لجريدة عمان:
2025-01-05@08:38:22 GMT

وفاة الفنان التشكيلي السويسري دانييل شبوري

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

باريس "أ.ف.ب": توفي الفنان التشكيلي السويسري دانيال شبوري، أحد أبرز الأسماء في تيار "الواقعية الجديدة" الفنّي ومعلّم ال"إيت آرت" الذي يتمثّل بتعليق مخلّفات وجبة طعام على لوحة، وفق ما أعلن مركز "بومبيدو". وقال متحف الفن الحديث والمعاصر في منشور عبر منصة "اكس"، "ينتابنا حزن عميق لوفاة دانيال شبوري، العضو المؤسس للواقعية الجديدة".

وتابع المتحف "إن نظرته الفريدة للفن من خلال لوحاته وتجميعاته غير المتوقعة، مكّنته من التقاط اللحظة وما هوي عادي ومدهش. سيظل إرثه مصدرا للإلهام والتأمل الفريد". واشتُهر الفنان السويسري من أصل روماني، المولود عام 1930 في منطقة تقع على ضفاف نهر الدانوب في غالاتي (شرق رومانيا)، بلوحاته الثلاثية الأبعاد المرتبطة بفن المائدة. مبدأها بسيط، ففي نهاية الوجبة، يقوم دانيال شبوري بلصق كل ما يتبقى على الطاولة (أدوات المائدة، الأطباق، بقايا الطعام، الأغلفة...). بهدف تجميدها على اللوحة. ويُطلق على كل عمل فنّي يسلط الضوء على الأطعمة والعادات الغذائية "إيت آرت". ومع هذا المفهوم، أسس الراقص السابق تيار "الواقعية الجديدة" عام 1960 إلى جانب فنانين من أمثال إيف كلاين وأرمان وريموند هاينز. ووصل الأمر بدانيال شبوري إلى حدّ تولّيه إدارة مطعم في دوسلدورف الألمانية بين عامي 1968 و1972. وكان بإمكان الزبائن المغادرة مع عملهم الخاص. وأنشأ شبوري صالة عرض "أيت آرت" التي أُقيمت فيها معارض لعدد من الفنانين بينهم سيزار وبن وأرمان مع إبداعات سريعة الزوال وصالحة للأكل، فيما يشارك رسامون مثل بيار سولاج في بعض الولائم. لكن الفنان سعى للتخلص من تسمية "فنان الأطباق المتسخة". وفي إحدى مجموعاته، وضع غرضا فعليا على قماش وتساءل عن الحدود بين الواقع والوهم. وعُرضت أعماله في معارض استعادية نُظّمت في متاحف عدة بينها مركز بومبيدو في باريس خلال تسعينات القرن العشرين. وفي العام 2021، خصص متحف الفن الحديث والمعاصر (ماماك) في نيس معرضا كبيرا له.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الفن.. الحياة

يلجأ الإنسان إلى المنطق والبيان حينما يحاول التعبير عن شعور أو إحساس أو موقف؛ مستخدما اللغة المنطوقة أو المكتوبة أو الفعل أو حتى الإشارة، فإذا كان الشعور فيّاضا والإحساس مرهفا، والموقف يحمل رؤية معينة يكون الحماس لها قويا؛ فليس أمام المرء سوى أن يختار لونا من الآداب أو الفنون يعبر من خلاله عن شعوره أو إحساسه أو موقفه.

ومع اختلاف الثقافات والحضارات عرفت الأمم المختلفة ألوانا عديدة من الآداب والفنون، وكان من الطبيعى أن تزدهر بعض هذه الآداب والفنون فى كل أمة بينما لا يزدهر بعضها فى أمم أخرى، فالحضارة الأوروبية على سبيل المثال عدت اللوحة والتمثال والعمارة ومختلف الفنون التشكيلية فنها الراقى، بينما الحضارة اليابانية وجدت فنها الراقى فى تصميم الحدائق.

