فوز ترامب ومستقبل القوة الأمريكية
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
ترجمة وتلخيص: حسين سنا
نشرت مجلة فورين أفيرز Foreign Affairs الأمريكية اليوم حوارا مطولا بين المؤرخ ستيفن كوتكين والمحرر التنفيذي للمجلة جاستن فوجت حول حالة القوة الأمريكية ومستقبل السياسة الخارجية الأمريكية بعد فوز دونالد ترامب بفترة رئاسية ثانية، وآثار ذلك على النظام العالمي في جبهاته المتعددة من الحرب الروسية الأوكرانية إلى الصين وشرق آسيا وصولا إلى المنطقة العربية ومحيطها الإقليمي.
ستيفن كوتكين مؤرخ متخصص في الشؤون الروسية وهو أستاذ في كل من معهد هوفر ومعهد فريمان سبوغلي للدراسات الدولية التابعين لجامعة ستانفورد الأمريكية، قام بنشر العديد من الدراسات والمؤلفات أشهرها سيرة جوزيف ستالين في ثلاثة أجزاء، وفيما يلي ملخص تنفرد كويت نيوز بنشره حول هذا الحوار:
تأثير ترامب على القوة الأمريكيةيتأمل كوتكين في كيفية رؤية خصوم الولايات المتحدة كروسيا والصين لها وهي في حالة تراجع بسبب قرارات وأحداث تاريخية مثل حرب العراق، والأزمة المالية في 2008، والتعامل مع حرب أفغانستان. رغم أن نهج ترامب، الذي يفضل العمل الأحادي ويشكك في فاعلية التحالفات الجمعية التي راكمتها الولايات المتحدة مع دول الناتو وغيرها، وقد يتوافق ترامب مع رؤى الصين وروسيا لتراجع الولايات المتحدة، إلا أن كوتكين يرى أن عشوائية تصرفات ترامب قد تعني إما تفاقم هذا التراجع أو مفاجأة الخصوم بخطوات غير متوقعة. فعلى سبيل المثال، يصعب التنبؤ بموقف ترامب من أوكرانيا، فهو قد يضعف موقف أوكرانيا أو يتخذ خطوات قد تفاجئ الحلفاء والخصوم على حد سواء.
نصيحة لأوكرانياينصح كوتكين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتركيز ليس فقط على المقاومة العسكرية، بل أيضًا على ضرورة ممارسة ضغط سياسي على نظام بوتين. حتى يشعر بوتين بمخاطر سياسية حقيقية بسبب أفعاله، فإن أوكرانيا ستواجه حرب استنزاف طويلة. ويؤكد كوتكين أن نجاح أوكرانيا النهائي يعتمد ليس فقط على الانتصارات في ساحة المعركة، بل أيضًا على التفاوض من أجل السلام مع روسيا، أي النجاح في ترجمة أي مكتسبات عسكرية إلى السياسة والدبلوماسية، حيث أن العدوان الروسي قد لا يكون التحدي الأكبر لترامب في فترته الثانية.
وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بويربوك بصحبة وزير الخارجية الأوكراني أندري سبيا في حديث جانبي بجانب الحائط الجداري “الجنود المدافعين عن أوكرانيا” خارج كاتيدرائية سان ميخائيل في كييف – 4 نوفمبر 2024 خطر حرب القوى العظمىيحدد كوتكين احتمال اندلاع صراع بين القوى العظمى في شرق آسيا، خاصة مع الصين، كخطر كبير في حال فاز ترامب بفترة ثانية. ويشدد على الفجوات الديموغرافية والعسكرية بين الولايات المتحدة والصين، محذرًا من أن الولايات المتحدة قد تواجه صعوبة في مثل هذا الصراع، خصوصًا فيما يتعلق بالقوى البشرية، حيث أن الصين تمتلك عددًا أكبر بكثير من الذكور الشباب المتاحين للخدمة العسكرية. كما يشير إلى تحديات تعبئة القوات الأمريكية على نطاق واسع، مقارنة بالاستراتيجيات الأمريكية السابقة التي اعتمدت على الحلفاء للمساهمة في توفير القوات البرية في الصراعات الكبرى.
