خبراء يناقشون دور المجتمع الدولي في التصدي للبلطجة الإسرائيلية ضد العدالة
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
في ضوء التصعيدات الإسرائيلية الأخيرة ضد العدالة الدولية والإنسانية، خاصة بعد قرار الكنيست بقطع العلاقات مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وحملات الضغط المستمرة ضد المحكمة الجنائية الدولية، عقدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا ندوة بعنوان "دور المجتمع الدولي في التصدي للبلطجة الإسرائيلية ضد العدالة والإنسانية" سلطت الضوء على هذه التحديات وبحث الاستراتيجيات والخطوات العاجلة للتصدي للبلطجة الإسرائيلية.
شارك في الندوة البروفيسور مايكل لينك ـ المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والبروفيسور ستيفن زونيس ـ أستاذ الأمن الدولي والسياسة الخارجية بجامعة سان فرانسيسكو، ود. ليكس تاكينبيرغ ـ محامي دولي ومستشار منظمة النهضة العربية ومدير العمليات السابق في الأونروا، والمحامي الهولندي هارون رضا ـ محام حركة 30 مارس ومنظمة هند رجب، ود. إميليو دابيد ـ محام دولي وأستاذ القانون في جامعة يورك في تورونتو، والناشطة الأمريكية سارة فلاوندرز ـ مدير مركز العمل الدولي في الولايات المتحدة.
بدأ البروفيسور مايكل لينك مداخلته بالتطرق إلى وضع إسرائيل داخل الأمم المتحدة في ضوء ممارساتها الأخيرة، والتي رأى أنها سبب قوي للدول الأعضاء لإعادة النظر في استمرار عضوية إسرائيل في المنظمة.
وسلط الضوء على العديد من الوقائع الرئيسية التي تستلزم التحرك العاجل من الدول الأعضاء، مثل خطاب رئيس وزراء إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، والذي وصف خلاله الأمم المتحدة بأنها "بيت الظلام" في إشارة إلى أنها تعادي السامية. كما سلط لينك الضوء على الإجراءات التشريعية التي اتخذها الكنيست الإسرائيلي لإغلاق عمليات الأونروا في الأراضي الفلسطينية، والهجمات المستمرة على مدارس الأمم المتحدة والأونروا، ومقتل أكثر من 230 موظفًا تابعًا للأمم المتحدة في غزة، والتي قال إنها حصيلة غير مسبوقة غير مسبوقة في حرب واحدة. بالإضافة إلى ذلك، أشار لينك إلى رفض إسرائيل مؤخرًا لحكم صادر عن محكمة العدل الدولية حول احتلالها غير القانوني للأراضي الفلسطينية.
إن الولايات المتحدة تستخدم المؤسسات الدولية فقط كما تراه مناسبًا، وتتجاهلها أو تتحايل عليها عندما لا تخدم مصالحها.استشهد لينك كذلك بتجاهل إسرائيل المستمر لأكثر من 30 قرارًا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مدى السنوات الخمس والأربعين الماضية، والتي شملت قضايا مثل الضم غير القانوني للقدس الشرقية، والفشل في الالتزام باتفاقية جنيف الرابعة، والتغاضي عن عنف المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأكد لينك أن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، بما في ذلك تلك المتعلقة بعدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة، تنتهك بوضوح المبادئ الأساسية للأمم المتحدة. بسبب هذه الأسباب وأكثر تساءل لينك بوضوح عما إذا ينبغي إعادة تقييم عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، مشيرًا إلى السابقة التاريخية لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، التي ألغيت عضويتها في نهاية المطاف في السبعينيات.
واختتم لينك بمناقشة التوجيه الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة لإسرائيل بإنهاء احتلالها وإجلاء المستوطنين في غضون 12 شهرًا، وهو التفويض الذي اعتبر أنه من غير المرجح أن تحترمه إسرائيل. وحذر من أزمة محتملة في الدبلوماسية الدولية بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، حيث تواجه الأمم المتحدة والمجتمع العالمي استمرار احتلال إسرائيل، مما قد يؤدي على الأرجح إلى إشعال التوتر مع الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، علق لينك على الاستبدال الأخير لقاضية في لجنة ما قبل المحاكمة في المحكمة الجنائية الدولية التي تقرر أوامر الاعتقال، مشيرًا إلى أن آراء القاضية السابقة حول فلسطين لا ينبغي أن تؤثر على دورها الحالي، مشددًا على أهمية عملية المراجعة العادلة، معربًا عن أمله في أن تستمر إجراءات المحكمة الجنائية الدولية بشكل محايد ومع مراعاة جرائم الحرب الإسرائيلية.
