المسيّرات تتساقط على الأردن.. من أين تأتي؟ وكيف يواجهها؟
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
#سواليف
الخبير العسكري نضال أبو زيد: للمسيّرات 3 مصادر، وغرضها بين هجوم انتقامي على إسرائيل وتهريب مخدرات إلى المملكة
المحلل السياسي عبد الحكيم القرالة: المسيّرات التي تستهدف الأردن تعد تحديا أمنيا وتوجد حاجة لتعزيز القدرات العسكرية، خصوصا المنظومة الدفاعية
أعلن الأردن خلال الأيام القليلة الماضية سقوط طائرات مسيرة “مجهولة المصدر” شمال البلاد.
وهو إعلان أثار مخاوف أمنية جديدة لدى المملكة، لا سيما مع موقعها الجغرافي المتوسط لصراعات المنطقة، ما يستدعي تعزيز منظومتها الدفاعية.
وبالفعل، أعلن الأردن خلال السنوات الماضية إسقاطه أعدادا كبيرة من الطائرات المسيرات والتي كانت بقصد التهريب، وخاصة المخدرات.
لكن الواقع الأمني في المنطقة، جراء استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وما تثيره من مواقف مناهضة من جهات مختلفة، يحتم على عمان التعامل مع ما يجري بأسلوب غير اعتيادي.
وهو ما أقر به متحدث الحكومة محمد المومني، في بيان السبت، تعليقا على سقوط 3 مسيّرات في ثلاثة أيام.
مقالات ذات صلة حريق هائل يقضي على خيام في شفا بدران / شاهد 2024/11/07واعتبر المومني أن ذلك “تهديد يتعامل الأردن معه ضمن قواعد الاشتباك العسكرية، ويتخذ الإجراءات الضرورية كافة للتصدي لهذه الانتهاكات”.
وأعلن الجيش الأردني، الثلاثاء والخميس الماضيين، سقوط 3 مسيرات “مجهولة المصدر ” في مناطق خالية من السكان شمالي البلاد دون إصابات.
وتزامنت الحادثتان مع استمرار جهات مختلفة في شن هجمات على إسرائيل؛ ردا على الإبادة الجماعية التي تواصل ارتكابها في قطاع غزة منذ أكثر من عام.
وخلفت هذه الإبادة نحو 146 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
**واقع إقليمي معقد
“فُرض على الأردن أن يكون متأثرا بالواقع الإقليمي المعقد”.. هكذا بدأ الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني نضال أبو زيد حديثه للأناضول.
ولفت إلى “الموقع الجغرافي للمملكة في قلب صراعات إقليمية وحالة انفلات أمني شمالا في سوريا وشرقا في العراق، يُضاف لذلك إرهاصات العملية العسكرية للاحتلال جنوب لبنان وفي الأراضي المحتلة”.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها “حزب الله”، بدأت غداة شن إسرائيل حرب الإبادة على غزة، وسعّت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وشدد أبو زيد على أن هذا الواقع الإقليمي المعقد “بدأ ينعكس على الأردن من خلال تهديد المسيّرات التي تسقط داخل أراضيه”.
وأضاف أن “خطر المسيّرات بدأ يتصاعد في ظل تبادل الرد بين إيران ووكلائها والجانب الإسرائيلي، حيث لا يعتبر الأردن هدفا لها”.
وأوضح أن “فقدان السيطرة عليها أو فقدان توجيهها، قد يؤدي إلى سقوطها في الأراضي الأردنية كما حصل قبل أيام في محافظتي إربد وجرش (شمال)”.
وأكد أن هذا الأمر “بات يشكل تهديدا واضحا عبّر عنه الأردن أكثر من مرة بخطابه الإعلامي الرسمي برفض أن تكون المملكة ساحة حرب لأي طرف”.
