استاذ صحة عامة: حقنة هتلر خطيرة وتسبب الوفاة ولا علاقة لها بالأمراض الفيروسية
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
قال الدكتور عبد اللطيف المر أستاذ الصحة العامة، إنّ حقنة البرد أمر خطير جدا، مشددًا، على ضرورة إطلاق حملات توعية للتحذير منها من جانب الإعلام ونقابتي الأطباء والصيادلة.
وأضاف المر، في مداخلة هاتفية مع الإعلاميين رامي الحلواني ويارا مجدي، عبر برنامج «هذا الصباح»، قناة «إكسترا نيوز»، أنّ حقنة البرد سببت بعض الوفيات، وبخاصة في الأرياف، لأنها تتكون من كورتيزون ومضادات حيوية وأحيانا، تكون بكميات كبيرة جدا.
وتابع أستاذ الصحة العامة: «البرد أو الانفلونزا مرض فيروسي وبالتالي فإن حقنة هتلر أو مجموعة البرد ليست مخصصة لها على الإطلاق، ولا ربط بينهما»، مشيرًا، إلى أن الكورتيزون يقلل المناعة ومقاومة الجسم للفيروس، وعندها يشعر المريض براحة كاذبة، وهذا أمر خطير.
وأكد، أن المضادات الحيوية تعالج الأمراض البكتيرية وليست الأمراض الفيروسية مثل الانفلونزا والبرد، مشددًا، على ضرورة التوعية ضد المعلومات المغلوطة بمشاركة الجهات المعنية، وألا يتم صرف الأدوية دون روشتة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
قراءة في الجذور الفكرية للحركة الإسلامية السودانية والحصاد المر
قراءة في الجذور الفكرية للحركة الإسلامية السودانية والحصاد المرالحلقة الثانية :- التاريخ الفكري للحركة الإسلامية من التطفل الي التجريب الاعتباطي !!
عبدالعزيز حسن علي
استعرضت الحلقة الاولي من هذه السلسلة ، بعض الشهادات الموثقة لقادة الحركة الإسلامية السودانية في توصيف حصاد المشروع الإسلامي في تجربته العملية المتمثلة في دولة الإنقاذ. وخلصت الحلقة الي ملاحظات جوهرية حول شهادات الإسلاميين علي عهدهم ( الحضاري) كان أهمها أن القاسم الأكبر بين هذه الشهادات هو الحديث عن الفساد المالي والاخلاقي والاعتراف به والعجز عن مقاومته بواسطة التنظيم الاسلامي . وهو أمر مثير للانتباه والدراسة لجماعة تدَّعي الطهر، والعفاف ، والريادة وتزعم أن دستورها القرآن، وقدوتها ومحمداً صلوات الله وسلامه عليه .
الكائن الطفيلي كما يعرفه علم الاحياء بانه " كائن حي يعيش في او علي كائن حي اخر ، ويأخذ منه الغذاء، وان الطفيلي لا يمكنه ان يعيش بنفسه" . هذا الوصف يصلح تماماً لوصف فكر الحركة الإسلامية ، فالحركة الإسلامية السودانية طوال تاريخها لم تقدم مشروعاً فكرياً متكامل تنقل به المسلمين كما تدعي من الجمود الفكري الي الاحياء والمعاصرة ، وانما ظلت الحركة دوماً تتطفل علي بعض الأفكار والقيم والتجارب هنا وهنالك اما بتشويه استخدامها او بتحويلها الي شعارات فضفاضة ليس لها جذور او نظرية متكاملة التناسق تتحقق بها الاصالة والريادة وتحترم بها عقل الانسان وكرامته .
وللتدليل علي تطفل الحركة الإسلامية ( الفكري) لا نجد افضل من الدكتور حسن الترابي نفسه ، والذي أورد في كتابه "الحركة الإسلامية في السودان المنهج والكسب والتطور" ان الحركة " كانت عالة في زادها الفكري والتنظيمي علي الخارج ، وكانت تتناول غالباً ادبها من كتب الاخوان المسلمين في مصر او كتابات المودودي" . ويضيف الترابي ايضاَ " اخذت الحركة ايضاَ شيئا من منهج التنظيم والحركة من مصدر قد يبدو غريباً وهو الحركة الشيوعية التي كانت غالبة في الأوساط الطلابية وصاعدة في الوسط الحديث عامة" .