المحامي الهولندي هارون رضا بدأ كلمته بمناقشة شكوى حديثة تم تقديمها إلى مكتب المدعي العام الهولندي بشأن التهديدات الإسرائيلية ضد أعضاء المحكمة الجنائية الدولية. وسلط الضوء على التدقيق المستمر المحيط بتحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي تحدث في فلسطين، مؤكدًا أن هذه التهديدات تستهدف استقلال المحكمة الجنائية الدولية.
وأشار رضا إلى تقرير من صحيفة الغارديان، والذي كشف أن أحد قضاة المحكمة الجنائية الدولية تعرض للترهيب من قبل قيادة الموساد السابقة، واستمر لمدة تقرب من عقد من الزمان. وأشار رضا إلى أن البرلمانيين الهولنديين أثاروا تساؤلات حول دور السلطات الهولندية في ضمان أمن المحكمة الجنائية الدولية، وخاصة في ظل التهديدات من جانب المسؤولين الإسرائيليين وبعض أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي.
وتحدث رضا عن الشكوى التي رفعتها شركة محاماة متخصصة في القانون الإنساني الدولي، والتي اتهمت مسؤولين إسرائيليين وأعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين بمحاولة التدخل في عمل المحكمة الجنائية الدولية. ووفقا لرضا، فإن أعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين هددوا باتخاذ إجراءات ضد المحكمة الجنائية الدولية إذا ما تابعت قضايا ضد مسؤولين إسرائيليين. كما شرح بالتفصيل كيف لجأ المسؤولون الإسرائيليون إلى تكتيكات الترهيب الجسدي، وفي حين تظل تفاصيل التحقيق غير معلنة لأسباب تتعلق بالأمن القومي، أعرب رضا عن ثقته في أن مكتب المدعي العام الهولندي يمتلك أسبابًا كافية للمضي قدما في التحقيق، وربما يؤدي حتى إلى مقاضاة المسؤولين.
وفي ختام كلمته، أعرب رضا عن قلقه إزاء ما يراه جهدًا منسقا لتقويض عمل المحكمة الجنائية الدولية، مشيرًا إلى أن هذا كان جزء من نمط أوسع من المضايقة ضد مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية. واستشهد رضا بتجربته الشخصية في تقديم الشكاوى ضد أكثر من ألف جندي إسرائيلي من مزدوجي الجنسية والذين شاركوا في حرب الإبادة الحالية في غزة.
وحول اتهامات التحرش الأخيرة ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قال رضا إنها قد تكون محاولات لنزع الشرعية عن تصرفات المحكمة. وحذر رضا من أن القلق المتزايد لدى إسرائيل إزاء التدقيق الدولي ينبع على الأرجح من الوعي بالمساءلة المحتملة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، كما أكد على الحاجة إلى اليقظة لضمان قدرة المحكمة الجنائية الدولية على مواصلة ولايتها بفعالية، خالية من التهديدات الخارجية والإكراه.
افتتح الدكتور ليكس تاكينبيرج كلمته بالحديث عن التشريع الأخير الذي أقره الكنيست الإسرائيلي، والذي يطالب فعليًا بوقف أنشطة الأونروا في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، بما في ذلك القدس الشرقية. وأكد أن هذه التدابير التشريعية تمثل تصعيدًا كبيرًا في معارضة إسرائيل الطويلة الأمد للأونروا، مما يمثل تتويجًا لسنوات من العداء المتزايد، وخاصة منذ بداية الحرب الأخيرة في غزة. وأوضح تاكينبيرج كيف تمنح هذه القوانين وزارة الخارجية الإسرائيلية سلطة إلغاء اتفاقها مع الأونروا، وهو تحول جذري عن النهج الذي تم اتباعه منذ عام 1967، حيث طلبت إسرائيل في البداية من الأونروا مواصلة العمليات في الأراضي المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.
