سر تكرار «فبأي آلاء ربكما تكذبان» في سورة الرحمن؟
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
سورة الرحمن هى إحدى سور القرآن الكريم الّتى تتجلّى فيها عظمته سبحانه، ويرى المتأمّل فى آياتها إعجاز الله فيها، وهي سورة مدنيّة، ترتيبها 55 من بين سور القرآن الكريم، وعدد آياتها 78 آية.
سر تكرار “فبأى آلاء ربكما تكذبان” في سورة الرحمن؟
والسورة تتحدث عن نعم الله تعالى في هذا الكون، والحديث عن عجائب خلقه وصنعه، ودعوة النّاس للتدبّر في هذا الكون وما فيه، ودعوتهم لعبادة الله العظيم، وهي شهادة للخلق كلّهم الإنس، والجن، بأنّهم لا يمكنهم إنكار نعم الله عليهم أو تكذيبها.
وتتميّز سورة الرحمن عن غيرها من السور بإيقاع فواصلها في بعض الآيات وتكرار آية «فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ»، واحداً وثلاثين مرّة، وهي تبدأ بذكر الرحمن -الله تعالى-، وتتحدّث عن عجائب خلقه كالقمر، والشّمس، والنّجوم، والشجر، والسماء، والأرض بكلّ ما فيها من نعم، وعن خلقه للجن والإنٍس، والبحر، والبرزخ.
وتعرض السورة الكريمة مشاهد يوم القيامة والحساب، وما فيها من عقاب وجزاء للكافرين والمؤمنين، وتختتم السورة بـ «تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ».
وتساءل الكثيرون عن سبب تكرار «فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ»، والحكمة من ذلك، وقد كذّب الكفّار الرسول -صلّى الله عليه وسلم- بسبب هذه الآية، وقالوا بأنّ هذا القرآن من عنده بسبب هذا التكرار وأنّه لا داعي له، إلّا أنّ المتأمّل في الآيات يجد فيها من الإعجاز الكثير.
فالله تعالى كرّر هذه الآية إقراراً بنعمه وتأكيداً عليها لتذكير النّاس بها، فمن عادة العرب تكرار الكلام لتأكيده، وقد كرّرت الآيات لتأكيد نعم الله على الإنس والجن، فالاستفهام في هذه الآية أسلوبٌ للإقرار وعدم الإنكار، وهذا شائعٌ في لغة العرب وكلامهم، وهذه الآيات دليلاً على أنّ الله سبحانه وتعالى الّذي خلق السبع سماوات بما فيها، هو نفسه الّذى أنزل هذا القرآن الكريم المحكم.
سر تكرار فبأى آلاء ربكما تكذبان في سورة الرحمنقال الدكتور محمد داود المفكر الإسلامي إن من لطائف التعبير القرآني بل من دقة الكلمة القرانية، بيان أن القرآن وإن بدى لك إن به آيات أو الجمل أو الكلمات مكررة فهو تكرار ظاهري لمن لا يدركون المعنى الدقيق.
وأضاف محمد داود أن كثير من الناس يسألون عن سورة الرحمن كيف يتكرر “فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ” 31 مرة، كان يكفي مرة أو اثنين فما السبب؟ وهنا يجيب العلماء المتخصصين فى المعاني القرآنية والدلالات القرآنية أنه لما تعددت وتنوعت النعم في سورة الرحمن، وجب التذكير بعد كل نعمة، لأن معنى “فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ” التذكير بهذه النعمة، كأن ربنا سبحانه وتعالى يذكرنا بعد كل نعمة جديدة من نوع جديد، فهل تستطيع أن تكذبها.
وأضاف المفكر الإسلامي أن الله سبحانه ، وتعالى يقول لك هل تكذب هذه النعمة فإن كذبت واحدة منها النعمة فهل ستكذب الباقي، فهذا ليس تكرارا إنما وجب التذكير بعد كل نعمة لما تنوعت النعم وتعددت.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سورة الرحمن فی سورة الرحمن آلاء ر
إقرأ أيضاً:
كيف أتوب من السب والشتم؟.. أمين الفتوى يجيب
أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال عن كيفية التوبة من السب والشتم وكيفية التوقف عن التنابذ بالألفاظ السيئة؟.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريح، أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سباب المسلم فسوق"، لافتا إلى أن السب والشتم أصبح ربما عادًا عند بعض الناس، وهذا خطر عظيم، يجب أن نجعل هذا العضو الصغير، اللسان، يذكر الله ويتجنب الألفاظ السيئة.
وتابع: "ربنا ابتلى بعض الشباب بتلفظهم بالسب والشتم، ويجب عليهم أن يتوبوا توبة صادقة نصوحًا، والتوبة الصادقة النصوح تعني ألا يعود المرء إلى المعصية أبدًا، أي أن لا ترجع إلى السب والشتم مرة أخرى، كيف يمكنني ذلك؟ أولًا، يجب أن أقرأ القرآن الكريم باستمرار، عندما تقرأ القرآن، تجد أن لسانك يبدأ بالتحدث بكلمات القرآن الكريم، ثانيًا، يجب أن تكثر من ذكر الله، حتى وأنت في المواصلات أو في أي وقت، أكثر من ذكر الله، ثالثًا، أكثر من الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم".
وأردف: "الذي وقع في الذنب يجب أن يتوب، يستغفر الله، ويطلب العفو والمغفرة ممن سبّه، على سبيل المثال، إذا سببت شخصًا، يجب أن تقول له: "معلش، حقك عليّ، أنا آسف"، على فكرة، هذا يرفع من مكانة الإنسان ولا ينقصه، لكن في بعض الحالات قد يقول البعض: "إذا اعتذرت له قد يؤدي ذلك إلى مشكلات أكبر، لأنني سببته في مكان ضيق"، في هذه الحالة، يمكنك تذكيره بالخير في نفس المكان ومع نفس الأشخاص الذين كانوا حاضرين، قائلًا: "لقد تبين لي أن هذا الشخص محترم وكذا وكذا".