9 معانٍ مختلفة لحرف الواو في القرآن الكريم.. يوضحها مختار جمعة
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
قال الدكتور محمد مختار جمعة، الأستاذ بجامعة الأزهر ووزير الأوقاف السابق أن حرف (الـواو) له معانٍ مختلفة في القرآن الكريم، ووضح منها 9 مواضع مختلفة وبين تفسيراتها المتعددة.
9 معانٍ مختلفة لحرف الواو في القرآن الكريم
١- واو العطف وتفيد اشتراك ما قبلها وما بعدها في نسبة الحكم إليهما، ومنه قوله تعالى: "قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى" فالفعلان المعطوف والمعطوف عليه يشتركان في كونهما سببا للفلاح .
٢- واو الاستئناف، وهو متابعة الكلام من منطلق جديد لا يربط في الحكم الإعرابي بين ما قبل الحرف وما بعده، ومنه قوله تعالى: "هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا ۖ وأجل مسمى عنده ۖ ثم أنتم تمترون"، فالواو هنا للاستئناف، قال ابن عباس: ( ثم قضى أجلا ) يعني : الموت ( وأجل مسمى عنده ) يعني : الآخرة ، وقال بعضهم : ( ثم قضى أجلا ) ما بين أن يخلق إلى أن يموت ( وأجل مسمى عنده ) ما بين أن يموت إلى أن يبعث .
٣ - واو التنويع، ومنه قوله تعالى: "عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا " ، وقلنا : الواو هنا للتنويع لأن النساء يمكن أن تجمع الواحدة منهن الصفات الست الأولى "مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات " أما الصفة التي قبل الواو والصفة التي بعدها "ثيبات وأبكارا " فلا تجتمعان معا في امرأة واحدة ، لأن المرأة إما أن تكون ثيبا وإما أن تكون بكرا .
٤- واو الحال، ومنه قوله تعالى على لسان إخوة يوسف عليه السلام : " قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون " .
٥ - واو القسم، ومنه قوله تعالى: " قالوا والله ربنا ما كنا مشركين "، وقوله تعالى: " وٱلتین وٱلزیۡتون وطور سینین وهذا ٱلۡبلد ٱلۡأمین لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم".
٦ - واو الثمانية، ومنه قوله تعالى:" سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ۖ ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم ۚ قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل ۗ فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا " ، على رأي من قال : إن الواو في قوله تعالى: " وثامنهم " للثمانية ، ومنه قوله تعالى : " التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله ۗ وبشر المؤمنين " ، وذلك على رأي من قال : إن الواو في قوله تعالى " والناهون عن المنكر " هي واو الثمانية .
٧- الواو المؤكدة للمعنى، ومنه قوله تعالى: " وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ".
٨- أن تكون بمعنى (مع) وهي التي يليها المفعول معه ومنه قوله تعالى:" فأجمعوا أمركم وشركاءكم "، على رأي من قال : إنها هنا للمعية وما بعدها منصوب على أنه مفعول معه، وهناك من يقول : إنها عاطفة .
٩ - الواو التي ينصب بعدها الفعل المضارع في جواب النفي أو الطلب، ويسميها بعضهم واو الصرف، ويقولون: إنها تنصب الفعل المضارع بنفسها ، وقال بعضهم : إن المضارع بعدها منصوب ب ( أن) مضمرة نحو قوله تعالى: "أم حسبتم أن تدخلوا ٱلجنة ولما يعلم ٱلله ٱلذين جهدوا منكم ويعلم ٱلصابرين".
وسبب تسميتها بواو الصرف عند الكوفيين الذين يسمونها بذلك أن الفعل الذي دخلت عليه كان يقتضي إعرابا آخر - وهو هنا الجزم - فصرفته عنه إلى النصب لإفادة المعية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الواو القران الكريم محمد محمد مختار جمعة واو
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم الرسول
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، إن مدخل حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقود إلى تعظيمه والارتباط به، مشيرًا إلى أن المسلم إذا أحب النبي حقًّا فإنه يعظّمه ويقف عند حدّه ويتصل به اتصالًا روحيًا عميقًا، مؤكدًا أن هناك ثلاث وسائل رئيسية لغرس هذا التعظيم والمحبة في القلوب: قراءة السيرة، والإكثار من الصلاة عليه، وتتبع ما ورد عنه في القرآن الكريم.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، خلال بودكاست «مع نور الدين»، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس: «من مدخل الحب، إذا أحب المسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يعظمه ويقف عند حدوده أمامه، ويكون متصلاً به اتصالاً تامًا. هذا الحب يتولد من أمور عدة، أولها قراءة السيرة النبوية».