كما حذر تاكينبيرج من الأزمة القانونية والإنسانية التي يمكن أن تسببها هذه التدابير التشريعية، وخاصة بالنسبة للاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون على الأونروا كشريان حياة، وخاصة في غزة، حيث تنسق الوكالة تقديم المساعدات الحيوية بالتعاون مع كيانات الأمم المتحدة الأخرى والمجموعات الإنسانية. وحذر كذلك من أنه إذا فعلت إسرائيل هذه التدابير، فإن العواقب ستكون وخيمة، مما قد يؤدي إلى المزيد من الاضطرابات الإنسانية. وبالإضافة إلى ذلك، أكد تاكينبيرج أن هذه الإجراءات تنتهك ثلاثة أوامر صادرة عن محكمة العدل الدولية والرأي الاستشاري الصادر في يوليو/تموز، والتي تطالب إسرائيل بشكل جماعي بتعزيز وصول المساعدات الإنسانية وليس عرقلتها، كما أكد على مسؤولية المجتمع الدولي في مواجهة مساعي إسرائيل لقطع الدور الحاسم الذي تلعبه الأونروا.
وفي ختام كلمته، تحدث تاكينبيرج عن التدابير التي تدرسها الأمم المتحدة استجابة لهذا الوضع غير المسبوق، بما في ذلك جلسة طارئة محتملة للجمعية العامة وقرار لمجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار مع الإشارة المباشرة إلى تشريعات الأونروا. كما ذكر أن دولًا مثل النرويج وماليزيا تدعو إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات، بما في ذلك تعليق أوراق اعتماد إسرائيل لدى الأمم المتحدة. وأعرب تاكينبيرج عن شكوكه في أن تستجيب إسرائيل للدعوات الغربية لإعادة النظر في هذه التشريعات، لكنه أكد على أن المجتمع الدولي يجب أن يظل حازمًا في حماية الأونروا، وبالتالي حماية حياة واحتياجات اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون عليها وسط الأزمة المستمرة.
بدأ البروفيسور ستيفن زونس مداخلته بتسليط الضوء على الدور النشط للولايات المتحدة في عرقلة لوائح الاتهام التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت. وأشار إلى أن رد فعل إدارة بايدن على تقرير صادر عن لجنة من خبراء القانون الدوليين والباحثين القانونيين الذين أوصوا بهذه الاتهامات يمثل موقفًا غير مسبوق. ووفقًا لزونس، أدان الرئيس بايدن التقرير علنًا، مما يمثل المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يقف فيها رئيس في منصبه صراحةً إلى جانب مجرمي الحرب ضد القانون الدولي. وأكد على مفارقة إدانة بايدن، نظرًا لأن التقرير لم يعترض على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، ومع ذلك أطرته الإدارة على أنه إهانة لأمن إسرائيل.
كما انتقد زونس دعم الحكومة الأمريكية المستمر لإسرائيل من خلال سرد تصريحات لوزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي وصف تصرفات المحكمة الجنائية الدولية بأنها "مخزية" ورفضها تمامًا. وأكد أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، قد استعرض التوصيات بدقة، ووجد أسبابًا معقولة للاعتقاد بأن المسؤولين الإسرائيليين مذنبون بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
انتقد زونيس المعايير المزدوجة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، حيث يعتمد دعم المحكمة الجنائية الدولية على توافقها مع المصالح الأمريكية، مشيرًا إلى استخدام الولايات المتحدة مشروع قانون صدر عام 2001، والمعروف باسم قانون غزو لاهاي، والذي يسمح للولايات المتحدة باستخدام أي وسيلة، بما في ذلك القوة العسكرية، لمنع احتجاز أفراد أمريكيين أو حلفاء من قبل المحكمة الجنائية الدولية.واتهم زونيس الولايات المتحدة بالنفاق، وذلك لأنها دعمت مؤخرًا لوائح اتهام المحكمة الجنائية الدولية ضد المسؤولين الروس، بينما رفضت اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في فلسطين على أساس أن إسرائيل ليست طرفًا في نظام روما الأساسي. وأشار إلى أن هذا الموقف تجاهل حقيقة انضمام فلسطين إلى النظام الأساسي في عام 2015، مما أدى إلى تأسيس سلطة المحكمة الجنائية الدولية على الجرائم المرتكبة على أراضيها.
