ماذا يعني فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر؟.. أزمة تؤرق ملايين البشر
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر، مصطلح غير دارج بشكل كبير، لكنه يصف شيئًا يعاني منه ملايين البشر، حيث يجدون صعوبة في التعرف على المشاعر وتمييزها والتعبير عنها، فماذا يعني ذلك؟
تؤثر هذه الأزمة على كيفية تفاعل الأشخاص مع عواطفهم في العمل، وفي العلاقات، وحتى داخل أنفسهم، وقد يغير أيضًا كيفية تحليل الشخص لمحيطه وكيفية تفاعله مع العالم، بحسب تقرير لموقع «science alert» العلمي.
وبحسب التقرير، فإنه ليس من السهل معرفة ما إذا كان شخص تعرفه يعاني من فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر، وفي كثير من الأحيان، قد لا يدرك الشخص نفسه أنه يعاني من هذا الاضطراب، لكنه في الأساس ظاهرة داخلية يمر بها الشخص.
ووُصف مصطلح «عدم القدرة على التعبير عن المشاعر»، لأول مرة في الأبحاث العلمية، في سبعينيات القرن العشرين، ولا يوجد تشخيص سريري له، ومع ذلك يُعتقد أنه يؤثر على ما يقرب من 10% من عامة السكان في العالم.
الكلمة نفسها مأخوذة من جذور يونانية - «a» (لا)، «lexis» (كلمات)، و«thymia» (الروح أو العواطف) - وتترجم، تقريبًا، إلى «لا توجد كلمات للعواطف».
وترتبط حالة فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر ارتباطًا وثيقًا بالقدرة على تفسير وتسمية الحالات الداخلية لدى الشخص، حيث لا يستطيع الأشخاص الذين يعانون من انخفاض القدرة على التعبير عن المشاعر، معرفة ما إذا كانوا جائعين أو عطشى أو متعبين أو مثارين أو متألمين بسهولة.
ماذا يعني فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر؟من المهم الإشارة إلى أن عدم القدرة على التعبير عن المشاعر ليس حالة واحدة تنطبق على الجميع، فهي تختلف من شخص لآخر، على سبيل المثال، يعاني الأشخاص المصابون بمرض التوحد من هذه الحالة بمعدل أعلى، بين 33% و66% مقارنة بالسكان بشكل عام، بحسب التقرير.
وتلك الحالة أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري، واضطراب ما قبل الحيض، واضطراب ما بعد الصدمة، والقلق والاكتئاب، إذ يعاني بعض الأشخاص دائمًا من عدم القدرة على التعبير عن المشاعر، بينما يكتسبها آخرون من خلال الصدمة.
وإذا لم يتمكن الشخص من تحديد ما يشعر به، فقد يكون أكثر عرضة لقمع أو تجاهل تلك الأحاسيس الجسدية، وأقل احتمالية للتخفيف من أي مشكلات، وبهذه الطريقة يصعب عليه تنظيم نفسه عاطفيا، وقد يشعر بالإرهاق في كثير من الأحيان.
ومن سمات عدم القدرة على التعبير عن المشاعر هو أسلوب التفكير الموجه نحو الخارج، وفي هذه الحالة يركز الأشخاص على ما يحدث حولهم بدلاً من التركيز على العمليات العاطفية الخاصة بهم، للحصول على المعلومات.
وقد يحتاج الشخص المصاب بفقدان القدرة على التعبير عن المشاعر إلى الرجوع إلى حدث ما لفهم ما كان يشعر به في تلك اللحظة بالذات من خلال القرائن السياقية، وغالبًا ما يتكيف هؤلاء الأشخاص مع أفعالهم للتعامل في المواقف المستقبلية.
وبالنسبة للأشخاص المصابين بالتوحد على وجه الخصوص، يمكن أن يصعب عدم القدرة على التعبير عن المشاعر، عملية تفسير الإشارات الاجتماعية مثل تعابير الوجه، وقد يصبح هذا الأمر مرهقًا ويؤدي إلى تعرض الشخص للانهيارات العصبية.
قد يستجيب الأشخاص المصابون بفقدان القدرة على التعبير عن المشاعر، بشكل مختلف أيضًا للأحداث التي تثير عادةً المشاعر الجماعية، مثل وفاة أحد المشاهير أو الإعلان عن حفل زفاف، فقد تؤدي ردود الفعل التي قد تبدو غير مناسبة للآخرين، إلى سوء الفهم والإحباط لدى المشاركين.
كيف تتغلب على فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر؟إن فهم النقطة التي يواجه فيها شخص ما صعوبات في هذه العملية، يمكن أن يساعد على تحديد نوع الدعم الذي قد يحتاج إليه، في حين أن فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر يمكن أن يؤثر على اتصال الشخص بمشاعره، فإن الوعي العاطفي هو مهارة يمكن تطويرها في مرحلة البلوغ وتحسينها بمرور الوقت.
ووجه التقرير، هؤلاء الأشخاص إلى ممارسة تسمية المشاعر والأحاسيس الجسدية، إذ تعد إحدى الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر، على فهم أنفسهم بشكل أفضل، وهناك استراتيجية أخرى تتمثل في تعلم كيفية تحديد كيفية تمثيل هذه المشاعر والأحاسيس في الجسم.
