سواليف:
2025-02-07@13:16:53 GMT

د. حسن براري العجارمة يكتب .. السؤال الغائب!!

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

#سواليف

#السؤال_الغائب!!

كتب .. د. #حسن_براري_العجارمة

على امتداد #الوطن_العربي، من محيطه إلى خليجه، ما تزال الأسئلة الكبرى تختبأ في الزوايا المظلمة، كأنها خُطوط عميقة في الذاكرة يحاول الجميع أن يتجاهلها. لماذا لا يسأل العرب أنفسهم عن سبب خيباتهم التي لا حد لها؟ لماذا لا يتأملون في مرآة الحقيقة التي قد لا تعجبهم؟ أليس من المستغرب أن يديروا وجوههم عن أوجاعهم الداخلية، بينما تفتح أمامهم أبواب الزمان لتطرح أسئلة تأبى أن تُسكَت؟ ألا يكفي أن الجروح ما زالت تنزف، والدماء تسيل على أراضٍ أُهملت على مذبح التفريط، ويبقى السؤال: ألسنا نحن من جلبنا الهزيمة المرة والنكوص والخيبات؟
مجرد طرح السؤال قد يخرجك من الملة! فالإجابة التي تتوارى خلف ضباب الأوهام، هي أن العامل الداخلي – مع الإقرار بمسؤولية العامل الخارجي أيضا – يبقى بعيدا عن العقول التي ألفت أن تُلقي اللوم على الآخر، بعيدًا عن أنفسها.

مقالات ذات صلة نقل مضربين عن الطعام لأجل غزة للمستشفى بسبب الإعياء الشديد / فيديو 2024/11/07

فكأن الوعي العربي لا يجرؤ على مواجهة ذاته أو أن يرفع الستار عن حقيقة مؤلمة، تكمن في داخلنا نحن. نحن الذين لم نكن سوى أبطال الحكايات العتيقة، تحكمنا #الحماقات من دون أن نعي، تستهوي أنفسنا الصراعات على الهوامش، ونحن نغفل عن لبّ #المشكلة تماما كما كانت معاناة جوزيف بطل رواية المحاكمة لكافكا عندما أمضى سنوات عمره يشعر بأنه ضحية الآخر متجاهلا الخلل المتجسد في شخصيته.
نعم، مثل “محاكمة” كافكا، أقنعنا أنفسنا بالمظلومية الأبدية، وكرسنا ذلك في أنظمة التعليم الرسمية والشعبية عندما كانت وما تزال الضحية الحقيقية هي تلك التي تعجز عن الوقوف، والتي لا تتجاسر على توجيه أصابع الاتهام إلى جدرانها المهدمّة، إلى سُلطاتها المتناحرة، إلى سياسات الفتنة التي زرعناها بأيدينا، إلى تدمير الذات الذي طالما رضعناه في مدارسنا وتعلمناه في بيوتنا. يا الهي، كما أنفقنا على تشييد صروحًا من الخوف، وحصنّا أنفسنا من الأسئلة التي قد تزعج راحتنا المتهالكة؟

أليس من الغريب أن نغفل عن أن #النكبات التي نعيشها هي ثمار أعمالنا نحن؟ أسئلة تُداس تحت الأقدام، وإجابات تُصادر من داخلنا خوفًا من أن نكتشف أننا قد نصبح المسئولين إذا فتشنا في أعماقنا.
في حاضرنا، هناك دوما دومًا أيدٍ خفية تعبث في الداخل، وهناك من يبيع الأحلام ويشتري الخيبات. فكلما حاولنا أن نرى بعين الحقيقة، أصمنا أنفسنا عن أن نسمع صوت الواقع المزعج. إننا – مع الأسف – نركض خلف السراب، ولا نريد أن نواجه ذلك الفقر الداخلي الذي جعلنا نتسابق نحو الحروب الجانبية بدلًا من بناء أساسات قوية لوطن يضُمّنا.

لقد منحنا أنفسنا الأعذار الكثيرة، ورضينا بالخضوع إلى لِحَى الأكاذيب التي تُقال عنّا، وصمّمنا على أن نكون ضحايا.