وفي ختام كلمته، انتقد زونيس المعايير المزدوجة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، حيث يعتمد دعم المحكمة الجنائية الدولية على توافقها مع المصالح الأمريكية، مشيرًا إلى استخدام الولايات المتحدة مشروع قانون صدر عام 2001، والمعروف باسم قانون غزو لاهاي، والذي يسمح للولايات المتحدة باستخدام أي وسيلة، بما في ذلك القوة العسكرية، لمنع احتجاز أفراد أمريكيين أو حلفاء من قبل المحكمة الجنائية الدولية. ورأى زونيس أن هذه المعارضة العميقة الجذور للقانون الإنساني الدولي تعكس نمطاً من تمكين الدول الحليفة، مثل المملكة العربية السعودية، من شن حملات عنيفة في ظل الإفلات من العقاب.
وزعم أن هذا الموقف الأميركي يضمن للحكومات الحليفة قدرتها على مواصلة سياساتها القمعية بدعم أميركي، الأمر الذي من شأنه أن يعزز من بيئة يشعر فيها مرتكبو جرائم الحرب بالحماية من المساءلة.
المحامي الفلسطيني ـ التشيلي د. إميليو دابيد بدأ كلمته بانتقاد المعايير المزدوجة للقوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا، في تطبيق القانون الدولي، مؤكدًا أن الاعتماد على المحاكم الدولية لمعالجة هذه المعايير المزدوجة معيب بطبيعته، لأن هذه المحاكم نفسها تتأثر بنفس القوى. ووفقًا لدابيد، فإن المحاكم الدولية، بدلاً من دعم العدالة، فإنها تعمل كأدوات لإدارة العنف الانتقائي. وأكد أن هذه المفارقة تكشف عن تواطؤ هذه المؤسسات في إدامة الظلم الذي تدعي مواجهته.
واستشهد دابيد بقضية الإبادة الجماعية الأخيرة التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية كمثال، مشيرًا إلى فشل المحكمة في المطالبة بوقف إطلاق النار كتدبير مؤقت، على الرغم من الاعتراف بأن ما يحدث في غزة يمكن أن يُعتبر إبادة جماعية.
وتحدث دابيد بمزيد من التفصيل عن هذا التطبيق الانتقائي من خلال الإشارة إلى أن محكمة العدل الدولية قد فرضت سابقًا وقف إطلاق النار من جانب واحد، كما رأينا في قضية روسيا وأوكرانيا، لكنها امتنعت عن القيام بذلك في القضايا المتعلقة بالدول غير الغربية، وخاصة تلك التي تنطوي على مجتمعات عربية أو أفريقية. وأكد أن تردد محكمة العدل الدولية في فرض وقف إطلاق النار في غزة يكشف عن تحيز متأصل، حيث تمتنع المحكمة عن الاعتراف الكامل بمحنة المجتمعات التي تعتبرهم "آخرون". وتساءل دابد عن مصداقية محكمة العدل الدولية، بحجة أن قراراتها تعكس تحيزًا عنصريًا وجيوسياسيًا يهمش احتياجات الفلسطينيين وغيرهم في مواقف مماثلة، مؤكدًا أن هذا التطبيق الانتقائي للقانون الدولي يقوض في نهاية المطاف شرعية هذه المؤسسات.
وفي الختام، أكد دابد أن القانون الدولي قد تم الاستيلاء عليه للحد من تطلعات المجتمعات المضطهدة، والتحكم فيما يمكن أن تسعى إليه والكيفية التي يقاوموا بها. وانتقد دابيد كذلك كيف يتم تقييد الفلسطينيين بالقانون الإنساني الدولي مما يمنعهم من ممارسة حقهم في مقاومة القمع بشكل كامل. وزعم دابيد أن إحجام محكمة العدل الدولية عن تصنيف احتلال إسرائيل باعتباره عدوانًا هو مؤشر واضح على تحيزها. وأكد أن رفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في المقاومة بموجب اتفاقيات جنيف، يعزز نظامًا يتم فيه تسليح القانون الدولي للسيطرة والاحتلال بدلاً من عمليات التحرير. وخلص إلى أن هذا التطبيق الانتقائي يديم رواية تحرم الفلسطينيين وغيرهم من الأدوات القانونية اللازمة لتقرير المصير الحقيقي.
