سواليف:
2025-04-09@19:20:21 GMT

د. حسن براري العجارمة يكتب .. السؤال الغائب!!

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

#سواليف

#السؤال_الغائب!!

كتب .. د. #حسن_براري_العجارمة

على امتداد #الوطن_العربي، من محيطه إلى خليجه، ما تزال الأسئلة الكبرى تختبأ في الزوايا المظلمة، كأنها خُطوط عميقة في الذاكرة يحاول الجميع أن يتجاهلها. لماذا لا يسأل العرب أنفسهم عن سبب خيباتهم التي لا حد لها؟ لماذا لا يتأملون في مرآة الحقيقة التي قد لا تعجبهم؟ أليس من المستغرب أن يديروا وجوههم عن أوجاعهم الداخلية، بينما تفتح أمامهم أبواب الزمان لتطرح أسئلة تأبى أن تُسكَت؟ ألا يكفي أن الجروح ما زالت تنزف، والدماء تسيل على أراضٍ أُهملت على مذبح التفريط، ويبقى السؤال: ألسنا نحن من جلبنا الهزيمة المرة والنكوص والخيبات؟
مجرد طرح السؤال قد يخرجك من الملة! فالإجابة التي تتوارى خلف ضباب الأوهام، هي أن العامل الداخلي – مع الإقرار بمسؤولية العامل الخارجي أيضا – يبقى بعيدا عن العقول التي ألفت أن تُلقي اللوم على الآخر، بعيدًا عن أنفسها.

مقالات ذات صلة نقل مضربين عن الطعام لأجل غزة للمستشفى بسبب الإعياء الشديد / فيديو 2024/11/07

فكأن الوعي العربي لا يجرؤ على مواجهة ذاته أو أن يرفع الستار عن حقيقة مؤلمة، تكمن في داخلنا نحن. نحن الذين لم نكن سوى أبطال الحكايات العتيقة، تحكمنا #الحماقات من دون أن نعي، تستهوي أنفسنا الصراعات على الهوامش، ونحن نغفل عن لبّ #المشكلة تماما كما كانت معاناة جوزيف بطل رواية المحاكمة لكافكا عندما أمضى سنوات عمره يشعر بأنه ضحية الآخر متجاهلا الخلل المتجسد في شخصيته.
نعم، مثل “محاكمة” كافكا، أقنعنا أنفسنا بالمظلومية الأبدية، وكرسنا ذلك في أنظمة التعليم الرسمية والشعبية عندما كانت وما تزال الضحية الحقيقية هي تلك التي تعجز عن الوقوف، والتي لا تتجاسر على توجيه أصابع الاتهام إلى جدرانها المهدمّة، إلى سُلطاتها المتناحرة، إلى سياسات الفتنة التي زرعناها بأيدينا، إلى تدمير الذات الذي طالما رضعناه في مدارسنا وتعلمناه في بيوتنا. يا الهي، كما أنفقنا على تشييد صروحًا من الخوف، وحصنّا أنفسنا من الأسئلة التي قد تزعج راحتنا المتهالكة؟

أليس من الغريب أن نغفل عن أن #النكبات التي نعيشها هي ثمار أعمالنا نحن؟ أسئلة تُداس تحت الأقدام، وإجابات تُصادر من داخلنا خوفًا من أن نكتشف أننا قد نصبح المسئولين إذا فتشنا في أعماقنا.
في حاضرنا، هناك دوما دومًا أيدٍ خفية تعبث في الداخل، وهناك من يبيع الأحلام ويشتري الخيبات. فكلما حاولنا أن نرى بعين الحقيقة، أصمنا أنفسنا عن أن نسمع صوت الواقع المزعج. إننا – مع الأسف – نركض خلف السراب، ولا نريد أن نواجه ذلك الفقر الداخلي الذي جعلنا نتسابق نحو الحروب الجانبية بدلًا من بناء أساسات قوية لوطن يضُمّنا.

لقد منحنا أنفسنا الأعذار الكثيرة، ورضينا بالخضوع إلى لِحَى الأكاذيب التي تُقال عنّا، وصمّمنا على أن نكون ضحايا.