وزير الدفاع الصيني دونغ جن (إلى اليمين) حاضرا في افتتاح منتدى شيانغ شان للأمن الدولي في بكين تراجع النظام الذي تقوده الولايات المتحدةفي التفكير حول نجاح النظام الدولي الليبرالي وتآكله في النهاية، يناقش كوتكين كيف نجحت الولايات المتحدة في الترويج لنظام عالمي استفادت منه كل من الدول المتقدمة والدول النامية، بما في ذلك الصين والهند والمكسيك. ومع ذلك، يرى أن هذا النجاح أدى إلى توترات، حيث تسعى القوى الصاعدة الآن إلى الحصول على صوت أكبر في المؤسسات العالمية وتشكيك في النظام الذي تقوده الولايات المتحدة. هذه الدول، التي تفخر بإنجازاتها، أصبحت بشكل متزايد غير مستعدة لقبول الهيمنة الأمريكية أو شروطها، مما يؤدي إلى الحاجة إلى أشكال جديدة من التكيف داخل النظام الدولي.
ترامب كظاهرة أمريكيةيرى كوتكين أن شخصية ترامب—التي تتصف بالاستعراض، والوقاحة، وعدم احترام القواعد السياسية—تعكس جوانب من الثقافة الأمريكية، بما في ذلك تلفزيون الواقع، وثقافة المشاهير، والاستعراض. يشير إلى أن ترامب يتناغم مع شريحة واسعة من الأمريكيين، حتى وإن لم يكن يحكم بشكل فعال.
ترامب والنظام السياسي الأمريكيعلى الرغم من الانتقادات، يرفض كوتكين فكرة أن ترامب يمثل تهديدًا للديمقراطية الأمريكية بنفس الطريقة التي كان يمثلها الطغاة التاريخيون مثل ستالين أو موسوليني. يرى كوتكين أن خطاب ترامب قد يبدو استبداديًا، لكنه يعتبر سلوكه انعكاسًا لانهيار “نظام الحقيقة” الأمريكي، الذي تفاقم بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والانقسام السياسي والاستقطاب الحاصل في المجتمع الأمريكي، ويعني بذلك النظام الذي يحدد ما هي الحقيقة عبر الأدلة والبراهين، فترامب طالما دأب على التشكيك بمصادر نقل الحقيقة عبر دعوى “ألأخبار الكاذبة”. فقيادة ترامب رغم كونها غير تقليدية وغالبًا ما تكون مزعزعة للاستقرار، تعمل ضمن نظام من الضوابط والتوازنات الذي يحد من سلطته مقارنة بالحكام الاستبداديين.
تشكك الجماهير الداعمة لدونالد ترامب في “نظام الحقيقة” والمعرفة ومصادر المعلومات، كما تميل بالعادة إلى الإيمان بتآمر المؤسسات الأمريكية على ترامب وفبركتها لأي خبر يضر بسمعته تحديات فترة ترامب الثانيةيناقش كوتكين التحديات المحتملة التي سيواجهها ترامب في فترته الثانية، بما في ذلك احتمال متابعة الثأر الشخصي والانتقام ممن حاربوه في السنوات السابقة، مما قد يعيق العمل الفعال للحكومة. ومع ذلك، يشير إلى أن هناك مجالات قد يسهم فيها ترامب بشكل كبير، خصوصًا في إحياء التعليم والبنية التحتية الأمريكية، مثل الاستثمار في التدريب المهني وتقليل العوائق التنظيمية في قطاع الإسكان، خصوصا المرتبطة بالقيود البيئية.
التأثير على القوة الناعمة الأمريكيةسبق أن تضررت القوة الناعمة للولايات المتحدة نتيجة إعادة انتخاب ترامب، حيث يرى الحلفاء والخصوم فيه قوة مزعزعة للاستقرار. يعترف كوتكين بأن أفعال ترامب وخطابه قد أضعفا الثقة الدولية في القيادة الأمريكية، لكنه يعتقد أن هذه الرؤية غير دقيقة تمامًا. ومع ذلك، سيكون على ترامب معالجة هذا التحدي إذا أراد استعادة النفوذ الأمريكي على الصعيد العالمي.
المعضلات البنيوية والهيكلية في أمريكايشير كوتكين إلى معضلة متزايدة في الولايات المتحدة: عدم التوازن بين التزاماتها العالمية وقدراتها الداخلية. يسلط الضوء على الوضع المالي الضعيف للبلاد، والموارد الدفاعية المرهقة، والالتزامات الخارجية المفرطة، وهي قضايا ستكون محورية في فترة ترامب الثانية. يبرز كوتكين الحاجة إلى استراتيجية مستدامة للتوازن بين دور أمريكا العالمي وواقعها الداخلي، مع الإشارة إلى أن ترامب يواجه نفس التحديات التي واجهها الرؤساء السابقون ولكن مع نهج مختلف تمامًا في الخطاب والسياسة.