الناشطة الأمريكية سارة فلاوندرز بدأت كلمتها بالتعبير عن دعمها القوي للنضال الفلسطيني والتأكيد على الحق في المقاومة بكل الأشكال، ووصفت أحداث السابع من أكتوبر 2023 بأنها عمل من أعمال الدفاع عن النفس ضد الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي. وانتقدت بنية القانون الدولي، بحجة أنه تم استخدامه تاريخيًا كأداة للاستعمار الغربي لإضفاء الشرعية على الخضوع بدلاً من حماية حقوق الإنسان. وأشارت فلاوندرز إلى أن القانون غالبًا ما يخفي القمع في الشرعية، مقارنة النظام القانوني الدولي الحالي بالأطر القانونية السابقة التي أقرت العبودية ذات يوم. وأكدت كذلك أن الغرض الحقيقي من هذا القانون، في رأيها، هو فرض السيطرة وليس تطبيق العدالة، وبالتالي السماح بالقمع المنهجي للناس تحت ستار الشرعية.
تردد محكمة العدل الدولية في فرض وقف إطلاق النار في غزة يكشف عن تحيز متأصل، حيث تمتنع المحكمة عن الاعتراف الكامل بمحنة المجتمعات التي تعتبرهم "آخرون"وأكدت فلوندرز أيضًا أنه في حين تحاول المحاكم الدولية معالجة الظلم، فإنها غالبًا ما تفعل ذلك ضمن إطار متحيز مصمم للحفاظ على الهيمنة الغربية. ووصفت هذا بأنه تناقض متأصل، حيث يدعي القانون الدولي في الوقت نفسه دعم العدالة، ولكنه يسهل مصالح أصحاب السلطة. وأشارت إلى أن السياسات الأمريكية تعزز هذه الديناميكية من خلال دعم دولة إسرائيل بالكامل كوكيل للنفوذ الأمريكي في غرب آسيا، بغض النظر عن تصرفات إسرائيل. ولاحظت أنه على الرغم من الدعوات إلى المساءلة، تواصل إسرائيل تلقي الدعم الأمريكي الثابت، مما يجعل أي دعوات لاتخاذ إجراءات قانونية غير فعالة. وأضافت فلوندرز أن هذه الديناميكية تكشف عن حدود الاعتماد على القانون الدولي وحده لإحداث تغيير فعال وحقيقي وذي مغزى.
وفي ختام مداخلتها، أكدت فلاوندرز أن التغيير الحقيقي لن يأتي من الأحكام القانونية، ولكن من المقاومة المستمرة من قبل الناس على الأرض. وانتقدت دعوة الأمم المتحدة لنتنياهو للتحدث في الجمعية العامة، واعتبرتها مثالاً صارخاً على تجاهل العدالة والمساءلة. ووفقاً لفلاوندرز، فإن الولايات المتحدة تستخدم المؤسسات الدولية فقط كما تراه مناسبًا، وتتجاهلها أو تتحايل عليها عندما لا تخدم مصالحها. وأعربت عن أملها في الدعم العالمي المتزايد للمقاومة الفلسطينية، مشيرة إلى أن الإعجاب بنضالهم يتزايد في جميع أنحاء العالم. وأكدت فلاوندرز أن العدالة والتغيير الحقيقيين لن يكونا مدفوعين بالحجج القانونية، ولكن بالأفعال الجماعية وصمود أولئك الذين يواجهون القمع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير تقارير الفلسطينيين ندوة احتلال جرائم خبراء احتلال فلسطين جرائم خبراء ندوة تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة الجنائیة الدولیة على محکمة العدل الدولیة المعاییر المزدوجة للولایات المتحدة الولایات المتحدة وقف إطلاق النار المجتمع الدولی القانون الدولی للأمم المتحدة الأمم المتحدة المدعی العام جرائم الحرب الدولیة فی المتحدة فی إسرائیل فی مشیر ا إلى بما فی ذلک الضوء على الدولی فی وفی ختام أکد على وأکد أن من قبل أن هذا فی غزة إلى أن أن هذه
إقرأ أيضاً:
خبراء يناقشون فرص الأجيال القادمة في منتدى دبي للمستقبل
انطلقت أمس في متحف المستقبل فعاليات اليوم الأول من منتدى دبي للمستقبل 2024، أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل ومؤسساته الدولية من حوالي 100 دولة، بمشاركة أكثر من 150 متحدثاً من دولة الإمارات والعالم، وحضور أكثر من 2500 من المتخصصين في القطاعات المستقبلية الحيوية و100 مؤسسة ومنظمة دولية متخصصة في المستقبل.