مع ذلك، إن من لا يسأل نفسه عن سبب نكبته، يبقى محكومًا أن يتكرر في دائرة مفرغة، حيث لا يجرؤ على الإقرار بأن السبب الحقيقي يكمن في داخلنا، في أفكارنا، في مواقفنا التي قد تكون مجرد بقايا ماضٍ تعيش فينا كما تعيش النار في رماد قديم. في الوقت الذي يبحث فيه الآخرون عن قوتهم، نجد أنفسنا مستغرقين في التشظي والتفرقة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الوطن العربي الحماقات المشكلة النكبات ا أنفسنا

إقرأ أيضاً:

بلال قنديل يكتب: دائما في القلب

في الحياة  نلتقي بالكثير من الناس بعضهم يترك بصمة خفيفة  تندثر مع مرور الوقت و البعض الآخر  يُخلف أثرًا عميقًا  لا يمحوه الزمن مهما طال هؤلاء هم من نحتفظ بهم  دائمًا في القلب.

هناك نوع خاص من البشر  يمتلكون قدرة عجيبة على النفاذ إلى أعماق القلوب  و ترسيخ وجودهم فيها  مهما ابتعدوا  مهما تغيرت الظروف يبقون حاضرين  كأنهم جزء لا يتجزأ من أنفسنا  هؤلاء هم من وقفوا بجانبنا في وقت الشدة دون تردد  دون انتظار مقابل  بمحبة صادقة  من أعماق قلوبهم.

تلك اللحظات  التي نمر بها  و نحتاج فيها إلى من يمد لنا يد العون  و يقف بجانبنا  تُظهر لنا حقيقة الناس  منهم من يتخلى  و منهم من يقف  و لكن من يقف  بصدق  و إخلاص  و من أعماق قلبه  فهو من يستحق أن يُحتفظ به في القلب  دائمًا.

ليس  المقصود  هنا  من  قدم  مساعدة  مادية  فقط  بل  من  قدم  الدعم  المعنوي  الكبير  من  كان  سندًا  لنا  في  أوقات  ضعفنا  من  كان  صوتًا  للعقل  و  الهدوء  في  وسط  عاصفة  من  القلق  و  الخوف  من  كان  بمثابة  الضوء  في  النفق  المظلم.

هؤلاء  الناس  لا  يُنسون  مهما  حدث  لأنّ  ما  قدّموه  لم  يكن  مجرد  فعلٍ  بل  كان  انعكاسًا  لحبٍّ  صادقٍ  و  عميقٍ  كان  انعكاسًا  لِشخصيّاتِهمِ  الجميلةِ  و  قُلوبِهمِ  الطّيبةِ.

و لذلك  يبقى  أثرُهم  في  القلوبِ  دائمًا  مهما  تغيّرت  الظروفُ  مهما  طالَ  الزمنُ  يبقى  ذكرى  جميلةٌ  تُدفئُ  القلبَ  و  تُلهمُنا  بِالطّيبةِ  و  الكرمِ  و  الإخلاصِ.

ففي  وسط  مُحيطٍ  مليءٍ  بِالتّغيّراتِ  والمُتقلّباتِ  يبقى  هؤلاء  الناسُ  ثابتينَ  كالصّخرةِ  في  مُحيطٍ  مُضطربٍ  يبقون  دائمًا  في  القلبِ  رمزًا  لِلحبّ  والوفاءِ  والإخلاصِ.

و  لذلك  يجبُ  عليكَ  أن  تُقدّرَ  هؤلاء  الناسَ  وأن  تُحافظَ  على  علاقتكَ  معهم  وأن  تُظهرَ  لهم  مدى  تقديركَ  لما  قدّموه  لك  فهم  يستحقّون  ذلك  و  أكثر.

فهم  ليسوا  مجرد  أصدقاءٍ  أو  أقاربٍ  بل  هم  جزءٌ  من  حياتنا  و  من  ذكرياتنا  الجميلة  هم  من  يُعطون  حياتنا  معنىً  و  قيمةً  هم  دائمًا  في  القلبِ.

مقالات مشابهة

  • الأمن النيابية: الإمام “الغائب زعلان لعدم إقرار قانون الحشد الشعبي”!!!
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الشبكة التي نتخبط فيها
  • عبد السلام فاروق يكتب : رسائل «خان الخليلي»
  • بيسيرو: سنواجه فريقا منظما ونثق في أنفسنا وجاهزون للمباراة
  • المحامي الصبيحي يكتب .. لغز هذا أم سحر مسّ العرب؟
  • المحامي الصبيحي يكتب .. لغز هذا أم ؤ؟
  • لقاء المهندس ابراهيم محمود
  • بلال قنديل يكتب: دائما في القلب
  • أم كلثوم الحاضر الغائب بمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: غزة وحقوق الإنسان