وفيما يتعلق بمصدر المسيّرات، قال أبو زيد: “هناك مصدران، فأول اثنتين (في إربد) كانتا من قبل المليشيات الشيعية المنتشرة جنوب سوريا، والثالثة (في جرش) من المليشيات الشيعية المنتشرة في العراق وتستهدف الأراضي المحتلة”.
وتابع: “برز مؤخرا أيضا مصدر آخر لهذه المسيّرات، وهو جنوب الأراضي المحتلة (إسرائيل)، وتم الإعلان رسميا أكثر من مرة عن إسقاط مسيّرات على الواجهة الجنوبية الغربية”.
الخبير العسكري رأى أن “هذا التهديد يختلف عن التهديدات السابقة من العراق وسوريا؛ حيث يقتصر على محاولات تهريب المخدرات من جنوب الأراضي المحتلة إلى المملكة”.
وفي الحالة الأخيرة، أكد أن “الاحتلال يتحمل مسؤولية ضبط حدوده، بدلا من الاستمرار بالتصريحات الإعلامية عن وجود محاولات إيرانية لاستغلال الحدود الأردنية لتهريب السلاح”.
و”ذلك يندرج في إطار المناكفة الإعلامية الإسرائيلية للأردن (الرافض بشدة لحرب إبادة غزة)، ومحاولة الهروب من واقع انفلات الحدود من الجانب الإسرائيلي واستغلالها بتهريب المخدرات عبر المسيّرات التي زادت مؤخرا”، كما أردف أبو زيد.
وأشار إلى أنه “في ظل هذا الواقع، لا يزال الأردن يتعاطى مع ملف المسيّرات كملف أمني بامتياز، سواء من قبل الحدود الشرقية والشمالية أو حتى من قبل الحدود الغربية”.
وأكد أن “الأردن ذهب إلى أبعد من التعاطي الدبلوماسي؛ إذ طور أدواته العسكرية وقواعد الاشتباك، للتعامل مع هذه الحوادث. والواقع الأمني منضبط لغاية الآن”.
** ارتدادات الصراع بالمنطقة
الكاتب والمحلل السياسي عبد الحكيم القرالة قال: “لا يختلف اثنان على أن ما يجري في المنطقة من تداعيات وتمدد لرقعة الصراع ينذر بعواقب وخيمة على الجميع، في ظل اضطراد العمليات العسكرية من مختلف الأطراف وتنوع أساليبها”.
وزاد القرالة في حديث للأناضول أن “الأردن جغرافيا ليس بمنأى عن ارتدادات وتداعيات ذلك، غير أنه كان واضحا وحاسما بأنه لن يكون ساحة حرب أو صراع لأي طرف وتحت أي ظرف”.
وأردف: “من المعروف أن الأردن مستهدف من بعض القوى الإقليمية (لم يحددها) عبر ميليشيات مسلحة على حدود المملكة، تنتهج استهدافه عبر تهريب الأسلحة والمخدرات، وتريد أن يكون لها تأثير ونفوذ في الداخل الأردني كما في دول عديدة في المنطقة”.
واستطرد: “الأردن أكد أكثر من مرة وبشكل حاسم وقوي أنه لن يكون، بحكم موقعه الجغرافي، ساحة حرب أو طرف في أي نزاع، وأوصل رسائل قوية لكل الأطراف المعنية بهذا الصراع”.
وفضلا عن حربيها على غزة ولبنان، تتبادل إسرائيل ضربات جوية مع كل من إيران وجماعة الحوثي اليمنية، وسط تحذيرات من اندلاع حرب إقليمية واسعة.
و”مما لا شك فيه أن المسيّرات التي تستهدف الأردن تعد تحديا أمنيا، وبالتالي توجد حاجة لتعزيز القدرات العسكرية، خصوصا المنظومة الدفاعية؛ لتجنب الأخطار والتبعات، وحماية أمن الوطن والمواطنين”، حسب القرالة.
وختم بالإعراب عن اعتقاده أن “الجيش الأردني متنبه لهذا الأمر، ويتعاطى وفق قواعد الاشتباك الملائمة في مثل هذه الظروف”.