وألقى سعادة خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل الكلمة الافتتاحية للمنتدى أكد خلالها أهمية التخطيط للمستقبل والاستفادة المشتركة من فرصه، مؤكداً أن عجلة التقدم الإنساني، التي اخترعتها المجتمعات الزراعية الأولى في هذه المنطقة، تدور اليوم بأسرع مما كانت عليه في أي مرحلة تاريخية سابقة، ويجب استباق تحولاتها والاستعداد بأعلى جاهزية لتفعيل إمكاناتها.
وقال بلهول: “نلتقي هنا في دبي لاستكشاف الفرص المستقبلية والاستفادة منها لتحسين جودة الحياة واقتراح الأفكار وأفضل الممارسات للحكومات والمؤسسات والشركات والمجتمعات في مختلف أنحاء العالم والتعاون في تخطيط المستقبل الذي سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه، كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”.
الشغف بالاستكشاف
وعقب الكلمة الافتتاحية للمنتدى، ناقشت جلسة حوارية رئيسية بعنوان “من الفضاء إلى المحيط: الشغف باستكشاف الكون” بمشاركة سارة صبري، أول رائدة فضاء عربية وإفريقية، والبروفيسور أسامة الخطيب، خبير الروبوتات ومبتكر روبوت استكشاف أعماق البحار “أوشن وان كيه”، وسعاد الحارثي، خبيرة استكشاف الطبيعة في ناشونال جيوغرافيك، فرص المستقبل في مجال استكشاف الفضاء والمحيطات والطبيعة ككل.
وقالت سارة صبري، أول رائدة فضاء عربية وإفريقية، إن تصميم المستقبل هو عملية تشاركية عابرة للتخصصات تعود فوائدها على الجميع، مشيرة إلى مبادرة تعمل من خلالها لتمكين الجيل القادم من الباحثين في مجالات استشكاف الفضاء إقليمياً وعالمياً، وهي تضم حالياً 300 عضو و60 جنسية من المنطقة العربية والقارة الإفريقية والعالم.
وأكدت صبري، أن كونها أول امرأة عربية وإفريقية تصعد إلى الفضاء، جعلها تعمل على تحفيز أجيال المستقبل في العالم العربي على توسيع آفاقها وطموحاتها والثقة بقدراتها والعمل من أجل تحقيق أحلامها.
وقالت صبري إنه يجب علينا أن نستكشف الفضاء ونعمل كمجتمع إنساني واحد على تحقيق أهداف البشرية المشتركة للمستقبل حيث إن لدينا الكثير من الشباب العربي المهتم بقطاع الفضاء وعلينا أن نشجع الباحثين والرواد وأصحاب المشاريع الناشئة في قطاع وصناعات الفضاء في المنطقة العربية.
بدورها، قالت سعاد الحارثي إن المهم في استكشاف المستقبل هو الإيمان بالقدرات والإمكانات والعمل الجاد والاجتهاد بالإضافة إلى التركيز على الشمول والعمل المشترك مع الجميع من أجل تحقيق غايات إنسانية عليا كحماية مستقبل البيئة وصون موائل الطبيعة على مستوى الكوكب.
وأكدت الحارثي أن الشباب يرى في القدوات والرواد والمستكشفين لمختلف القطاعات نفسه؛ كالناظر في المرآة، خاصة في النماذج الناجحة كصعود دولة الإمارات إلى الفضاء، مشددة على أهمية التعلّم لبناء القدرات وتدريب المواهب الناشئة والشابة على ابتكار الحلول لتحديات مركزية مثل تحسين كفاءة استخدام المياه والطاقة ومكافحة تلوث البيئة.
من جهته، قال البروفيسور أسامة الخطيب، إن تصميم المستقبل يكون أسرع بتحقيق تكافؤ الفرص وتمكين مختلف الفئات من المساهمة في استكشاف فرصه، مؤكداً أهمية تكامل عمل الروبوتات والبشر، لا التنافس بينها، لافتاً إلى أن الروبوتات العاملة في المحيطات تدخل أيضاً حالياً في قطاع الفضاء، مشيراً إلى برنامج مشترك من هذا المستوى مع الوكالة الأوروبية للفضاء.
وأكد البروفيسور الخطيب أن العالم يعرف أكثر عن الكواكب مما يعرفه حتى الآن عن المحيطات على كوكب الأرض، ويجب تكثيف العمل على استكشافها باستخدام أدوات التكنولوجيا غير المسبوقة التي نملكها اليوم والتي تؤهلنا لسبر أعماق المحيطات بعمق آلاف الأمتار.
