خلال تنظيمه جولة لممثلي سفارات الدول الخمس في لبنان على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، شارك فيها السفير الصيني تشيان مين جيان وملحقون عسكريون وقائمون بالأعمال في سفارات الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وسويسرا والبرازيل.

في حين أن بعثة رسمية سوف تتوجّه إلى نيويورك، برئاسة وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب ومنسّق الحكومة لدى اليونيفل العميد منير شحادة ممثّلاً وزارة الدفاع، لمواكبة الاجتماعات التحضيرية والتشاورية التي تسبق جلسة إقرار التمديد.

تحاول باريس وواشنطن ولندن التصويب على ما تسميه انتهاك لبنان للقرارات الدولية من خلال إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة وتعرض الكتيبة الأيرلندية لإطلاق نار في منطقة العاقبية،وتمسك حزب الله بعدم ازالة الخيمتين اللتين عمل على نصبهما في خراج بلدة كفرشوبا ربطاً بالأحداث التي حصلت في الأشهر الماضية

للسنة الثانية على التوالي تحاول فرنسا إضافة تعديلات على مهام قوات اليونيفيل العاملة في لبنان وهو أمرٌ لا يصّب في مصلحة لبنان، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي عمر معربوني لـ"لبنان24". وممّا لا شك فيه أن التعديلات التي حصلت السنة الفائتة والتي تمنح اليونيفيل حق التجول والقيام بمهام الدورية والتفتيش بدون التنسيق مع الجيش اللبناني أمرٌ بغاية الخطورة ومن المفترض أن يحصل عكس ذلك في الجلسة المقرّرة نهاية الشهر الحالي بتاريخ 31 آب 2023 .

وفي المعلومات، فإن المعركة ستكون قاسية حول التمديد لليونيفيل بالتعديلات نفسها على مهامها التي تم الأخذ بها في 2022. وستستند القوى المناوئة للمقاومة في الداخل والخارج، بحسب معربوني، على استخدام بند منع نقل السلاح غير الشرعي داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما لا ينطبق على سلاح المقاومة الذي شرّعت البيانات الوزارية المتعاقبة وجودها وحركتها واعمالها.

وعلى الرغم من قرار التعديلات الذي صدر العام الفائت، الا أن قوات اليونيفيل لم تستطع أن تستخدم مضمونه وخصوصاً بعد حادثة العاقبية التي قُتل فيها جندي من اليونيفيل، علماً أن هناك علامات استفهام حول أدوار استخباراتية وتجسسية يقوم بها بعض ضباط وجنود اليونيفيل ما يعني، بحسب معربوني، أن حركة اليونيفيل حتى لو تم اتخاذ قرار التمديد لها بتعديلات مشابهة لتعيديلات العام 2022 أو إضافية، ستبقى مقيدة ولن يكون بمقدورها التحرك بحرية إلا بموافقة ومواكبة الجيش .

والأكيد، كما يقول معربوني، أن على الدولة اللبنانية القيام بواجباتها وأن ترفض عبر وزارة الخارجية أي إضافات أو تعديلات والعودة إلى مضمون القرار كما كان قبل سنة 2022 وهذا يتطلب العودة إلى التنسيق مع روسيا والصين لعدم تمرير قرارات لا تخدم لبنان علماً بأن لبنان وحده قادر على منع قرارات معدلة إذا ما تم التعاطي مع الملف بحس وطني ينطلق من حق لبنان كدولة سيادية.

وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن تمديد ولاية قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان يبدأ ، بحسب رئيس مؤسسة JUSTICIA الحقوقية والعميد في "الجامعة الدولية للأعمال" في ستراسبورغ المحامي الدكتور بول مرقص لـ"لبنان24" بقرار صادر من مجلس الوزراء، ومن ثم يُقدم لبنان طلباً بذلك إلى مجلس الأمن، حيث يجتمع المجلس ويوافق على التمديد، مؤكدًا ولاية اليونيفيل بموجب القرار 1701 (2006) والقرارات اللاحقة.و هذه الخطوة تتم بشكل سنوي كجزء من الروتين، حيث تساهم قوات اليونيفيل في تخفيف التوترات على الحدود وتسجيل أي خروقات من الجانبين. علما أن لبنان يوافق عادةً على التمديد، مع إمكان التعبير عن اعتراضه على أي تعديل أو بند يتم إدراجه في قرار التمديد من قبل مجلس الأمن بواسطة مندوبه في الأمم المتحدة. ذلك أنه يمكن للبنان من خلال مندوبه لدى الامم المتحدة أن يسعى لإيصال مطالبه عبر الاجتماع بمندوبي الدول الأعضاء وسعيه للحصول على موافقتهم قبل جلسة مجلس الأمن حيث يجري التصويت على بنود التمديد.وتصدر قرارات مجلس الأمن في المسائل الإجرائية بموافقة تسعة من أعضائه. أما في المسائل الأخرى كافة فتتم بموافقة أصوات تسعة من أعضائه يكون من بينها أصوات الأعضاء الدائمين متفقة، بشرط أنه في القرارات المتخذة تطبيقاً لأحكام الفصل السادس والفقرة 3 من المادة 52 يمتنع من كان طرفاً في النزاع عن التصويت. وبشكل عام، لبنان يعتمد على دعم الفيتو الروسي والصيني لمواجهة أي تعديلات غير مقبولة بنظره.

وعليه، يمكن القول على المستوى السياسي، أن الانقسام الداخلي حول جلسة 31 آب وما سيؤول إليه التقرير الذي سيصدر بشأن لبنان وصلاحيات اليونيفيل، تظهر في مواقف القوى السياسية، فمنها من راهن على حادثة الكحالة للإشارة إلى أن حزب الله يتجاوز القرارات الدولية لا سيما منها 1559، الأمر الذي يستدعي من مجلس الامن والمجتمع الدولي الحراك تجاه توسيع صلاحيات اليونيفيل ، في حين أن حزب الله لا يعطي موضوع التمديد لليونيفيل الأولوية اقتناعا منه أن ما اقترحته باريس سوف يسقط بالفيتو الروسي والصيني، هذا فضلا عن أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وضع النقاط على الحروف أمس بتأكيده أن المعادلة الذهبية هي التي تحمي لبنان، والمقاومة أقوى بكثير ممّا كانت عليه".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

تشييع نصرالله يعلّق حركة الطيران

تتجه الانظار الى تشييع الامينين العامين لحزب الله السابقين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين الاحد في 23 الجاري.

ويشارك وفد ايراني عالي المستوى يمثّل الحكومة والمجلس وجميع الاجهزة في مراسيم تشييع السيد نصر الله، حسبما نقلت وكالة «ايرنا» عن وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي.

وفي خطوة احترازية، اعلنت المديرية العامة للطيران المدني في مطار بيروت انه سيتم اقفال المطار، وتوقف حركة الاقلاع والهبوط من والى المطار بتاريخ 23 شباط 2025، ابتداءً من الساعة 12 ظهراً وحتى الـ4 من بعد ظهر اليوم نفسه.

ومن الاجراءات التي توقفت عندها الاوساط المتابعة، تحذير السفارة الاميركية في لبنان رعاياها من سلوك طريق بئر حسن والجنوب وطريق مطار رفيق الحريري الدولي، يوم الاحد المقبل بالتزامن مع تشييع الامين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وكتبت" النهار": لم يكن أحد يتوقع أن ينتهي اعتصام "حزب الله" تحت شعار "رفض الإملاءات الإسرائيلية، ودفاعاً عن السيادة الوطنية"، بذلك المشهد المتوتر، ولا سيما أن التنسيق كان قائما بين الحزب والجيش اللبناني.

