مشاركةً في «بناء الإنسان».. الأوقاف تعقد 35 ندوة بمراكز الثقافة الإسلامية بالمحافظات
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
تعقد وزارة الأوقاف 35 ندوة بمراكز الثقافة الإسلامية الأسبوع المقبل، وذلك في إطار دور الوزارة في التعريف بالقضايا الدينة والمجتمعية، وغرس القيم النبيلة، وتوعية الشباب بقضايا وطنه وأمته، واستمرارًا لجهودها في تكثيف الأنشطة العلمية والتثقيفية والدعوية، وتنفيذًا للمحور الثالث «بناء الإنسان» من الخطة الاستراتيجية الجديدة للوزارة التي أطلقها الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والتي تتفق مع رؤية الدولة المصرية، وتفعيلًا لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي (حفظه الله)، «بداية جديدة لبناء الإنسان».
وتهدف وزارة الأوقاف من محور «بناء الإنسان» بناء شخصية الإنسان، ليكون قويًا، شغوفًا بالعلم والعمران، واسع الأفق، وطنيًا، منتميًا لوطنه، مقدمًا الخير للإنسانية، فيسعد بما يقدمه من الخير والنفع للناس.
ندوات وزارة الأوقاف يوم السبت 9 نوفمبر 20241- المركز الثقافي بالقاهرة (النور بالعباسية) ويحاضر فيه الدكتور أحمد ربيع أحمد يوسف - عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق - عميد مركز الثقافة الإسلامية بمسجد النور، و الدكتور عبد الشافي أحمد علي محمد - أستاذ التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بالقاهرة، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
2- المركز الثقافي بالقاهرة (مدينتي) ويحاضر فيه الدكتور عطية طه عطية الزلمة - أستاذ التفسير المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالزقازيق - عميد مركز الثقافة الإسلامية بمدينتي، والدكتور محمود عبد الرحيم الصاوي أستاذ الدعوة بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
3- المركز الثقافي بالجيزة (بين السرايات) ويحاضر فيه الدكتور صابر أحمد طه - أستاذ الأديان والعميد السابق لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة- عميد مركز الثقافة الإسلامية ببين السرايات، والدكتور خالد عبد العال أحمد عبد العال - أستاذ العقيدة والفلسفة وعميد كلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
4- المركز الثقافي بالجيزة (الاستقامة) ويحاضر فيه الدكتور عبد الباسط محمد خلف - أستاذ الفقه المساعد بكلية الدارسات الإسلامية والعربية بالقاهرة - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالاستقامة، والشيخ / خالد راضي خالد - إمام وخطيب ومدرس، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
5- المركز الثقافي بالإسكندرية (محرم بك) ويحاضر فيه الدكتور أسامة السيد سعد - أستاذ الدعوة بكلية أصول الدين والدعوة بالقاهرة، والدكتور أمين شاكر عبد الخالق - أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بدمنهور، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
6- المركز الثقافي بالإسكندرية (العجمي) ويحاضر فيه الدكتور محمد محمد عبد الله حسن سلام - أستاذ ورئيس قسم الأدب والنقد بكلية الدارسات الإسلامية والعربية بدمنهور - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالعجمي، والدكتور محمد حسن قنديل - أستاذ الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالإسكندرية، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
7- المركز الثقافي بالقليوبية ويحاضر فيه الدكتور محمد حسانين أحمد البطح - أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بالقاهرة - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالقليوبية، والدكتور أحمد عبد الله القرشي مدرس التفسير بكلية أصول الدين والدعوة بطنطا، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
8- المركز الثقافي بكفر الشيخ ويحاضر فيه الدكتور عبد المنعم صبحي أبو شعيشع - أستاذ التفسير المتفرغ بكلية أصول الدين بطنطا - عميد مركز الثقافة الإسلامية بكفر الشيخ، والدكتور عادل محمد إبراهيم حسن - أستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
9- المركز الثقافي بالمنوفية ويحاضر فيه الدكتور محمد محمد أحمد الشنواني - أستاذ ورئيس قسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدمنهور - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالمنوفية، والدكتور ياسر عطية الصعيدي - أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنوفية، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
10- المركز الثقافي بالشرقية (الفتح بالزقازيق) ويحاضر فيه الدكتور محمد شحاتة إبراهيم - أستاذ العقيدة المساعد بكلية أصول الدين بالزقازيق - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالزقازيق، والدكتور أحمد محمد علي بيومي - أستاذ الحديث وعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقرين، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
11- المركز الثقافي بالشرقية (العاشر من رمضان) ويحاضر فيه الدكتور حسن عبد الحميد حسن وتد - أستاذ ورئيس قسم التفسير بكلية الدراسات العليا - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالعاشر من رمضان، والدكتور محمد حمودة محمد سليم- أستاذ الحديث وعلومه والعربية بالقرين وعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدمياط، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
