موسكو/كييف- حظيت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية باهتمام بالغ وغير مسبوق من روسيا وأوكرانيا، وسط توقعات بأن يؤدي فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى تأثيرات على المقاربة الأميركية للحرب الدائرة بين موسكو وكييف وعلى العلاقات مع كل منهما.

ومع تباينات طفيفة بينها، تميزت قراءة أغلب المراقبين الروس بالتفاؤل الحذر مع التأكيد أن الحكم على العهد الرئاسي الجديد في الولايات المتحدة سيكون من خلال الأفعال وليس الأقوال.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2محافظ المركزي الفرنسي: فوز ترامب يزيد المخاطر على الاقتصاد العالميlist 2 of 2لوبس: 6 أشياء قد لا تعرفها عن نائب ترامبend of list

وقال محلل الشؤون الدولية سيرغي بيرسانوف إنه على الرغم من أن ترامب لم يقدم سياسة محددة تجاه روسيا، فإن الكرملين يعتبره مفاوضا مناسبا له.

وأضاف بيرسانوف -للجزيرة نت- أن ترامب اتخذ في فترة ولايته السابقة نهجا أكثر واقعية في السياسة الخارجية، وغالبا ما كان يحدّ من مشاركة واشنطن في الصراعات الدولية ويفضل التركيز على المصالح الداخلية للبلاد.

تخفيف جزئي

وحسب رأي المحلل الروسي، من الممكن أن يساعد مثل هذا النهج في تقليل التوترات بين موسكو وواشنطن مما يسمح لهما بالتركيز على التفاعلات العملية. ونظرا للوضع السياسي الداخلي الصعب في الولايات المتحدة، لا يمكن للمرء أن يتوقع في المنظور القريب تطبيعا كاملا للعلاقات.

وتابع أن ترامب أعرب مرارا وتكرارا عن شكوكه بشأن العقوبات خاصة إذا كانت تضرّ الشركات الأميركية. وتوقع تخفيفا جزئيا للقيود المفروضة على موسكو ستخلق فرصا لاستئناف علاقات اقتصادية أكثر نشاطا تتيح للشركات الروسية الوصول إلى السوق الأميركية وتسهل جذب الاستثمار.

لكنه استدرك أن من غير المرجح رفع العقوبات بالكامل، لأن سياسة العقوبات منصوص عليها على مستوى الكونغرس وتعمل بغض النظر عن قرارات الرئيس.

من جانبه، أعرب الكاتب المختص في الشؤون الأميركية يفغيني ماركوف عن ثقته بأن ترامب سيفي بوعده الذي قدمه خلال الحملة الانتخابية بالاتصال بموسكو وكييف. ووفقا له، يقوم رئيسا روسيا وأوكرانيا فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي بإعداد الرد على المقترحات المحتملة للرئيس الأميركي الجديد.

وبرأيه، فإن ما يعزز هذا الاعتقاد هو أن الجمهوريين باتوا يتمتعون الآن بالسلطة الكاملة التشريعية والمالية والرئاسية، وتقريبا المحكمة العليا بأكملها التي عينها ترامب ذات يوم، وذلك مما يعزز هامش المناورة لوضع سياسة خارجية أكثر مرونة وبراغماتية.

ومن الجوانب المهمة الأخرى لانتصار ترامب، بحسب الكاتب ماركوف، هو التخفيض المحتمل لنشاط حلف شمال الأطلسي (الناتو) قرب الحدود الروسية، فقد أظهر في ولايته الأخيرة اهتماما محدودا بتعزيز الحلف وانتقد الدول الأوروبية بسبب نقص تمويله.

وقد يؤدي هذا -حسب ماركوف- إلى تقليل الضغط العسكري على روسيا في أوروبا الشرقية، مما يسمح لها بتخفيض الإنفاق الدفاعي والتركيز على التنمية الاقتصادية.

