د. حسن براري العجارمة يكتب .. السؤال الغائب!!
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
#سواليف
#السؤال_الغائب!!
كتب .. د. #حسن_براري_العجارمة
على امتداد #الوطن_العربي، من محيطه إلى خليجه، ما تزال الأسئلة الكبرى تختبأ في الزوايا المظلمة، كأنها خُطوط عميقة في الذاكرة يحاول الجميع أن يتجاهلها. لماذا لا يسأل العرب أنفسهم عن سبب خيباتهم التي لا حد لها؟ لماذا لا يتأملون في مرآة الحقيقة التي قد لا تعجبهم؟ أليس من المستغرب أن يديروا وجوههم عن أوجاعهم الداخلية، بينما تفتح أمامهم أبواب الزمان لتطرح أسئلة تأبى أن تُسكَت؟ ألا يكفي أن الجروح ما زالت تنزف، والدماء تسيل على أراضٍ أُهملت على مذبح التفريط، ويبقى السؤال: ألسنا نحن من جلبنا الهزيمة المرة والنكوص والخيبات؟
مجرد طرح السؤال قد يخرجك من الملة! فالإجابة التي تتوارى خلف ضباب الأوهام، هي أن العامل الداخلي – مع الإقرار بمسؤولية العامل الخارجي أيضا – يبقى بعيدا عن العقول التي ألفت أن تُلقي اللوم على الآخر، بعيدًا عن أنفسها.
فكأن الوعي العربي لا يجرؤ على مواجهة ذاته أو أن يرفع الستار عن حقيقة مؤلمة، تكمن في داخلنا نحن. نحن الذين لم نكن سوى أبطال الحكايات العتيقة، تحكمنا #الحماقات من دون أن نعي، تستهوي أنفسنا الصراعات على الهوامش، ونحن نغفل عن لبّ #المشكلة تماما كما كانت معاناة جوزيف بطل رواية المحاكمة لكافكا عندما أمضى سنوات عمره يشعر بأنه ضحية الآخر متجاهلا الخلل المتجسد في شخصيته.
نعم، مثل “محاكمة” كافكا، أقنعنا أنفسنا بالمظلومية الأبدية، وكرسنا ذلك في أنظمة التعليم الرسمية والشعبية عندما كانت وما تزال الضحية الحقيقية هي تلك التي تعجز عن الوقوف، والتي لا تتجاسر على توجيه أصابع الاتهام إلى جدرانها المهدمّة، إلى سُلطاتها المتناحرة، إلى سياسات الفتنة التي زرعناها بأيدينا، إلى تدمير الذات الذي طالما رضعناه في مدارسنا وتعلمناه في بيوتنا. يا الهي، كما أنفقنا على تشييد صروحًا من الخوف، وحصنّا أنفسنا من الأسئلة التي قد تزعج راحتنا المتهالكة؟
أليس من الغريب أن نغفل عن أن #النكبات التي نعيشها هي ثمار أعمالنا نحن؟ أسئلة تُداس تحت الأقدام، وإجابات تُصادر من داخلنا خوفًا من أن نكتشف أننا قد نصبح المسئولين إذا فتشنا في أعماقنا.
في حاضرنا، هناك دوما دومًا أيدٍ خفية تعبث في الداخل، وهناك من يبيع الأحلام ويشتري الخيبات. فكلما حاولنا أن نرى بعين الحقيقة، أصمنا أنفسنا عن أن نسمع صوت الواقع المزعج. إننا – مع الأسف – نركض خلف السراب، ولا نريد أن نواجه ذلك الفقر الداخلي الذي جعلنا نتسابق نحو الحروب الجانبية بدلًا من بناء أساسات قوية لوطن يضُمّنا.
لقد منحنا أنفسنا الأعذار الكثيرة، ورضينا بالخضوع إلى لِحَى الأكاذيب التي تُقال عنّا، وصمّمنا على أن نكون ضحايا.