12- المركز الثقافي بالشرقية (فاقوس) ويحاضر فيه الدكتور شعبان محمد علي كفافي- أستاذ البلاغة والنقد وعميد كلية اللغة العربية بالزقازيق سابقًا - عميد مركز الثقافة الإسلامية بفاقوس، والدكتور ثروت حسن عبد الرحمن مهنا- أستاذ العقيدة والفلسفة ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالزقازيق، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
13- المركز الثقافي بالغربية ويحاضر فيه الدكتور سيف رجب قزامل - أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بطنطا والعميد السابق للكلية- عميد مركز الثقافة الإسلامية بالغربية، و الدكتور أحمد إسماعيل أبو شنب - أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية والعميد السابق لكلية أصول الدين بطنطا، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
14- المركز الثقافي بالدقهلية ويحاضر فيه الدكتور نبيل أحمد زاهر- عميد كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة-عميد مركز الثقافة الإسلامية بالدقهلية، والدكتور حمدي إبراهيم حسن - مدرس الدعوة بكلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
15- المركز الثقافي بالبحيرة ويحاضر فيه الدكتور شعبان عبد اللاه عيد - أستاذ اللغة العربية المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدسوق- عميد مركز الثقافة الإسلامية بالبحيرة، و الدكتور سامي محمود بدر - إمام وخطيب ومدرس، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
16- المركز الثقافي بدمياط ويحاضر فيه الدكتور إسماعيل محمد علي عبد الرحمن - أستاذ أصول الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية ببورسعيد - عميد مركز الثقافة الإسلامية بدمياط، و الدكتور محمد عبده محمد إبراهيم شتيوي - مدرس الفقه العام بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدمياط، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
17- المركز الثقافي ببورسعيد ويحاضر فيه الدكتور محمد نصر الدسوقي اللبان - أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين - عميد مركز الثقافة الإسلامية ببور سعيد، والدكتور إبراهيم سليمان سويلم - مدرس العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية ببور سعيد، عنوان المحاضرة (التنشئة الإيمانية للشباب "وشاب نشأ في عبادة الله")
ندوات وزارة الأوقاف يوم الثلاثاء 12 نوفمبر 20241- المركز الثقافي بالإسماعيلية ويحاضر فيه الدكتور محمد المتولي علي فاضل - أستاذ الحديث المساعد ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية ببور سعيد - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالإسماعيلية، الدكتور محمود محمد أحمد السيد - مدرس الفقه بكلية الشريعة والقانون بالدقهلية جامعة الأزهر، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
2- المركز الثقافي بالسويس ويحاضر فيه الدكتور محمد السيد حامد - مدرس مناهج اللغة العربية بكلية التربية جامعة الأزهر - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالسويس، و الدكتور عبد الرحمن سعد مصطفى - مدرس الفقه بكلية الشريعة والقانون- جامعة الأزهر، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
3- المركز الثقافي بالبحر الأحمر ويحاضر فيه الدكتور أحمد سعد أحمد علي - إمام وخطيب - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالبحر الأحمر، و الدكتور عبد الناصر محمد مغربي - إمام وخطيب ومدرس، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
4- المركز الثقافي بالوادي الجديد (الداخلة) ويحاضر فيه الدكتور مجدي عبد المنعم حامد - مدرس الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بأسيوط - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالداخلة، و الدكتور علي رمضان محمد خميس مدرس بكلية اللغة العربية بأسيوط، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
5- المركز الثقافي بالوادي الجديد (الخارجة) ويحاضر فيه الدكتور عبد المحسن علي وهبة - عميد كلية أصول الدين بأسيوط - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالخارجة، و الدكتور أحمد محمد سالم - إمام وخطيب ومدرس، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
6- المركز الثقافي بشمال سيناء (العريش) ويحاضر فيه الدكتور أحمد أبو القاسم علي أبو القاسم - إمام وخطيب ومدرس - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالعريش، و الشيخ / السيد سعيد السيد متولي - إمام وخطيب ومدرس، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
7- المركز الثقافي بشمال سيناء (الحسنة) ويحاضر فيه الدكتور عصام محمد الهادي عبد المقصود - إمام وخطيب - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالحسنة، و الشيخ محمد محمد محمد شبانة - إمام وخطيب ومدرس، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
8- المركز الثقافي بشمال سيناء (بئر العبد) ويحاضر فيه الدكتور أحمد محمد عبد الرازق- إمام وخطيب - عميد مركز الثقافة الإسلامية ببئر العبد، و الشيخ /محمد عبد الفتاح محمود - إمام وخطيب ومدرس، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
9- المركز الثقافي بجنوب سيناء ويحاضر فيه الدكتور محمد علي محمد الشاذلي - إمام وخطيب ومدرس، والشيخ/ محمد رجب السيد عبد الدايم - إمام وخطيب ومدرس، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