في الختام، يشير تحليل كوتكين إلى أنه رغم أن سياسة ترامب الخارجية قد تكون غير قابلة للتنبؤ بها وقد تضر بالتحالفات الأمريكية، فإن التحديات الاستراتيجية الأكبر التي تواجه الولايات المتحدة—خصوصًا صعود الصين وتغير ديناميكيات القوة العالمية—تتطلب إعادة التفكير في كيفية تعامل الولايات المتحدة مع خصومها والقوى الصاعدة. مستقبل القوة الأمريكية يعتمد على التكيف مع عالم حيث لم تعد الولايات المتحدة القائد الذي لا يُشكك فيه، وحيث أصبحت الديناميكيات العالمية أكثر تعددية، يقدم كوتكين ترامب كشخصية مثيرة للانقسام لكنها متجذرة في الثقافة الأمريكية، وأن فترته الثانية قد تكون مشروطة بتلبية احتياجات داخلية بينما يلعب دورًا في عالم يتغير فيه النظام العالمي.
الوسومالانتخابات الولايات الأمريكية ترامبالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الانتخابات الولايات الأمريكية ترامب الولایات المتحدة القوة الأمریکیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
عاجل- الانتخابات الأمريكية 2024.. هل تقترب هاريس من هزيمة ترامب في الولايات الحاسمة؟
هل تقترب هاريس من هزيمة ترامب في الولايات الحاسمة؟، بات السؤال الأكثر إلحاحًا الآن، بعدما اقتربت قرية "ديكسفيل نوتش" بولاية نيوهامبشير من انتهاء عمليات التصويت فيها، حيث افتتحت كما جرت العادة موسم الانتخابات الأمريكية ببدء عملية التصويت في منتصف الليل، حيث أظهرت النتائج الأولية تساوي الأصوات بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، بحصول كل منهما على ثلاثة أصوات. وفقًا لقانون الولاية، يمكن للمجتمعات الصغيرة التي يقل عدد ناخبيها عن 100 شخص فتح صناديق الاقتراع وإغلاقها فور تصويت جميع المسجلين.
ما هو الموعد المتوقع لظهور نتائج الانتخابات الرئاسية 2024؟لقد كانت المنافسة بين المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، متقاربة للغاية لعدة أسابيع.
وأصبحت استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وفي الولايات المتأرجحة أكثر تقاربًا مع اقتراب يوم الاقتراع، لذا قد تكون هناك هوامش ضيقة جدًا من الفوز في عدة أماكن، مما قد يستدعي إعادة عد الأصوات.
القضايا الرئيسية في السباق الانتخابيالتنافس بين ترامب وهاريس يتأرجح بشكل كبير حول قضايا داخلية مؤثرة، منها:
الإجهاض:كامالا هاريس: تدافع بشدة عن حق النساء في الإجهاض، موقفها يرتكز على التصدي للقيود التي فُرضت بعد حكم المحكمة العليا في يونيو 2022، والذي ألغى الحماية القانونية لحق الإجهاض المستمر منذ عام 1973. هاريس تواصل استخدام هذا الملف لحشد الدعم، كما فعلت مؤخرًا في تجمع حاشد بولاية تكساس بمشاركة النجمة بيونسيه.دونالد ترامب: يعارض بشدة الإجهاض، وقد استخدم مصطلحات قوية مثل "القتل" في وصف هذه الممارسة، لكنه في الآونة الأخيرة بدأ يتخذ موقفًا أقل تشددًا لمحاولة تهدئة مخاوف بعض مؤيديه. مع ذلك، تسببت تصريحاته المتضاربة، خاصة في فلوريدا، في إثارة قلق الجمهوريين المتدينين.تداعيات المواقفهاريس تواصل حشد الناخبين من خلال التأكيد على المخاطر التي تمثلها عودة ترامب لرئاسة البلاد، خاصة فيما يتعلق بتشريعات الإجهاض.أما ترامب، فعليه أن يوازن بين جمهوره المحافظ ومخاوف الجمهوريين من فقدان الدعم الشعبي بسبب مواقفه غير الواضحة.من الواضح أن ملف الإجهاض سيكون أحد المحاور الحاسمة في انتخابات 2024، ويستمر في إثارة جدل واسع بين الناخبين الأمريكيين، ما قد يؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات المقبلة.
متى ظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020؟بدأت الانتخابات الرئاسية لعام 2020 يوم الثلاثاء 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، إلا أنه لم يتم إعلان جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة حتى يوم السبت 7 نوفمبر/ تشرين الأول.