رغم حصر الترابي لمصادر زادهم الفكري والتنظيمي في ثلاث مصادر، وهي حركة الاخوان المسلمين المصرية ، وأفكار أبو الاعلي المودودي والحركة الشيوعية السودانية ، لكن الحقيقة ان الترابي تطفل واستنسخ أفكاراً لأخرين ونسبها لشخصه ولم يشر الي ذلك مطلقاً ، مثل اجتهادات الشهيد محمود محمد طه ، والمفكر الجزائري مالك بن نبي ، والمفكر الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله ، وأبو الحسن الماوردي بالإضافة الي ما أورده الأستاذ الحاج وراق في كتابه المميز " حركة الترابي ، والتي اثبت فيها " ان الترابي تطفل علي مائدة الفكر الفلسفي الألماني فاخذ من ديفيد هيوم وهيغل" .
والملاحظ لمساهمات الدكتور حسن الترابي المنشورة انها تفتقد للأمانة العلمية لأنه لا يشير فيها لأحد ولا يحدد أي مراجع استند عليها، ولعل في هذا حيلة للتطفل علي موائد الاخرين الفكرية بدون محاسبة ، وايضاً للتضليل لاتباعه بانه وصل لهذه الأفكار كفاحاً . ولعل هذا الامر يثير التساؤل حول اذا كان يمكن اعتبار الدكتور الترابي في عداد المفكرين حقاً ! اما انه مجرد منظم سياسي لا تحده حدود علمية ، أخلاقية أو وطنية، اعتمد التضليل ، والتلفيق والمواقف المتناقضة في ميكافيلية مازجت بين الثورة والثروة وضعت السلطة نصب عينيها وسارت اليها " لا تبالي بالرياح ".
ولان الأحزاب السياسية تنشأ لحاجة في المجتمع يحدد الترابي في نفس المرجع أعلاه أسباب نشو الحركة الإسلامية السودانية بان السبب في ذلك يعود الي "تنكب القادة الوطنيون لشعائر الدين وشرائعه ، وتورطوا في الفشل والفساد ، واخفقت اكثر النظم في توطيد الطمأنينة والاستقرار للمجتمع او في تأمين حرمة الوطن والدفاع عن ديار الإسلام ، وهكذا ازدحم العالم الإسلامي بصور الفساد والفجور في الاخلاق والاستبداد والاضطراب في السياسة والخيبة والتخلف في الاقتصاد ووجوه الاستعطاف والانكسار الدولي في وجه الصهيونية والإمبريالية". وبالطبع لان يجد القارئ وصفاً افضل من هذا لحصاد تجربة الإسلاميين في الحكم .
يجد الباحث في فكر الحركة الإسلامية السودانية صعوبة حقيقة في الحصول علي كتاب يوضح نظريتها في الحياة والحكم ، وحتي البرامج الموجودة هي برامج سياسية انتخابية في شكل شعارات اكثر من ان تكون دراسات جادة توضح أسس التداول السلمي للسلطة ، او محاربة الفقر او ترسيخ قيم العدالة الاجتماعية . يستثني من هذا الحكم كتاب اوحد للدكتور الترابي بعنوان " السياسة والحكم - النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع “ ، والذي يشير عنوانه ومحتواه الي جانب واحد وهو السياسة والحكم.
ولعجز الحركة الإسلامية عن تقديم نظرية حقيقة من فقه الواقع تعتمد المواءمة بين التراث والحداثة اكتفت الحركة بالشعارات التي تبشر بقيادة العالم اجمع واسلمته ، فانتهت الي التجريب الاعتباطي مجبره بوقائع الحكم والحياة لا الشعارات الموزونة التي تصلح للغناء والحشد وليس بناء الدول والحكم الرشيد ، فاضطرت الي القبول بنائب مسيحي للرئيس في دولة الإسلام ، والقبول بالقروض الربوية واعلاء فقه الضرورة .
يعرف الدكتور حسن الترابي الحركة الإسلامية السودانية بانها " حركة تجديد إسلامي منهجها الإسلام وتلتزم بالشريعة الإسلامية"،
نواصل في الحلقة القادمة مناقشة مفهوم الشريعة الإسلامية في فكر وممارسة الحركة الإسلامية السودانية، وثم نسعي الي الإجابة علي السؤال المركزي : هل يمكن تطبيق الشريعة الإسلامية في عصرنا الراهن ؟ .
abdelazizali@outlook.com