10- المركز الثقافي بمطروح ويحاضر فيه الدكتور محمد أحمد محمد أبو بكر- مدرس بقسم اللغة العربية - جامعة مطروح - عميد مركز الثقافة الإسلامية بمطروح، و الدكتور محمد فوزي مصري رحيل - أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية التربية - جامعة مطروح، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
11- المركز الثقافي بالفيوم ويحاضر فيه الدكتور محمد أحمد محمد محمود سرحان - أستاذ ورئيس قسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية ببني سويف وعضو اللجنة الدائمة - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالفيوم، و الدكتور محمود أحمد رجب ـ مدرس الدعوة بكلية أصول الدين والدعوة بالقاهرة، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
12- المركز الثقافي ببني سويف ويحاضر فيه الدكتور مبروك عبد العظيم أحمد - أستاذ ورئيس قسم الشريعة بكلية الحقوق جامعة بني سويف- عميد مركز الثقافة الإسلامية ببني سويف، والدكتور مصطفى ذكي مصطفى محمد- أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر القاهرة، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
13- المركز الثقافي بالمنيا ويحاضر فيه الدكتور عبد المنعم فتحي عوض مهني - أستاذ العقيدة المساعد بكلية البنات بالمنيا الجديدة - عميد مركز الثقافة الإسلامية بالمنيا، والدكتور وجيه محمود أحمد - أستاذ ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية آداب جامعة المنيا، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
14- المركز الثقافي بأسيوط ويحاضر فيه الدكتور محمود مهني محمود - أستاذ التفسير المتفرغ وعضو هيئة كبار العلماء - عميد مركز الثقافة الإسلامية بأسيوط، والدكتور محمد سيد أحمد سليم - أستاذ ورئيس قسم الدعوة بكلية أصول الدين والدعوة بأسيوط، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
15- المركز الثقافي بسوهاج ويحاضر فيه الدكتور إبراهيم عبد الشافي إبراهيم- أستاذ العقيدة والفلسفة المتفرغ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بسوهاج- عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة الأسبق -عميد مركز الثقافة الإسلامية بسوهاج، والدكتور عاطف مصطفى محمد- أستاذ العقيدة والفلسفة المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بسوهاج، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
16- المركز الثقافي بقنا ويحاضر فيه الدكتور إبراهيم حسن أحمد - عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بقنا - عميد مركز الثقافة الإسلامية بقنا، والدكتور أحمد سيد إبراهيم - أستاذ الدعوة - والعميد السابق كلية طيبة بالأقصر، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
17- المركز الثقافي بالأقصر ويحاضر فيه الدكتور العادلي محمد أحمد سليمان - أستاذ البلاغة والنقد بكلية طيبة بالأقصر جامعة الأزهر- عميد مركز الثقافة الإسلامية بالأقصر، و الدكتور محمد أحمد سالم - إمام وخطيب ومدرس، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
18- المركز الثقافي بأسوان ويحاضر فيه الدكتور أحمد خليل عبد العال محمود- أستاذ الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بأسوان- عميد مركز الثقافة الإسلامية بأسوان، والدكتور أحمد عبد المنعم عبد المجيد- أستاذ العقيدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بأسوان، عنوان المحاضرة (حسن العشرة بين الزوجين وأثرها على الأسرة "خيركم خيركم لأهله")
اقرأ أيضاًالأوقاف تفتح باب التقدم للراغبين في الحج لعام 1446 هـ من العاملين بالوزارة
انعقاد برنامج «المنبر الثابت» الدعوي بين الأزهر والأوقاف في 1320 مسجدا
روابط «رسمية» لـ التقييمات الأسبوعية والواجبات المنزلية 2024-2025
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأوقاف مبادرة بناء الإنسان ندوات وزارة الأوقاف کلیة أصول الدین والدعوة بکلیة الشریعة والقانون أستاذ الحدیث وعلومه إمام وخطیب ومدرس أستاذ ورئیس قسم المرکز الثقافی الدکتور محمود اللغة العربیة وزارة الأوقاف أستاذ التفسیر والدکتور أحمد بناء الإنسان أستاذ الدعوة جامعة الأزهر وعمید کلیة عبد المنعم أحمد محمد محمد أحمد محمد عبد محمد علی
إقرأ أيضاً:
نص المحاضرة الرمضانية الـ14 للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1446هـ
الثورة نت/.
نص المحاضرة الرمضانية الـ14 للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 14 رمضان 1446هـ :
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
في سياق الحديث على ضوء الآيات المباركة من (سورة الشعراء)، التي تَقُصّ لنا قصة نبي الله إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، في مقامٍ عظيمٍ من مقاماته في قومه، وهو يبلغ رسالة الله إليهم، ويسعى لإنقاذهم من الضلال الكبير الذي هم فيه، والذي في مقدمته: الشرك بالله، يسعى لهدايتهم، ويسعى للسير بهم في طريق الحق، في عبادة الله وحده، وفي نهج الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، يُقدِّم لهم البراهين العظيمة، المقنعة، المهمة، ويبيِّن لهم أنه ليس لهم أي حقّ ولا أي مبرر في العبادة لغير الله، فالإنسان هو ملكٌ لله، وعبدٌ لله، وكل أموره الأساسية، متطلباته الأساسية والمهمة، هي من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، فلماذا يتَّجه بالعبادة إلى غير الله؟!
