أربعينية مقتل حسن نصرالله.. خامنئي يعلق وسط تفاعل
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—نشر المرشد الأعلى بإيران، علي خامنئي، الخميس، سلسلة تدوينات بعد مضي 40 يوما على إعلان مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله بضربة إسرائيلية في لبنان.
وقال خامنئي في التدوينات التي نشرت على صفحته بمنصة إكس (تويتر سابقا): " تصادف هذه الأيام الذكرى الأربعين لاستشهاد المجاهد العظيم في عصرنا، الذي لم يعرف الكلل، السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، ورفع الله قدره، وعظم الله أجره.
وتابع: " نُكرّم ذكرى الشهيد السيد حسن نصر الله، والشهيد هنية، والشهيد صفي الدين، والشهيد يحيى السنوار، والشهيد نيلفروشان، وسائر شهداء المقاومة. فللحق والإنصاف، لقد منحوا الإسلامَ وجبهةَ المقاومة عزّةً وقوّةً وقدرةً مضاعفة".
وأضاف: " عرج السيّد العزيز نصر الله إلى المقامات السامية للشهداء، ونال ما كان يتمنّاه، ولكنّه ترك لنا إرثًا خالدًا، ألا وهو حزب الله"، لافتا على أن "أنواع الجهاد هذه، المتواصلة اليوم بقوّة في لبنان وغزة وفلسطين، سيستتبعها حتمًا انتصارُ جبهة المقاومة. هذا ما يُدركه المرء من مُجمل الأحداث، ومن الوعد الإلهيّ أيضًا".
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، قد أعلن بتدوينة نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي مقتل حسن نصرالله بتدوينة قال فيها: "قضى الجيش الإسرائيلي على المدعو حسن نصرالله زعيم تنظيم حزب الله الإرهابي وأحد مؤسسيه. كما قضى الجيش الإسرائيلي على المدعو علي كركي قائد جبهة الجنوب في حزب الله الإرهابي وعدد آخر من القادة في حزب الله"، حسب زعمه".
وأضاف أفيخاي أدرعي حينها: "لقد أغارت طائرات سلاح الجو بتوجيه استخباري دقيق لهيئة استخبارات المؤسسة الأمنية على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية"، موضحا: "لقد نفذت الغارة في الوقت الذي تواجدت قيادة حرب الله داخل المقر وقاموا بتنسيق أنشطة إرهابية ضد مواطني إسرائيل".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي تغريدات حزب الله حسن نصرالله علي خامنئي حسن نصرالله حزب الله
إقرأ أيضاً:
صمت حزب الله… بين الردع المتراكم والصبر الاستراتيجي
كيان الأسدي
تتسع في الآونة الأخيرة دائرة التساؤلات، لا سيّما في أوساط المحبين والمؤيدين، حول صمت حزب الله إزاء التمادي الإسرائيلي والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية. هذا الصمت، في نظر البعض، قد يُفسَّر على أنه ضعف في القدرة على الرد، أو مؤشّر على أزمة داخلية تعيق اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
لكن لفهم حقيقة الموقف، لا بدّ من النظر بعين أعمق إلى المعادلات التي تحكم تعاطي المقاومة مع هذه المرحلة الدقيقة. وهنا، تبرز أربعة اعتبارات أساسية ترسم ملامح المشهد وتوضح الخلفية الاستراتيجية التي يتحرّك من خلالها حزب الله:
أولاً: الردع الاستراتيجي وتجنّب الاستنزاف
المقاومة، في جوهر عقيدتها القتالية، لا تعتمد سياسة الرد الانفعالي أو العشوائي، بل تتّبع نهج “الردع التكتيكي المتراكم”، الذي يؤسّس لمعادلات مستقبلية راسخة. من هذا المنطلق، فإن حزب الله لا يرى في كل خرق ذريعة لرد فوري، بل يحرص على بناء معادلة ردع متينة، بعيدة المدى، تؤتي ثمارها حين يحين وقتها، وتُسهم في لجم العدو عن الاستمرار في اعتداءاته.
ثانياً: الحسابات السياسية والإقليمية
تأخذ المقاومة في حسبانها تعقيدات الواقع اللبناني الداخلي، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية الخانقة، والحرص على عدم جرّ البلاد إلى حرب واسعة قد تكون تداعياتها أقسى من سابقاتها. كما توازن المقاومة بين تطلعاتها الميدانية وضغوط الواقع السياسي والدبلوماسي، سواء على مستوى الحكومة اللبنانية أو على الساحة الإقليمية، حيث تتداخل الملفات من غزة إلى صنعاء، ومن بغداد إلى طهران.
ثالثاً: تراكم الخروقات كذخيرة سياسية
قد تمنح المقاومة أحياناً هامشاً زمنياً أوسع للدبلوماسية اللبنانية والدولية، لتُسقِط الحُجج وتُراكم الأدلة. وفي خلفية هذا الأداء، يُبنى أرشيف موثّق بالخروقات، يُستخدم لاحقاً كمسوّغ سياسي وقانوني لأي ردّ محتمل، أو حتى لتبرير خيار “عدم الرد” أمام الحكومة اللبنانية والرأي العام، في حال اقتضت المصلحة العليا ذلك.
رابعاً: الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك الضمنية
منذ حرب تموز 2006، سادت بين المقاومة والعدو الإسرائيلي قواعد اشتباك غير معلنة، لكنها مفهومة ضمناً لدى الطرفين. ليس كل خرق بمثابة كسر لهذه القواعد، ولا كل انتهاك يستوجب ردّاً مباشراً. أحياناً، يكون الرد مكلفاً أكثر من جدواه، فتتقدّم الحكمة على الحماسة، وتُصان معادلات الردع بما يحفظ توازن الردع، لا ما يعرّضه للاهتزاز.
إننا أمام سلوك محسوب، يبدو للعيان صمتاً، لكنه في جوهره فعل استراتيجي دقيق، يستند إلى ما يمكن تسميته بـ”الردع المتراكم” و”الصبر الاستراتيجي”. وهو نهج يستهدف إدارة الصراع مع العدو على قاعدة تفويت الفرصة عليه لتغيير قواعد الاشتباك، أو لفرض معركة استنزاف طويلة الأمد في توقيت تختاره تل أبيب.
في هذا الصمت حسابات، وفي هذا الانتظار قرار، وفي هذا التمهّل قوّة… ستُترجم حين تحين اللحظة التي تختارها المقاومة، لا العدو.