عندما ذهب الأمريكيون إلى النوم في ليلة الانتخابات، كان مؤيدو ترامب يشعرون بالثقة في أن النصر قريب، لكن في الواقع، كان كلا المرشحين قريبين من الوصول إلى 270 صوتًا في المجمع الانتخابي ليصبح أحدهما الرئيس المنتخب.
على الرغم من أن الغالبية العظمى من الولايات أعلنت نتائجها خلال 24 ساعة، إلا أن عددًا قليلًا من الولايات المهمة، بما في ذلك بنسلفانيا ونيفادا، لم تفعلا ذلك.
وكانت ولاية بنسلفانيا، التي تمتلك 19 صوتًا في المجمع الانتخابي، تميل نحو الديمقراطيين، وفي صباح يوم السبت، أعطت دفعة جديدة من بطاقات الاقتراع التي تم عدها من هذه الولاية المتأرجحة، الثقة في التنبؤ بأن بايدن سيفوز هناك.
متى تعلن عادةً نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟بشكل عام، اعتاد المقترعون على فكرة معرفة من هو الرئيس المقبل في الوقت الذي سيذهبون به للنوم ليلة يوم الاقتراع، أو في أبعد تقدير في الساعات الأولى من اليوم التالي.
وفي عام 2016، على سبيل المثال، عندما فاز ترامب بفترة ولايته الأولى، تم إعلانه رئيسا للولايات المتحدة قبل الساعة 03:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (08:00 بتوقيت غرينتش) في اليوم التالي للانتخابات.
وفي انتخابات عام 2012، عندما حصل باراك أوباما على فترة ولاية ثانية، تم توقع فوزه قبل منتصف الليل في يوم الاقتراع نفسه.
ولكن الاستثناء الوحيد الذي كان جديرًا بالملاحظة مؤخرًا، كان الانتخابات التي جرت عام 2000 بين جورج دبليو بوش وآل جور.
إذ تنافست الحملتان على نحو محتدم بسبب تقارب النتائج في فلوريدا، ولم يتم حسم السباق إلا في 12 ديسمبر/كانون الأول عندما صوتت المحكمة العليا الأمريكية على إنهاء عملية إعادة فرز الأصوات في الولاية، الأمر الذي أبقى بوش في مكانه باعتباره الفائز المعتمد وبالتالي منحه مفاتيح البيت الأبيض.
ما هي الولايات الرئيسة التي يجب مراقبتها؟
وفي جميع أنحاء البلاد، ستغلق أولى مراكز الاقتراع في الساعة 18:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (22:00 بتوقيت غرينتش) مساء يوم الثلاثاء، وستغلق آخر مراكز الاقتراع في الساعة 01:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (05:00 بتوقيت غرينتش) صباح يوم الأربعاء.
لكن من المتوقع أن تعتمد هذه الانتخابات على النتائج من الولايات السبع المتأرجحة؛ أريزونا، جورجيا، ميشيغان، نيفادا، نورث كارولينا، بنسلفانيا وويسكونسن.
الساعة 19:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (23:00 بتوقيت جرينتش): تغلق مراكز الاقتراع في جورجيا وخمس ولايات أخرى، وجزئيًا في ولايتين إضافيتين. في هذه اللحظة، من المحتمل أن تبدأ الشبكات التلفزيونية الأمريكية في إعلان أولى النتائج في تلك الليلة، في ولايات أقل تنافسية مثل كنتاكي.
19:30 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (23:30 بتوقيت غرينتش): تغلق مراكز الاقتراع في ثلاث ولايات، بما في ذلك كارولاينا الشمالية، حيث تأمل هاريس في إنهاء سلسلة الهزائم التي تعرض لها مرشحو الحزب الديمقراطي للرئاسة منذ عام 2008.
20:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (00:00 بتوقيت غرينتش): تغلق مراكز الاقتراع في بنسلفانيا و15 ولاية أخرى ومنطقة كولومبيا، بالإضافة إلى الإغلاق الجزئي في ميشيغان وأربع ولايات أخرى.
21:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1:00 بتوقيت غرينتش): تغلق جميع مراكز الاقتراع المتبقية في ميشيغان، وستنتهي عملية التصويت أيضًا في أريزونا وويسكونسن و12 ولاية أخرى.
22:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (2:00 بتوقيت غرينتش): تغلق مراكز الاقتراع في نيفادا وولايتيْن أخريين، وجزئيًا في ولايتين إضافيتين.