بعد فوز ترامب .. عودة الصفقة واستئناف التطبيع وتمرير مخططات نتنياهو واستمرار حروب الإبادة والترويع
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
سرايا - “عودة الجمهوري دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية ستؤدي إلى استئناف ملف التطبيع مع"إسرائيل" في المنطقة العربية، وتزيد من الدعم الذي تقدمه واشنطن لتل أبيب في حرب الإبادة التي ترتكبها بحق الفلسطينيين بقطاع غزة، وتعزز العدوان على لبنان”.
هذا ما رآه 3 خبراء عرب في تصريحات للأناضول، تعليقا على العهدة الرئاسية الأمريكية الجديدة التي يتولاها ترامب بعد فوزه بالمنصب مجددا، وانعكاساتها على المنطقة العربية أزماتها.
والأربعاء أفادت وكالة “أسوشيتد برس”، بأن ترامب أصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة بحصوله على 277 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، مقابل 224 لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، في الانتخابات التي جرت الثلاثاء.
وعن مآلات ذلك، يقول رئيس مركز رؤية للتنمية السياسية أحمد عطاونة، إن عودة ترامب ستفتح من جديد مجموعة من المشاريع التي بدأها في دورته السابقة (2017- 2021)، وتم تعطيلها خلال فترة الإدارة الديمقراطية”.
تمرير مخططات نتنياهو
وفيما يتعلق بالشق الفلسطيني، يضيف: “هناك خطر حقيقي لعودة ما عرف بصفقة القرن، والتي كانت تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، والمقصود هنا أن يسمح للاحتلال الإسرائيلي بفرض سياساته في قطاع غزة وفي الضفة الغربية”.
ويوضح أن “ترامب سيعمل بكل جهده على تمرير سياسات الحكومة الفاشية المتطرفة التي تحكم الكيان الصهيوني (برئاسة بنيامين نتنياهو)، مثل ضم مناطق في الضفة الغربية، ومحاولة إملاء بعض الحلول الجزئية على الأرض”.
عطاونة يشير إلى أن “هذا لا يعني بالضرورة نجاح هذه السياسات، لأن الشعب الفلسطيني سيستمر في مقاومته لأي مشاريع تصفية للقضية، ولن يسمح بذلك مهما كلفه ذلك من ثمن”.
وعن سياسة ترامب على صعيد المنطقة، يرى أن “ترامب سيبذل جهدا وضغوطا جدية على الأطراف المختلفة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، لكن بما يخدم أمن ومصالح تل أبيب”.
ويتابع: “قد يمارس الضغط المباشر على الأطراف المنخرطة في الصراع، بمعنى الاستمرار في تسليح"إسرائيل" وتزويدها بالإمكانيات للمواجهة في لبنان وفي قطاع غزة”.
وينبه إلى أن “هناك ضغوطا أخرى، قد تكون على إيران وبعض الدول في المنطقة العربية لكي تضغط من أجل وقف إطلاق النار بما يخدم مصالح إسرائيل”.
ويرجح عطاونة “عودة التطبيع الإجباري لبعض القوى العربية (لم يسمها)، وقد يدفع ترامب بشكل جدي وكبير من أجل تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية دون الالتفات كثيرا إلى مصلحة الفلسطينيين”.
ويختم حديثه بالقول إن ترامب “جاء بدعم من اليمين الأمريكي، وبالتالي سيكون أكثر انسجاما مع الحكومة اليمينية الفاشية في إسرائيل، وهذا يشكل خطرا جديا على المنطقة، ويحتاج إلى تماسك وتعاضد الدول العربية والإسلامية”.
وفي أكثر من مناسبة، أكد مسؤولون سعوديون أنه لا يمكن تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب إلا بعد إقامة الدولة الفلسطينية.
وخلال ولاية ترامب السابقة، وبإشراف مباشر من الولايات المتحدة، وقعت"إسرائيل" مع الإمارات والبحرين، في البيت الأبيض بواشنطن منتصف سبتمبر/ أيلول 2020 اتفاقيات لتطبيع العلاقات.
ولاحقا في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، أعلن المغرب استئناف علاقاته مع"إسرائيل" بعد أن علقها في العام 2000، وترقيتها إلى علاقات رسمية تشمل تبادل السفراء والسفارات.
