هآرتس: هذا ما ينتظر إسرائيل في عهد ترامب
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
سرايا - في مقال تحليلي مطول بصحيفة "هآرتس"، سلط المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل الضوء على التداعيات المحتملة على إسرائيل بعد فوز دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة.
وقال إنه رغم دعمه لإسرائيل، فقد يخلق فوز ترامب حالة من التعقيد في التحالفات الإسرائيلية الأميركية، خاصة إذا اختار ترامب توجيه سياساته لتحقيق "مصالحه الخاصة أولا" دون اعتبار كاف للتحالف مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأكد هرئيل أن نتنياهو كان يترقب، بل ويتمنى، فوز ترامب، قائلا "لقد قدر نتنياهو، وتمنى، وأعتقد أن هذه ستكون النتيجة فوز كاسح لدونالد ترامب". وأضاف أن ترامب سيعود إلى الحكم، كما يبدو، من دون قيود تذكر.
وقال الكاتب إن "ترامب كان دائما لغزا ملفوفا في غموض: متقلبا، أنانيا، ويصعب التنبؤ بتصرفاته". وتوقع أن الرئيس السابق قد يتخذ هذه المرة نهجا أكثر استقلالية مقارنة بفترة ولايته الأولى، مستفيدا من غياب بعض القيادات العسكرية المتقاعدة التي كانت تحاول توجيه سياساته في بداية عهده الرئاسي الأول.
ورغم خطاب ترامب المتكرر حول دعمه غير المحدود لإسرائيل، أبدى المحلل الإسرائيلي ملاحظات حول تعقيد علاقة ترامب مع نتنياهو، مشيرا إلى أن ترامب رغم دعمه لنتنياهو أبدى أحيانا مواقف غير متوقعة.
فعلى سبيل المثال، أظهر ترامب غضبًا علنيًا عندما هنأ نتنياهو الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن بالفوز في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، مما دفع نتنياهو إلى الحذر مستقبلاً في تعامله مع ترامب. وقد بادر نتنياهو لتهنئة ترامب بفوزه في اللحظات الأولى من إعلان النتائج هذه المرة لتجنب أي خلاف محتمل.
وأضاف هرئيل أن ترامب أطلق مؤخرا تصريحات انتقد فيها بعض القيادات العسكرية والسياسية في إسرائيل بعد طوفان الأقصى، حيث وصف وزير الدفاع المقال يوآف غالانت وبعض القيادات العسكرية بـ"الخاسرين" نظرا للمفاجأة التي سببتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأكد في تصريحاته ضرورة إنهاء الحرب في غزة.
وفيما يتعلق بالقضايا الداخلية الإسرائيلية، أشار هرئيل إلى أن ترامب قد يمنح نتنياهو مساحة أكبر للتقدم في التشريعات المثيرة للجدل، التي يعتبرها البعض تهديدا للديمقراطية الإسرائيلية.
ويقول هرئيل إن "الانقلاب في إسرائيل ربما لم يعد مضطرا إلى الخوف من الإدانات الأميركية". ويقصد بالانقلاب سلسلة من القوانين والتشريعات التي تدعم هيمنة السلطة التنفيذية على النظام القضائي، وهي التشريعات التي يواصل نتنياهو الدفع بها وسط احتجاجات واسعة داخل إسرائيل.
ورغم أن إدارة بايدن اتخذت موقفا معارضا واضحا لهذا التوجه، وتحدثت بصراحة ضد هذه التغييرات القضائية، فإن هرئيل يرى أن ترامب لن يبدي اهتماما مماثلا بهذه المسائل، وقد يشجع بدلا من ذلك سلطات نتنياهو في هذا الصدد، ويرى أن نتنياهو قد لا يخشى من التدخلات الأميركية مجددا، بل سيواصل التعديلات القانونية دون خشية من العواقب الدبلوماسية.
ومن القضايا الملحة التي ذكرها المحلل الإسرائيلي، التي قد تلقي بظلالها على عودة ترامب، سعي نتنياهو لتمرير "تسوية قانونية" تضمن استمرار إعفاء الحريديم (المتدينين اليهود) من الخدمة العسكرية، وهي مسألة قد تثير جدلا كبيرا بين الأوساط السياسية الإسرائيلية في المستقبل القريب.
وأكد هرئيل أن هذه الخطوة قد تزيد من الأعباء على الجيش الإسرائيلي وتدفع المزيد من ضباط الاحتياط للخروج في احتجاجات، بما يضعف صورة إسرائيل أمام حلفائها.
أشار هرئيل إلى أن سياسة ترامب تجاه إيران قد تكون من أكثر القضايا تأثيرا على إسرائيل، خاصة أنه يملك سمعة مرهوبة لدى القيادة الإيرانية، حيث قال "الإيرانيون يخشون ترامب وطبيعته التي لا يمكن التنبؤ بها".
ووفقا لتحليل هرئيل، فإن احتمال عودة ترامب قد يدفع إيران إلى إعادة النظر في إستراتيجيتها، والتفكير مرتين قبل التصعيد ضد إسرائيل، خصوصا بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير في أكتوبر/تشرين الأول.