نظرة سلبية

وفي أوكرانيا التي سارع رئيسها زيلينسكي إلى تهنئة ترامب، لا يمكن تجاهل حالة "الصدمة والتوجس" إن صح التعبير؛ فلطالما لمح مسؤولوها والمحللون إلى أن فوز الديمقراطية كامالا هاريس أفضل، لأنه -برأيهم- سيضمن استقرار الدعم المالي والعسكري لكييف، بينما سيضع فوز ترامب كل ذلك أمام مصير مجهول في خضم الحرب المستمرة مع روسيا.

وبسلبية مطلقة، ينظر كثيرون بالفعل إلى سياسة ترامب تجاه أوكرانيا التي انتقدها وانتقد رئيسها مرارا خلال حملته الانتخابية، وكذلك إلى وعده بنهاية سريعة جدا لحرب تقترب من ختام ثالث سنواتها.

ففي حديث مع الجزيرة نت، قال فولوديمير فيسينكو رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية (بنتا) إن ثمة احتمالا كبيرا أن تتوقف المساعدات المالية الأميركية خاصة تلك التي تضخ في ميزانية الدولة الأوكرانية، لأن هذا "ركن من أركان حملة ترامب وموقف يتبناه كثير من الجمهوريين".

وأضاف "هذه كارثة على الاقتصاد، ترامب يحسب المال جيدا وسيوقف المساعدات المجانية. أعتقد أن الدعم العسكري سيستمر لكنه سيتحول إلى قروض ضخمة تتحملها الحكومة. هذه أمور سوف يبتّ فيها الكونغرس الجديد والمرجح أن يكون بيد الجمهوريين".

فرصة جديدة

لفت الخبير فيسينكو إلى سيناريو أسوأ قد ينتظر أوكرانيا بعد فوز ترامب، موضحا أنه إذا تمكن الجمهوريون من الهيمنة -بعد البيت الأبيض– على مجلسي النواب والشيوخ، فإن كل السلطة ستكون -بحكم الأمر الواقع- في يد شخص واحد هو دونالد ترامب، و"هذا أمر مقلق لكييف في ظل غياب أي أفق واضح لسياسته أو ضمانات".

ولكن الأسوأ سيحدث -وفقا له- إذا أغرقت الولايات المتحدة نفسها في أزمة سياسية بعد الانتخابات، حيث سيشكل هذا خطرا كبيرا على أوكرانيا والعالم بأسره، وفرصة أمام بوتين والصين وإيران وكوريا الشمالية، "عندئذ سنفقد المساعدات الأميركية إلى أجل غير مسمى".

لكن آخرين، على قلتهم، يرون أن فرصة جديدة تتشكل أمام أوكرانيا وأن رئيسها "زيلينسكي قادر على كسب ترامب إلى صفه بقوة".

يقول الكاتب والمحلل السياسي أوليكساندر بالي للجزيرة نت "يجب أن نفرق بين ترامب المرشح وترامب الرئيس، بعد إعادة انتخابه واطلاعه على الوثائق والمعلومات السرية. دعونا لا ننسى أن ترامب الذي تعهد بوقف الحرب خلال 24 ساعة اعتبر أثناء مناظرته مع الرئيس جو بايدن أن شروط بوتين للسلام غير مقبولة، ثم هدد بضرب موسكو إذا لم تنسحب".

وأضاف بالي أن ترامب كان أول رئيس أميركي يتخذ قرارا ببيع أسلحة فتاكة لكييف في 2017، وقالها صراحة في 2018 "أعطيت أوكرانيا أسلحة، وأعطاها باراك أوباما الوسائد والبطانيات". لذلك، يعتقد المحلل أنه "ما من داع لأي ذعر ولا بد من الانتظار بهدوء ومتابعة خطوات ترامب المستقبلية بعناية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أن ترامب

إقرأ أيضاً:

بوتين: موسكو مستعدة للتوصل إلى تسوية بشأن الحرب .. وأوكرانيا تقصف مصفاة نفط جنوب روسيا

عواصم "وكالات": قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم إن روسيا مستعدة لإجراء محادثات والتوصل إلى تسوية بشأن أوكرانيا لكن الأمر يتطلب استعداد الطرف الآخر لذلك بالمثل.