إيران أمام مفترق طرق
من ناحيته، يقول أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر علي باكير: “هناك انتصار ساحق لترامب، ليس على مستوى الانتخابات الرئاسية إنما أيضا في الكونغرس ومجلس الشيوخ، ومن الواضح أن هذا سيعطيه دفعة قوية لولايته القادمة، وسيمكنه من إحداث التغييرات التي يسعى إليها”.
ويصف باكير ترامب بأنه “شخص غير متزن، إلا أن التجربة السابقة ممكن أن تعطينا فكرة عن السياسات التي قد يتبعها في المنطقة”.
ويؤكد أن “دعمه لإسرائيل لن يقل عن الدعم الذي قدمه الديمقراطيون، بل سيزيد، وقد يسعى خلال ولايته إلى إبرام تسويات أسوأ من الحروب”.
ويستشهد على ذلك بالقول إن “التسوية التي حاول فرضها بصفقة القرن كانت مقدمة لما يحصل الآن في المنطقة من تفاعلات سلبية وحرب إبادة إسرائيلية بحق الفلسطينيين، وبالتالي فإن التسويات التي قد يفرضها ربما تكون مقدمة لحروب أسوأ”.
وبعد نحو شهرين، سيغادر الجمهوريون البيت الأبيض، تاركين خلفهم دعما مطلقا قدموه لإسرائيل في إبادتها لقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، وهو ما اعتبره الفلسطينيون مسؤولية مباشرة لواشنطن وضوءا أخضر لتل أبيب في المجازر المتواصلة.
وفيما يتعلق بالملف الإيراني، يؤكد الأكاديمي أن “طهران ستجد صعوبة في التعامل مع ترامب، وهذا سيزيد الأمور تعقيدا بالنسبة للحسابات الإيرانية، وسيضغط على النظام في طهران بشكل كبير قد يحجمه إقليميا”.
ويضيف باكير: “في حال حاول النظام الإيراني اللجوء لسياسته التقليدية فقد يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب إقليمية”.
أما خليجيا، فيقول باكير إن “ترامب كان جزءا أساسيا من الأزمة الخليجية 2017، ورغم أن البعض لا يتوقع أن تعاد نفس الكرة، لكن يجب الاستعداد لجميع السيناريوهات”.
ومستدلا على صحة كلامه، يؤكد باكير أن “الأشخاص الذين كانوا إبان الأزمة السابقة لا يزالون موجودين في السلطة، وصهره جاريد كوشنير سيكون جزءا أساسيا أيضا من تحركاته الإقليمية، وهو يتمتع بعلاقات ممتازة جدا مع الإمارات والسعودية”.
ويرجح الأكاديمي حدوث “تنافس خليجي- خليجي على كسب ود ترامب، وشراء نفوذ داخل أمريكا، وهذا ينعكس سلبا على وضع دول المنطقة”.
العراق أيضا
أما الكاتب والباحث العراقي نظير الكندوري، فبقول: “أصبح واضحا مدى تأثير أحداث الشرق الأوسط وبالأخص الإبادة الإسرائيلية في غزة على نتائج الانتخابات الأمريكية، وبالتالي نحن أمام مرحلة ستشهد انقلابا في السياسة الأمريكية”.
ويعتبر الكندوري أن “هذا الانقلاب السياسي لن يكون تأثيره على داخل الولايات المتحدة فحسب، إنما سيكون تأثيره أيضا على الكثير من المناطق بالعالم ومنها بالتأكيد منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي والعراق”.
ومن زاوية مغايرة، يرى الكندوري أن “وصول ترامب للرئاسة سيعجل من نهاية الإبادة الإسرائيلية في غزة والعدوان على لبنان”.
ويردف مفسرا: “يجب ألا نعتمد على الشعارات التي كان يرفعها خلال حملته الانتخابية التي أبدى فيها تأييدا غير محدود لنتنياهو في حربه على غزة، هو رجل لا يريد الحروب ويجنح إلى الحلول السلمية عبر الصفقات”.
ويرجح الباحث العراقي أن تستأنف اتفاقيات التطبيع بين دول عربية لا سيما في الخليج، وإسرائيل.