وقَدَّم عرضاً، قدَّمه بشكلٍ شخصي، يعني: يُعبِّر عن نفسه؛ بينما هو لكل إنسان، الحال لكل إنسان هو: أنه مفتقرٌ إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في ذلك كله، في كل ما ذكره نبي الله إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، وكان في بداية ما قال، في هذا العرض الذي يُبَيِّن ارتباط الإنسان بالله، وحاجته إلى الله: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ}[الشعراء:78]، وبدأنا بالحديث عن ذلك في محاضرة الأمس.
كما قلنا: الإنسان في وجوده مفتقرٌ إلى الله، هو الذي وهبك الحياة، هو الذي خلقك، هو الذي أنعم عليك بما خلق فيك ولك من أعضائك، وجوارحك، وحواسك، وطاقاتك، وقدراتك، فأنت ملكٌ لله، وهو ولي النعمة عليك، هو الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، ووهبه ما وهبه من النعم، في نفسه ابتداءً، ثم في مقدمة هذه النعم: نعمة الهداية، التي تأتي قبل كل النعم، وبدأنا بالحديث بالأمس عنها.
فهذا التذكير هو للإنسان، ليُبَيِّن أنه ليس هناك ما يربطه في حاجيَّاته الأساسية، ومتطلباته الضرورية والأساسية، بمن يتخذهم أنداداً من دون الله:
إمَّا يتخذهم أنداداً عن طريق الشرك، باعتقاد الألوهية والربوبية لهم.أو يتخذهم أنداداً من دون الله، من خلال التولِّي لهم على الباطل، وطاعتهم في معصية الله تعالى، وإيثار طاعتهم على طاعة الله “جَلَّ شَأنُهُ”، وفوق طاعة الله “جَلَّ شَأنُهُ”.
ليسوا هم من خَلَقك، ولا من وهبك كل هذه القدرات، وليسوا هم من ترتبط بهم في أمور حياتك الأساسية، التي يأتي الحديث عنها.
في مقدمة ما يحتاجه الإنسان، ومن أهم ما يحتاجه: الهداية، والله هو مصدر الهداية، الهداية وردت في القرآن الكريم في صدارة النعم- كما قلنا بالأمس- في آيات كثيرة ومقامات متعددة، ومنها هنا: في هذه القصة، قدَّمها قبل الطعام، وقبل الماء والشراب: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ}[الشعراء:78-79].
حاجة الإنسان إلى الهداية من الله تعالى هي حاجةٌ في كل مجالات وشؤون حياته، والإنسان لولا هداية الله له بأنواعها، بأنواع الهداية التي سنتحدث عنها، لكان في وضعٍ صعبٍ جدًّا، لكان أشبه ما يكون بكتلة لحمٍ حيٍ، لا يدرك ماذا يفعل، ولا كيف يتصرف، ولا ماذا يعمل، أو لكان أشبه بكمبيوتر بدون أي برامج تُشَغِّله، وتبيِّن كيف يستفاد منه، لكان لا يعرف أن يتصرف في أي شيء، وكيفية التصرف في أي شيء؛ لـذلك هو بحاجة إلى الهداية من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ومنذ بداية وجوده، قبل الأشياء الأخرى؛ لأنه من خلال هذه الهداية سيتصرف في بقية أموره.
فالهداية من الله تعالى للإنسان هي واسعة ومتنوعة، في مقدمتها: الهداية الفطرية، بما غرزه الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في فطرة الإنسان.
الهداية الفطرية يحتاجها الإنسان منذ لحظة وجوده، من بعد مولده، قبل أي شيءٍ آخر، وكما شرحنا بالأمس عن الطفل، بعد أن يولد وهو بحاجة إلى الغذاء، إلى الرضاعة، كيف يُلهمه الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أن يرضع، وكيف ترى الحال في بعض المواليد، يبحث عن ثدي أمه ويحرِّك فمه يريد أن يرضع، قبل حتى أن يُفَتِّح عينيه، وهو في تلك المرحلة من طفولته المُبَكِّرَة، كان من المستحيل تفهيمه، وتعليمه بالتلقين والشرح عن كيفية الرضاعة، لولا أن الله ألهمه وهداه لذلك.
في طفولته المبكرة، يُلْهِمه الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” بهدايته وما غرز في فطرته كيف يصيح؛ للتنبيه على مختلف احتياجاته وأحواله:
في وقت جوعه، يعني: في وقت حاجته إلى الرضاعة يصيح.في حالة الألم، إذا شعر بالألم، يصيح.في حالة الاحتياج للنظافة يصيح.في مختلف أحواله من حرٍ، أو بردٍ… أو غير ذلك، يصيح.في حالة الوِحْشَة، إذا استوحش، يصيح… وهكذا.