واعتبر البروفيسور الخطيب أن التعلم في المراحل المبكرة أساسي لتعزيز تفوق الطلبة في قطاعات حيوية للمستقبل كالعلوم والتكنولوجيا، وهو ما يشكّل الخزّان البشري للباحثين والمبتكرين، معتبراً أن التعلّم الرقمي مكمّل للتعليم المدرسي والجامعي، لافتاً إلى أهمية التكنولوجيا في توليد ونقل ونشر المعرفة، مشيداً بشغف وحرص الطلاب والشباب في دولة الإمارات على الاستكشاف والتحصيل المعرفي.
البعد الزمني للحضارة
وبحثت جلسة “الوقت ما قيمته؟” مفهوم المستقبل في البعد الزمني للحضارة البشرية، وذلك بمشاركة كلٍ من آن بيت هوفيند، رئيسة صندوق مكتبة المستقبل، والبروفيسور جوناثان كيتس، خبير الفلسفة التجريبية، وأدارها الدكتور باتريك نواك، المدير التنفيذي للاستشراف وتخيّل المستقبل في مؤسسة دبي للمستقبل.
وأكدت هوفيند أهمية المنتدى في دبي في توسيع منظور الرؤية وتعزيز التفكير المستقبلي الاستراتيجي وتوحيد الأهداف في اتجاه تصميم مستقبل أفضل للإنسانية. وأشارت إلى أن مكتبة المستقبل التي تعمل عليها هي مشروع مستقبلي بامتياز لأنها تقوم على طباعة كتب بعد قرن من الآن، مصنوعة من أوراق تم إنتاجها من أخشاب أشجار تم غرس شتلاتها اليوم في بلادها النرويج.
ولفتت إلى أن لدى المكتبة اليوم 11 مؤلفاً مشاركاً التحقوا بالمشروع على مدى السنوات الـ11 الماضية، مشيرةً إلى أن من يتخيل المستقبل يمكنه أن يصنعه، وهو ما يركز عليه المؤلفون الذين يعملون على تضمين موضوعات إيجابية في مشروع مكتبة الـ100 عام المقبلة.
بدوره، أكد البروفيسور جوناثان كيتس أن بناء الأدوات الفلسفية هي بمثابة أحجار البناء لمفاهيم استكشاف وتخيّل وتصميم المستقبل، معتبراً أن على البشر اليوم أن يتحاوروا بشفافية حول تصميم المستقبل للأجيال الـ12 القادمة.
وأشار البروفيسور كيتس إلى مشروع يعمل عليه لتسجيل الحاضر من خلال كاميرات موزعة في مناطق مختلفة حول العالم لتكون بمثابة السجل للأجيال القادمة.
واعتبر كيتس أن الفنون متعددة التخصصات هي مساحة حرة مفتوحة لتخيّل المستقبل الذي نرغب في تصميم النماذج الأولية له، مشدداً على أهمية التفكير المستمر بإعادة هيكلة النظم القائمة حالياً في مختلف القطاعات والعمل على تطويرها وتحسينها والارتقاء بها.
وخلص المشاركون إلى أن تصميم المستقبل هو عمل جماعي مشترك مستمر لا يقتصر على جيل أو اثنين بل يتواصل بحيث يستفيد كل جيل من الأسس التي بنتها الأجيال التي سبقته، وهو ما صنع الحضارة الإنسانية كما هي اليوم.
وأكد المتحدثون على أهمية الموازنة بين تلبية الاحتياجات الملحّة الراهنة للبشرية إلى جانب التخطيط طويل الأجل للمستقبل، معتبرين أن تحقيق ذلك سيكون متاحاً بالجمع بين مختلف الأجيال العمرية والفئات والشرائح والتخصصات لتكوين الصور الأشمل عن الحاضر ووضع السياسات والاستراتيجيات الأكثر كفاءة في تصميم المستقبل.
المحطة التالية
تبع ذلك كلمة رئيسية للدكتور براغ خانا، مؤسس “ألفا جيو”، بعنوان “أين تتجه الإنسانية؟” أكد فيها أن متحف المستقبل هو المكان الأمثل لبحث تصميم المستقبل على نطاق عالمي.
ولفت خانا إلى أن الجغرافيا بفئاتها الطبيعية والجيوسياسية والخدمية هي معيار بالغ الأهمية لتعزيز تواصل مجتمعات المستقبل المتداخلة والمتكاملة والمتشاركة في مصالحها ومنافعها.