وفيما يخص بلاده، يقول الكندوري إن “أمر العراق متعلق بسياسة واشنطن تجاه إيران، على اعتبار أن إيران تمتلك نفوذا كبيرا بالعراق، وبالتالي فإن المتوقع من سياسة ترامب تجاه إيران، المزيد من التشدد وفرض عقوبات إضافية عليها”.
ويستدرك: “هذا لا يعني أنه سوف يدخل معها في حرب، بل من المرجح أن يشدد ترامب في تعامله مع القيادة السياسية العراقية المقربة من إيران لعزلها عن الأخيرة، ومن المتوقع أن يعمل على تحييد الميليشيات المنتشرة”.
ويلفت إلى أن “القيادة السياسية في العراق ومعها الميليشيات المدعومة من إيران، إذا لم تتكيف مع الوضع الجديد الذي حصل في البيت الأبيض فإن مصيرهم ربما سيكون في طريقه للتغيير”، مذكرا بأن واشنطن وفي عهدة ترامب السابقة اغتالت قاسم سليماني رئيس فيلق القدس السابق، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
ويختم حديثه بالقول: “من المتوقع أن تقوم النخب السياسية العراقية ومعها الميليشيات بالانحناء للعاصفة ومحاولة استرضاء أمريكا أو التحايل على عقوباتها، وعكس ذلك فإن ترامب لن يتوانى عن العمل لإحداث تغييرات جوهرية في العملية السياسية العراقية لتتوافق مع سياسات واشنطن”.
وفي يناير/ كانون الثاني 2020، قتل سليماني، وأبو مهدي المهندس، إثر قصف صاروخي من جانب القوات الأمريكية استهدف سيارتين كانا يستقلانها على طريق مطار بغداد.
رأي اليومإقرأ أيضاً : الكنيست يصادق على قانون ترحيل عائلات "منفذي العمليات"إقرأ أيضاً : حلف الناتو : افتتاح مكتب عمّان لا علاقة له بتوترات الشرق الأوسط
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع صفحتنا على تيك توك
وسوم: #العالم#الخليج#المغرب#الإمارات#ترامب#إيران#المنطقة#الوضع#قطر#لبنان#السعودية#أمريكا#سليماني#العراق#الكونغرس#سياسة#اليوم#الخليجية#الحكومة#الدولة#أمن#العمل#القدس#غزة#علي#أحمد#الشعب#الرياض#الثاني#رئيس#الرئيس#القوات
طباعة المشاهدات: 803
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 07-11-2024 12:45 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: ترامب المنطقة ترامب المنطقة ترامب الرئيس رئيس أحمد ترامب غزة الحكومة الشعب سياسة ترامب أمن لبنان إيران المنطقة ترامب السعودية ترامب الحكومة الرياض الدولة ترامب الإمارات المغرب قطر علي الكونغرس ترامب المنطقة غزة الخليجية الإمارات غزة ترامب غزة العراق إيران سياسة ترامب ترامب إيران العراق الوضع ترامب سليماني رئيس القدس رئيس أمريكا ترامب العمل الثاني القوات العالم الخليج المغرب الإمارات ترامب إيران المنطقة الوضع قطر لبنان السعودية أمريكا سليماني العراق الكونغرس سياسة اليوم الخليجية الحكومة الدولة أمن العمل القدس غزة علي أحمد الشعب الرياض الثاني رئيس الرئيس القوات فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
شرطة غزة.. قوات أمن أعادت حماس تأسيسها واستهدفتها حروب إسرائيل
شرطة قطاع غزة هي جزء من الشرطة الفلسطينية التي استحدثت عقب اتفاق أوسلو، ثم أصبح قوامها فيما بعد من القوة التنفيذية التي شكلها وزير الداخلية سعيد صيام بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على القطاع عام 2007.
استهدف الاحتلال الإسرائيلي مؤسسيها وقادتها ومنتسبيها، وبدأ عملية الرصاص المصبوب (التي ردت عليها المقاومة بـ"معركة الفرقان") في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 بغارات متزامنة على مقراتها، بما في ذلك مقر كان يشهد حفل تخريج دفعة جديدة.