كل هذا في إطار هذه الهداية الفطرية، التي فطره الله عليها، وهذه آية من آيات الله، ومن رعاية الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، برمجة ربانية له، وهي عون كبير في رعايته؛ وإلَّا لكانت الرعاية صعبة جدًّا، لكانت تحتاج إلى تَفَقُّد دائم بعناء شديد، لكن هو يُؤَدِّي هذا الدور هو في التنبيه على ذلك، يأنس بأمه وأبيه، ومحيطه الأسري، وبالقائمين على رعايته، في طفولته المبكرة تلك، يتناغم معهم، ويرتبط بعلاقةٍ عاطفيةٍ مؤثِّرةٍ معهم، وهم كذلك… كل هذا في إطار هذه الهداية الفطرية من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
الهداية الفطرية، بما غرزه الله في الفطرة، هي تشمل مع الإنسان أيضاً الكائنات الحَيَّة، والحيوانات الأخرى، وبحسب دورها ومهامها في الحياة؛ ولـذلك يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى}[الأعلى:2-3]، مع التقدير والخلق، الهداية وفق ذلك التقدير، الهداية للكائنات الحَيَّة والحيوانات، في سُبُل معيشتها، وأسباب بقائها، وفي إطار مهامها المرسومة لها في هذه الحياة، {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}[طه:50]، فهي أساسيةٌ في حياة البشر من جهة، وحياة بقية الكائنات الحَيَّة، التي تهتدي لذلك، بما هو مُقَدَّرٌ لها من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
ولـذلك في الدراسات والأبحاث المعاصرة، التي تعتمد على أجهزة للرصد، والتصوير الدقيق، والرقابة الطويلة، لأنواع من الحيوانات والكائنات؛ تظهر العجائب، التي تُبيِّن كم ألهمها الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أن تتصرف بدقة، ووفق نظام معيَّن، مثلاً: فيما يتعلق بعالم الطيور، هناك دراسات وأبحاث، البعض منها أيضاً يعتمد على التوثيق بالفيديو، ومُنْتجٌ الكثير منه، كذلك عن عالم النمل، عن عالم النحل، عن عالم الأسماك، تظهر العجائب الكثيرة جدًّا، التي تُبيِّن أنها تتصرف بهداية فطرية، فطرها الله عليها، وألهمها الله بها، فتتصرف بدقة، ووفق نظام مُعَيَّن، وتسعى في سُبُل معيشتها وأسباب بقائها، وفي إطار مهامها المرسومة لها في الحياة بشكلٍ عجيب.
ولـذلك يقول الله عن النحل: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل:68-69]، فالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” يُبَيِّن أنه أوحى إليها، هذا الوحي هو هذا الإلهام، في ما غرزه الله في فطرتها، هذه الهداية الفطرية، التي منحها الله إياها، وهي تنتج العسل ببراعة فائقة جدًّا.
وهكذا بَقِيَّة الحيوانات، بل إن في فطرتها- بالنسبة للكائنات الحَيَّة والحيوانات- في فطرتها، وإدراكها في هذه الهداية الفطرية، ما هو أوسع من ذلك، لها مستوى مُعيَّن من الإدراك، وفي إطار أدوارها ومهامها.
ولـذلك نجد في قصة نبي الله سليمان “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، في قصة الهدهد، وكيف تخاطب مع الهدهد، وكيف شرح الهدهد عن قصته في رحلته تلك إلى اليمن: {فَقَالَ}، الهدهد يخاطب نبي الله سليمان، {فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ}، {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ}[النمل:22-24]، يُقدِّم تقريراً كاملاً، وموجزاً في نفس الوقت، عن واقع أهل مملكة سبأ: على المستوى السياسي، على المستوى الديني، على المستوى الاقتصادي، على المستوى العسكري، على مستوى الإمكانات؛ وكذلك ينقدهم فيما هم عليه من ضلال، في عبادتهم للشمس من دون الله، وكيف أن الشيطان ورَّطَهم، وأضلَّهم، وزيَّن لهم ما هم عليه من الضلال الرهيب، فهذا الفهم، وهذا المستوى من الإدراك للهدهد، يُبيِّن مستوى الهداية الإلهية الفطرية.
في قصة النملة نفسها، في (سورة النمل)، في قصة نبي الله سليمان “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، عندما تحرك بجنوده: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}[النمل:18]، هذا المستوى من الإدراك، من المعرفة، من الفهم، هو في إطار هذه الهداية من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، في الكائنات الحَيَّة تتفاوت المسألة- كما قلنا- في إطار مهامها في الحياة، ودورها في الحياة.
الهداية الفطرية للإنسان واسعة أكثر من غيره؛ وذلـك لاتِّساع مهامه، واتِّساع شؤونه في الحياة، ولحجم مسؤولياته ودوره في هذه الأرض، فالهداية الفطرية للإنسان بما غرزه الله في فطرته واسعة، في إطار هذه المسؤوليات الواسعة في الاستخلاف في الأرض، وأيضاً بالنظر إلى احتياجاته الواسعة.
