قال الدكتور أشرف غراب, الخبير الاقتصادي, إن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية يفرض واقعا جديد علي الاقتصاد العالمي, خاصة انه أصبح يتمتع بخبرة وأكثر دقة من رئاسته الأولي لأمريكا, موضحا أن ترامب وعد بعدد من الوعود التي سينفذها في حال فوزه برئاسة أمريكا أولها فرض رسوم جمركية علي كل السلع المستوردة لأمريكا بنسبة بين 10% إلى 20% وفرض رسوم جمركية تصل إلى 60% على السلع المصنعة في الصين, إضافة لوعوده الانتخابية بخفض الضرائب وتقليل ترحيل المهاجرين وإعادة التصنيع داخل أمريكا .

أوضح غراب, أن فرض ضرائب جديدة علي السلع المستوردة يسهم في انخفاض التبادل التجاري ما يقلل من الرواج التجاري العالمي, خاصة التبادل التجاري بين أمريكا والصين سينخفض بشكل كبير رغم ان الصين كانت اكبر شريك تجاري للسلع مع امريكا ورابع أكبر سوق تصدير للولايات المتحدة الأمريكية خلال العام الماضي 2023 وفقا للاحصائيات الا ان الفترة التي حكم فيها ترامب امريكا منذ عام 2017 حتي 2021 كان التبادل التجاري مع الصين اقل بكثير وهو متوقع في فترة حكم ترامب الجديدة, موضحا ان فوز ترامب من المتوقع أن تتدهور العلاقات بين أمريكا وإيران كما حدث سابقا في فترة حكمه حيث قام بفرض العديد من العقوبات الاقتصادية على إيران للحد من تطوير الاسلحة النووية ومتوقع ان تزيد العقوبات في فترة حكمه الجديدة .

وأضاف غراب, أن فوز ترامب سوف يعمل علي انتعاش العملات المشفرة مثل البيتكوين وغيرها لأن ترامب وعد بتحويل أمريكا لعاصمة العملات المشفرة بالعالم ولذلك ارتفعت عملة البيتكوين أمس الأربعاء بعد فوزه, مضيفا أن التعريفات الجمركية التي وعد بأن يفرضها ترامب قد تحدث ضغوط تضخمية ما يدفع المستثمرين إلى الملاذ الآمن مثل الذهب, إلا أن هذا مقترحات ووعود ترامب سيدعم ويعزز من الدولار نتيجة تقليل الانفاق على السلع المستوردة, كما أن سياسة ترامب نحو إنهاء الصراعات بالشرق الأوسط له تأثير ايجابي على اقتصادات دول الشرق الأوسط .

تابع غراب, أن فوز ترامب يجعل التأثيرات السلبية الاقتصادية على دول الاتحاد الاوروبي الناتجة عن الازمة الروسية الأوكرانية قد تستمر, خاصة وأن ترامب قد يتبع نفسه سياساته السابقة مع أوروبا بالضغط عليها مثل عقد اتفاقيات تجارية تفيد الاقتصاد الأمريكي إضافة لفرض رسوم جمركية على صادرات الدول الأوروبية لأمريكا وتقليل مكاسب الشركات الاوروبية ما يقلل من حجم صادراتها, لكن دول الاتحاد الأوروبي تسعي لأن يكون لها مسار تجاري واقتصادي مستقلا عن أمريكا وقد يجعلها تبحث عن بديل لأمريكا لاستيراد الطاقة منه .

ولفت غراب, إلى أن محافظ البنك المركزي الفرنسي رأى في بيان له أن فوز ترامب برئاسة أمريكا يزيد من المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي وذلك لأنه تعهد برفع الرسوم الجمركية على الواردات وهذا يسهم في ارتفاع معدل التضخم وانخفاض معدل النحو في جميع أنحاء العالم وزيادة حالة عدم اليقين ما يمثل خطرا على أوروبا .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دونالد ترامب الصين التبادل التجاري العلاقات ترامب أمريكا دولار صادرات الاسلحة النووية وعد الاقتصاد العالمى العملات المشفرة فوز ترامب

إقرأ أيضاً:

فايننشال تايمز: حرب ترامب التجارية تهدد الاقتصاد العالمي

حذّرت صحيفة فايننشال تايمز من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أطلق شرارة ما قد يتحول إلى حرب تجارية مدمرة، مشيرةً إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضها على المكسيك وكندا والصين ستؤدي إلى صدمة اقتصادية فورية، تهدد عقوداً من التكامل الاقتصادي الذي عزّز الازدهار في الولايات المتحدة والعالم.