وأضاف: لو أن المسلمين قرأوا السيرة النبوية وأكثروا منها، لرأوا حال النبي صلى الله عليه وسلم واشتاقوا إلى أن يفعلوا مثله، ولرأوا ذلك الإنسان الكامل الذي تحول إلى إنسان رباني، ثم بعد رحلة الإسراء والمعراج، تحول إلى نور، كما ورد في القرآن الكريم: 'يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ'، وقوله صلى الله عليه وسلم: 'يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ'، وهذا النور هو حضرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم."
وتساءل قائلاً: «كيف تعلقت قلوب الأمم بقراءة السيرة؟ كانت السيرة تُقرأ في الأزهر الشريف يوميًا بعد صلاة الفجر، حيث يكون الذهن متفتحًا والناس في نشاطها، وأول ما يستقبلونه هو السيرة النبوية».
وأشار إلى أن مؤلفات السيرة النبوية المطبوعة بلغت حوالي 450 كتابًا حتى الآن، وقد يكون العدد وصل إلى 500، أما المخطوطات، فهي أكثر من ذلك بكثير، على سبيل المثال، قام المرحوم صلاح المنجد بعمل معجم جامع لكل ما كُتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أحواله ومواقفه وأشيائه وخدامه وأزواجه وأبنائه، وكلما قرأت عنها، زاد حبك له ولم تمل.
وأردف: «هذا هو الطريق الأول لعلاج المسلم المعاصر، حتى إذا ما ذهب في هذا البحر اللجي من الحمق والتحامق والاستهانة بتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجد قلبه يصده ويطمئن إلى تعظيمه».
وأضاف: «الأمر الثاني الذي أمرنا الله به، وجربه المسلمون، هو الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)».
وذكر: "المسلمون تفننوا في صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدنا حوالي 43 صيغة واردة في الحديث، على سبيل المثال، الشيخ الجزولي رحمه الله في القرن الثامن الميلادي، ألف مجموعة سماها 'دلائل الخيرات'، ما رأيكم أن عدد مخطوطات 'دلائل الخيرات' فاق عدد المصاحف؟، الأمة لم تجتمع وتقرر أن تعمل نسخًا أكثر، ولكن سبحان الله، أراد الله ذلك، فوجدنا حوالي 20 مليون مخطوطة إسلامية على وجه الأرض، منهم حوالي 2 مليون نسخة فقط لـ«دلائل الخيرات»، وهذا غير كتب الصلوات الأخرى، مثل «كنوز الأسرار» للهروش، و«سعادة الدارين» للنبهان، و«الكنز الثمين»، وغيرها من المجاميع التي جمعت الصلوات وتتبعت فضلها، وعرف المسلمون فضلها كثيرًا، إما بالتجربة أو بالرؤى».
وشدّد: «الالتزام بالنصوص عندنا شكله إيه؟ نحن ملتزمون بالنصوص ولكن بالفهم العميق، ملتزمون بالنصوص ولكن بالفهم الذي لا يضرب بعض الشريعة فيه بعض، إنما كله متفق على نمط واحد، فإذا كان الأمر الأول هو السيرة، والأمر الثاني هو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الأمر الثالث هو تتبع ما ورد عن سيدنا في القرآن الكريم».
وتابع: «ربنا في القرآن الكريم أكثر من ذكر النبي عليه الصلاة والسلام، هو لم يُذكر باسمه محمد إلا أربع مرات، وأحمد مرة واحدة، لكن المقصود ليس ذلك، المقصود أنه وصفه وذكر عينه وذكر يده وذكر كل أعضاء جسمه، فقراءة السيرة مع الصلاة على النبي، مع تتبع القرآن، تجعل الإنسان يرسم هذه الصورة لسيدنا».