وأثناء العدوان الذي أعقب عملية طوفان الأقصى أواخر 2023 وصل عدد شهداء شرطة غزة إلى 1400، من بينهم القائد العام اللواء محمود صلاح ومدير العمليات اللواء توفيق المبحوح، اللذين كانا يشرفان على تأمين وصول المساعدات الإنسانية.
النشأة والتأسيستعود جذور شرطة غزة إلى الشرطة الفلسطينية التي استحدثت عقب اتفاق أوسلو واتفاق إعلان المبادئ عام 1993، ثم الاتفاقية الانتقالية بواشنطن عام 1995، والتي نصت على تشكيل قوة شرطية فلسطينية تتبع وزارة الداخلية.
وبعد أن تولى القيادي في حركة حماس سعيد صيام منصب وزير الداخلية عقب فوز الحركة بأغلب مقاعد المجلس التشريعي في انتخابات عام 2006، شكل قوة تنفيذية لمساندة الأجهزة الأمنية، بسبب موالاة قادتها لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وللرئيس محمود عباس.
إعلانوضمت القوة الجديدة خليطا من عناصر المقاومة يقدر بنحو 5 آلاف عنصر، وانتشرت لأول مرة في شوارع غزة يوم 17 مايو/أيار 2006، ثم وصل تعدادها في العام الأول إلى 6300 عنصر.
وعقب سيطرة حركة حماس على مقرات الأجهزة الأمنية في القطاع يوم 14 يونيو/حزيران 2007 فيما سمته "يوم الحسم"، اندمج منتسبو القوة التنفيذية في الأجهزة التي تعمل تحت لواء الشرطة في القطاع.
المهام والهيكلةحدد اتفاق أوسلو واتفاق إعلان المبادئ والاتفاقية الانتقالية مهام وأهداف الشرطة الفلسطينية في حماية الأمن الداخلي، وإشاعة الشعور بالأمن والاطمئنان، ومنع الجريمة، ومواجهة العنف والإرهاب ومنع التحريض عليهما، إضافة إلى المهام الاعتيادية للشرطة.
وظل الالتحاق بالشرطة في كل من الضفة الغربية وغزة، منذ تأسيسها وحتى عام 2006، شبه محصور على منتسبي حركة فتح، بسبب اشتراط الموافقة الأمنية من جهازي الأمن الوقائي والمخابرات.
بينما ضمت القوة التنفيذية في قطاع غزة عناصر من مختلف قوى المقاومة، وتركزت مهامها على إنهاء الفلتان الأمني، والقبض على اللصوص، وتحرير المختطفين، وفض المشاكل العائلية، والقبض على تجار المخدرات ومداهمة أوكارهم، إضافة إلى حماية المؤسسات الفلسطينية والوزارات.
ثم حصلت تغييرات عدة في هيكلة جهاز الشرطة عقب سيطرة حماس على غزة حتى أصبحت منظومته الإدارية تقدر بـ 35 ما بين إدارة عامة ووحدة، كما أعيد تشكيل جهاز الأمن الوقائي وتغيير اسمه إلى الأمن الداخلي وأنشئت كلية للشرطة عام 2009.
الأعلام والرموز مسؤول عمليات الشرطة اللواء فايق المبحوح في غزة اغتالته إسرائيل عام 2024 (مواقع التواصل الاجتماعي) وزير الداخلية سعيد صياممن مواليد 1959 في مخيم الشاطئ للاجئين بغزة، تولى منصب وزير الداخلية الفلسطينية بعد فوز حركة حماس في انتخابات 2006.
شكل القوة التنفيذية التي أصبحت قوام شرطة قطاع غزة بعد سيطرة حركة حماس على مقرات الأجهزة الأمنية.
إعلاناغتالته إسرائيل في 15 يناير/كانون الثاني 2009، أثناء عدوانها على قطاع غزة في عملية الرصاص المصبوب (معركة الفرقان).
اللواء توفيق جبرمن مواليد عام 1953، وانتمى لحركة فتح مطلع ستينيات القرن الـ20، وعمل في جهاز المخابرات في غزة عام 1994، ثم إدارة العلاقات العامة بجهاز الشرطة.
وبعد سيطرة حركة حماس على غزة، ترأس قيادة جهاز الشرطة في الحكومة الفلسطينية المقالة، واستشهد رفقة العشرات من رجاله في قصف إسرائيلي أثناء حفل تخريج عناصر من الشرطة بغزة في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008.