ومع الهداية الفطرية، يوازي هذه الهداية الفطرية بما غرزه الله في فطرة الإنسان، ما زوَّد الله به الإنسان من وسائل وقدرات للإدراك، والمعرفة، والتمييز، والتعقُّل، التي يكتسب الإنسان بها أيضاً المزيد من المعارف والمعلومات، ويستفيد من خلالها من التجارب، فمنحه الله إدراك التمييز والتعقُّل؛ ولـذلك يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[النحل:78].
ومع ذلك أيضاً، جعل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبموازاة ذلك، معالم هداية للإنسان يهتدي بها، ويعرف من خلالها، بما يساعده على المعرفة اللازمة لحركة حياته، وفي حركة حياته، ولـذلك يأتي عنوان الهداية- نفسه- في القرآن الكريم، مع التذكير بنعم الله في تلك المعالم نفسها، من مثل قول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}[النحل:15-16]، ويقول الله تعالى: {أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}[النمل:63].
فالهداية واسعة للإنسان، في سُبُلِ معيشته، وأسباب بقائه، في جلب المنافع، في دفع المضار، في حركته الواسعة في الحياة:
هدايةٌ في داخل الإنسان.هدايةٌ أيضاً في محيطه في الحياة، في معالم واضحة.وهداية إرشادية، هداية بكتب الله، برسله، بأنبيائه، بالهداية التي تمتد من بعدهم على ضوء الوراثة لكتبه من الهداة من عباده.
فالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” هدى الإنسان هدايةً واسعة، نعمة الهدى هي نعمةٌ عظيمةٌ جدًّا، دورها كبير في حياة الإنسان، وأساسيٌ في حياة الإنسان؛ ولـذلك هناك في داخل الإنسان الهداية الفطرية، ومعها- كما قلنا- ما وهب الله الإنسان من وسائل للإدراك، والتمييز، والتعقُّل، التي تساعده أيضاً على الاستيعاب، وعلى التفهُّم، وفي نفس الوقت في نفس الهداية الفطرية أُسسٌ وبديهيات ومفاهيم ضرورية، الإنسان يعتمد عليها، كمعلومات ضرورية، مما هو معلومٌ ضرورة لدى الإنسان، ثم تبنى عليها الكثير من التفاصيل المعرفية في حياة الناس، وهذه مسألة مهمة، لها دورٌ كبيرٌ في حياة الإنسان؛ لأنها مشتركةٌ بين البشر، معلومةٌ بالضرورة لهم، بديهياتٌ بالنسبة لهم؛ وبالتـالي لا يمكن الإنكار لها، أو الجحود لها، إلَّا ويخرج الإنسان عن نطاق العقلاء، ويُعتَبر في حالة مكابرة، أو كما يقولون: (سفسطة، أو عبث).
فيما فطره الله في الإنسان، في الهداية الفطرية نفسها، أسس يحتاج إليها أيضاً في الهداية الإرشادية، فالهداية الإرشادية هي تأتي منسجمةً تماماً مع ما قد فطر الله الإنسان عليه:
في مقدِّمة ذلك: الإقرار بربوبية الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، هذا أمرٌ فطري، أنَّ الإنسان عبدٌ لله، وأنَّ الله هو ربُّه، وربُّ العالمين، وربُّ السماوات والأرض، والخالق لكل شيء، هذه مسألة فطرية في الإنسان، غرزها الله في فطرة الإنسان.ثم تأتي الهداية الإرشادية لتوسِّع معارف الإنسان، ليعرف الله أكثر، ليستفيد من التأمل في مظاهر قدرة الله ورحمته، وحكمته وعلمه… وغير ذلك، مما يزيده معرفةً.كذلك مغروزٌ في فطرة الإنسان، في الهداية الفطرية، الأسس والمفاهيم الأخلاقية، والفضائل كذلك.
فالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” قال عن مسألة الفطرة والهداية الفطرية، فيما يتعلق بالربوبية، بربوبية الله “جَلَّ “شَأنُهُ”: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}[الأعراف:172-173]، يعني: ليس لكم حُجَّة في أن تستندوا إلى انحراف آبائكم في مسألة الشرك، ولا يمكن أن تُبَرِّروا بالغفلة عن مبدأ التوحيد، لماذا؟ لأن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” قد غرز في فطرتكم الإقرار بربوبيته، فليس لكم أي مستند، ولا مُبَرِّر، ولا حُجَّة، في أن تخالفوا ذلك، ومع ذلك أتى رسل الله وأنبياؤه لتذكيركم بهذا المبدأ العظيم، وبهذا الحق الكبير، الذي تبنى عليه كل التفاصيل.
في مسألة الفضائل، في مسألة مكارم الأخلاق، في مسألة المفاهيم الأخلاقية، يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}[الشمس:8]، النفس البشرية مُلهمة، جزءٌ من هذا الإلهام هو بالهداية الفطرية.