واعتبر خانا أن الماضي قد لا يكون دائماً دليل الإرشادات الأمثل والخريطة الأنسب للإبحار في آفاق المستقبل، لافتاٍ أن سلاسل القيمة العالمية اليوم والتقدم الرقمي والمجتمعات المتصلة والمنظومات البيئية الحيوية تجعل من جغرافيا المستقبل وتضاريسه معقدة إلى حد كبير.
وأكد الدكتور خانا أن تبسيط النظم مهم لاستمرارية كفاءة الحضارة الإنسانية مستقبلاً، خاصة مع صعود المجتمعات الحضرية والهجرة من الريف إلى المدينة وتوسع تركيز المجتمعات البشرية في المدن الكبرى.
وأشار خانا إلى أن مدن المستقبل، كدبي، ستكون محاور مركزية لازدهار شبكات الحضارة العالمية، مشدداً على الحاجة مستقبلاً إلى مدن عالية الكفاءة دائمة الاتصال ببقية العالم.
ولفت خانا إلى إمكانية الاعتماد على مفاهيم كاقتصاد الكم لتعزيز كفاءات مجتمعات المستقبل الحضرية.
وعلى المستوى الديموجرافي، توقع خانا أن يصل عدد سكان العالم إلى 9 أو 10 مليارات نسمة خلال سنوات قليلة، ليعود بعدها إلى الانخفاض بشكل تدريجي أو سريع، مشيراً كذلك إلى إمكانات تصاعد الهجرة المناخية خاصة مع تسارع وتيرة تغير المناخ على المستوى العالمي، داعياً لمزيد من التركيز في مؤتمرات المناخ كمؤتمر الأطراف الذي استضافته دولة الإمارات العام الماضي أو مؤتمر COP29 في العام الجاري على دراسة معمقة لقضية الهجرة من المجتمعات الأكثر تعرضاً لتداعيات التغير المناخي.
وقال خانا إن المستقبل سيكون متاحاً لكل من يعمل على تصميمه بشكل مستدام، لافتاً إلى أن دولة الإمارات هي من الأكثر حرصاً على تصميم مستقبل مستدام بشكل مرن يتكيف مع التحولات ويستعد لها بشكل مدروس.
وخلص الدكتور خانا إلى أن الإنسانية ستواصل مسارها للتقدم بالتركيز على أجندة مشتركة تبرمج كل طبقات الجغرافيا اقتصادياً وسياسياً وديموجرافياً بحيث تصبح الموارد والبنى التحتية والإمكانات البشرية فرصاً وعوامل تمكين لمسيرة حضارة إنسانية أكثر كفاءة وجاهزية للمستقبل.
أصداء المستقبل
وشهدت فعاليات “منتدى دبي للمستقبل 2024” الإعلان عن الفائزين بمسابقة “أصداء المستقبل” التي أطلقتها مؤسسة دبي للمستقبل في وقت سابق هذا العام، لإتاحة الفرصة لمحبي قصص الخيال العلمي من جميع أنحاء العالم لإبراز قدراتهم ومهاراتهم في سرد قصص قصيرة وإبداعية وأصلية بنمط الخيال العلمي.
وشملت قائمة الفائزين بالمسابقة محمد أبو هواش من قطر، وزينب أحمد من الإمارات العربية المتحدة، وكيليان ماكدونالد من المملكة المتحدة. وتم نشر أفضل 10 قصص إبداعية على الموقع الإلكتروني لمؤسسة دبي للمستقبل.
وتم تقييم قصص الخيال العلمي المشاركة في مسابقة “أصداء المستقبل” من قبل لجنة تحكيم تضم كلاً من كاتب الخيال العلمي أشرف فقيه، والمؤلف الشاب الحائز على جوائز دولية سوي ديفيز، والقيّم الأول على متحف العلوم في لندن جلين مورجان.
وتضمنت شروط المشاركة في هذه المسابقة العالمية أن يكون الكاتب فوق ال 18 عاما وأن لا تتجاوز عدد كلمات القصة القصيرة 2500 كلمة، وأن تكون القصة جديدة بالكامل ولا تتضمن اقتباسات من منشورات سابقة أو قصص لمؤلفين آخرين أو محتوى تم توليده باستخدام الذكاء الاصطناعي.وام