ويؤكد الدكتور علي شوشان أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن التعبير عن المشاعر يعد مهارة اجتماعية مكتسبة من المجتمع المحيط، موضحا: «الآن أصبح الجميع يعيش في عزلة، يمسك تليفونه، يشوف، يقرأ، يكتب، لكن ميعرفش يعبر».
ويضيف لـ«الوطن»: «التدريب على التعبير عن المشاعر يكون منذ الطفولة، من خلال التواصل مع الأهل، وليس التليفزيون والتليفون، لأن ذلك يعد تعبير من اتجاه واحد، ويكون الطفل متلقي فقط».
ويواصل: «أيضا أحد الأسباب المهمة لتلك الحالة، هو عقاب الطفل من خلال ضربه أو إسكاته أو حرمانه من شيء يحبه، كل هذا يعيق تعبير الطفل عن مشاعره ويجعله يتوقف عن ذلك».
وعن تفسيره بأن المصابون بمرض التوحد والوساس القهري هم الأكثر عرضة لذلك الاضطراب، يقول: «مريض التوحد معرض لذلك لأن تركيزه يكون على شيء واحد فقط خلال الحديث، وبالتالي لا يستطيع التجاوب مع الآخرين، أما مريض الوسواس القهري يكون تفكيره منصب على شيء يخاف منه أو يشعره بالقلق منه، بالتالي لا يستجيب لأي أحداث أو يعبر عنها سوى ما يشغل تفكيره».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المشاعر التوحد التعبير عن المشاعر یمکن أن من خلال
إقرأ أيضاً:
شاب صيني يكتشف إصابته بمرض نادر.. «فقد القدرة على الابتسام والكتابة»
معاناة كبيرة عاشها شاب صيني، لم يتخطى عمره الـ24 عاما، إذ أصيب بمرض نادر، ولكن اكتشافه كان في غاية الصعوبة، ليخرج ويروي الأعراض الغريبة التي تعرض لها، فما قصة هذا المرض؟
شاب صيني يكتشف إصابته بمرض نادرواجه تشي مينج هينج البالغ من العمر 24 عامًا تشخيصًا غير حياته بمرض مويامويا، وهو اضطراب نادر في المخ، بعد أن عانى من أعراض تشبه السكتة الدماغية في أول يوم عمل له.
تطلب المرض النادر، الذي يتسبب في انخفاض تدفق الدم إلى المخ، إجراء عملية جراحية لتجاوز الشريان التاجي، بعد الجراحة، شرع «تشي» في رحلة التعافي، وإعادة تعلم مهارات أساسية مثل القيادة والكتابة.
بالنسبة للشاب الصيني، كان 2024 بالنسبة له عام البقاء والتعافي، بعد تشخيص مرضه باضطراب دماغي مميت ونادر وغالبا يصاب به البالغين، وفقًا لـ«مايو كلينيك».
في أول يوم عمل له في 8 فبراير، أدرك الشاب أنه يكافح لكتابة اسمه على ورقة، حسبما قال الطالب في كلية لاسال للفنون، لصحيفة ستريتس تايمز.
بعد بضعة أيام، أدرك أنه غير قادر على حمل أدوات المائدة بشكل صحيح، وبعد يومين، بدأ وجهه يتدلى.
«أخبر الطبيب الشاب أنه كان لديه علامات سكتة دماغية، ضعف في الذراع وعدم القدرة على الابتسام بشكل صحيح، على الرغم من أن قدراته على المشي والتحدث كانت طبيعية، وأنه بحاجة إلى الذهاب للمستشفى على الفور»، بحسب التقرير.
وأضاف: «اشتبه طبيب الأعصاب في البداية في نوع من حالة الأوعية الدموية المناعية الذاتية، ولكن بعد الفحص والمزيد من الاختبارات لاستبعاد الحالات الأخرى، تم تشخيص تشي بمرض مويامويا»، كما ذكر التقرير.
وفقًا لمايو كلينيك، يُعتبر مرض مويامويا أكثر شيوعًا في اليابان وكوريا والصين ويرتبط بحالات معينة، مثل متلازمة داون وفقر الدم المنجلي والورم العصبي الليفي من النوع الأول وفرط نشاط الغدة الدرقية.
أعراض مرض مويامويا النادرتشمل العلامات الشائعة لمرض مويامويا ما يلي:
الصداع النوبات الضعف أو الخدر مشاكل الرؤية صعوبة الكلام الحركات اللاإراديةيمكن أن تؤدي الأنشطة مثل ممارسة الرياضة أو البكاء أو السعال أو الإجهاد أو الحمى إلى ظهور الأعراض، بحسب التقرير، كما أن تشخيص مرض مويامويا يكون صعبًا، وعادة ما يعاني هؤلاء المرضى من سكتات دماغية بسيطة.
ووفقاً للدكتور «تشين مين وي»، جراح الأعصاب الذي أجرى العملية لـ«تشي»، فإن تشخيص المرض صعب للغاية، وهناك حالات استغرق الأطباء فيها ما يصل إلى عام لتأكيد التشخيص لأن الاشتباه في الإصابة بالمرض لم يكن إلا بعد السكتة الدماغية الثالثة أو الرابعة.
خرج تشي من شقته بعد أسبوعين من إجراء الجراحة، بعد إنشاء وعاء دموي جديد لتسهيل تدفق الدم إلى الجانب الأيمن من المخ، وبعد الجراحة كان على تشي أن يتعلم القيادة من جديد وأن يتدرب على الكتابة.