ولـذلك العناوين التي تُعبِّر عن الفضائل وعن الأخلاق: عنوان الحق، عنوان الهدى، عنوان العدل، عنوان الصدق، عنوان الإحسان، عنوان الشرف، عنوان العِفَّة، عنوان الوفاء، عنوان الرحمة، عنوان الكرم… وبقية العناوين التي تُعبِّر عن مكارم الأخلاق، تُعبِّر عن الفضائل، هي عناوين معترفٌ بها عند كلِّ البشر، عند كل البشر، وإن اختلفوا في التفاصيل، لكن من حيث المبدأ هم يعترفون بها، ويعترفون بأنها فضائل، وبأنها صفة كمال للإنسان الذي يتَّصف بها، يُثنى عليه بها، يُمدح بها.
ويتَّفقون أيضاً– من حيث المبدأ- فيما يتعلَّق بنقائضها أنها سيئة، وأنها تُعبِّر عن نقص في من يتصف بها، وغير ذلك، فمثلاً: الكذب، الكذب مذموم عند كل البشر، لا يعتبر من الفضائل، ونَقِيصَة معروفة عند كل البشر، يُذمُّ من يتَّصف به. كذلك الظلم، الرذيلة… مختلف أنواع الجرائم، السرقة مثلاً، فالبشر متَّفقون على هذا.
من أين جاء هذا الاتفاق بين البشر؟ لأن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” بهدايته لهم في فطرتهم، فيما غرزه في فطرتهم، ألهمهم ذلك، وإن اختلفوا في التفاصيل، أو حاول بعضهم في سياق العصيان، والتعنت، والضلال، أن يقلب الحقائق تجاه هذه العناوين، أن يطلق على ظلمه عدلاً، أو يطلق على أكاذيبه صدقاً… أو غير ذلك، هو من التوظيف والاستغلال الباطل المتعمد، ليس لأن هناك اشتباه فيما تطلق عليه هذه العناوين، لا، المسألة واضحة عند البشر جميعاً في حقيقة الصدق، في حقيقة الكذب، في حقيقة الباطل، في الحق، في العدل، الظلم…إلخ. المسألة واضحة، فهذا هو أيضاً مما أتى في واقع البشر في الهداية الفطرية، وليكون متناغماً ومنسجماً بشكلٍ تام، ومتطابقاً مع الهداية الإرشادية، التي تأتي عبر الأنبياء والرسل، ومن خلال كتب الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
مثلاً: عنوان الهدى، عنوان معظَّم عند البشر؛ وعنوان الضلال، عنوان سيء عند البشر؛ ولهـذا مثلاً حتى أنَّ أهل الضلال بأنفسهم، يحاولون أن يقدِّموا عنوان الهدى أمام الآخرين، فرعون- بنفسه- قال لقومه: {وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}[غافر:29]، لماذا؟ لأنه يعرف أن الفطرة البشرية تنجذب إلى عنوان الهدى، وترى أنَّ الطريق الصحيح، والموقف الصحيح، هو الذي يُعبَّر عنه بالهدى، فهو يحاول أن يستغل هذا العنوان لخداعهم، وليس لأن هناك اشتباه فيما ينطبق عليه هذا العنوان؛ إنما للخداع، وهكذا هو الحال بالنسبة لعنوان الباطل والضلال، أنها عناوين سيئة، نقيضة لعنوان الهدى، لعنوان الحق، ومذمومٌ من يسير عليها، من يتَّبعها، هذه أمور فطرية، لكن من أين؟ من هداية الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، بما غرزه الله في فطرة البشر.
الهداية الفطرية تتعرض في واقع الناس لكثيرٍ من المؤثرات السلبية، فيتنكَّر الإنسان لها، حتى فيما يتعلَّق بالوازع الذي يسميه الناس بـ (الضمير)، أنَّ الإنسان في فطرته ليس فقط يعرف، بل ينسجم، يُعظِّم، يشعر في نفسه أنَّ الهدى، أنَّ الحق، أن مكارم الأخلاق، هي شرف، هي شيءٌ عظيم، يُقدِّسه، ينجذب إليه، يُحسُّ في نفسه بتعظيمه، وأنَّ المذام، ومساوئ الأخلاق، والجرائم، والمفاسد، هي أشياء سيئة، ينفر منها، يخجل منها، يعتبرها مسيئة إلى كرامته، إلى شرفه… وغير ذلك، يعني: حتى المشاعر، معرفة مع مشاعر، هذا هو أيضاً يعود إلى ماذا؟ إلى الهداية الإلهية، لكن الإنسان عندما يتمادى في طريق الباطل والضلال؛ تفسد نفسيته، يتغير على مستوى المشاعر ابتداءً، حتى لو بقي له معرفة يُميِّز بها بين أنَّ ذلك حسن، أو ذلك قبيح، لكن اِسْتِسَاغت المفاسد، الرذائل، هذه حالة فسدت فيها نفسية الإنسان، ومن خلال ممارساته السيئة في الحياة، وتماديه في الأشياء السيئة؛ تفسد نفسيته، فيبدأ ضميره الإنساني بالتأثر، بالتراجع… وهكذا هو الحال بالنسبة لابتعاده عن القيم العظيمة، يبدأ يتأثر كذلك، ويبتعد عنها شيئاً فشيئاً في مشاعره، في تفاعله الوجداني معها، ثم يتَّجه اتِّجاهاً آخر في الحياة.
