تشهد مصر في السنوات الأخيرة جهودًا كبيرة من مؤسساتها الدينية، خاصة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، لمواجهة ظاهرة التطرف والتشدد، التي تمثل تحديًا للسلام المجتمعي والاستقرار الفكري.

شيخ الأزهر: ما يحدث في غزة من مجازر لا يمكن تخيلها ولا وصفها المفتي: دار الإفتاء تؤكد استعدادها لتقديم التدريب في مجال الإفتاء للمؤسسات الدينية بأذربيجان جهود الأزهر ودار الإفتاء المصرية في مكافحة التشدد وتجديد الخطاب الديني

 وتأتي هذه الجهود استجابة لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني بما يتوافق مع متطلبات العصر ويسهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، ويحدّ من محاولات استغلال الدين لأغراض التطرف والإرهاب.

 

دور الأزهر في تجديد الخطاب الديني

 الأزهر الشريف، كأكبر مؤسسة دينية في مصر والعالم الإسلامي، أخذ على عاتقه دورًا محوريًا في تجديد الخطاب الديني. حيث أطلق الأزهر العديد من المبادرات لإعادة صياغة المفاهيم الدينية وترسيخ الوسطية التي تميّز الإسلام. يعمل الأزهر من خلال مراكزه المتعددة على تطوير المناهج الدراسية في الجامعات والمدارس الأزهرية، مع التركيز على توضيح المفاهيم التي قد يساء فهمها، وتعزيز الحوار بين الأديان. كما يسعى لتأهيل الدعاة على استخدام لغة معاصرة تجذب الشباب وتبتعد عن الخطاب التقليدي الذي قد يبدو منفصلًا عن الواقع.

 أشار الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى أن عملية تجديد الخطاب تتطلب مواجهة بعض الأفكار المتشددة التي تعيق التطور، ودعا إلى بناء وعي فكري مستند إلى تعاليم الإسلام السمحة. كما أكد أن الأزهر يعمل على إطلاق برامج توعية وحوارات تجمع بين مختلف الفئات العمرية والفكرية، مما يعزز من رسالته الرامية إلى نشر التسامح والسلام.

 جهود دار الإفتاء المصرية في مواجهة التطرف 

أما دار الإفتاء المصرية، فقد لعبت دورًا مهمًا في مكافحة الفكر المتطرف، عبر رصد وتحليل الأفكار المتشددة وتفنيدها. فقد أسست دار الإفتاء "مركز سلام لدراسات التطرف"، الذي يهدف إلى دراسة وتحليل جذور التشدد وتقديم رؤى واضحة لكيفية مواجهته، إلى جانب تنظيم مؤتمرات وورش عمل بالتعاون مع جهات محلية ودولية لمناقشة تجارب مكافحة التشدد في عدة دول.

 كما تبنت دار الإفتاء أسلوبًا حديثًا في إصدار الفتاوى، حيث أصبحت تُصدر عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية للوصول إلى أكبر عدد من الجمهور، خاصة الشباب.

 يسعى هذا النهج إلى تقديم الإسلام بصورة معتدلة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يستخدمها المتطرفون لتبرير العنف. من خلال هذه الجهود، تعمل دار الإفتاء على بناء وعي مجتمعي متكامل يرفض التشدد ويعزز من قيم التسامح والتعايش.

 التحديات والنتائج المتوقعة 

رغم الجهود الكبيرة المبذولة، تواجه المؤسسات الدينية في مصر تحديات في تنفيذ رؤية تجديد الخطاب الديني، من بينها مواجهة بعض القيادات الدينية المتشددة والمعارضة للتغيير، بالإضافة إلى محاولات استغلال الدين في أهداف سياسية. لكن مع استمرار الدعم الحكومي والمجتمعي، يُتوقع أن تسهم هذه الجهود في تخفيف حدة التطرف وتعزيز صورة الإسلام كدين سلام وتسامح. في الختام، تعكس جهود الأزهر ودار الإفتاء المصرية سعيًا حثيثًا نحو ترسيخ خطاب ديني معاصر، يتوافق مع تطلعات المجتمع، ويحد من انتشار الفكر المتشدد، مما يسهم في تحقيق مجتمع أكثر استقرارًا وتسامحًا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر الإفتاء دار الافتاء المصرية تجديد الخطاب الديني دار الإفتاء المصریة تجدید الخطاب الدینی ودار الإفتاء جهود ا