الحرب التجارية هي عَرَض لقضية أكبر في أمريكا برئاسة ترامب

وأشارت الصحيفة إلىأن هذه التدابير تفتقر إلى أي مبرر اقتصادي، إذ تُستخدم كأداة للضغط السياسي الداخلي، بهدف انتزاع تنازلات من الجارين الأمريكيين، رغم أنهما قد لا يكونان قادرين على تقديمها.

واعتبرت الصحيفة أن المفارقة الكبرى تكمن في أن الولايات المتحدة نفسها ستكون من أبرز المتضررين من هذه السياسة، سواء على مستوى اقتصادها أو مكانتها الدولية.  

The absurdity of Donald Trump’s trade war https://t.co/PGNSP5Wrtm | opinion

— Financial Times (@FT) February 2, 2025 الاكتفاء بالتهديد كان كافياً

روّج ترامب لمبررات وهمية بشأن حبه للرسوم الجمركية، زاعماً أنها ستعيد القاعدة الصناعية الأمريكية، وتُعوِّض ضريبة الدخل، بل وتسدد ديون البلاد. وبرر قراراته الأخيرة بالحاجة إلى الحد من "التهديد الرئيسي المتمثل في المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات القاتلة"، بما في ذلك الفنتانيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن مجرد تهديد ترامب بفرض العقوبات دفع كندا والمكسيك إلى اتخاذ تدابير لتعزيز حدودهما، وهو ما كان سيستمر حتى لو لم يُقدم على تنفيذ قراراته. وأكدت أن قدرة الدولتين على تلبية مطالبه تبقى محدودة، لا سيما كندا، التي تسهم بجزء ضئيل فقط من الهجرة غير النظامية وتدفق الفنتانيل مقارنة بالمكسيك.

هل تمنعه السلطتان التشريعية والقضائية؟

طرحت الصحيفة تساؤلات بشأن شرعية الخطوة التي اتخذها ترامب، مشيرةً إلى أنه استند إلى قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية، الذي يُمنح للرئيس لمواجهة تهديدات غير عادية تتعلق بالاقتصاد أو الأمن. غير أن هذا القانون لم يُستخدم من قبل لفرض تعريفات جمركية، ما يثير الشكوك حول قانونية القرار، ويضع مسؤولية إيقافه على عاتق الكونغرس والمحاكم.

وحذّرت الصحيفة من أنه في حال عدم تحرك السلطتين التشريعية والقضائية، فسيكون الضرر هائلًا، إذ ستؤدي الرسوم الجمركية إلى تفاقم التضخم الأمريكي المرتفع وإبطاء النمو الاقتصادي. كما أن الردود الانتقامية المتوقعة من الدول المتضررة ستضاعف التأثيرات السلبية، في وقت يراهن فيه ترامب على أن الضرر الذي ستلحقه هذه الإجراءات بكندا والمكسيك، نظرًا لاعتمادهما الكبير على التجارة، سيدفعهما إلى تقديم تنازلات.

لكن الصحيفة شددت على أن الأمر لا يتعلق فقط بالاقتصاد، بل يمس سيادة الدولتين، إذ إن ترامب لا يهدد مصالحهما التجارية فحسب، بل يستفزّ أيضًا كرامتهما الوطنية. وأضافت أن تفكيك سلاسل التوريد والتجارة الحرة في أمريكا الشمالية، التي استغرقت عقودًا لبنائها، سيُحدث ضررًا جسيمًا بالمستهلكين والشركات الأمريكية، خصوصًا في قطاعات تكرير النفط، وصناعة السيارات، والأدوية، والزراعة.