وخلال فترة ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، وهو القرار الذي رحب به نتنياهو بشدة، رغم أن هذا الانسحاب قرّب إيران من قدرات إنتاج السلاح النووي بدلا من تقييدها.
ويشير هرئيل إلى أن هذا النهج المعقد لترامب تجاه إيران قد يستمر، حيث يميل الرئيس الأميركي المنتخب إلى اتخاذ خطوات "غير تقليدية" ولا يمكن التنبؤ بها، وقد تكون أكثر حدة تجاه طهران في فترة حكمه القادمة.
من ناحية أخرى، يرى هرئيل أن سياسة ترامب الخارجية لن تقتصر تأثيراتها على الشرق الأوسط، بل قد تهدد التحالفات الغربية في أوروبا وآسيا أيضا، قائلا إن الدول التي تقف على "خط المواجهة الأول" أمام خصوم الغرب، مثل أوكرانيا وتايوان، قد تكون الأكثر تأثرا.
وأشار إلى أن ترامب لم يخف إعجابه ببعض القادة المستبدين حول العالم، بل أعرب عن إعجابه بشكل خاص بحكام مثل رئيس كوريا الشمالية، مما قد يثير قلق الحلفاء الديمقراطيين للولايات المتحدة.
وفي حين أن المساعدات الأميركية لأوكرانيا كانت حاسمة في مواجهتها لروسيا خلال فترة إدارة بايدن، فإن هرئيل يرى أن ترامب قد يتخذ نهجا مختلفا تماما. ويشير إلى أن أوروبا بدأت بالفعل تشعر بالضغط، وتزداد المخاوف من نهاية حقبة الديمقراطيات الغربية الليبرالية، خاصة في ظل التقلبات التي قد يجلبها ترامب في سياسته.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع صفحتنا على تيك توك
طباعة المشاهدات: 1783
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 07-11-2024 05:46 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
ترامب أم هاريس؟ مستقبل غامض ينتظر أوكرانيا
عبّر المرشحان للرئاسة الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس عن رؤى متناقضة بشكل صارخ لدور واشنطن في دعم أوكرانيا في الحرب الدائرة بينها وبين روسيا منذ أكثر من عامين.
الجيش الأوكراني يخسر أرضه في شرق البلاد بأسرع وتيرة منذ سنوات، كما أضاف تدفق آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى روسيا بعداً جديداً لا يمكن التنبؤ به إلى الحرب الأوكرانية الأكثر وحشية في أوروبا منذ أجيال.إضافة إلى القصف الروسي وهجمات الطائرات بدون طيار على العاصمة كييف ومناطق أخرى الذي يزيد من عدد الضحايا المدنيين كل يوم. رؤى متناقضة وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تستعد أوكرانيا للانتخابات الأمريكية غداً الثلاثاء والتي من شبه المؤكد أنها ستشكل مسار البلاد بطرق مختلفة تماماً، اعتماداً على من يفوز بالبيت الأبيض، وفقا لتقرير في صحيفة "نيويورك تايمز" يسلط الضوء على هذه المسألة.
ترامب وهاريس عبّرا عن رؤى متناقضة بشكل صارخ لدور أمريكا في الحرب وكذلك في حلف الناتو العسكري الذي لطالما كان بمثابة درع ضد العدوان الروسي.
ويسعى المسؤولون الأوكرانيون الذين يسعون جاهدين للابتعاد عن المعارك الحزبية السامة التي يمكن أن تعرض الدعم العسكري الرئيسي للخطر، إلى إيجاد طرق لتقديم حجج مختلفة قد تروق لكلا المعسكرين الأمريكيين.
وتقول الصحيفة إن ادعاء ترامب بأنه سيكون قادراً على التوسط في صفقة لإنهاء الحرب حتى قبل أن يتولى منصبه جنباً إلى جنب مع وجهات نظره القاتمة التي يستهدف فيها أوكرانيا - حتى إنه ألقى باللوم على الرئيس فولوديمير زيلينسكي لبدء الحرب - أثار مخاوف من أنه سيجبر الأوكرانيين على صفقة سيئة عن طريق قطع الدعم العسكري عنهم.
وقال زيلينسكي، الذي سئل عن احتمال فوز ترامب في كل مؤتمر صحفي وظهور إعلامي تقريباً، للصحفيين في أيسلندا الأسبوع الماضي إنه "يتفهم كل المخاطر".
???????????????? If Trump is elected, Ukraine options will narrow dramatically. But even If Harris wins, the US will probably struggle to get significant financial support through Congress, - Bloomberg
P.S. What will happen to support from the U.S. if Harris or Trump is elected? ???? pic.twitter.com/THIvWNIZfR
وفي الوقت نفسه، ليس لدى زيلينسكي أي شك بشأن العواقب الوخيمة لفقدان المساعدة العسكرية الأمريكية.
وقال لشبكة "كي بي إس" الكورية الجنوبية: "إذا ضعف هذا الدعم، فستستولي روسيا على المزيد من الأراضي، وسيمنعنا ذلك من كسب هذه الحرب.. هذا هو الواقع".