وخلال 2023، وتحديدا قبل بدء حرب إبادة غزة بأشهر قليلة، أسقط الجيش الأردني مسيّرات كان دخولها يقتصر من الجانب السوري لغايات التهريب، باستثناء واحدة كانت حملت مواد متفجرة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأراضی المحتلة المسی رات التی أکثر من أبو زید
إقرأ أيضاً:
صحف العالم.. إسرائيل تقطع الكهرباء عن آخر منشأة في غزة تستقبل الكهرباء.. الاحتلال يريد عودة الإبادة بقوة.. واجتماعات أوكرانية أمريكية في السعودية
حماس : ما تقوم إسرائيل يؤكد نية الاحتلال مواصلة حربه الإبادة الجماعيةتل أبيب تستخدم سياسات التجويع في تجاهل واضح لجميع القوانين والأعراف الدوليةالحكومة السورية الجديدة تتوصل إلى اتفاق لدمج الأكراد في اتفاق تاريخيإيلون ماسك يكشف عن هوية من يقف وراء الهجوم الإلكتروني الضخم على إكس
تناولت صحف دولية عدة أبرز القضايا التي جاء على رأسها قطع الكهرباء في غزة واجتماعات أوكرانية أمريكية في السعودية.
قالت شبكة سي إن إن الأمريكية، إن الفلسطينيين يقضون أوقاتهم في ظل ظروف صعبة خلال شهر رمضان المبارك بعد تدمير منازلهم خلال هجمات إسرائيلية.
تقول إسرائيل إنها قطعت الكهرباء عن الكثير من المنشآت الأخيرة في غزة التي كانت لا تزال تتلقى الطاقة من شركة كهرباء إسرائيل.
قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين في بيان "لقد وقعت للتو على أمر بوقف فوري للكهرباء عن قطاع غزة"، مضيفا أن البلاد "ستستخدم كل الأدوات المتاحة لدينا، لضمان عودة جميع الرهائن".
قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء عن غزة في أعقاب هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، والتي قُتل فيها أكثر من 1200 شخص واختطف 251 آخرون، لكن شركة الكهرباء الإسرائيلية أعادت توصيل الطاقة إلى منشأة لمعالجة مياه الصرف الصحي بعد توجيه حكومي.
وقال مسؤولون محليون إن قرار إسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم أزمة المياه الحالية في القطاع، حيث سيؤثر قطع المياه بشدة على جهود تحلية المياه.
قال رئيس بلدية غزة عاصم النبيه لشبكة سي إن إن يوم الاثنين: "هناك بالفعل ندرة في المياه، وموقف الحكومة الإسرائيلية من شأنه أن يزيد من حدة هذه الأزمة في قطاع غزة. إن قطع الكهرباء عن غزة من شأنه أن يزيد من الحاجة إلى المياه، وخاصة مياه الشرب".
كانت آخر محطة لتحلية المياه تعمل في غزة تعتمد بالفعل في الغالب على مولدات الديزل أو الألواح الشمسية لتوليد الطاقة قبل أن تعلن إسرائيل قطع إمدادات الكهرباء المتبقية عن غزة، لكن القرار سيظل له تأثير شديد على جهود تحلية المياه في القطاع، وفقًا لرئيس بلدية دير البلح وسط غزة، نزار عياش.
وأوضح عياش أنه "بالإضافة إلى قطع خط الإمداد لدينا، سيكون هناك انخفاض بنسبة 70% في كمية المياه المحلاة الصالحة للشرب في المنطقة الوسطى والجنوب".
لكن المتحدث باسم حماس حازم قاسم أشار إلى أن هذه الخطوة لن يكون لها تأثير عملي كبير في ضوء عمليات قطع المساعدات السابقة. ومع ذلك، انتقدها باعتبارها "سلوكًا يؤكد نية الاحتلال مواصلة حربه الإبادة الجماعية ضد غزة، من خلال استخدام سياسات التجويع، في تجاهل واضح لجميع القوانين والأعراف الدولية".