ماذا عن الصين؟

أشارت الصحيفة إلى أن تحركات ترامب تجاه الصين تبدو أقل دراماتيكية حاليًا، لكنها قد تكون مقدمة لإجراءات أكثر شمولًا في المستقبل. فالدول الثلاث المستهدفة تشكل مجتمعة ما يقرب من نصف إجمالي واردات الولايات المتحدة، ما يجعل التداعيات المحتملة على الاقتصاد الأمريكي باهظة، إذ يُقدَّر أن الرسوم الإضافية ستكلف نحو 100 مليار دولار.

ضرر دبلوماسي وثقة مهزوزة

لم تقتصر تحذيرات فايننشال تايمز على الجانب الاقتصادي، بل تطرقت أيضًا إلى الضرر الذي لحق بالقوة الدبلوماسية الأمريكية. فالمكسيك وكندا راهنتا لعقود على التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، وصولًا إلى توقيع اتفاقية نافتا عام 1994، التي جلبت فوائد اقتصادية كبيرة، خصوصاً لكندا. وفي ولايته الأولى، أجبر ترامب الدولتين على إعادة التفاوض على الاتفاق، ليتم التوصل إلى اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA). غير أن قراره الأخير بتجاهل الاتفاق المنقح يبعث برسالة واضحة مفادها: لا يمكن الوثوق بكلمة أمريكا.

ترامب وسياسة الإكراه الاقتصادي: ضغوط على الحلفاء والخصوم - موقع 24منذ عودته إلى البيت الأبيض، تبنّى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهجاً قائماً على القوة بدلاً من المساومة لتحقيق أهداف سياسته الخارجية.

 

 

وفي هذا السياق، طرحت وزيرة المالية الكندية السابقة، كريستيا فريلاند، التي تسعى لخلافة جاستن ترودو في منصب رئاسة الوزراء، فكرة فرض تعريفات جمركية انتقامية تستهدف قطاعات حيوية تدعم ترامب، مثل صناعة السيارات، بما في ذلك تيسلا المملوكة لإيلون ماسك.

أزمة أعمق من مجرد حرب تجارية

خلصت الصحيفة إلى أن الحرب التجارية ليست سوى عرض لمشكلة أعمق داخل أمريكا في ظل رئاسة ترامب، إذ ينفرد الرئيس باتخاذ القرارات، ويختار القضايا التي يريد التركيز عليها، ويضخمها، ثم يفرض حلولًا قسرية تتسم بالخشونة.

وكما هو الحال في قراراته المتعلقة بتجميد المنح وطرد العمال الفيدراليين، تبدو أدواته غير مدروسة، ما يهدد بتفاقم الفوضى، لتكون الحرب التجارية مجرد بداية لأزمة أوسع نطاقًا.

مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي يكشف تأثير الحرب التجارية بين أمريكا والصين على الاقتصاد المصري
  • خبير اقتصادي: العالم حاليا يتجه للحروب التجارية.. وشظاياها قد تطال مصر
  • خبير اقتصادي يحذر من حرب عالمية تجارية.. الشظايا قد تطال مصر
  • أستاذ علاقات دولية: قد نشهد إعادة هيكلة للنظام التجاري العالمي
  • فايننشال تايمز: حرب ترامب التجارية تهدد الاقتصاد العالمي
  • عاجل- «انتقام اقتصادي».. كندا والمكسيك تفرضان رسومًا على أمريكا والصين تستعد للرد قانونيًا
  • خبير اقتصادي: إتاحة السلع بكميات كبيرة تمنع جشع التجار وتستقر بالأسعار
  • خبير اقتصادي: إتاحة السلع وتخفيض الأسعار يساهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطن
  • خبير اقتصادي: طرح السلع بأسعار مخفضة يساهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين
  • خبير اقتصادي يوضح تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على كندا والمكسيك والصين