ومن الواضح أن كييف تبحث عن طرق لمناشدة نهج ترامب في السياسة الخارجية، حيث أكد زيلينسكي أن المساعدة في الدفاع عن أوكرانيا تصب في مصلحة أمريكا الاقتصادية لأن بلاده "غنية بالموارد الطبيعية، بما في ذلك المعادن الهامة التي تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات الأمريكية".
Ukraine is bracing for assaults involving North Korean soldiers who arrived last week in Russia’s western Kursk region, where they are expected to support Moscow’s efforts to dislodge Ukrainian forces who invaded in August. https://t.co/7ok17KD6ut
— The New York Times (@nytimes) October 28, 2024 في عام 2022، قدرت الشركة الاستشارية الكندية "سيكديف" القيمة الكاملة لجميع الموارد المعدنية لأوكرانيا بـ 26 تريليون دولار، بما في ذلك الفحم والغاز والنفط. وتقع الموارد الاستراتيجية بما في ذلك حوالي 7% من احتياطيات التيتانيوم في العالم، و20% من احتياطيات الغرافيت و500000 طن من الليثيوم الضروري لبطاريات السيارات الكهربائية، داخل الأراضي الأوكرانية.وتقوم روسيا بالفعل بنهب بعض هذه الموارد في الأراضي التي سيطرت عليها، وفقاً للمسؤولين الأوكرانيين والمخابرات البريطانية والتحقيقات المستقلة.
وقال زيلينسكي إن هذه الموارد الثمينة "ستعزز إما روسيا وحلفائها أو أوكرانيا والعالم الديمقراطي".
Zelensky says he has a better understanding of who Putin actually is than Trump does. “That’s why I think Donald Trump doesn’t know Putin. I know he met with him…But he never fought with him. The American army never fought with the army of Russia.” pic.twitter.com/GSjCT0Tqny
— Kaitlan Collins (@kaitlancollins) February 27, 2024 السناتور ليندسي غراهام، الجمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية وحليف ترامب، أوضح نقطة مماثلة في مقطع فيديو سجله مع زيلينسكي في سبتمبر (أيلول) المنصرم. وقال غراهام: "إنهم يمتلكون معادن بقيمة تريليون دولار يمكن أن تكون جيدة لاقتصادنا.. لذلك أريد أن أستمر في مساعدة أصدقائنا في أوكرانيا".وقال أولكسندر كوفالينكو، المحلل العسكري والسياسي الأوكراني البارز: "ترامب لا يمكن التنبؤ به تماماً بطرق سلبية وإيجابية... يمكن أن يتخذ ترامب بشكل غير متوقع موقفاً يمنع تماماً المساعدات لأوكرانيا، أو يمكنه أن يقرر بشكل غير متوقع تقديم دعم لأوكرانيا لم يفكر فيه جو بايدن ولا كامالا هاريس على الإطلاق". نظرة هاريس أما هاريس فينظر إليها على نطاق واسع على أنها أكثر قابلية للتنبؤ ومن المرجح أن تتبع سياسات مماثلة لإدارة بايدن، والتي تمثل مجموعة مختلفة من التحديات لكييف.
يعتقد العديد من الأوكرانيين أن إدارة بايدن قد شعرت بالخوف من مواجهة مباشرة مع موسكو، مما أدى إلى رد مفرط في الحذر وبطء يؤدي في النهاية إلى هزيمة بطيئة.
US Vice President Kamala Harris: "Nothing about the end of this war can be decided without Ukraine." However, there are US politicians who parrot Putin's proposals for Ukraine's capitulation to Russia. pic.twitter.com/o9JPY6rlPS
— Igor Sushko (@igorsushko) September 26, 2024 كتب ميك رايان، اللواء المتقاعد في الجيش الأسترالي وزميل في معهد لوي، وهي مجموعة بحثية، مؤخراً: "ستحتاج هاريس إلى التعامل مع مشكلة مركزية في دعم أمريكا لأوكرانيا: هل تريد أوكرانيا أن تهزم روسيا وهل هي على استعداد لتوفير الجيش بالموارد الدبلوماسية والمالية للقيام بذلك؟".وتابع "إذا كانت الإجابة على هذا السؤال هي نعم، فسوف يتطلب الأمر من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تغيير استراتيجيتهما، وسيطالبان بمواءمة أوثق بين الناتو والاستراتيجية الأوكرانية لرؤية الحرب حتى النصر".
وقد أضاف رد بايدن الفاتر على خطة النصر التي قدمها زيلينسكي في رحلته الأخيرة إلى واشنطن إلى شعور عميق بالإحباط امتد إلى الرأي العام، حيث تقول كييف إنها تحد من خياراتها لإيجاد نهاية مقبولة للحرب.
وليس هناك ما يشير إلى أن الولايات المتحدة ستقدم لأوكرانيا نوع الدعم العسكري الذي تعتقد أنها بحاجة إليه لإجبار روسيا على الدخول في مفاوضات ولا توجد علامة على استعداد واشنطن للالتزام بهذا النوع من الضمانات الأمنية التي تعتبرها كييف ضرورية لتحقيق سلام دائم.