ومن ناحية أخرى قال بوتين إن القوات الروسية تقترب من تحقيق أهدافها الأساسية في ساحة المعركة في أوكرانيا، وأشاد بما قال إنه صاروخ روسي جديد فرط صوتي "لا يقهر".

وردا على أسئلة خلال لقاء الأسئلة والأجوبة السنوي مع الشعب الذي بثه التلفزيون الرسمي قال بوتين "يجب أن أقول إن الوضع يتغير بشكل كبير... هناك حركة على امتداد خط المواجهة بالكامل. كل يوم".

وفيما يتعلق باستمرار وجود قوات أوكرانية في منطقة كورسك الروسية، قال بوتين إن قوات كييف سوف تُجبر بالتأكيد على الخروج، لكنه رفض أن يقول متى قد يحدث ذلك على وجه التحديد.

واتهم بوتين أوكرانيا بارتكاب أعمال إرهابية ضد مواطنين روس، في إطار الحديث عن مقتل جنرال روسي بارز في موسكو.

وقتل اللفتنانت جنرال إيجور كيريلوف قائد قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية الروسية خارج البناية السكنية التي يقطن فيها، كما قتل مساعده عندما انفجرت قنبلة كانت مخبأة في دراجة كهربائية (سكوتر).

وقال بوتين "لقد ارتكبت هذه الجريمة بطريقة تشكل خطرا على حياة الكثيرين. لقد ارتكب النظام في كييف مرارا مثل هذه الجرائم والجرائم الإرهابية والهجمات الإرهابية ضد الكثيرين من مواطني روسيا الاتحادية".

"الوحدة"

دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم إلى الدعم المشترك من جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فور عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتولي مهام منصبه.

وقال زيلينسكي، لدى وصوله إلى اجتماع القادة الأوروبيين الذي حضره كضيف، "نحن بحاجة ماسة إلى الوحدة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ودول أوروبا. هذا مهم للغاية".

وأضاف زيلينسكي "نحن بحاجة إلى هذه الوحدة لتحقيق السلام"، مؤكدا أن الولايات المتحدة وأوروبا يمكنهما سويا "إيقاف [الرئيس الروسي فلاديمير] بوتين حقا وإنقاذ أوكرانيا".

وقال زيلينسكي إنه يعتزم مناقشة دعم واشنطن مع ترامب بمجرد عودته إلى منصبه لأن الاضطرار إلى الاستغناء عن الدعم الأمريكي سيكون "صعبا للغاية".

تدمير مئات المسيرات

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت، خلال الليلة الماضية، 416 طائرة مسيرة أوكرانية في الأجواء الروسية. وأفادت الوزارة، في بيان، بأن أنظمة الدفاع الجوي تصدت خلال الليلة الماضية لمحاولة أوكرانية تنفيذ هجوم جوي باستخدام 416 طائرة مسيرة أُطلقت باتجاه الأراضي الروسية، وتمكنت من تدميرها جميعًا في الجو، دون أن تتمكن من الوصول لأهدافها. من جهتها، ذكرت أوكرانيا أنها تعرضت لهجوم روسي بواسطة طائرات مسيرة، أسقطت بعضها في الأنحاء الشرقية من منها. وتشير تقارير استخباراتية وعسكرية حديثة إلى أن نقص الإمدادات صعب من موقف القوات الأوكرانية في عدد من مواقع المواجهات، لاسيما في منطقة كورسك الروسية التي دخلتها قوات كييف في أغسطس الماضي، وفي دونيتسك شرقي أوكرانيا.

إسقاط 45 مسيرة روسية

أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق تليجرام، اليوم، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 45 من أصل 85 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة الماضية.