مع ذلك، إن من لا يسأل نفسه عن سبب نكبته، يبقى محكومًا أن يتكرر في دائرة مفرغة، حيث لا يجرؤ على الإقرار بأن السبب الحقيقي يكمن في داخلنا، في أفكارنا، في مواقفنا التي قد تكون مجرد بقايا ماضٍ تعيش فينا كما تعيش النار في رماد قديم. في الوقت الذي يبحث فيه الآخرون عن قوتهم، نجد أنفسنا مستغرقين في التشظي والتفرقة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الوطن العربي الحماقات المشكلة النكبات ا أنفسنا

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: ضعف المؤسسات الرسمية الدولية (1)


 

شاب المؤسسات الرسمية الدولية والمحلية ضعف شديد، ظهر أثره على القرارات الدولية الصادرة من مؤسسة مثل الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولى، ولعل فى النصف الثانى من الستينات وخاصة بعد حرب 1967، وما تضمنه قرار رقم 242 من تفسيرات مختلفة ضاعت على أثرها حقوق شعب فلسطين والأراضى المحتلة فى الجولان، وجنوب لبنان، وسيناء حتى إشعار أخر سنة 1973 وإسترداد كامل الأراضى المصرية تارة، بحرب خاطفة، وتارة بحركة دبلوماسية  أيضًا خاطفة قام بها المرحوم الرئيس "السادات" وإستكملها بالتحكيم الدولى على منطقة "طابا" الرئيس الأسبق مبارك " وفى ظل إخفاق المؤسسات الرسمية الدولية، فى تحقيق أهدافها وقدرتها على تطبيق قراراتها المتتالية "ضد دولة إسرائيل" ونتيجة لتخلف طريقة التصويت، داخل هذه المؤسسة، وإستخدام حق "الفيتو" من أصحاب المصالح العليا فى العالم،ظهرت مؤسسات غير رسمية مثل منتدى "دافوس بسويسرا"، ومنتدى "جران مونتانا "بسويسرا أيضًا.
ومن أشهر القضايا التى خرجت من قاعات المؤسسات الدولية الرسمية إلى قاعات المنتديات الدولية (الموازية) "القضية الفلسطينية "فنجد فى 1992 ثم فى رومانيا، فى منتدى جران مونتانا،لقاءات وإجتماعات مع الفلسطينيين (ياسر عرفات) والإسرائيليين (رابين وبيريز) وخرجوا من هناك إلى " أوسلو" لكى تعقد أول إتفاقية بين الجانبين.

ولعل "منتدى دافوس" بمؤتمراته تحت إسم " مينا سوميت" فى " كازابلانكا" بالمغرب سنة 1994، ومحاولة تزاوج "إسرائيل على العالم العربى "ثم مينا سوميت " عمان" الأردن 1995، ثم مينا سوميت " القاهرة" مصر 1996، ثم فشل هذه السلسلة من المؤتمرات بمجىء "نيتنياهو" إلى حكم إسرائيل وفشل المؤتمر "مينا سوميت " الدوحة قطر" 1997 !!.

وبعد توقف عدة سنوات بدأ المنتدى يعقد ندواته فى عمان، وفى البحر الميت وأخيرًا تقرر عقد ندوته القادمة فى شرم الشيخ، وكل ذلك لكى يعوض المؤسسات الرسمية  تقاعسها عن حل المشاكل التى تواجه بلدان العالم سواء إقتصاديًا أو سياسيًا أو حتى عسكريًا.

وإذا لم تصل المؤسسة الرسمية (الأمم المتحدة) إلى ضبط وإصلاح أحوالها، فإن المؤسسات الغير رسمية (الموازية) سوف  يكون لها دور بالغ الأهمية فى العالم  وفى تقريب وجهات النظر الرسمية والأهلية أيضًا، ولا حسد على العائد لأصحاب هذه المنتديات مثل (شواب كلاوس)، (جان بول كارترون) أصحاب هذه المنتديات.
ولعل الحديث عن ضعف المؤسسات الرسمية، يقودنا من الدولى إلى المحلى ولنــا حديــث فيهــا غــدًا.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • منير أديب يكتب: حماس والتهجير
  • أبوبكر الديب يكتب.. هل يطلق "ترامب" النار علي قدميه ؟
  • شقيق ياسمين عبدالعزيز يكتب وصيته ويطلب عدم إقامة عزاء له
  • عدنان الروسان يكتب .. التم المتعوس على خايب الرجا
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • د.حماد عبدالله يكتب: ضعف المؤسسات الرسمية الدولية (1)
  • حزن في الأردن.. حريق يخطف حياة أربعة أطفال
  • عادل حمودة يكتب: أسوأ ما كتب «بوب وود ورد»
  • حريق ينهي حياة أربعة أطفال أشقاء
  • وزير الخارجية الفنزويلي لنظيره الأمريكي: مهووس ومثير للشفقة.. ونحن لن نبيع أنفسنا