الا أن أمنية ضبط الأمور ميدانيا دونها صعوبات إلى درجة قد يصعب التحكم فيها. وإذا كان الجيش قد برر سبب الاستخدام الكثيف للغاز المسيل للدموع، فإن "حزب الله" يطالب بالتحقيق بعد "الاستخدام المفاجىء للقنابل" التي وصلت إلى المنصة حيث كان يقف نائب رئيس مجلسه السياسي محمود قماطي.
وكانت تلك المنطقة الجغرافية شهدت مواجهات وإطلاق نار من القوى الأمنية على المتظاهرين منذ خريف 1982.
ففي تشرين الأول (أكتوبر) 1982، خلال عهد الرئيس السابق أمين الجميل، ساد التوتر المنطقة القريبة من المطار وتحديداً في حي الرمل العالي الملاصق لطريق المطار، حينها كانت القوى الأمنية تعمل لإزالة مخالفات البناء. وبعد مواجهة مع الأهالي أطلقت النار في اتجاه المعترضين ما أدى إلى سقوط ضحيتين وإصابة آخرين بينهم امرأة. وأشار بيان الجيش حينها إلى أن مجهولين أطلقوا النار في اتجاه الجيش، ورد الأخير عليها. طبعا لا يمكن فصل تلك الحادثة عن الظروف التي كان يعيشها لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي والانقسامات الحادة في البلاد.
مرت السنوات ليعود المشهد عينه بدموية موصوفة إلى الرمل العالي، ويتكرر سيناريو مطابق في الشكل والمضمون. ففي 6 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2006 سقط الفتيان محمد ناجي (11 عاماً) وحسين سويدان (17 عاماً) برصاص عناصر من قوى الأمن الداخلي، وادعت المحمكة العسكرية لاحقاً على 7 عناصر من الأمن الداخلي بـ"التسبب بمقتل ناجي وسويدان"، وحينها كان التعاون لافتاً من المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لجلاء حقيقة ما جرى في الرمل العالي. 

لا تزال تظاهرة "رفض اتفاق أوسلو" في 13 أيلول (سبتمبر) عام 1993 واحدة من الأكثر دموية في لبنان. فخلال تنظيم "حزب الله" تحركاً مندداً بالاتفاق الذي وقّع في ذلك اليوم، أطلقت القوى الأمنية الرصاص على المتظاهرين لدى وصولهم إلى جسر المطار (منطقة الغبيري)، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص بينهم سيدات وجرح العشرات. في ذلك اليوم تلقف "حزب الله" الامر، وأعلن أمينه العام السيد حسن نصرالله أن "البلاد كانت على حافة الحرب الأهلية"،وانتظر الحزب نتائج التحقيقات في تلك المجزرة ولكن الانتظار طال".

بعد 11 عاماً على تظاهرة التنديد باتفاق أوسلو، كان حي السلم في الضاحية الجنوبية لبيروت على موعد مع الدماء إثر تظاهرة للسائقين المحتجين على ارتفاع أسعار الوقود، وكذلك منع الفانات العاملة على المازوت من الاستمرار في نقل الركاب. وبعد جلسة مجلس الوزراء في 27 أيار (مايو) 2004، قرر السائقون تلبية دعوة الاتحاد العمالي العام للاحتجاج على الاستنسابية في السماح لأنواع محددة من الباصات بالعمل على المازوت، لكن الاحتجاج المطلبي تحول إلى إطلاق نار من العناصر الأمنية في اتجاه السائقين بعد مواجهات أدت إلى إصابات لدى الطرفين، وفجأة بدأ إطلاق نار أدى إلى سقوط 5 ضحايا من السائقين أصيبوا في المناطق العلوية من أجسادهم. أما ردة فعل ذويهم فكانت إحراق مكاتب في وزارة العمل في منطقة الشياح.
 

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن الروسي: “الناتو” يدرس شن هجمات في قاع البحر
  • قوات الاحتلال تلقي قنابل صوت على نقطة تجمع للأهالي بكفر كلا جنوب لبنان
  • بري استقبل السفير البريطاني ووفدا من الكتيبة الكورية العاملة في اليونيفيل
  • الأمن السوري يعتقل مجموعات متورطة في بيع السلاح لحزب الله
  • ترويكا الحكم تجتمع استثنائيا: هذا احتلال ومن حق لبنان اعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو
  • تشييع نصرالله يعلّق حركة الطيران
  • بعد انتهاء مهلة الانسحاب واستمرار الخروقات.. لبنان يلجأ لمجلس الأمن لإنهاء احتلال أراضيه
  • ولي العهد السعودي يستقبل وزير الخارجية الروسي
  • البورصة المصرية تنهي تعاملات جلسة الثلاثاء على ارتفاع جماعي في حركة المؤشرات
  • وزير الداخلية: المفتي دريان يتمنى تحقيق التضامن الحكومي والوزاري