وقال البيان إن "القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام صاروخين باليستيين من طراز إسكندر-إم تم إطلاقهما من شبه جزيرة القرم ومنطقة روستوف، وصاروخ موجه من طراز كيه إتش69/59- تم إطلاقه من المجال الجوي لمنطقة كورسك، فضلا عن 85 طائرة مسيرة، تم إطلاقها من مناطق بريانسك وكورسك وميليروفو وأوريل الروسية"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم".

وأضاف البيان أنه تم صد الهجوم من قبل وحدات الصواريخ المضادة للطائرات ووحدات الحرب الإلكترونية وفرق النيران المتنقلة التابعة لسلاحي الجو والدفاع الجوي الأوكرانيين.

وقال البيان إنه بحلول الساعة 30:08 صباح اليوم الخميس، أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية 45 طائرة مسيرة من طراز شاهد وأخرى من طرازات مجهولة الهوية في مناطق بولتافا، وسومي، وخاركيف، وكييف، وخميلنيتسكي، وتشرنيهيف، وتشيركاسي، وكيروفوهراد، ودنيبروبتروفسك، وميكوليف.

وأضاف البيان أن ضربة صاروخية أسفرت عن تضرر المباني الخاصة والسكنية والممتلكات البلدية في منطقتي سومي ودنيبروبيتروفسك. ولم تقع خسائر بشرية أو إصابات.

ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.

قصف مصفاة جنوب روسيا

قصفت أوكرانيا مناطق روسية بما لا يقل عن 13 صاروخًا و84 طائرة مسيرة، ما تسبب في اندلاع حريق في مصفاة نفط بمنطقة روستوف الجنوبية ظل مستعرًا لساعات. ومع تقدم موسكو بأسرع وتيرة منذ بداية الحرب في عام 2022، تحاول أوكرانيا من حين لآخر قصف البنية الأساسية النفطية الروسية، والتي تمول جزءًا كبيرًا من اقتصاد الحرب الروسي. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية أسقطت 84 طائرة مسيرة فوق مناطق مختلفة منها 36 فوق روستوف. وقال يوري سليوسار القائم بأعمال حاكم روستوف: إن أوكرانيا قصفت المنطقة بما لا يقل عن 13 صاروخًا وعشرات الطائرات المسيرة، ما تسبب في اندلاع حريق في مصفاة نوفوشاختينسك النفطية التي استهدفتها أوكرانيا مرارًا. وأضاف سليوسار أن شخصًا واحدًا على الأقل أصيب خلال الهجوم. وتم إخماد الحريق في وقت مبكر من صباح اليوم. وكتب أندريه كوفالينكو، رئيس المركز الأوكراني الرسمي لمكافحة المعلومات المضللة، على تطبيق تيليجرام أن الهجوم الصاروخي ركز على مصنع كامينسكي للكيماويات "الذي ينتج وقود الصواريخ والمتخصص في مكونات الوقود الصلب الخاص بمحركات الصواريخ".

مقالات مشابهة

  • عمال أمازون وستاربكس يضربون عن العمل.. فهل هم في سباق مع الزمن قبل دخول ترامب البيت الأبيض؟
  • البيت الأبيض: انقطاع التمويل الحكومي قد يعيق انتقال السلطة إلى ترامب
  • موسكو: مبعوث ترامب لم يتواصل بعد مع روسيا بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا
  • موسكو: الناتو يستعد للحرب مع روسيا
  • ما القضايا التي ستلاحق ترامب في المحاكم رغم عودته إلى البيت الأبيض؟
  • بوتين: موسكو مستعدة للتوصل إلى تسوية بشأن الحرب .. وأوكرانيا تقصف مصفاة نفط جنوب روسيا
  • بوتين: روسيا أجلت 4 آلاف مقاتل إيراني من سوريا وأعتزم لقاء الأسد في موسكو
  • بوتين: لم اقابل بشار الأسد منذ وصوله موسكو ومستعد للقاء ترامب
  • ترامب يعارض اتفاقا لتجنب الإغلاق الحكومي والبيت الأبيض يحذر
  • سفير روسيا لدى بريطانيا: هناك قناة اتصال مفتوحة بين موسكو ولندن لكن لا يوجد نقاش