مع ذلك، إن من لا يسأل نفسه عن سبب نكبته، يبقى محكومًا أن يتكرر في دائرة مفرغة، حيث لا يجرؤ على الإقرار بأن السبب الحقيقي يكمن في داخلنا، في أفكارنا، في مواقفنا التي قد تكون مجرد بقايا ماضٍ تعيش فينا كما تعيش النار في رماد قديم. في الوقت الذي يبحث فيه الآخرون عن قوتهم، نجد أنفسنا مستغرقين في التشظي والتفرقة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الوطن العربي الحماقات المشكلة النكبات ا أنفسنا
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: "عهر" الإعلام الخاص !!!
ما يطالعنا به الإعلام الخاص، سواء فى المقروء منه، أو المرئى، يحتاج من الإعلام الوطنى جهدًا خارقًا، لكى يواجه، الإسفاف، وهو بطبيعة الحال جاذب، للقراءة وللمشاهدة، لعدة أسباب منها الإثارة والخروج عن المألوف ورغم إستنكارنا للقراءة والرؤية، إلا أنه، مثير، ويدعوا لحب الإستطلاع، إن كان هذا المعنى مقبول لدى المتحفظين من المتلقين لهذا النوع من الإعلام.
إلا أن ما يثير العجب أن تكون " الغاية مبررة للوسيلة " مهما كانت "وضاعة" الأخلاق وإنعدام الذوق، وإنحلال الضمير، والعبث فى كل خلايا الوطن،والداعى أيضًا للعجب أن يتفنن هؤلاء السفهاء من الإعلاميين فى أن يزيدوا "البلة طين"، بأن يعكروا حتى بقعة المياه الصافية بإخراج "لدائن المعدة" "ووساخات الحظائر" "والعفن" لكى تكون فى صدارة مائدة الوطن، مثل حلقة (ياسمين الخطيب) مع المدعوة (هدير عبد الرازق) وكأن وطننا فقط، هو الذى يشمل أنشطة الشواذ، والعاهرات، وتجار المخدرات، والمتخلفون عقليًا إن كثرة أحداث السفه فى الإعلام الخاص، رغم إرتفاع نسبة المشاهدة، مع إرتفاع نسبة الإستنكار، لا تبيح أبدًا لمثقفى هذا البلد، أن يتركوا الأمور تذهب ببساطة كما جاءت، ولعل ما يثار الأن حول مسلسلات رمضان وإعادتها الآن على كثير من المحطات الفضائية والأرضية وما يثار حول ما جاء فيها من مضامنين وتعبيرات يتصدرها مجتمع العاهرات والمنحدرات من تسيب إجتماعى ومحاولة إظهار أن الإعلام موجه لدرء خطر،ودفع بأن تشخيص المرض
، وعلاجه، يأتى كأولوية إعلامية، قاصدًا الخير للمجتمع، هذا كله (نصب وتحايل)، لجذب إهتمام، وشد أنفاس، وسرقة محافظ "مالكى" هذه القنوات "وتعبئتها" فى نفس الوقت من كم من الإعلانات وصلت فى المدة المحددة للبرنامج إلى أكثر من 80%، والعشرون فى المائة من المساحة الزمنية، لمجموعة لقاءات متقطعة وليتها صادقة، بل أخيرًا، نجد أنها كاذبة، وملفقة، ولا تنتمى للحقيقة بأى شكل من الأشكال، وهذا لا ينفى وجود "عاهرات" فى بلدنا، ولكن اللى "إختشوا ماتوا" ولماذا مصر ؟؟؟؟ لماذا فقط مصر ؟ هى السوق، وهى المسرح للرزيلة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أين دبى ؟؟؟؟، وأين بيروت ؟؟؟؟، وأين !! وأين !!؟
ولكن لأننا تسيبنا، وتحت سطوة الرغبة فى مزيد من الحرية، أصبحنا نقوم بدورين، دور " البورنو " على المسرح، ويقدمه السفهاء منا، ودور الشعب " والمتفرجين الغلابة، القاصرين " المشدوهين، بأتعس المناظر، وأعذبها فى "خمارات" سميت بإستديوهات الفضائيات، إن ما يحدث فى المحروسة، هو أننا، خلعنا "برقع الحيا" وخلينا "اللى ما يشترى يتفرج"...
ولسه !!!