وذكرت شبكة سي إن إن، بقول الحكومة السورية المؤقتة إنها توصلت إلى اتفاق تاريخي مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد لدمج المجموعة في مؤسسات الدولة.
وأعلن الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع عن الاتفاق يوم الاثنين قائلا إنه يهدف إلى "ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وجميع مؤسسات الدولة على أساس الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية".
كما سيعترف الاتفاق بالمجتمع الكردي السوري كجزء لا يتجزأ من الدولة، حيث حُرم عشرات الآلاف منهم من الحصول على الجنسية في ظل حكم نظام الأسد الذي استمر عقودًا من الزمن.
قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في بيان : "نعتبر هذا الاتفاق فرصة حقيقية لبناء سوريا جديدة تحتضن كل مكوناتها وتضمن حسن الجوار".
يعد الاتفاق أحد أكبر التطورات في البلاد منذ أن أطاح تحالف بقيادة الشرع بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر.
قالت صحيفة ديلي ميل، كشف إيلون ماسك أن الهجوم الإلكتروني المدمر الذي أسقط تطبيق التواصل الاجتماعي الخاص به إكس يوم الاثنين يبدو أنه بدأ في أوكرانيا .
وجاء كشفه ابعد حدوث أعطال متكررة بالموقع، الذي ظل معطلا لجزء كبير من الوقت.
وقال ماسك لشبكة فوكس : "حسنًا، لسنا متأكدين تمامًا مما حدث ولكن كان هناك هجوم إلكتروني ضخم لمحاولة إسقاط نظام إكس بعناوين IP التي ظهرت في منطقة أوكرانيا".
وأكد ماسك في وقت سابق من اليوم أن شركة إكس كانت مستهدفة بـ "هجوم إلكتروني ضخم".
وأشار أغنى رجل في العالم خلال المقابلة إلى أن موقع التواصل الاجتماعي عاد الآن للعمل.
وجاء تصريحه بعد توقف المنصة عن العمل بالنسبة للمستخدمين في جميع أنحاء العالم.
قال ماسك على موقع X إن عملية الاختراق شملت الكثير من الموارد لدرجة أنه يعتقد أنها لا يمكن أن تكون إلا من عمل "مجموعة منسقة" أو دولة أجنبية.
وذكرت شبكة فرانس 24، إنه من المقرر أن يقترح وفد أوكراني يلتقي كبار الدبلوماسيين الأميركيين في المملكة العربية السعودية، الثلاثاء، خطة محدودة لوقف إطلاق النار تتضمن إطلاق سراح السجناء وإعادة الأطفال من روسيا، بحسب مسؤولين أوكرانيين كبار.
وتأتي المحادثات في السعودية في الوقت الذي صعدت فيه روسيا هجماتها ضد أوكرانيا وردت كييف بما في ذلك هجوم ليلي على موسكو شمل عشرات الطائرات بدون طيار ، بحسب ما قاله عمدة المدينة يوم الثلاثاء.
وسيكون الاجتماع هو الأرفع منذ زيارة كارثية للبيت الأبيض الشهر الماضي عندما انتقد ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بسبب نكرانه الجميل.
منذ توبيخ ترامب لزيلينسكي، علقت واشنطن المساعدات العسكرية لأوكرانيا وكذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية والوصول إلى صور الأقمار الصناعية في محاولة لإجبارها على الجلوس على طاولة المفاوضات.
وتوجه زيلينسكي، الذي كتب رسالة إلى ترامب، إلى مدينة جدة الساحلية، لكنه ترك المحادثات لثلاثة من كبار مساعديه.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ، الذي سينضم إليه مستشار ترامب للأمن القومي مايك والتز، إن تعليق المساعدات "أمر آمل أن نتمكن من حله" في المحادثات يوم الثلاثاء.
وقال روبيو "نأمل أن يكون لدينا اجتماع جيد وننقل أخبارا جيدة".