إقرأ أيضاً:

محافظ سوهاج يناقش الموقف التنفيذي لمشروعات مستشفى البلينا المركزي ودار السلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقد اللواء دكتور عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، اجتماعًا لمتابعة الموقف التنفيذي ومعدلات الأداء لمشروعات إنشاء مستشفى البلينا المركزي ومستشفى دار السلام المركزي، والعمل على إزالة أي معوقات، وذلك بحضور الدكتور محمد عبد الهادي نائب المحافظ ومدير وحدة حياة كريمة، والدكتور عمرو دويدار وكيل وزارة الصحة، والمهندس علي عبد الساتر، مسؤول المشروعات القومية بوزارة الصحة، ويسري عثمان، رئيس مركز ومدينة البلينا، وممثلي الأشغال العسكرية، ووحدة حياة كريمة بالمحافظة.

واستعرض الاجتماع مستجدات تنفيذ مستشفى البلينا المركزي، إحدى مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، حيث تم بحث مقترح ضم قطعة أرض مجاورة بمساحة 2287 مترًا، لتكون منفذًا رئيسيًا يسهل حركة دخول وخروج المرضى وسيارات الإسعاف، نظرًا لوقوع واجهة المستشفى على شارع رئيسي ينتهي بمزلقان السكة الحديد، مما يعيق حركة المرور.

ووجه المحافظ بمخاطبة السيد الدكتور نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الصحة والسكان، لرفع الأمر إلى رئيس مجلس الوزراء لاستكمال إجراءات ضم المساحة المطلوبة، لما لها من أهمية كبيرة للمشروع.

كما ناقش الاجتماع تطورات العمل في مستشفى دار السلام المركزي، حيث وجه المحافظ مسؤولي شركة الكهرباء بسرعة نقل المحول الكهربائي القديم الخاص بالمستشفى، حتى تتمكن الشركة المنفذة من بدء أعمال "الباورهاوس"، مؤكدًا ضرورة تسريع وتيرة العمل لتسليم المستشفى وفق الجدول الزمني المحدد في يوليو المقبل.

وشدد سراج على أهمية الالتزام بالجداول الزمنية المحددة لإنهاء تلك المشروعات الخدمية التي تمس شريحة كبيرة من المواطنين، مع المتابعة الدورية لنسب التنفيذ، وتذليل أي معوقات قد تواجه سير العمل.

1000055143 1000055141 1000055139

مقالات مشابهة

  • محافظ سوهاج يناقش الموقف التنفيذي لمشروعات مستشفى البلينا المركزي ودار السلام
  • شيخ الأزهر: ندعو الله أن يوفِّق القادة العرب في القمة العربية ووضع حدٍّ للغطرسة والفوضى التي يتعامل بهما الداعمون للكيان المحتل
  • وليد جاب الله: الدولة المصرية تهتم بالشريحة التي تحتاج للرعاية المجتمعية
  • خبراء لـ«الاتحاد»: الذكاء الاصطناعي يكافح الإرهاب والتطرف
  • العثة الأممية تؤكّد ضرورة وضع حدّ لجميع أشكال «الخطاب التحريضي»
  • هل يشترط التلفظ بالنية في كل يوم من أيام رمضان؟ فتوى الأزهر ترد
  • دار الإفتاء المصرية قدرت قيمة زكاة الفطر إزاي؟ حسم جدل كل عام
  • مصدر بالأهلي: لم نحسم موقفنا من مواجهة الزمالك في العراق.. وننتظر موافقة كولر
  • تجنبا لإثارة الفتنة والانقسام .. الأزهر يؤكد رفضه تجسيد الصحابة في الدراما
  • حكم تلاوة القرآن بدون وضوء.. الأزهر يجيب