العقيد إسماعيل الجعبريمن مواليد 1974 في مخيم خان يونس، قضى نحو 5 سنوات في السجون الإسرائيلية ما بين 1998 و2003، وكان أحد مؤسسي جهاز الأمن والحماية ورئيسه، وهو جهاز أمني لحراسة الشخصيات الرسمية وضيوف قطاع غزة.
استشهد وهو في مكتبه أثناء الهجوم الإسرائيلي المتزامن على مقرات شرطة غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008.
اللواء فائق المبحوحمن مواليد عام 1968، اعتقل في السجون الإسرائيلية طيلة الفترة ما بين 1991 و2007، وعمل بجهاز الشرطة في غزة وتدرج في المناصب داخله، ثم أصبح المدير العام للعمليات المركزية في وزارة الداخلية والأمن الوطني.
اغتالته قوات الاحتلال يوم 18 مارس/آذار 2024 بعد أن ظل ينسق تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال غزة أثناء الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع عقب عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
اللواء محمود صلاحمن مواليد عام 1974 في قطاع غزة، التحق بجهاز الشرطة الفلسطينية منذ تأسيسه، وشغل عددا من المناصب والمسؤوليات الأمنية.
تولى منصب المدير العام للشرطة الفلسطينية في قطاع غزة عام 2019، وأثناء حرب الإبادة التي أعقبت طوفان الأقصى قاد عمليات ناجحة لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى جنوب قطاع غزة، وتصدى لقطاع الطرق المدعومين من الاحتلال، قبل استشهاده في 02 يناير/كانون الثاني 2025.
إعلان هدف لحروب إسرائيلمنذ وقت مبكر بعد تأسيسها كانت شرطة غزة هدفا للاحتلال الإسرائيلي، سواء من خلال اغتيال القادة والعناصر أو تدمير البنى التحتية واللوجستية، وهو ما تعتبره حكومة غزة ومنظمات حقوقية سعيا لإشاعة الفوضى ونشر الجريمة وزيادة المعاناة الإنسانية.
ففي يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية الرصاص المصبوب (معركة الفرقان)، التي بدأها بغارات متزامنة على معظم مقرات الشرطة في أنحاء القطاع، واستهدف أحدها حفل تخرج في مجمع للشرطة بمدينة غزة وتناثرت أشلاء جثث الشهداء على الأرض.
وبلغ شهداء شرطة غزة في هذه الحرب نحو 300 من بينهم وزير الداخلية ومؤسس شرطة القطاع سعيد صيام، والمدير العام للشرطة اللواء توفيق جبر، وقائد جهاز الأمن والحماية العقيد إسماعيل الجعبري، فضلا عن تدمير عشرات المواقع الأمنية بالكامل.
وأثناء حروب إسرائيل على قطاع غزة في 2012 و2014 و2019 و2021 و2022 كان قادة ومنتسبو الشرطة فضلا عن مقراتها ووسائلها اللوجستية أحد أبرز أهداف الاحتلال.
وعقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 15 يناير/كانون الثاني 2025 أعلنت الشرطة في قطاع غزة، أن عدد الشهداء من قادتها وضباطها ومنتسبيها أثناء الحرب التي أعقبت عملية طوفان الأقصى بلغ أكثر من 1400، إضافة إلى 1950 مصابا، و211 معتقلا.
كما تعرضت مئات المركبات وجميع المقار والمراكز التابعة لشرطة غزة للتدمير أثناء الحرب، وفق ما أعلن عنه مدير المكتب الإعلامي في الجهاز محمد الزرقا في مؤتمر صحفي.
خطة للانتشار بعد الحربتزامنا مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025 انتشر عناصر شرطة غزة في مناطق مختلفة من القطاع وسط ترحيب كبير من المواطنين، وهو ما أثار ردود فعل واسعة في الرأي العام الإسرائيلي حول دلالاته.
وأعلنت وزارة داخلية غزة عن "خطة استنفار لكل مكوناتها وبأجهزتها المختلفة لبدء الانتشار الواسع في كل محافظات القطاع مع دخول اتفاق وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ".
إعلان