ولـذلك الإنسان من حيث الجانب التربوي لتزكية النفس، ولتنمية مكارم الأخلاق في نفسه، التي هي فطرية، يحتاج إلى الهدى، أيضاً اتِّساع شؤون الإنسان في هذه الحياة، في إطار مهامه ودوره، يحتاج فيها أيضاً إلى الهداية الإرشادية، التي من الله عبر كتبه ورسله وأنبيائه.
فلأهمية دور الإنسان في الحياة، ولسعة دوره في الحياة، كان محتاجاً أيضاً أن يرتبط بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في هدايةٍ أوسع، هداية بالتعليمات؛ لأن طبيعة حياة الإنسان أوسع من حياة غيره من الحيوانات والكائنات، مهامه في هذه الحياة، والإنسان في هذه الحياة هو مرتبطٌ بالله، لا يمكن أن ينفصل وأن يبتعد عن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ثم تكون المسألة عادية، وخلاص له خياره في ذلك وانتهى الأمر، أنت كإنسان عبدٌ لله، في أرض الله، في جزءٍ من مملكة الله الواسعة، هذا العالم بكله هو مملكة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، فالله ربُّ العالمين، وملك السماوات والأرض؛ ولـذلك أنت عبده، أنت في مملكته، هذه الأرض هي حَيِّزٌ صغيرٌ جدًّا، لكن في مملكة الله الواسعة، فالله هو الذي أتى بك إلى الوجود، ووهبك الحياة، ووهبك ما وهبك من طاقات وقدرات، وسخَّر لك ما سخَّر لك ومكَّنك فيه كإنسان، كمجتمع بشري، فيما مكَّنهم فيه على هذه الأرض، في إطار دورٍ تقوم به، لا يخرج عن نطاق العبودية لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، أنت عبدٌ لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، فأنت في إطار مسؤولية في هذه الحياة، لست عبثاً، ولم تأتِ في هذا الوجود لمجرد أن تتيه كيفما أردت، الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” يقول: {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ}[الجاثية:22].
فالإنسان بما وهبه الله في نفسه من: طاقات، وقدرات، ومدارك، وبما سخَّر له في السماوات والأرض، عليه مسؤولية كبيرة، وما وهبه الله هي أمانة كبرى، في كيفية التصرف معها، الإنسان فيما يتصرف فيه، هو يتصرف فيما هو مِلكٌ لله، هذه الأرض مِلكٌ لله، ما فيها مِلكٌ لله، وما وهبك الله وأنت مِلكٌ لله، فكيف تتصرف وفق إذنه، وفق تعليماته، وفق توجيهاته.
والله رسم لك في مسيرة حياتك أقوم طريقة لتعيش فيها أحسن حياة؛ لأن الإنسان إذا اتَّجه الاتجاه الخاطئ، وانحرف عن دوره في هذه الحياة، يترتب على ذلك أضرار ومفاسد كبيرة جدًّا، فالإنسان في مقام مسؤولية أمام الله؛ ولهـذا يُعبِّر القرآن عن حجم هذه المسؤولية بقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}[الأحزاب:72]، الإنسان إذا اتَّجه الاتجاه الخاطئ في هذه الحياة، في مقابل ما وهبه الله من طاقات، وقدرات، ومدارك، وما سخَّر له، وعظيم ما سخَّر له من النعم، إذا اتَّجه الاتجاه الخاطئ، يترتب على ذلك: مفاسد كبيرة، مظالم كبيرة، مخاطر كبيرة، أعمال الإنسان في دائرة الخير والشر ذات تأثير كبير في الحياة، ليس كغيره من الحيوانات ذات الدور المحدود، التي حتى لو حصل منها شيءٌ ما، يكون تأثيره محدوداً، الله يقول: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}[الروم:41].
ولـذلك لأهمية دور الإنسان، وحجم مسؤوليته، ارتبط بذلك جزاء كبير، جزاء عظيم:
جزاء على الخير: ما وعد الله به من رضوانه وجنته، النعيم العظيم الأبدي الخالص.وجزاء رهيب جدًّا: غضب الله وسخطه، والعذاب في النار للأبد، لمن ينحرف عن نهج الله ورسالة الله، ويتَّجه في اتجاه الشر.
عِظَم الجزاء وكِبَره يدل على حجم هذه المسؤولية للإنسان في هذه الحياة؛ ولـذلك هو بحاجة إلى هدى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وإلى تعليمات من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وهداية من الله “جَلَّ شَأنُهُ”؛ لأن انحرافه خطير جدًّا عليه، على حياته، ويترتب عليه مفاسد كبيرة جدًّا، وعواقب خطيرة جدًّا.
فلذلك نأتي إلى الحديث عن الهداية الإرشادية والتشريعية من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، نستكملها- إن شاء الله- في محاضرة الغد.
نَسْألُ اللَّهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