ويلاحظ أن الفنون والآداب المختلفة قد تطورت بتطور الحياة الإنسانية ذاتها، كما أن هذا التطور أدى إلى ظهور فنون جديدة لم تكن معروفة من قبل، ففن النحت الذى عرفه الإنسان البدائى تطور كثيرا إلى أن صار لما هو عليه اليوم كفن له أصوله ومدارسه الفنية المختلفة، وفنون المسرح التى عرفها الإنسان فى العصر اليونانى القديم بعد إرهاصات سابقة لهذا العصر تطورت كثيرا وأفادت من مستحدثات التكنولوجيا والفكر الإنسانى إلى أن صارت هذه الفنون إلى ما هى عليه اليوم. وفى الوقت ذاته فإن التطور التكنولوجى والفكرى للإنسان أدى إلى ظهور فنون جديدة فى العصر الحديث لم تكن معروفة من قبل مثل فنون الراديو والسينما والتليفزيون، وقد تبلورت هذه الفنون بعد تطورها المستمر إلى أن أصبحت فنونا مستقلة قائمة بذاتها.

إن تطور الفنون المختلفة وارتباط ذلك التطور بتطور الإنسان ذاته، يؤكد بوضوح ارتباط الفنون المختلفة بحياة الإنسان وبمفردات هذه الحياة ومن ثَم بالمجتمع الإنسانى وبالبيئة الحضارية بوجه عام.

ونتيجة لذلك، فإن الفنان يرتبط بمجتمع ما وببيئة حضارية معينة بصورة أو بأخرى، وهذا الارتباط يمثل علاقة الفنان بمجاله فى الحياة والتجارب التى يتولد عنها الشعور والإحساس والموقف الذى يعبر عنه بفنه، إذ لا يمكن أن ينفصل العمل الفنى عن مجاله وإلا أصبح بلا معنى، فالفنان إذًا لا يمكن أن ينفصل عن مجتمعه بقيمه وعاداته وتقاليده، إذ يُعد هو فى حد ذاته نتاجا لهذه القيم والعادات والتقاليد، ومتأثرا بها بصورة أو بأخرى.

فالعمل الفنى قد يعكس صورًا من حياة الفنان، ولكن هذا لا يعنى أنه تعبير عن حياة الفنان، لأن شخصيته وتجاربه فى الحياة ليست هى التى تحدد العمل الفنى وتعطيه كيانه، وإنما الذى يحدد ذلك العمل هو عقله الخالق وتجاربه الفنية، وعلى قدر نضوج هذا العقل الخالق وتمكن الفنان من فنه تكون قيمة العمل الفنى.

وفى النهاية، تظل الحياة لتجسد أسلوب كل منا فى التعبير عن فنه؛ فنه فى الكتابة، وفنه فى التحدث، وفنه فى التعامل، بل وفنه فى السكوت فى بعض الأحيان، وهذا ما ذهب إليه الأديب الفرنسى «شاتوبريان» عندما قال: «الفن هو الأسلوب، والأسلوب هو الإنسان».

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب جامعة المنصورة

[email protected]

 

 

مقالات مشابهة

  • لطفي لبيب يكشف عن حالته الصحية وحقيقة اعتزاله الفن نهائيًا
  • رشوان توفيق: محمد رياض خليفتي في الفن |فيديو
  • مينفعش الممثل يكون صوته ضايع .. لطفي لبيب يكشف حقيقة اعتزاله الفن
  • فنانة مصرية تثير ضجة بإعلان وفاة أحمد بدير
  • الفن.. الحياة
  • سيارات فارهة والضحايا من المعجبين.. أبرز حوادث نجوم الفن والكرة خلال 2024
  • بعد دعوة رئيس وزراء العراق.. لطفي لبيب يعلن إعتزال الفن بشكل نهائي
  • في وداع أحمد عدوية.. نجوم الفن والغناء يرثون إمبراطور الأغنية الشعبية
  • نجوم الفن في عقد قران العمروسي ومي فاروق
  • النرجسية في عالم الفن السوداني: فهم الذات دون الغرور